Saturday, July 28, 2012

مينا دانيال ومحمد محسن وجمال عبدالناصر


وائل قنديل
الثلاثاء 24 يوليو 2012
فى يوم واحد تحل ذكرى ٢٣ يوليو «حركة الضباط التى صارت ثورة» مع بداية استشهاد محمد محسن، شهيد تحريض العسكر ضد الثوار فى موقعة العباسية، الذى أصيب فى رأسة ورفضت المستشفيات علاجه، مع عيد ميلاد الشهيد مينا دانيال الذى لقى حتفه فى موقعة المدرعات العسكرية المجنونة عند ماسبيرو.
البعض يرى تناقضا بين الاحتفال بثورة أسست لحكم العسكر، والاحتفال فى الوقت ذاته باثنين من شهداء «العسكرة» وقد يكون هذا صحيحا لو اعتبرت أن «عسكر يوليو» هم أنفسهم «عسكر يناير 2011»، غير أنه من الإنصاف القول إن فرقا كبيرا بين أولئك وهؤلاء.
لقد مارس بعض ضباط ثورة يوليو العمل السياسى وقرأوا وتثقفوا وامتزجوا بالشارع وتعرفوا على نبضه وإيقاعه قبل ١٩٥٢، فاحتشدوا بكل عناصر وعوامل الثورة، فكان التحرك صباح الثالث والعشرين من يوليو وكان الاصطفاف الشعبى فيما بعد حول حلم قومى كبير، أجهضته أخطاء وخطايا كارثية بعد حين.
أما يناير 2011 فكانت أول ثورة شعبية غير مسلحة، ولا تصدق الذين يثرثرون بأنهم كانوا على علم مسبق بها، أو أنهم توقعوها وحذروا منها، فالحاصل أن الكل بهت بهذا الإبداع المدنى المباغت، فراح يجرى حساباته السريعة، للقفز فى القطار قبل أن يدهسه، باحثا فى قاموسه الفقير عن عبارات يتغزل بها فى الشباب والثوار، بينما هو ألد الخصام.
وأزعم أن هناك اختلافا بين ثورة يوليو وثورة يناير لكن هذا لا يعنى بالضرورة أن هناك خلافا بينهما، أو أن ثورة يناير فى خصومة أو تناقض مع ثورة يوليو، وعليه فلا غضاضة فى أن يحتفل البعض بعبدالناصر ومينا دانيال ومحمد محسن فى لحظة واحدة، تماما كما كان مصريون يرفعون صور عبدالناصر فى التحرير بكل عفوية، ودونما شعور بتناقض أو ازدواجية، إدراكا منهم بأنه من الظلم والعبث أن تلصق سنوات حكم حسنى مبارك الكارثية بثورة يوليو أن يجرى التعامل معه باعتباره امتدادا لجمال عبدالناصر.
وأحسب أن أحدا لم يلحق إهانة بجمال عبدالناصر أكثر من أولئك الذين باسمه تمترسوا خلف مرشح الثورة المضادة أحمد شفيق، بزعم حماية الدولة المدنية، وغيرهم ممن نشطوا فى تبرير كل المذابح والمجازر التى ارتكبت بحق شباب وشابات ثورة يناير بزعم الحفاظ على هيبة الجيش وتماسكه والتصدى لتقسيم مصر واحتلالها.
وليس معنى أن غالبية مستشارى السوء الذين سوغوا للمجلس العسكرى كل ممارساته القمعية ضد ثورة يناير من مرتدى قمصان عبدالناصر، أن نتجاهل قيمة الرجل ودوره التاريخى أو نهيل التراب على ما قدمه لوطنه.. فهؤلاء أخطر على تاريخ عبدالناصر من ألد أعدائه الواضحين.

«العفو الدولية» تطالب مرسي بالتحقيق في دور مصر وعمر سليمان في «الترحيل السري»



طالبت منظمة العفو الدولية، الرئيس محمد مرسي، بأن ينفذ وعده بإرساء دولة سيادة القانون، ويأمر بإجراء تحقيق كامل في دور السلطات المصرية والمخابرات في برنامج الترحيل السري، وتقديم من تثبت مسؤوليتهم إلى العدالة.
وأوضحت المنظمة الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومقرها لندن، في البيان الصادر عنها، الخميس، أنه بين عامي 2000 و2006، ألقي القبض على عدد غير معروف من الأشخاص المشتبه في صلتهم بالإرهاب واختطفوا من أنحاء مختلفة في دول العالم، ونقلوا قسرًا وسرًا إلى مصر دون اتباع الإجراءات القانونية، وتم التحقيق معهم في الحبس الانفرادي لفترات طويلة وتعرضوا للتعذيب في جهاز أمن الدولة، وجهاز المخابرات العامة خلال رئاسة سليمان له، حسب بيان المنظمة.
وذكرت المنظمة أن السلطات المصرية يجب أن تسعى إلى محاسبة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت خلال عمليات الترحيل السري إلى مصر مع بداية الألفية الثالثة، بعد وفاة عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة السابق، وألا تغلق هذه الصفحة دون المحاسبة.
وأضافت المنظمة أن سليمان، الذي عمل أيضًا لمدة 14 يومًا في منصب نائب الرئيس خلال الأيام الأخيرة من حكم حسني مبارك، «متهم بأنه العقل المدبر لعمليات الترحيل إلى مصر».
