لا فضل لمتظاهر على متظاهر إلا بالهتاف الصادر من القلب، ولا فضل لثائر على ثائر إلا بإخلاص النية فى التغيير وإزاحة الذين قزموا مصر وأنزلوها من الأعلى إلى الحضيض.
الملايين الهادرة فى ميدان التحرير بالقاهرة والقائد إبراهيم بالإسكندرية والمنصورة والزقازيق والمحلة وبورسعيد والسويس والإسماعيلية والصعيد، هؤلاء هم مصر الطاهرة النقية.. مصر التى استيقظت ولن تعود إلى رقودها مرة أخرى، مهما حاولت كتائب الإعلام المنحط تلويث نقاء النهر، مهما حاول الساقطون الدفع بتعزيزات جديدة من الكذابين والمثبطين والمحبطين.
إنهم لا يتعلمون أبدا، وكأنهم لايزالون يعيشون فى الثمانينيات، عندما كانوا يأتون بمخبرين فى ندوات تليفزيونية لتمثل أدوار الإرهابيين التائبين.. عشية مليونية الرحيل استضافوا وجوها تنطق بالجهل والدناءة، تحدثت باعتبارها من صانعى ثورة التحرير الذين تابوا وأنابوا وندموا على أنهم طالبوا برحيل الرئيس.
لقد أقدمت معظم الفضائيات الخاصة على الانتحار المهنى والأخلاقى قبل ساعات من انطلاق مظاهرات ثورة مصر، أمس، كلهم ظهروا فى حالة ارتداد ونكوص مهنى حادة، ولن يمنعنى الحرج من أن أذكر بالاسم الذين نجوا من دوامات السقوط الإعلامى، لن أتردد فى أن أرسل الورود لمحمود سعد الذى اتخذ قراره بالخروج من المسخرة، ودينا عبدالرحمن التى اعتصمت بضميرها الإنسانى والوطنى، وقررت ألا تكون فى طابور المزيفين، وسها النقاش التى ثارت على القبح المتدفق فى قنوات التليفزيون الرسمى.
وهناك آخرون حاولوا قدر الاستطاعة الاحتفاظ بحد أدنى من الاحترام، غير أن الثلاثة الذين ذكرتهم كانوا أكثر وضوحا وحسما واتساقا مع ذواتهم.
وعلى مستوى السياسيين سيسجل التاريخ قافلة النور التى أضاءت الطريق أمام الثورة، بدءا من حركة كفاية 2004 التى جعلت حديث التغيير خبزا يوميا فى كل بيت، حتى ظهر محمد البرادعى الذى أنزل حلم التغيير من السماء إلى الأرض، والجمعية الوطنية للتغيير، وشباب 6 أبريل، وكل الحركات الشبابية التى انتفضت وثارت والمثقفون والفنانون الشرفاء.
إن المشهد كان مهيبا وجليلا وأنا أصافح عمرو موسى قبل أن ينطلق للالتحاق بالمظاهرة فى ميدان التحرير ومعه نبيل العربى وأحمد كمال أبوالمجد وعمار الشريعى وسلامة أحمد سلامة وإبراهيم المعلم.. رأيتهم جميعا شبابا نضرا يانعا تلمع أعينهم بالحلم بمصر جديدة، كبيرة وعاقلة وناضجة.
لقد فشلت اللعبة القذرة التى شاركت فيها أحزاب المعارضة المستأنسة وفضائياتها المسكونة بخفافيش التزييف والتدليس فى تكفير الشعب المصرى بثورته، وذهبت محاولاتهم لتلويث الثوب الناصع بالادعاء بأن المعتصمين فى ميدان التحرير من الإخوان المسلمين، وعملاء الأجندات الخارجية، وظهر الحق وعرف الناس أن مصر كلها فى الميدان، بيسارها ويمينها ووسطها وشبابها وشيوخها ونسائها وأطفالها.
إنه الفجر يطلع على مصر، والمطر الأخضر يهطل لينظفها وينقيها ويعيد إليها بصرها وبصيرتها.
