Sunday, October 28, 2001

التمييز العنصري بقلم: محمد شريف كامل


 التمييز العنصري
Ethnic Profiling


بقلم: محمد شريف كامل

28 اكتوبر 2001


لقد إختلف الكثيرون حول تعريف مقولات عديدة ولكنها تصب جميعا نحو "التمييز العنصرى"، والذى حقا ينطبق على كل ما تعيشه الإنسانية ونعيشه نحن المسلمون وذوى الأصول العربية، كل صباح ومساء وعبر زمن طويل، وظل العديدون يغالطون، ولكنها بالطبع كيف تكون غير المغالطة وهم أبوقة غير محايدة، ولقد أثبتت الأحداث الأخيرة أننا نعيش مجتمع مريض  يحاول أن يتظاهر بالصحة وهوعنها بعيد، ومن المعلوم أن المريض النفسى ما لم يدرك مرضه لا يوجد أمل فى شفائه، ولا أستطيع هنا أن أحدد هل عدم الإدراك المحيط بنا ناجم عن جهل أم مغالطة...!  و لكنه فى الحالتين سوف يؤدى إلى دوام المرض ودوام المعاناه، وينتقل المرض و ينتشر كالوباء ليصيب كل ما هو محيط بنا ويتشبع به الهواء ونتنفسه ليؤثرعلى وجداننا و يعيش فى داخلنا.

ولكن المصيبة الكبرى لما يسمى بالتمييز العنصرى هو تاثيره النفسى علينا وعلى الأجيال القادمة، فيبدأ تاثيره من التوتر العصبى ويصل للأ نفصام الكامل، وأعراضه نراها بأعيننا، وقد يؤدى إلى العزلة الإجتماعية و ما غير ذلك من الإكتئاب وغيره،  لقد تذكرت ذلك كله الأسبوع الماضى من تجربة عمل شخصية رأيت أنه من المناسب نقلها لكم، فهى تعبر حقا عن مشكلتان متشابكتان:الأولى تعبر عن الأنسياق للشائعات والخوف، والثانية تعبرعن الخوف المطلق.

فعملى يتطلب السفر من وقت لأخر، وإن كنت منذ فترة ما لم أسافر بالطائرات ليس لأسباب لها علاقة بحادث 11 سبتمبر، ولأن ضرورة العمل تستدعى السفر بالطاترة، وجاءت النصيحة بعدم السفر بالطاترة من صديقان، أحدهما: غير عربى وغير مسلم و نصيحته مبنية على أساس الخوف من الطيران نتيجة ماأشيع عن خطورة إستخدام الطائرات تخوفا من عمل إنتقامى، وهذه النصيحة أنا أردها إلى الإنسياق الأعمى لكل ما يتردد ويشاع بلا أساس فهي تنبعث من الخوف والرعب المثار فى النفوس.

أما النصيحة الثانية فكانت من مسلم عربى وإلتقت نصيحتة مع النصيحة الأولى وعندما واجهته بالتعجب ورفضى لذلك الرأى على أساس أن هذا خوف لا مبررا له حيث أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، لم يعترض على ذلك الأساس ولكنه تناول الأمر من منظوران مختلفان تماما مبنيان على أساس التمييز العنصرى الذي نعيشه، و حيث التفرقة العنصرية التى أصبحت واضحة فى حياتنا اليوميه منذ 11 سبتمبر، فيرى صديقى أن تعرض أى منا للمضايقات بداية من الإستجواب قبل الصعود للطائرة والذى تعرض له الكثيرون منا فى الفترة الأخيرة وكوننا موضع شك دائم، وإمكانية أن يرى قائد الطائرة أنه ليس فى أمان كامل للسفر وعلى متن الطائرة عربى أو مسلم، وقد تكررت كثيرا مثل هذه الحالات خاصة فى الولايات المتحدة وهنا أيضا فى كندا.