وذكرت أنه لسنوات ظلت الأسئلة حول عمليات الترحيل إلى مصر دون جواب، داعية إلى أن تؤدي وفاة عمر سليمان إلي إجراء تحقيقات مستقلة وحيادية طال انتظارها عن دور مصر في عمليات الترحيل في البرنامج الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأكدت «العفو الدولية» أن رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف اعترف خلال زيارة قام بها إلى الولايات المتحدة في مايو 2005، بأنه تم نقل 60 أو 70 شخصًا إلى مصر من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية منذ سبتمبر 2001، وخلال زيارة أخرى إلى لندن في مارس 2006 عندما سُئل عن هذا البيان قال «إن هذا الرقم يختلف مع مرور الوقت، ولذلك فمن الصعب جدًا أن نعلق عليه» حسب المنظمة.
وأشارت «العفو» إلى أن البيانات الصادرة من المسؤولين بالحكومة المصرية لم تحدد السلطات المسؤولة عن عمليات التوقيف والاعتقال، أو تحدد إذا كان المحتجزون لديهم إمكانية الوصول إلى العالم الخارجي، أو ما إذا كانت هناك خطط لتوجيه اتهامات للمعتقلين ومحاكمتهم، مضيفة أن السلطات المصرية فشلت أيضًا في الكشف عن هويات المعتقلين وظروف عودتهم.
وذكرت المنظمة الدولية أن مصر كانت وجهة رئيسية في الحرب العالمية على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة، وحتى الآن لم يتم التحقيق مع أي مسؤول مصري فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت ضد ضحايا عمليات الترحيل السري.

فريدة الشوباشي: انبهرت بعدالة عمر وليس "بلحيته



قوية, صادقة إلي أبعد الحدود, عنيدة جدا في الحق, صريحة إلي الدرجة التي يمكن أن تسبب لها الكثير من المآزق. تجدها دائما مهمومة بمشكلات الوطن والمواطنين, وحين تتحدث تتدفق كلماتها بقوة معبرة عن أفكارها وقناعاتها دون أي حسابات
إنها الكاتبة والإذاعية المخضرمة فريدة الشوباشي. صعيدية النشأة والشخصية, رفضت علي مدار حياتها الانصياع لكل ما يمس عروبتها ووطنها, وبذلت في سبيل ذلك الكثير من التضحيات واليوم تعود لتؤكد موقفها من أي مساس بالشخصية المصرية ووحدة الوطن. في حوارها مع الأهرام امتزج الخاص بالعام والحاضر بالماضي في وصف المشهد السياسي بعد الثورة. لتروي كيف جذبها عدل عمر بن الخطاب ومواقفه من المسيحية إلي الإسلام, متساءلة أين نحن من هذا الإسلام الآن ومؤكدة أن المصريين عنصر واحد منذ فجر التاريخ وليسوا عنصرين.
تقول إنها لم تصبح ناصرية الفكر والهوي و الوجدان الا في9 يونيو, حين علمت الي أي مدي كان عبد الناصر عدوا لاسرائيل و أمريكا, تؤمن بالعدالة الاجتماعية وانحياز ناصر للفقراء, وتري أن سياسة الانفتاح الاقتصادي والفرز الطائفي أولي خطوات تخريب مصر, تثق في قدرات الشعب المصري وإمكاناته وخصوصية المصريين وتفردهم وحقهم في مكانة لائقة جديرة بمصر الحضارة, تزوجت صغيرة من الكاتب المسلم اليساري علي الشوباشي رغم معارضة الأهل, واستمرت في مقاومتها رغم اعتقاله سياسيا بعد عدة أشهر من الزواج, وبعد سفرهما إلي فرنسا كانت لها مواقفها وهي مذيعة لامعة في مونت كارلو انتهت بفصلها عن العمل بسبب رفضها مقابلة شيمون بيريز, وتمرير تصريح لسلمان رشدي صاحب آيات شيطانية. مواقف حادة وثابتة فهي لا تخشي في الحق لومة لائم ولا تعرف إلا ان تكون هي كما تريد أن تكون, وتؤمن دائما بأنه قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
بسؤالها عن رأيها في المشهد السياسي الآن وهي من كانت شاهدة علي عدة مراحل من حياة مصر. قالت بنبرة يسودها قدر كبير من الشجن
إن الواقع السياسي الذي نعيشه يعبر عن حالة من الفوضي والضبابية, فهناك من يحاولون نزع الطريق منا, وأخذ الناس بعيدا عن الشعار الأساسي للثورة وهو العدالة الاجتماعية. فهذه ليست المسارات التي تليق بمصر بعد ثورة عظيمة مثل ثورة يناير.خاصة أن الفجوة التي حدثت بين أثرياء هذا الوطن وفقرائه أصبحت شديدة القبح لا تليق بأي دولة في العالم. فنحن لم نقم بثورة لأن مبارك كان قبطيا أو لأننا كنا كفارا أو لأنه كان هناك اضطهاد للمسلمين, فقد كنا جميعا مضطهدين من النظام السابق وعانينا منه وقلنا عيش حرية, عدالة اجتماعية. ولم يكن للشعارات المرفوعة الآن من بعض تيارات الإسلام السياسي وجود. فهم قد لحقوا بالثورة, والآن يريدون تسيير الجماهير في اتجاه مختلف. فالثورة قامت لغرض اقتصادي واجتماعي لا لكي نستكمل طريق النظام السابق. وأن يكون رجال الأعمال شركاء مع النظام الجديد. وهناك من يحاولون إفهامنا أنهم أتوا ليعلمونا الدين. وأنا أربأ بالمصريين أن يأتي أحد ليعلمهم الدين, وأري أن هذا مدخل أفقد تيار الإسلام السياسي الكثير من الشعبية ومن المصداقية. لأن الإسلام لا يعني أن تكون هيئتك مسلما لكن أن يكون جوهرعملك وسلوكك من الإسلام. ولا يوجد جوهر أكثر أهمية في الإسلام من العدالة الإجتماعية. أما من يقدم مصر والمصريين وكأنهم ماخور أتوا لإصلاحه فهو يسيء لنا أكثر من الأعداء. فالشباب المصري قام بثورة أبهرت العالم ومن أوصل تيار الإسلام السياسي الي السلطة هو الثورة والشعب المصري. وبدلا من الاعتراف بفضله يحاولون قمعه بالصورة التي يرونها هم عن الإسلام. فالإسلام في مصر دائما ما كان وسطيا متسامحا.
