Wednesday, March 9, 2005

يا شعوب العالم إتحدو...! (فى الذكرى الثالثة لغزو العراق و يوم الشهيد) بقلم: محمد شريف كامل


يا شعوب العالم إتحدو...!
(فى الذكرى الثالثة لغزو العراق و يوم الشهيد)

بقلم: محمد شريف كامل*

9 مارس 2005

نشر فى 15 مارس بـــ

- جريدة الهجرة مونتريال

- جريدة صدى المشرق مونتريال



إن كانت الكلمة للشارع فقط لسقط النظام الأمريكى والصهيونى منذ زمن بعيد، لقد جاءت المظاهرة الكبرى فى بيروت ضد التدخل الغربى فى لبنان والمنطقة ككل، خير رد شعبى على العنجهية الأمريكية والصلف الصهيونى. ولو أن الأمر ترك للجماهيردون حكوماتها المستسلمة لسقط ذلك النظام وكل المتاجرين بارواح الشعوب ومصائرها.

لقد كانت دعوة حزب الله بمثابة رسالة واضحة المعالم موجهة لصهاينة البيت الأبيض بأن الشعب  لا ولن يستسلم.

نعم لقد سقطت بغداد منذ عامين وما هذا بغريب فقد حكمت بنظام، ككل الأنظمة العربية، لا يمثل أى شرعية ولا دعامة لبقائه غير المندوب السامى الصهيونى فى بلاطه،  ولذا عندما أراد المندوب السامى الخلاص منه  لم يجد من يدافع عنه ولكن مع سقوطه وللأسف سقط عشرات الألاف من الضحايا.

وهل كانت بغداد هي أول عاصمه عربيه تسقط، لقد سقطت بيروت من قبل ولكنها أستعادت حريتها، ليس بالنظام وليس بالمعاهدات ولا أوسلو ولا كامب ديفيد ولكن بدماء شعبها محطمه نظرية خارطة الطريق، وهل كانت بيروت أول عاصمة عربية تسقط ، لا بل بيروت وبغداد سقطا كرد فعل طبيعي لسقوط القاهرة.

نعم لقد كان سقوط القاهرة هو أول الطريق للهزيمة العربية والتى لايكفي التباكى عليها اليوم ولكننا نود أن نصحح المفاهيم التى أدت إلى هذا السقوط، والتي تصحيحها هو الطريق الوحيد للخلاص من ذلك الذل والهوان.

 تلك المفاهيم التي سيطرت علينا تتلخص فى:
*  إسقاط خيارالمقاومة والحرب كان بداية الإستسلام اللانهائى.
* قبول التنازلات، والتنازل لا يبدأ بالتنازلات الكبرى ولكن ينتهى به.
* إسقاط الإرادة الشعبية من الحساب وهى كانت العامل الرئيسى للهزيمة.
* إستسلام الشعب للرفاهية الوهمية هو بداية الإنزلا ق.

ولو أننا قلبنا كل تلك السقطات وتمسكنا بإحياء الإرادة الشعبية ورفض الشعوب للخنوع لجلاديها ومستعمريها، سوف ترد لنا الكرامة وذلك سوف يمكنا من البديل العسكرى، وعندئذ فقط لا يستطيع أي خانع أن يتنازل ولو عن حفنه تراب.

"إن من فرط فى أرضه، فرط فى عرضه" ... لم يكن هذا مجرد مثل أطلقه الفلاح المصرى عن غير فهم  بل عن فهم حقيقي لحقائق الأمور، ذلك الفهم الذي سقط حين عادالإستغلال والسيطره الإستعماريه لقهر الفلاح والشعب بأسره.

 إن تظاهرة بيروت يوم 8 مارس جاءت لتذكرنا بالكثير مما عملوا على محوه من ذاكرتنا، لقد جائت تظاهرة بيروت  لتذكرنا بيوم الشهيد حين أستشهد عبد المنعم رياض القائد العربى وهو فى صفوف جنوده عقب نكسة 1967 ليعيد للدم العربى قيمته حين يراق لري الأرض فتطرح عزة وكرامة.
   