ثم المصيبة الكبرى ـ في تحليل الصديق ـ لا قدر الله لو سقطت الطائرة أو تعرضت لأى مصاعب أو سوء فهم لأى موقف قد ينتهى بالمسافرالعربى أوالمسلم بأنه هو المذنب، و قد ذكرنى صديقى أنه فى حوادث الطائرات الأمريكية الأربع فى 11 سبتمبر، أصبح كل الركاب من ذوى الأسماء العربية متهمون، فهل نحن لا نسافر غير خاطفين ...؟!  وإستمر صديقى فى القول أنه لو حدث ذلك لا قدر الله فسوف يلصق إسمه بالجريمة التي لم يرتكبها وسوف يحمل أبنائه وأسرته ذلك العار من بعده، عار سيلصقه به المجتمع والإعلام الموجه ضدنا. إن القلق النفسى ولا شك سوف يصيب الجميع، إما لتصديق الإتهام الكاذب وصدمتهم فى المتهم وإما تكذيب ذلك الإتهام فيتحول الغضب لعداوة المجتمع.

وإن كنت حقا تعجبت من تحليل صديقى ، ولكني لا أخفى موافقتى على التحليل ككل، ومشاركتى لصديقى فى تخوفه المبرر، أنه ليس خوفا من الحدث ذاته الذى قد يقع لنا فى فراشنا ونحن نائمون، ولكنه تخوف من إلصاق التهمة بأبنائه وهى ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم تهمة بلا محاكمة، وحتى لو برئ منها فسوف يكون الإتهام قد ورد فى بالصفحة الأولى والخبرالأول بكل أجهزة الإعلام، وستكون البراءه فى صفحة وسطى منزوية فى جريدة محلية .

لقد مر وقت طويل وأنا أتفحص كل كلمة قالها صديقى، وردتنى  تلك الكلمات إلى الواقع المؤلم من التخوفه والشعوره بالتمييزالعنصري و حقا مايسمى  )
Ethenic Profiling)التصنيف العنصرى .

ولقد جدت أن تلك الحالة التى وصلنا لها تستدعى أن تعرض على الملأ، وأن نناقشها سويا، فأخذت فى تقليبها فى عقلى وقلبى، و خلصت لأن ذلك هو هدف المخربين أى أن كانوا من هم، هدفهم تدميرنا نفسيا والقضاء على التواءم العام الذى نحاول بنائه داخل المجتمع، فشعورنا بالخوف من المستقبل وذلك الحرص الذائد سوف يتحول إلى إنعزال، أنا هنا لا ألوم صديقى فهو محق فى كل ما قاله ولكنى هنا أنقل ثورتى على ذلك الواقع ورفضى له ودعوتى أن لا تغيروا من أسلوب حياتكم و عملكم - ما لم معيب لسبب أخر- و هذا كان قرارى وليتكم تشاركوننى التنفيذ.

فلو كل فرد سيئت معاملته لسبب عنصرى أو تم إستبعاده من طائرة أو قطار لسبب عنصرى، ولوأننا ثارت ثائرتنا على عدم وجود راكب عربى واحد سافر لغير الإختطاف، إن ذلك هو الطريق الوحيد للحياه السويه.

ولذلك بإذن الله لن أتخلى عن برنامجى العملى وسوف أتحمل كل ما قد يبدو من سخافات لكونى عربى مسلم، ولكن أحب أن أؤكد هنا أنى لم أركب الطائرة لغيرغرض العمل وأنى لم أسافر طوال حياتى لأفغانستان ولم ألتقى أوأعمل بإحدى شركات بن لادن ولا تمت بينى وبين النظام العراقى إى صلة ولم أتدرب على قيادة الطائرات ولكن في سيارتى مصحف شريف ككل مسلم وأنى قبل إقلاع الطائرة إقراء القرأن وأدعو الله بالسلامة وأنى ما أن هممت بعمل شئ إلا وتوكلت على الله، وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.      