وأضافت أن هناك سعيا دءوبا لجرنا نحو الموضوع الديني. فالجدال في الدين يمكن أن يستمر الي ما لا نهاية. وكلنا نحفظ أنه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر, وأنه لا إكراه في الدين ولكم دينكم ولي ديني. وأن الله هو من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. فكيف لأحد أن يأخذ دور ربنا ليقول لي اذا كنت مؤمنة أم كافرة قائلة انها تعتبر من يفعل ذلك هو نفسه مشرك بالله. فهل حدث تبادل للأدوار؟ هناك فئة من الناس قررت أن تأخذ دورربنا, تفتش في ضمائرنا, تري اذا كنا نصلي ام لا, نصوم أم لا, ماذا نرتدي وأعطت لله دورنا في أن يعمل ويتعلم وينتج واستمرار ذلك خطر علي مصر.
وعن بعض محاولات التصنيفات الدينية والطائفية قالت: عشنا طول عمرنا لا نعرف شيئا عن دين الجارأو زميل الدراسة والعمل. لاأحد يسأل هل فلان مسلم أم مسيحي. لكنني بدأت أشعر بالخطر والمؤامرة بعد أحداث نجع حمادي الدامية. ولا يمكن أن تنجح أي مؤامرة خارجية الا بأدوات داخلية.. لا أحد يقول انا أريد تفتيتكم, اوأن أخرب عليكم وطنكم إنما أ تيت لأقول لكم لكي تكون مسلما صحيحا يجب أن تقتل هذا الكافر. لو أن الرسول حين نزل عليه الوحي قتل من حوله من الكفار جميعا هل كان الإسلام سيبقي. لذلك قال الله له ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك, وادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن كما أن أول آية في القرآن اسمها أقرأ وليس إخرس. لكن الآن هناك من يتعالي علي الآخرين لمجرد أن لديه لحية وزبيبة صلاة.وأخطر ما يهدد مصر هي الوقوع في فخ مؤامرة التقسيم بهذه البشاعة, وهو ما يحاول أعداؤنا عمله من أيام الاستعمار البريطاني. لأن مصر بلد بها تراكم حضاري.
وتعود فريدة الشوباشي إلي طفولتها موضحة أنها نشأت في بيت مسيحي. وتضيف: وكانت والدتي حين تغضب مني تقول بحق ده الآذان. وأنا لم أكن اعرف أن الآذان لا يخص المسيحيين. وفي رمضان كنا نفطر جميعا وقت الإفطار وأهلي يشترون لي ملابس جديدة في العيد الصغير. عمري لم أفهم من يفطر لان هذا دينه ومن لا يفطر لان هذا ليس دينه. الآن أتساءل ماذا يحدث في مصر؟
وبسؤالها عن زواجها من مسلم, قالت إنها عرفت زوجها الكاتب الراحل علي الشوباشي وهو مسلم. لم يكن بذهني انه سوف تكون بيننا قصة. وحين اكتشفنا أننا يجب أن نعيش معا. قررنا أن نتزوج رغم اعتراض أسرتينا. تزوجنا كما تزوج الرسول من قبطية و لا أعلم كيف تزوج من كافرة بمنطق هذه الأيام؟ تزوجنا في فبراير1958 وفي فجر يناير1959 اعتقل. كنت أراسله بالفرنسية التي أجيدها ولكن مباحث أمن الدولة أصرت علي المراسلة بالعربية. فنصحني باستكمال دراستي حتي دخلت الحقوق.