ليت النظام الصهيونى العالمى الجديد يعى معنى ومغزى هذه المظاهرة  ليحزم متاعه ويرحل دون المزيد من الدماء ودون المزيد من الدمار.

وليت النظم العربيه الحاكمه المستسلمه تعى هي الأخرى مغزى هذه المظاهرة فتوقف سيل التنازلات.

وليت الشعب العربي يعى هو الأخر مغزى هذه المظاهرة، ويتذكر اللاءات الأربع التى رفعها الشعب العربى فى الخرطوم عام 1967  التي كانت ومازالت الطريق لأسترداد الشعب العربى لحقوقة وكرامتة.

* فلا للإستسلام: فالشعوب لن تستسلم ولو إجتاحت الجيوش الصهيونية كل الأراضى العربية حتى و لو أسرت الكعبه كما أسر الأقصى.

* فلا تفريط: نعم لا تفريط فى الحق العربى لتعود فلسطين ويعود اللائجين لديارهم مهما حاول الجبناء أن يسقطوا حق العودة من مقرراتهم المشبوهة.

* ولا تفاوض: لا تفاوض على غير الحق والعدل،حتى لو تفاوض المشبوهين فهم غير مفوضين عن الشعب ولعل كامب دافيد مصر خير دليل على ذلك، فقد سقط النظام ووقع على إتفاقيةلم تعطي الصهيونيه أكثر من قيمه الورق التي كتبت عليه، ورفضها الشعب.

*ولا صلح مع المعتدى حتى يسحب جنوده وحلفائه ويعيد الحق لأصحايه، حتى وإن ظن عملائه إنهم قادرون على تمرير رسالته لقلوب الشعوب.

إن من خرجوا فى بيروت يوم 8 مارس قدرهم العدو بمئات الالوف وقدرهم المنظمون بمليون ونصف، خرجوا جميعا وهم مدركون إنهم خارجون لتحدى الإستعمار والصهيونية وإن كان النظام السورى قد إستجاب لبعض التهديدات ومظاهرات بضع مئات ووصف العالم رد فعله بالعقلانية، فهل يدرك صهاينة البيت الأبيض مغزى الرسالة الموجهة لهم من بيروت، أم نسو ما تعرضت له وحدات المارينز هناك وهل نسيت فرنسا التى تغازل الصهيونية ما كان نصيبها عام 1956 حين تحالفت مع الصهيونية.

وهل وصلت الرسالة إلى الحاكمين بأمر البيت الأبيض فى المنطقة العربية أم رسالة نزار قباني ستدوم تلازمهم إلى القبر، فلا أستثنى منكم أحدا.

وماذا يفعل الشعب الأعزل، أنظروا خطوات حركات التحرير في جنوب أفريقيا والهند، فلنقاطع كل ما هو إسرائيلى، فلنقاطع كل ما هو أمريكى مادام هناك البديل، فلنقاطع الإتصال بأى مسؤل أمريكى فهم يطوفون العالم يجتمعون مع الجميع فى محاولة لتبييض وجوههم و تحسين صورتهم، فلنساند ونشجع حركات السلام فى العالم ونبنى معهم تماسك قوى، فلنكن جزء من كل ولا نكون كل منفصل عفن.

هل ينام ضميرك وأنت تشترى منتج أنت تعلم أنه من إنتاج القتلى وأن عائده رصاص لقتل أخيك فلنرفع شعارالمقاطعة فى العالم كله ولوأن كل عربي ومسلم توقف عن التعامل مع الحركة الصهيونية وعملائها وتمسك بعلاقة  قويه مع الشعب الأمريكى الرافض للحرب والمؤيد للحق العربى والفلسطينى والمناهض للعنصرية، ولوأننا قاطعنا كل ماصنع فى إسرائيل.

تعالو نخرج معا جميعا يوم 19 مارس لنعلن للجميع انه لا ينام الحق ولن يموت الضمير ولن ينتصر غير الخير بأيدى شعوب العالم.

 فيا شعوب العالم إتحدو، فالكلمة للشارع وسيسقط النظام الأمريكى والصهيونى ولا محال.


* محمد شريف كامل: كاتب وناشط عربي من مونتريال