 إنه من الواجب علينا أن لا ننهزم أمام تلك الحملة وأن نظل على وعينا وعلى إدراكنا لأننا مواطنون لنا كل الحقوق وعلينا كل الواجبات، فإسمى ودينى ولون بشرتى لا يغير من حقيقة أننى كندى، إن أحد المحاك القوية القادمة أمامنا هى تلك الإنتخابات القادمة للبلديات فى كوبيك، ففيها يجب أن يرى كل العالم عبر كل الوسائل المتاحة كيف نمارس نحن وأبنائنا وبناتنا دورنا فى بناء المجتمع المدنى الحر بالمشاركة الفعالة الإيجابية، فتلك هى الصورة التى نرد بها على حملة التشويه والطعن المسعوره.


Saturday, October 6, 2001

من يمثل المسلمين و من يعبر عنهم؟ بقلم: محمد شريف كامل

 

من يمثل المسلمين و من يعبر عنهم؟

 

 

بقلم: محمد شريف كامل

6 أكتوبر 2001

 

 

الموضوع شائك وحساس ولكن لو داومنا على المواراه لكنا جميعا ضحايا النفاق والمداهنة، الأمر ليس إلا فكرة رائعة طرحت بإجتماع عام لممثلى الهيئات والجمعيات الإسلامية فى مونتريال يوم -13 أيلول سبتمبر- بهدف مناقشة الأوضاع الحالية للمسلمين عقب الحملة المسعورة للإعلام ضد المسلمين والعرب، كانت الفكرة البسيطة هى خروج جريدة الهجرة  فى عدد خاص باللغتين الفرنسية والإنجليزية، لتخاطب غير المسلم وتنقل له وجهة نظر المسلمين فى تلك الجريمة البشعة على الإناس المسالمين في الولايات المتحده وغضب المسلمين من الحملة المسعورة ضدهم .

 

  قبلت الفكرة  سريعا وبحماس شديد، وشكلت لجنة فورية لذلك الأمر وإجتمعت تلك اللجنة فورا عقب الإجتماع العام وإتخذت الخطوات التنفيذية اللازمه، وتم إبلاغ المنسق العام للجمعيات بتلك القرارات وكذلك الخطوات التنفيذية جميعها،  وصدرت الجريده عقب عمل شاق لمدة خمسة أيام فقط  قام به أربعة أفراد منفردين متطوعين وللأسف تراجع العديدون عن الدور الذي وعدا القيام به، وكذلك عن التمويل  الازم للمشروع ، وإذا أخذنا في الأعتبار بأنه قد تم دعوة الجميع لحضور كافة الإجتماعات وتحمل المسؤليات، وتم إبلاغ موعد المراجعة الأخيرة للعدد قبل الإعداد للطبع، ولم يحضر العديد من الذين قد سبق وتحمسوا وتطوعوا للعمل، ولكن يبدو أنهم قد تصورا أن العدد سوف لا يصدر إلا بمباركتهم وإلا فلا يصدر.

 

إن الغرض من نشر ذلك  التقرير المختصر-ودون الدخول في تفاصيل لا تصلح للنشر -  إن الغرض من النشر هوأن يعرف الجميع ما الذي يدور فى وقت عصيب، حيث يتم الإتفاق على أمور بالغه الأهميه بعد حوارات طويله معقدهْ ثم يتراجع البعض عن أداء أدوارهم  دون مبررا  فتهدر الجهود والطاقات المبذوله.

 

إن ذلك العمل الذى تلقته أيديكم ورحب به الكثيرون من غير المسلمون أوالعرب فى 20 الف نسخة تم إصدارها عقب الأحداث بعشرة أيام كانت نتاج جهد غير عادى قام به متطوعين غير متفرغين، شمل ساعات عمل طويلة إمتدت لساعات متأخرة من الليل، لصالح هدفا واحدا ومحددا وهو وصول الصوت الصحيح المعبر عن جموع المسلمين ، والرد على الإسفاف الذى دأبت على نشره وسائل الإعلام منذ 11 سبتمبر وحتى يومنا هذا، ومثل أي عمل نجد أوجه للقوة وأوجه للضعف ولكنه كان المعبر عن ما يدور فى عقول المسلمين فى مونتريال والرد العملى على أجهزة الإعلام المسيطرعليها من قبل الصهيونية وأعوانها فى أمريكا الشمالية، وكان رد الفعل العملى على كل ذلك هو صدور ذلك العدد الذي يعتبر التجربه الأولى في أمريكا الشماليه ككل.