وعن تحولها من المسيحية للإسلام بعد الزواج بخمس سنوات قالت درست أصول الفقه في الحقوق وكنت مسيحية, وكأن سيدنا عمر بن الخطاب خرج من الكتاب وناداني الي الإسلام. لم أره ولم أر اذا كان يلبس جلبابا أم لا, إذا كانت لديه ذقن أم لا؟ لكنني انبهرت بحس العدالة لديه وهي أعلي قيمة في الإنسانية كلها؟ وجوهر أي ديانة هو العدالة فما بالك بالاسلام. يأتي له مبعوث هرقل يسأله عن قصر أمير المؤمنين فيقول له هذا هو قصره تحت شجرة, فيقول له حكمت فعدلت فأمنت يا عمر. فاقتنعت أن سيدنا عمر بن الخطاب كان تجسيد لهذه المباديء. فهو القائل: عندما يجوع المسلمون فلا مال لأحد. فلا يوجد أروع من ذلك احساس بالعدالة وهو حين تغلطه امرأة فيعترف بخطئه فيقول أصابت امرأة وأخطأعمر. بعده جذبتني عدالة عمر بن عبد العزيز. وكان جمال عبد الناصر في وجداني امتدادا لهذا الفهم للعدالة حين قال بيقولوا الفقراء نصيبهم في الآخرة في الجنة, أليس ممكنا أن يكون لهم نصيب ولو صغير في الدنيا ينفعكم أنتم في الآخرة وتضيف بقدر كبير من الحزن قائلة أفتقد هذا الإسلام الآن. هناك أشخاص اتخذوا من الإسلام وسيلة للقفز علي الحكم وتحقيق مآرب شخصية. والسؤال الآن هل نتمني ان يكون مصيرنا كالسودان, أن تفتت البلاد تحت أي مسميات ثم نقول تطبيق الشريعة أية شريعة؟ الشريعة ليست كلاما, قبل قطع يد السارق يجب قطع يد من تسبب في جوعه, هذا هو العدل, أوقف سيدنا عمر حد الحرابة أيام المجاعة. لكن الآن هناك من يفسرون الإسلام وفقا لأهوائهم ولا أحد يتكلم عن أفعال ومواقف سيدنا عمر انما نتحدث عن القتل وقطع اليد وملابس المرأة وخروجها, وكأن الدين الإسلامي كله اختزل في موضوع الجنس. هل تعلمين أن عدم التعسف في استخدام الحق مبدأ في الشريعة الإسلامية وهو مبدأ يسير عليه الغرب. مثل عدم استخدام مكبرات الصوت بعد وقت معين لعدم إيذاء الجيران, في حين أنه عندنا تظل أصوات الموسيقي والأغاني وغيرها في في مكبرات الصوت حتي الساعات الاولي للصباح دون مراعاة لأحد. فالدين الإسلامي يحوي الكثير من المباديء والحريات لكن لا أحد يحدثنا عنها.
انبهار بجوهر الإسلام وعدالته وتحول من المسيحية قصة احتفظت بها فريدة الشوباشي لأكثر من47 سنة لماذا: منذ1963 والي سنة2010 لم يكن يعرف بإسلامي إلا دائرة ضيقة جدا, لانني أرفض المتاجرة بالدين, وقد عرض علي أثناء وجودي في فرنسا أن أقص سيرة حياتي وكيف تحولت من المسيحية الي الإسلام مقابل مبالغ كبيرة ورفضت لأنني كنت أعلم أن هذه المعلومات ستستخدم لأغراض لا علاقة لها بالدين ولكن بالسياسة. وبعد عودتي إلي مصر وبعد أكثر من حادثة من الحوادث الطائفية التي بدأت أيام السادات الذي كان يطلق علي نفسه الرئيس المؤمن ومع ذلك بالنسبة لي لم يكن عادلا والدليل سياسة الانفتاح الاقتصادي التي دمرت مصر وأتي مبارك وسار علي نفس المنوال ولعب بكارت الوضع الطائفي. رغم ان الوحدة الوطنية لم تكن مهددة من قبل والدليل ان هذا الحديث لم يظهر سوي بعد73 لأن كل العالم يعرف ان من اهتدي الي نظرية إختراق خط بارليف بالمياه لواء في سلاح الهندسة مصري قبطي ومن استشهدوا في56 وفي67 وفي73 مصريون. لكننا وجدنا بعد ذلك شيئا دخيلا علينا وتغييرا في الملبس والهيئة لإرساء فرز طائفي في الشارع المصري. واذا كان إرتداء الحجاب فريضة وحرية شخصية كما يري كثيرون فبما تفسرون ارتداء صغيرات لديهن أربع وخمس سنوات للحجاب, إنه امعان في الفرز الطائفي. اعتقد انه مخطط خبيث يواكبه في ذات الوقت حديث عن عنصري الأمة. بعد أحداث نجع حمادي في2010 خرج رئيس الجمهورية قائلا أنا وعنصرا الأمة. عبارة صدمتني لانها في الأصل مصكوكة في المخابرات الغربية والإسرائيلية فنحن لسنا عنصرين. فعمرو بن العاص حين أتي إلي مصر لم يأت معه بشعب لكن جزءا من هذا الشعب هو من أسلم. هو نفس العنصر وتغيرت عقيدته. نحن عنصر واحد لكن الأفكار تختلف. أيامها قررت لأول مرة الكشف عن قصة تحولي للإسلام في مقال نشر في المصري اليوم خوفا علي مصر. فلقد شاركت في مظاهرات ضد العدوان الثلاثي في56 وأنا مصرية مسيحية, وأخري في67 ضد اسرائيل وأنا مصرية مسلمة. هناك الآن محاولات لتخريب العقول ليتحقق ما قالته الولايات المتحدة لن نسمح بظهورعبد الناصر آخر. ونطبق مقولة كيسنجر التي ذكرها الراحل أحمد بهاء الدين حين قال أن أكبر ضمان لبقاء اسرئيل في المنطقة العربية هوتفتيت المنطقة الي دويلات عرقية وطائفية. وهوما يحدث الآن حين نتحدث عن أقباط ومسلمين وأقليات. والحديث عن أقلية قبطية معناه أننا نقدم لأمريكا علي طبق من فضة ذريعة للتدخل. ليس لدينا أقليات. وقلت وقتها لأقباط المهجر أن أمريكا تدخلت في مصر بالشكل الوحشي الذي تتدخل فيه في أي منطقة في العالم فسوف تؤذينا أقباطا ومسلمين. وأضافت مؤكدة أهمية الحفاظ علي الوحدة الوطنية: يجب الحظر من أية دعاوي للتفرقة ولا ننسي ان شعار العدو هو فرق تسد فاذا أردنا لا سمح الله أن يسود أحد غيرنا في مصر فلنبحث عن عوامل الفرقة لا التوحد. فشعب مصر عنصر واحد. ودائما ما كان ينتصر علي أعدائه بسبب وحدته ومقاومتنا علي قلب واحد. وقد علمت حرب الإستنزاف اسرائيل ان للشعوب حسابات اخري غير الحكام وتوج النضال العظيم بـ.73 بوحدتنا نستطيع قهر اي عدو مهما كان جبروته, يجب ان نكون يقظين ان كل من يحاول تفرقتنا هو عدو. وان تحقيق ما طالبت به مصر علي لسان شبابها وشيوخها من شعارات عيش, حرية, عدالة اجتماعية, هو ما سيعيد لها مكانتها ولكن كل ذلك اعتمادا علي ركيزة اساسية وهي وحدتنا الوطنية.
