الخميس, 10-02-2011
أعمامى الثوار
قال الطبيب لوالدتى أنى سأصل بعد يوم 15 فبراير ، لكن منذ سمعت عن يوم جمعة الغضب و أنا أتحرق شوقا للمشاركة فيه ، لذلك ومع رفع آذان ظهر هذا الجمعة كنت قد قد وصلت إلى الوجود ، نزلت فى غرفة العمليات ..لم أصرخ أو أبكى ..فقط ملئت الدنيا "تفافة " لدرجة أن والدى الذى كان حاضرا لحظات الولادة هتف داخل الغرفة قائلا " البت .. تريد .. التف ع النظام " ..بالمناسبة تاريخ ميلاد والدى 23 يوليو .. تقدروا تقولوا أن العيله كلها رايحه منها.
المهم .. أنا سعيده بوصولى فى هذا اليوم و بقدرتى على المشاركة فى هذه الثورة النبيلة و لو " بالتفافة" ، وأؤكد لكم لولا أنى سمعت بوقفتكم فى التحرير ما كنت لأخرج من رحم السيدة والدتى ، كانت لدى تحفظات على الوصول إلى العالم بينما البلد الذى سأعيش فيه شعاره "لا حياة لمن تنادى " ، خاصة و أن والدى ووالدتى اللذين كانا يعملان فى الدستور أصبحوا الآن "مابيعملاش حاجة" بعد أن تحايل النظام بمعاونة السيد البدوى على إجهاض الجريدة التى ساهمت بشكل كبير فى تشكيل وجدان و عقل جيل الثورة .. (سمعت أن السيد البدوى يتفاوض مع النظام حاليا باسم الثورة .. لدى تعليق لكن قد يغضب ماما) .
المهم .. شجعتنى الثورة على الخروج للنور قبل الموعد المتوقع ، وأود أن أقول لأعمامى الثوار أننى أشكركم لأنكم بكل شرف وشجاعة قدمتوا الفرصة لى و لجيلى لأن أحيا فى ظروف أفضل كثيرا من التى تعيشون فيها ، شكرا للشهداء الذين فرشوا طريق الثورة بدمائهم ، شكرا على صمودكم و لقدرتكم على ملاعبة النظام الذى أهلك كل من لاعبه خلال الثلاثين عاما ماضية .
ربما لم يكتمل إنجاز الثورة (ولهذا فقد رجعت إلى الحضانة بعد يومين من مولدى لان الجو لازال يحمل قدرا من التلوث) ، لكننى مؤمنة أنها مسألة وقت ، يؤسفنى أن تضطرنى ظروفى الصحية للتواجد فى الحضانة خلال هذة اللحظات التاريخية لكن الحضانة أرحم كثيرا من مشاهدة هناء و شيرين بتوع المحور أو الست بتاعت العاشرة مساء التى تذكرنى بلاعبى السيرك ،و أود أن أخبركم أننى أقود الثورة فى مكانى .. فى الحضانة التى اعتصمنا فيها أنا و صديقاتى وقدتهم فى مظاهرة جابت أنحاء المستشفى واشتبكنا مع الممرضات لكننا أجبرناهن على الإنسحاب بعدما رج هتافنا المكان " كده ميت لون و كده ميت لون .. و الجمعه مظاهرة المليون".
أعمامى الثوار
أرسلت لكم والدى فى ميدان التحرير محملا بكيس كبير من الشيكولاته لتوزيعها على كل من يقابله ، والدى أصلع و يرتدى نظارة طبية شبه نظارات الغطس وهو أول من دعا للثورة فى فيلم كتبه اسمه طير أنت عندما خرجت الجموع فى أحد المشاهد صارخة "الكبير لازم يرحل".
أتمنى أن تصلكم الشيكولاته و أنتم فى آمان و أرجوكم أن تشدوا حيلكم شوية فقد بدأت أكره الحضانة و أتمنى أن تقام لى عقيقة ماحصلتش فى ميدان التحرير لكن هذا لن يحدث إلا أن تحققت مطالبكم .. هكذا قال لى الأب.
أعمامى الثوار
قلبى معكم
تقبلوا منى هذة الهدية البسيطة .. وتحيا مصر.