 

لقد صدر العدد بدعم من ستة جمعيات فقط وبعض الأفراد من مجموع أربعون جمعية إسلامية ومسجد فى مونتريال ومائة ألف مسلم، إن الكلام فى أعداد المسلمون والجمعيات الإسلامية، أثبت وللأسف أنه عدد فقط  لا يمثل أي رابطة أو قوة إجتماعية أو إقتصادية، هو مجرد عدد يعبر مثلما يعبر عن عدد المسلمين فى العالم الذين يقتربون من ربع سكان العالم وهم لا يمثلون أى وزن سياسيا على الإطلاق، والسبب هو العبث التى يصور للبعض أنهم بإنفرادهم بالقرارات  ينفذون إرادة المسلمين، والحقيقة للأسف انهم يوقعون بهم أكبر الضرر( ضررا بالمسلمين وضررا بالإسلام) بتغييبهم وتغييب الجالية الإسلامية عن الواقع السياسى.

 

إن العمل قد تم و نعتقد والله أعلم أنه قد عبر بصورة جيده عما يدور فى وجدان المسلمين من حيث رفضهم للجريمة ورفضهم إلصاق التهمه بهم، ولذلك    ,و لتلك الظروف بالغه التعقيد التي نعيشها، فقد حان الوقت لأن يتحد المسلمون وأن يتحدث بإسمهم من يحمل تفويض منهم، وأن يتحدث عنهم من يعبرعن رغبتهم وليس عن رغبات أفراد محدودن يرون ما يرون من منظارهم الشخصى.

 

لقد تحولنا إلى جالية مريضة معتلة لا تفرق بين الصواب والخطأ، تعجز عن تنصيب قيادتها ومحاسبتهم، لقد أصبحنا صورة مثالية لمجتمعات المسلمين فى الشرق، ولم نحقق جوهرالإسلام فى التعاون وإنكار الذات، ولم نأخذ بأسباب المدنية من الديمقراطية و المحاسبة والصراحة  التي هي أساسا من أسس الإسلام، إن عمر إبن الخطاب - رضى الله عنه- خاطب في المسلمين يوم ولى أمرهم داعيا إياهم إلى تصحيح إي عوج منه وتقويمه، ولقد دعانا الله عز وجل بأن نغير المنكر، وما أري منكرا أكثر من ذلك الذي يفتت وحدة المسلمين ويهدر طاقاتهم ويتحكم فى مقدراتهم بغير وجه حق.

 

أما حان لتلك الجالية وللأمة كلها أن تشفى من علتها وتخرج لمستقبل مشرق من وسط الظلمات التى تعيشها ليل نهار.

 

Monday, October 1, 2001

المسلمون والعرب تحت الحصار بقلم: محمد شريف كامل


المسلمون والعرب تحت الحصار


بقلم: محمد شريف كامل
1 أكتوبر 2001


لقد كانت أحداث 11 سبتمبر 2001 بكل مرارتها وكل قسوتها هى مؤلمة لكل العالم الذى لم يدرك حتى الأن ماذا تعنى تلك الأحداث، وشدة الألم كانت ولا شك كامنة أكثر فى قلب كل مسلم وعربى فىالعالم، لأنهم تألموا للحدث، ثم تألموا لتلقيهم الضربات والطعنات في عقيدتهم و أصلهم على المستوى المحلى والعالمى.