وتري الشوباشي أن الخلط بين الدين والسياسة يمكن أن يؤدي إلي آثار مدمرة علي مصر قائلة لأنني حين أري رجل دين بدلا من أن يحض الناس علي العمل وتحقيق العدالة مسترشدا بالآيات الكريمة يقول أن الأقباط كفرة, وتقول إنه في بلد مسلم بحق يجب أن يحاكم هذا الشخص بازدراء الأديان والتحريض. أو من يقول, أن من لا ينتخب فلان يروح النار هو تضليل للبسطاء في مصر. وقد قرأت مؤخراعن وجود500 مسجد جديد في السويس ليس لها أئمة من وزارة الأوقاف وهو شيء خطير لكن ما استوقفني أكثر انني كنت اتمني أن يتوازي مع بناء هذه المساجد ولو خمس مدارس فقط. ما يحدث الآن هدفه ترويج فكر معين وتنفيذ مخطط معين بدايته ان نكفر بعضنا البعض ونصم بعض بالرذيلة, فكيف لشاب لديه دبلوم متوسط يذهب لقتل شاب في الهندسة لانه مع خطيبته, وذلك باسم الدين. لم أر في حياتي تبجحا باسم الدين مثلما يحدث في مصرالآن. التناحر والمتاجرة بالدين وتفرقة المصريين. الدين يطالب بالعدل والمحبة والصدق عمره ما طالب بأن يكره الناس بعضهم بعضا وأري ان اشتغال بعض الناس ممن يطلقون عليهم اليوم شيوخا مثل الشيخ وليد في السويس بدور الوصي خطر خاصة أن اي شخص يمكن ان يطلق عليه الآن شيخا.
وحين قلت لها إنها كما يتردد مجرد حوادث فردية ردت بانفعال قائلة: كل مصائبنا بدأت حين اعتبرنا كل ما يفرض علينا وكل السلبيات التي نعاني منها حوادث فردية, وركنا إلي هذا التفسير. فكل شيء يبدأ بشكل فردي ثم ينتشر الي أن تخرب مصر, ولن ننتظر حتي تخرب مصر. يجب أن نفكر رايحين بمصر علي فين. فحين كان يحرق أحدهم كنيسة كانوا يقولون حوادث فردية. كنا جميعا مضطهدين اقباطا ومسلمين, كل من لديهم سرطان وفشل كلوي مسلمون ومسيحيون. وانا أري أن هناك تسيبا وتواطوءا من كل الجهات.
وتري الشوباشي ضرورة مواجهة مثل هذه الأفعال والتقسيمات بحزم أكبر, فهذا مصير مصر ووحدتنا هي السبيل الوحيد للحفاظ علي الوطن علي مر التاريخ. فأعداؤنا يضعون لنا سرطانا ينتشر حتي يتوغل في جسد الوطن ليقضي عليه وهذا السرطان الآن هو التفتيت والشرذمة.وتتمني أن يقوم الأزهر والأوقاف بتغذية المنابر بشيوخ ممن يعبرون عن الإسلام الحقيقي الوسطي وليس الإقصائي, العنيف و الطارد لأي فكر مختلف. فهناك مساجد عملها الآن أن يكره المصريون بعضهم بعضا أو تلهيهم عن قضاياهم ومشاكلهم الحيوية بأمور مثل ملابس المرأة وغيرها. والبعض يرفع شعار: من لايري الدنيا بعيني يستحق الموت.
