Sunday, February 13, 2011

الاعتراف بالثورة


محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

نجحت ثورة الشباب من الثلاثاء 25 حتى الجمعة 28 يناير فى هزيمة قوات أمن النظام لأول مرة بعد عقود طويلة من تلقى الضربات والاعتداءات والاعتقالات والمحاكمات .
ثم نجحت من 26 ينايرالى الخميس 3 فبراير فى هزيمة بلطجية النظام
ومن ثم سيطرت على الشارع رغما عن أنف النظام وبالمخالفة لارادته وبالانتصار على قواته ، بقوة حشودها و صلابة جماهيرها وبتضحيات شهدائها ومصابيها .
ثم نجحت ثورة الشعب منذ الجمعة 4 فبراير حتى الان فى استقطاب قطاعات كبيرة ومتنوعة من كافة فئات الشعب وطبقاته
ومن وقتها وكل ساعة تمر تنضم قوى وجماعات جديدة الى الثورة
* * *
ولو كانت قوات النظام لا قدر الله  قد انتصرت ونجحت فى تفريق المتظاهرين منذ الايام الاولى ، لكنا جميعنا الآن فى السجون والمعتقلات ، نقدم الى المحاكمات العسكرية ، ولكان مبارك وزبانيته واعلامه يلقون علينا الآن الخطب العصماء التى تتهمنا بالخيانة والعمالة ، وتشهر بشبابنا وتطالب برؤوسهم .
* * *
اذن نحن فى حالة انتصار ثورى واضح وحاسم على النظام
فسيادتنا فى الشارع هى سيادة منتزعة وليست ممنوحة .
ولذا فان مطالبنا المطروحة ، فضلا عن انها مطالب مشروعة ، هى مطالب يستوجب تنفيذها فورا ، بحكم القوانين والقواعد التى تحكم وتضبط نتائج أى صراع .
وان قال قائلا ، ان النظام لم ينهزم بعد ، فبمقدوره لو أراد وأد الثورة بقوة الجيش
نجيبه ان هذا غير صحيح ، فالقوات المساحة ليست طرفا فى هذا الصراع ، بل ان رجالها مواطنون عاديون يتشاركون مع باقى الشعب فى مشكلاته ومظالمه ومطالبه ، فضلا على أنهم حددوا موقفهم بوضوح قطعى منذ البداية بأنهم لن يستخدموا العنف ، فضلا على انه لم يحدث أبدا فى العصر الحديث ان اعتدى الجيش على الشعب .  
اذن ليس للنظام سوي قوات امنه العدوانية التى انتصرت الثورة عليها ودحرتها ، فلم تعد موجودة ، ولن يسمح الشعب بعودتها .
 ومن ثم اصبح للشعب المنتصر السيادة الحقيقية و المشروعية الوحيدة فى مصر.
اذن الشعب المنتصر صاحب السيادة الحقيقية فى مصر وصاحب المشروعية الوحيدة ، قد انتصر على النظام و على كل من يمثله
ولم يبقى سوى ان يعترف النظام بهذه الحقيقة ويترجمها الى اتخاذ كل ما يلزم لتسليم السلطة الى الشعب المنتصر  .
فان فعل ، فيا دار ما دخلك شر .
وان لم يفعل
فان الناس فى الشوارع والميادين ستنتزعها ان عاجلا أم آجلا
ولكن بقدر أكبر من التضحيات والخسائر ، فضلا على ما سيسببه ذلك من جراح غائرة ، ستترجم مستقبلا الى محاكمات شعبية وعقوبات مشددة لكل من تسبب فى ذلك .
* * *
اما عن عملية نقل السلطة و تسليمها فهى لا تعدو ان تكون مسائل اجرائية يمكن الاتفاق على احد صياغتها المطروحة فى الحوار السياسى والدستورى الجارى الآن ، على الوجه الذى يقبله جموع الثوار . وشرطها الاساسى ان يدرك الجميع ان لا تنازل عن نظام ديمقراطى حقيقي وكامل
* * *
اما عن الاصرار الشعبى على رحيل مبارك + رحيل نظامه الآن وليس غدا ، فحكمته انه يمثل اعترافا من النظام المهزوم بهزيمته ، واعترافا منه بانتصار الثورة ضده وعليه ، واقرارا منه بضرورة نقل السلطة الى الشعب
وعلى العكس من ذلك فان عدم رحيلهم ، واستمرارهم فى المماطلة والمراوغة ، فان له معنى واحد هو انهم يعدون لجولة أخرى ومواجهة مقبلة ، يرتبون لها صفوفهم وقواتهم .
وهو ما سيضطر قوى الثورة الى التصعيد الفورى والدائم لتفويت الفرصة عليهم لاعادة ترتيب اوراقهم ثم الانقضاض على الشعب واجهاض ثورته .
وفى جميع الاحوال سنبقى فى الشارع الى حين بناء النظام الجديد
* * * * *

القاهرة فى 11 فبراير 2011
موضوعات مرتبطة :

No comments:

Post a Comment