لقد نظر غير العرب والمسلمين لنا على أننا دخلاء على ذلك المجتمع، وأصبحنا مصدر شك وأصبح على كل مسلم وكل عربى أن يرفع لافتة تدين الهجوم  والإرهاب، وأصبح علينا أن ندفع ثمنا لجريمة لم نرتكبها، ولكننا حملنا لون بشرة وأسماء من تشير إليهم الشبهات. لقد اصبح على كل عربي وكل مسلم أن يخرح للأعلام مبررا إرتباطه بالإسلام وأنه لا يقترن بأى حال بالإرهاب، و هل علىكل كندى أن يدافع عن جنسيته و يسعى لتبرئة بني وطنه لأن بعض العصابات تحمل الجنسيه الكنديه.

إن تلك الهجمة الشرسة على الإسلام وعلى المسلمين والعرب قد أدت وللأسف إلى أثار نفسية سيئة داخل نفس كل منا، ولنعود للحظة الأولى حيث إتهمنا بأننا لم نتألم ولم نتأثر بذلك الحادث البشع. إن كل منا ولا شك شعر بالألم والمرارة لذلك الحادث لعدة أسباب على رأسها الواقع غيرالإنسانى للجريمة البشعة، ولكن السؤال لماذا لم يبدو على وجهى الحزن وإن كان يملأ قلبى وهذا ما كان يجب أن نحلله بوضوح و صراحة !

  فطوال الستون عاما الماضية وكل عربى يشعر بالحزن والمرارة لما يحدث على أرض فلسطين، لقد عشنا طفولتنا مليئة بالحزن والألم لكل عربى طرد من أرضه و ظلت السنوات تمر وكل يوم قصة جديدة لألم جديد لطفل فقد أهله وبيته وتاريخه، وأصبح بلا هوية ولا أمل فى المستقبل، لقد عشنا مرارة فقدان مئات الألاف من العرب بين قتلى و جرحى ومحطمين نفسيا، حتى إعتادت عقولنا وملئت قلوبنا بالألم، وتوالت السنوات وذادت الأزمة وأصبح فى الأعوام العشرة السابقة صورة طبيعية لأعيننا أن نرى منازل تهدم بالدبابات وأطفال لا ينامون من قصف الطائرات ونساء يتسوقون وسط حصار الدبابات وشباب ورجال لا مجال لهم للعلم أوللعمل وكتب عليهم ن يسقطوا صرعى الظلم والمهانة الدائمة.

إن كل ذلك قد تخلل عقولنا و قلوبنا فأصبح معه  زلزال 11 سبتمبر 2001  رغم قوتة "حادثة"  وهو ولا شك ليس بحادثة عاديه، ولكن عندما يموت الإنسان و يرخص دمه فى أعين العالم، لماذا يكون من الضرورى أن نعلن حزننا و نظهره وقد أظهرناه مرارا من قبل ولم نجد من يواسينا طوال تلك السنوات فى كل قتلانا وجرحانا وأيتامنا، إن ضحايه ذلك الهجوم هم أيضا قتلانا وجرحانا وأيتامنا، ولكن من  فقد أب وأم وأبن قد لا يجد دمع يسكبه على أهل الحي.

رغم كل ذلك و لأننا جزء أساسى من ذلك المجتمع، حزنا وتالمنا ورفضنا ذلك الجرم البشع وتحملنا مع حزننا هذا كل الهجمات علينا من إعتداءات، وكان أخطر تلك الإعتداءات تلك الحملة التشويهية التى تقودها أجهزة الإعلام المغرضة التي حددت العدو وبدأت حملة التشهيرأمام العالم كله وأ سعدت بذلك العدو، و بدأ الموتورون - و كرد فعلى طبيعى - بدأوا يخرجون ليهاجموا المساجد و يتعرضوا للنساء المحجبات و يقتلوا حتى السيخ. إن سقوط الإعلام - الذى يدعى نزاهته و حريته - فى تلك الحملة المسعورة لتشويه الإسلام والعرب، هو و لا شك يجب أن يتحول فى عقولنا وقلوبنا إلى الضرورةالملحة فى أن يكون كل فرد مناعبارة عن  وسيلة إعلام فى عمله وفى مدرسته و فى كل ساعات يومه ليكون خير صورة للمسلم العربى.