وعن أهم اخطاء ثورة يناير من وجهة نظرها أشارت إلي أن الخطأ الأساسي عدم توحد الثوار وعدم تمسكهم بمبدأ العدالة الإجتماعية وتصديهم لأي محاولات للانحراف بمسارالثورة نحو أهداف أخري. فالثوار ربما لان معظمهم شباب صغير فرطوا فيما حققوه في البداية بل فرطوا في دماء الشهداء لأن حقوق الشهيد ليست مادية, لكن يجب أن نطبق ما استشهد من أجله وهو عيش حرية عدالة اجتماعية و كرامة انسانية. فالخلاف والتقسيم الي العديد من الإئتلافات شيء محزن رغم أن سبب المعاناة واحد, الظلم والقهر واحد وهو تحقيق العدالة و الكرامة التي دهسها النظام السابق بالأحذية. كان يجب التمسك بان نحقق أهداف الثورة الحقيقية. نحن نريد دولة شعارها العمل حق, العمل شرف, العمل واجب. لا نريد ان نعيش عالة علي أحد, لا نقبل ان يقال علينا اننا متسولون فلقد كنا ننافس كوريا الجنوبية في الستينيات.
أما أهم الأولويات التي يجب أن يهتم بها الرئيس في المرحلة القادمة فقالت إنها العدالة الاجتماعية, أن يخرج المصريون من هوة الفقر والتقزيم والتهميش والمرض والجهل. أن يكون لدينا40% أمية أبجدية وصمة عار في جبين مصر, وحوالي3 ملايين طفل شوارع وملايين يسكنون العشوائيات والمقابر وتعليم مترد سحبنا الي ذيل الامم, وقد قرأت أن هناك أعضاء من حزب الحرية و العدالة يؤيدون إلغاء مجانية التعليم, فهل هذه هي العدالة التي أتوا لتطبيقها. يجب الإهتمام بالعلاج الآدمي, وفتح آفاق جديدة لشبابنا الذين يموتون أمام شواطيء دول اخري بحثا عن لقمة عيش. اتركونا نحن نصلي, نصوم هذه اشياء بيننا وبين ربنا لكن اهتموا انتم بهذه المشكلات. اما ترك كل ذلك وتصنيف المصريين الي مسلم و قبطي او غيره هذه هي الروشتة المعادية لمصر. الحزب الذي يحكم الآن المفروض أنه يعد نفسه للحكم من80 سنة, فالمفروض أن نري منذ اليوم الأول تطبيقا لبرنامج اقتصادي واجتماعي وشعبي. لا نريد ان نظل حقل تجارب كفي. فمنذ الانفتاح الاقتصادي وانسحاب الدولة وترك الكثير من الممولين من الداخل و الخارج ليقوموا بدور الدولة, آن الأوان ان يعود دور الدولة, مصر الرائدة المشعة المستنيرة. ولكنني بدأت أتوجس من اجتماع الرئيس برجال الأعمال, فهذا امتداد لنظام مبارك.
وردا علي مقولة البعض من أن الرئيس مقيد الصلاحيات من قبل المجلس العسكري قالت: العسكري هو من أتي بالرئيس وقام بحماية العملية الإنتخابية, كما أشاد به الرئيس إشادة كبيرة, والرئيس لديه مليون خطوة للقيام بها للنهوض بوضع مصر واذا بدأ في اتخاذ خطوات علي طريق العدالة الاجتماعية فسيجد الجميع ملتفا حوله لكن ان يحدثنا عن عودة مجلس الشعب المطعون في دستوريته أوالجمعية التأسيسية ليست هذه قضيتنا الحيوية الآن. كون المحكمة الدستورية وجدت انه اتخذ قرارا يتعارض مع القانون والدستور فهذا شيء آخر, فإما نحن دولة قانون أو لا. فالمجلس العسكري نفذ حكم المحكمة بحل البرلمان ولم يصدر هو الحكم.
وردا علي من يقولون أن هناك خطة لإفشال الرئيس وعدم التعاون معه قالت: أريد من الرئيس أن يخرج علينا في حالة اذا ما أراد تطبيق قرار يخص مصلحة الشعب ومنع من تنفيذه أو تقاعست أي جهة في التعاون معه.
وعن حرية الفن والإبداع قالت إنها لديها مخاوف لكن أيضا ثقة في أنه لن يستطيع أحد أن يخنق مصر. كما قال الشاعرفؤاد زين العابدين مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر. فمصر هي الابنودي وصلاح جاهين ونجيب محفوظ ويوسف ادريس وطه حسين وام كلثوم وعبد الحليم والغيطاني والقعيد والكثير غيرهم, فمبدعوها هم سبب قوتها ومكانتها. فالسينما المصرية جعلت كل الشعوب العربية تعرف اللهجة المصرية كما كانت دائما مشجعة وحاضنة للمواهب العربية. لماذا نريد قوقعة دور مصر الآن. فغريب هذا الحديث الذي يتردد بأننا مع الحرية لكن بضوابط فمن هو من سيضع هذه الضوابط؟ اذا لم يكن مبدعا او لديه اي موهبة فنية فكيف سوف يحكم علي مبدعين؟ لدينا كتاب حصلوا علي جوائز عالمية وفنانون أحتفت بهم المهرجانات العالمية. فماذا رأوا في مصر يعتبرونه مسيئا الي هذه الدرجة؟ والحديث بلغة اننا سنمنح الحرية هذا في حد ذاته انتهاك للحرية فمن أنت حتي تمنح المصريين الحرية فالحرية ليست منحة, ولا وصاية علي المصريين, فالمواطنون سواسية ومن يعلو فوقنا جميعا هو القانون والدستور. أخشي من التيارات التي تريد الآن وبإسم الدين محو الخصوصية المصرية والإبداع المصري الممتد من قبل بناء الأهرامات. لقد رأيت فيلما أثناء وجودي في فرنسا عن عدم توصل العلم لكيفية صعود قوالب من الجرانيت الي أعلي الهرم, من صعدوا الي القمر لا يستطيعوا حتي الآن حل لغز بناء الهرم. فنحن لدينا حضارة نفخر بها في الوقت الذي لا يريد لنا الآخرون أن نفعل ذلك.