قال الطبيب لوالدتى أنى سأصل بعد يوم 15 فبراير ، لكن منذ سمعت عن يوم جمعة الغضب و أنا أتحرق شوقا للمشاركة فيه ، لذلك ومع رفع آذان ظهر هذا الجمعة كنت قد قد وصلت إلى الوجود ، نزلت فى غرفة العمليات ..لم أصرخ أو أبكى ..فقط ملئت الدنيا "تفافة " لدرجة أن والدى الذى كان حاضرا لحظات الولادة هتف داخل الغرفة قائلا " البت .. تريد .. التف ع النظام " ..بالمناسبة تاريخ ميلاد والدى 23 يوليو .. تقدروا تقولوا أن العيله كلها رايحه منها.
المهم .. أنا سعيده بوصولى فى هذا اليوم و بقدرتى على المشاركة فى هذه الثورة النبيلة و لو " بالتفافة" ، وأؤكد لكم لولا أنى سمعت بوقفتكم فى التحرير ما كنت لأخرج من رحم السيدة والدتى ، كانت لدى تحفظات على الوصول إلى العالم بينما البلد الذى سأعيش فيه شعاره "لا حياة لمن تنادى " ، خاصة و أن والدى ووالدتى اللذين كانا يعملان فى الدستور أصبحوا الآن "مابيعملاش حاجة" بعد أن تحايل النظام بمعاونة السيد البدوى على إجهاض الجريدة التى ساهمت بشكل كبير فى تشكيل وجدان و عقل جيل الثورة .. (سمعت أن السيد البدوى يتفاوض مع النظام حاليا باسم الثورة .. لدى تعليق لكن قد يغضب ماما) .
المهم .. شجعتنى الثورة على الخروج للنور قبل الموعد المتوقع ، وأود أن أقول لأعمامى الثوار أننى أشكركم لأنكم بكل شرف وشجاعة قدمتوا الفرصة لى و لجيلى لأن أحيا فى ظروف أفضل كثيرا من التى تعيشون فيها ، شكرا للشهداء الذين فرشوا طريق الثورة بدمائهم ، شكرا على صمودكم و لقدرتكم على ملاعبة النظام الذى أهلك كل من لاعبه خلال الثلاثين عاما ماضية .
ربما لم يكتمل إنجاز الثورة (ولهذا فقد رجعت إلى الحضانة بعد يومين من مولدى لان الجو لازال يحمل قدرا من التلوث) ، لكننى مؤمنة أنها مسألة وقت ، يؤسفنى أن تضطرنى ظروفى الصحية للتواجد فى الحضانة خلال هذة اللحظات التاريخية لكن الحضانة أرحم كثيرا من مشاهدة هناء و شيرين بتوع المحور أو الست بتاعت العاشرة مساء التى تذكرنى بلاعبى السيرك ،و أود أن أخبركم أننى أقود الثورة فى مكانى .. فى الحضانة التى اعتصمنا فيها أنا و صديقاتى وقدتهم فى مظاهرة جابت أنحاء المستشفى واشتبكنا مع الممرضات لكننا أجبرناهن على الإنسحاب بعدما رج هتافنا المكان " كده ميت لون و كده ميت لون .. و الجمعه مظاهرة المليون".
أعمامى الثوار
أرسلت لكم والدى فى ميدان التحرير محملا بكيس كبير من الشيكولاته لتوزيعها على كل من يقابله ، والدى أصلع و يرتدى نظارة طبية شبه نظارات الغطس وهو أول من دعا للثورة فى فيلم كتبه اسمه طير أنت عندما خرجت الجموع فى أحد المشاهد صارخة "الكبير لازم يرحل".
أتمنى أن تصلكم الشيكولاته و أنتم فى آمان و أرجوكم أن تشدوا حيلكم شوية فقد بدأت أكره الحضانة و أتمنى أن تقام لى عقيقة ماحصلتش فى ميدان التحرير لكن هذا لن يحدث إلا أن تحققت مطالبكم .. هكذا قال لى الأب.
أعمامى الثوار
قلبى معكم
تقبلوا منى هذة الهدية البسيطة .. وتحيا مصر.
No comments:
Post a Comment