نحن واضحون رغم كل تلك المضايقات فنحن جزء من هذا المجتمع ولا يحق لأى كائن أينكان أن يحاول عزلنا ولا يجب أن نخضع نحن لتلك الحملة الهادفة لعزلنا وفصلنا عن مجتمعنا، إن الأمر وصل إلى حد أن إحد  المسلمين وأسمه "أسامه" تقدم بطلب لتغير أسمه إلى أسم كندي، وهنا أحي السيده أليكسه ماكدونه رئيسه الحزب الديمقراطي التي قالت إننا يجب أن ندرك أن  "أسامه"و"محمد" أسماء كنديه وليست أجنبيه عن كندا.

 و لهذا فمن الواجب علينا أن لا ننهزم أمام تلك الحملة وأن نظل على وعينا وعلى إدراكنا لأننا مواطنون لنا كل الحقوق وعلينا كل الواجبات، فإسمى ودينى ولون بشرتى لا يغير من حقيقة أننى كندى، وعلى كل منا أن يسجل أو يبلغ عن أى عمل يتعرض له وعلينا أن نكون فعالين واضحين فى دورنا داخل المجتمع، إن أحد المحاك القوية القادمة أمامنا هى تلك الإنتخابات القادمة للبلديات فى كوبيك، ففيها يجب أن يرى كل العالم عبر كل الوسائل المتاحة كيف نمارس نحن وأبنائنا وبناتنا دورنا فى بناء المجتمع المدنى الحر بالمشاركة الفعالة الإيجابية، فتلك هى الصورة التى نرد بها على حملة التشويه والطعن المسعوره.

أما حان لتلك الجالية وللأمة كلها أن تشفى من علتها وتخرج لمستقبل مشرق من وسط الظلمات التى نعيشها ليل نهار.



سلام العنصرية... أم سلام العدل ...؟ بقلم: محمد شريف كامل


سلام العنصرية... أم سلام العدل ...؟  


بقلم: محمد شريف كامل
1 أكتوبر 2001

ونشرت بجريدة الهجرة مونتريال



لقد وقع العمل الإجرامى فى 11 سبتمير 2001 و صدم العالم من وحشيته ودقة تنظيمه، ولكن الصدمة الأكبر فى رد فعل الكثير من مدعى الحضارة والرقى، وكان على رأسهم متحف الحضارة الكندى الذى قام بقرار منفرد بإلغاء أوتأجيل معرض الفن العربى، لأن الوقت غير مناسب وغير ملائم لعرض الفن العربى ..! هل لأن العرب إرهابيين مخربين..؟ أم لأن الإدارة المسؤلة إستسلمت للعنصرية الكامنة داخلها والتى مالبثت أن تجوب حياتنا وكأنها كانت تنتظر من يخرجها.

نحن لا نقلل من ألام ضحايا الحادث الإجرامي ولكن ألامهم سوف يداوى الزمن أغلبها، أما ألام  ضحايا العنصرية فلا يداويها  الزمن بأي حال من الأحوال.

إن العنصرية هى فى دم كل منا فلا يستطيع إنسان أن ينفى تلك الحقيقة، أنها تمثل طبيعة البشرالأنانية التى نعيشها اليوم وكل يوم، ولكن الفارق بين وجود النزعة العنصرية داخل الإنسان أو ظهورها علنا فى تصرفاتنا اليومية، هوالفارق بين الإنسان المتحضر وغيرالمتحضر.

ولقد سمعنا كثيرا عن شعوب الغرب المتحضرة التى تخلصت من العنصرية، ولقد حاول البعض إقناعنا بأن عنصرية الغرب سقطت منذ الستينات - حسب قولهم- كما ذكر فى قوانين المساواه، وظللنا طوال تلك السنوات نقول أن ذلك التحضر ليس له وجود إلا فى القوانين فقط ولكن الحقيقة غير ذلك.