وفيما يخص حقوق المرأة تتساءل ألم يكن لدينا في الستينيات أول وزيرة في المنطقة العربية, وأساتذة جامعات وكاتبات, فهل من المنطقي أن نعود اليوم لنناقش هل تخرج المرأة من بيتها ام لا؟ تعمل أولا تعمل. هذا فكر مجتمعات صحراوية بدوية لا يليق بمصر. فلماذا اعتبر اليوم المرأة الغربية افضل مني. فيقوم رجال من المنطقة العربية بلحي بمقابلة هيلاري كلينتون وغيرها ويقدرهن, فهل يفترض هؤلاء أنه لا توجد إمرأة مصرية يمكن أن تكون مثل هؤلاء السيدات الغربيات ذوات المناصب. وفي تقديري ان ما يراد به الآن تكميم المرأة به إساءة للرجل العربي الذي يريد المرأة دائما مكفنة حتي لا يستثار؟ فهل لا يملك إلي هذا الحد السيطرة علي غرائزه؟ وهو ما لا ينطبق علي جيلنا, كنا نلبس ميني جيب وفساتين بحمالات دون أن نتعرض للتحرش ولا البذاءات التي نسمع عنها الآن رغم انتشار الحجاب والنقاب. لم يكن أحد يسمح لنفسه ليقول لي ماذا ترتدي, أن ما يحدث الآن استباحه لجسد المرأة لا تقديس و لا احترام. أن يسمح لشباب لا أحد يعرف ما هي مرجعيتهم والي من ينتمون وأية معايير يطبقونها, ان يتفحصوا أجساد النساء ليري ما يرتدينه يعجبه ام لا, هذه فوضي باسم الدين وباسم العفة. انا أري ان العفة الحقيقية ان تعمل ولا تتسول ولا ترتشي, العفة أن تصبح شوارعنا نظيفة, الا تكون مساكننا علب صفيح غير آدمية وان لا يرتمي الفقراء علي أرض المستشفيات وهو ما لا يحدث في بلاد غير المسلمين. أما عودة الحديث حول ختان الإناث وقانون الخلع وسن الزواج فهي مناقشات تعود بنا إلي قبل الميلاد لا قبل الثورة. فهذه الأحاديث تنحدر بالقيم الإنسانية وحقوق الإنسان الي مستويات لا تليق بمصر. فهي مصيبة كما قال الراحل أحمد بهاء الدين أنه بعد اربعة عشر قرن من الإسلام مازلنا نتشاجر هل كانت الخلافة لعلي أم لمعاوية, أي ما يختلف عليه الشيعة والسنة وفي النهاية من يستخدم هذه الخلافات, هم الأعداء.
وعن رأيها في معايير التغييرات الصحفية التي وضعها مجلس الشوري قالت أنا ضد أي وصاية علي الصحافة, وضد أي فصيل في مصر يحتكر لنفسه الحقيقة أوتوجيه المصريين فهم تنوع رائع حضاري وثقافي وديني وإنساني وهو ما يجعل هناك رأي عام مصري مع هذه الفكرة أو غيرها. ما يحدث تمهيد لتكميم الأفواه وقمع لحرية الرأي وحرية المعلومات. و أنا ضد أية قيود علي حرية الصحافة وأري أن ملكية الدولة للصحافة وضع يجب تغييره ويجب أن تستعيد الصحافة القومية حريتها.
وفي النهاية سألتها عن روشتة لتعافي مصر فقالت دون تفكير: الروشتة الأساسية والوحيدة هي تطبيق العدالة الإجتماعية, فتحقيقها يؤدي الي التصالح والمصالحة بين المواطنين,وإطلاق القدرات والملكات الفردية والمواهب, سوف تطلق العقول من السياج الذي أحاط بها, سيجعل المصريين أحرارفي إختياراتهم ولن يضطرروا لبيع إرادتهم مقابل زيت وسكرأومساعدات مادية. فكما قال جمال عبد الناصر من لا يملك قوت يومه لا يملك حرية قراره.
وقبل إنهاء الحوار سألتها عن مدي تفاؤلها فأجابت: أنا دائمة التفاؤل لأن الجماهير المصرية التي لا تمل الحديث في السياسة بدأت تستكشف أوراقا كانت مغلفة. ولو آمن من يدير شئون مصر بثورتها وبعزيمة شعبها وقدراته, يمكن أن تعود مصر لتأخذ مكانتها من جديد خلال 

هشام قنديل الذي لا تعرفه، هل نعطيه فرصه



وزير الرى والموارد المائية د هشام قنديل فى 90 دقيقة


قنديل ضيف بالمصادفة على يوتيوب قبل تكليفه برئاسة الحكومة بيوم
الجمعة 27 يوليو 2012
الشيماء عزت
متواضع وهادئ ومحب للأفكار الجديدة، ذلك هو الانطباع الذى أخذه فريق عمل برنامج «ذيع انت»، الذى يقدمه مجموعة من الشباب على موقع يوتيوب على الإنترنت، عن الدكتور هشام قنديل، وقت أن كان وزيرا للري، وقبل أن يصير رئيسا للوزراء بيوم واحد.