لقد كان أمامه أن يرحل بكرامته، وكان أمام رجاله أن يقنعوه بالرحيل، بدلا من الاستجداء وتسول العطف، غير أن أحدا لم يفهم.
الملايين الهادرة فى ميدان التحرير بالقاهرة والقائد إبراهيم بالإسكندرية والمنصورة والزقازيق والمحلة وبورسعيد والسويس والإسماعيلية والصعيد، هؤلاء هم مصر الطاهرة النقية.. مصر التى استيقظت ولن تعود إلى رقودها مرة أخرى، مهما حاولت كتائب الإعلام المنحط تلويث نقاء النهر، مهما حاول الساقطون الدفع بتعزيزات جديدة من الكذابين والمثبطين والمحبطين.
إنهم لا يتعلمون أبدا، وكأنهم لايزالون يعيشون فى الثمانينيات، عندما كانوا يأتون بمخبرين فى ندوات تليفزيونية لتمثل أدوار الإرهابيين التائبين.. عشية مليونية الرحيل استضافوا وجوها تنطق بالجهل والدناءة، تحدثت باعتبارها من صانعى ثورة التحرير الذين تابوا وأنابوا وندموا على أنهم طالبوا برحيل الرئيس.
لقد أقدمت معظم الفضائيات الخاصة على الانتحار المهنى والأخلاقى قبل ساعات من انطلاق مظاهرات ثورة مصر، أمس، كلهم ظهروا فى حالة ارتداد ونكوص مهنى حادة، ولن يمنعنى الحرج من أن أذكر بالاسم الذين نجوا من دوامات السقوط الإعلامى، لن أتردد فى أن أرسل الورود لمحمود سعد الذى اتخذ قراره بالخروج من المسخرة، ودينا عبدالرحمن التى اعتصمت بضميرها الإنسانى والوطنى، وقررت ألا تكون فى طابور المزيفين، وسها النقاش التى ثارت على القبح المتدفق فى قنوات التليفزيون الرسمى.
وهناك آخرون حاولوا قدر الاستطاعة الاحتفاظ بحد أدنى من الاحترام، غير أن الثلاثة الذين ذكرتهم كانوا أكثر وضوحا وحسما واتساقا مع ذواتهم.
وعلى مستوى السياسيين سيسجل التاريخ قافلة النور التى أضاءت الطريق أمام الثورة، بدءا من حركة كفاية 2004 التى جعلت حديث التغيير خبزا يوميا فى كل بيت، حتى ظهر محمد البرادعى الذى أنزل حلم التغيير من السماء إلى الأرض، والجمعية الوطنية للتغيير، وشباب 6 أبريل، وكل الحركات الشبابية التى انتفضت وثارت والمثقفون والفنانون الشرفاء.
إن المشهد كان مهيبا وجليلا وأنا أصافح عمرو موسى قبل أن ينطلق للالتحاق بالمظاهرة فى ميدان التحرير ومعه نبيل العربى وأحمد كمال أبوالمجد وعمار الشريعى وسلامة أحمد سلامة وإبراهيم المعلم.. رأيتهم جميعا شبابا نضرا يانعا تلمع أعينهم بالحلم بمصر جديدة، كبيرة وعاقلة وناضجة.
لقد فشلت اللعبة القذرة التى شاركت فيها أحزاب المعارضة المستأنسة وفضائياتها المسكونة بخفافيش التزييف والتدليس فى تكفير الشعب المصرى بثورته، وذهبت محاولاتهم لتلويث الثوب الناصع بالادعاء بأن المعتصمين فى ميدان التحرير من الإخوان المسلمين، وعملاء الأجندات الخارجية، وظهر الحق وعرف الناس أن مصر كلها فى الميدان، بيسارها ويمينها ووسطها وشبابها وشيوخها ونسائها وأطفالها.
إنه الفجر يطلع على مصر، والمطر الأخضر يهطل لينظفها وينقيها ويعيد إليها بصرها وبصيرتها.
لقد كان أمامه أن يرحل بكرامته، وكان أمام رجاله أن يقنعوه بالرحيل، بدلا من الاستجداء وتسول العطف، غير أن أحدا لم يفهم.
No comments:
Post a Comment