وقف الكشك الصغير أمام المركز العلمى للأبحاث عندما وردت إليهم معلومات بأن المركز يستضيف مجموعة من المبتكرين الذين لم يجدوا فرصة لطرح أفكارهم وتنفيذها، فكر شريف حسنى، صاحب فكرة البرنامج والمشرف على إعداد الحلقات، أن استضافة هؤلاء المبتكرين ستقدم حلقات مميزة ومختلفة، تناسب البرنامج القائم أساسا على طرح أفكار جديدة من الشعب وإلى الشعب.
«وقف هو أمام الكشك، ظن أنه اختراع، أخذ يستكشفه بعينه، فقلت له إنه استوديو متنقل»، هكذا يحكى شريف ما دار بينه وبين الدكتور هشام قنديل الذى كان يزور المركز بصحبة محافظ الجيزة، أعجبت الوزير فكرة البرنامج، بحسب رواية شريف، وأخبر فريق العمل بأن لديه فكرة عن المياه يحب أن يطرحها فى البرنامج، ودخل أفراد الأمن المصاحبون له الكشك لتأمينه قبل أن يدخل الوزير.
«لو عندك دقيقة زيادة تعالى نسمع فكرة جامدة»، كان هذا عنوان الفقرة التى استضافت قنديل، وكانت فكرته هى وضع قانون يلزم الناس بترشيد المياه عن طريق استخدام كمية محددة منها، «هذا القانون موجود لكن لا يتم تطبيقه لأسباب كثيرة واحد من أهم هذه الأسباب الكثافة السكانية العالية، علينا أن ننظر للمستقبل ونعتمد على أساليب جديدة ونحاول الخروج من الوادى الضيق»، تلك كانت فكرة وزير الرى.
وطلب فريق البرنامج من الوزير أن يتحدث بحرية عن شئ يرغب فى الحديث عنه، فقال: «اسمى هشام محمد قنديل، طلبوا منى أن اتكلم عن حاجة شخصية، والحقيقة أنا أحب اتكلم عن التجارب اللى مررت بها فى عجالة، أنا كنت أعمل فى منظمة دولية فى تونس أثناء الثورة التونسية، وشاركت ضمن اللجان الشعبية التى تحمى الأحياء التى كنا نعيش فيها.. لكن حماسى كان كبيرا جدا لما قامت الثورة المصرية، وده كان السبب الوحيد والأساسى لعودتى إلى مصر وأملى فى أن نبنى مصر، ولم أندم على هذا القرار، وأتمنى أن يجعل الله عملى خالصا لوجهه تعالى، وأنا أدعو شباب مصر أن يتوحدوا ويلتفوا حول العلم والعمل حتى نرقى بمصرنا الحبيبة، ونحتسب عملنا لوجه الله، فالأرزاق على الله، وأنا عندى 50 سنة، وعندى 5 بنات، وأقدر أقول عندما أنظر إلى حياتى التى عشتها وما وصلت إليه أنها صارت بتوفيق الله».
لم يكن شريف حسنى يعلم فى البداية أن ذلك الرجل الذى وقف ينظر إلى كشكه، ويتأمل الصور الملصقة على جدرانه، (صورة لفتاة تحمل علم مصر، ومجموعة من الشباب يرفعون لافتة تقول إحنا المصريين) هو وزير الرى، وبالتأكيد لم يكن يدرى أنه سيصبح فى اليوم التالى للحلقة رئيس الوزراء.


نبذة عن هشام قنديل رئيس وزراء مصر الجديد
الثلاثاء، 24 يوليو 2012

كلف الرئيس المصري محمد مرسي وزير الري والموارد المائية هشام قنديل بتشكيل الحكومة الجديدة.
وكان قنديل يشغل منصب وزير الري والموارد المائية في حكومة تصريف الأعمال برئاسة كمال الجنزوري كما شغل المنصب نفسه في الحكومة السابقة التي شكلها عصام شرف.
ولا يحظى قنديل بشهرة كبيرة خارج مصر ولكنه تولى في الجزء الأكبر من حياته المهنية مناصب إدارية متعلقة بأبحاث الري والهندسة.
ولد قنديل عام 1962 وعمل في وزارة الموارد المائية والري منذ تخرجه من كلية الهندسة عام 1984.
وحصل علي شهادتي الماجستير والدكتوراه في الري والصرف من جامعتي يوتا ونورث كارولاينا بالولايات المتحدة الأمريكية عامي 1988 و1993.
والتحق بالمركز القومي لبحوث المياه وحصل على درجة الأستاذية عام 2002.
وتولى قنديل منصب مدير مكتب وزير الموارد المائية والري خلال الفترة من 1999 إلى 2005.
وقنديل عضو في مجلس وزراء شؤون المياه في دول حوض النيل وساهم في إنشاء المجلس الافريقي للمياه ومرفق المياه الافريقي.
وتقلد العديد من المناصب في بنك التنمية الافريقي كان آخرها منصب كبير خبراء الموارد المائية بالبنك.
وكان آخر مناصبه رئيس قطاع النيل، وهو المنصب الذى تولى العمل فيه ما يقرب من 40 يوماً إلى أن تم تكليفه بحقيبة وزارة الموارد المائية والرى.