نعم الحقيقة غير ذلك، والعنصرية هى إحد مقومات وسمات هذا المجتمع، والدلائل على ذلك كثيرة ومتعددة وتظهر غالبا فى كل الأزمات، وأبسط الأمثلة على ذلك أنه حين يطالعنا الركود الإقتصادى، فأول من يستغنى عنه في العمل هم من يسمونهم ذوى الأصول الأخرى، وحين نصل إلى الترقى فى الوظائف العامة وحيث تقل الحصة البشرية يكون من نصيبنا أقل نسبة ممكنة. وكلما بحث المجتمع عن عدو، يبحث عن عدو جاهز يتفق مع هوى الغالبية وتشير غالبا أصابع الإتهام مباشرة إلى كل ما هو غير أبيض البشرة، ولأن إضطهاد السود أصبح غير مقبول سياسيا، ولأن السود يمثلون جزءا من التاريخ العنصرى لهذا المجتمع، ولأن المصلحة السياسية تستوجب وجود عدو خارجى، ولأن الإعلام موجه بأغرض محددة ...!

 لكل ذلك أصبح العرب والمسلمون هم الهدف الجاهز الذى توجه له دائما أصابع الإتهام كلما بحث المجتمع عن عدو ليلقى عليه كارثة ما  ويوجه غضب المجتمع مما حاق به. ولا دليل على ذلك أكبرمن حادث أوكلاهوما -1997- الذي بدأ بحملة غضب شنعاء ضد العرب والمسلمون ثم إنتهى الأمر بإتهام بعض من أفراد الجماعات العنصرية البيضاء، وعوقب أحدهم بالإعدام والأخر بالسجن مدى الحياه، ولكن هل من إجراء حقيقى تم إتخاذه من أجل مواجهة تلك الجماعات ...؟ لا يوجد أى إجراء، بل هو مجرد محاكمة لأفراد، ولم تشر أصابع الإتهام إلى تلك الجماعات المنظمة المسلحة  والتى تتمتع بكافة حقوقها المدنية داخل المجتمع.

وحينما تقع حوادث التفجير فى أيرلندا و يذهب ضحيتها الأبرياء، لا يتحدثون عن تجريم الكاثوليك، بل يكون الحديث فقط عن جماعة تتخذ من العمل المسلح والتفجيرات طريق لتحقيق أهدافها ، ولم تقتحم الدبابات منازلهم ولم تعلن أسمائهم كمجرمين مطلوبين للعدالة، فلم يحارب الكاثوليك بتهمة الإرهاب ، بل وأن الولايات المتحدة تحديدا هى من الأماكن الأساسيه  لجمع التبرعات لمنظماتهم.

والوضع ليس كذلك حينما بهب الجميع بإتهام العرب والمسلمون باى عمل إجرامى، حتى أن الإعلام الموتور ذهب إلى حد بعيد غير مقبول، فقد بدء الإعلام من اليوم الأول فى إدانة المتهم - ليس فقط بتوحيه تهمة الإشتباه بل الإدانة- وصدر الحكم حتى قبل إعلان الأدلة ـإن وجدت ـ لأن كل تلك السذاجات التى نسمع عنها كل يوم لا تزيد عن كونها بلاغات وأقوال مشكوك فيها لا يمكن أن تصل إلى درجة حتى الشواهد و ليس الأدلة،  وعلى سبيل المثال و ليس الحصر:
 - بلاغ تليفونى عن سيارة فى موقف المطاربها كتاب تعليم الطيران باللغة العربية..! هل من يتعلم الطيران في الولايات المتحده أو المانيا يريد كتاب تعليم الطيران باللغة العربية..؟
ـ بلاغ عن إكتشاف جواز سفر لعربى من ركاب الطائرة على بعد بلوك سكنى من مركز التجارة، الصندوق الإسود تحطم .! وجواز السفر وجدوه ...!
ـ العشرات من الأشخاص بتم إلقاء القبض عليهم بدعوى أنهم من تنظيمات سرية مسلحة ومدربين لعمليات مشابهة، ثم يشهدون طواعية وبسرعة عالية على أمور لا يصدقها عقل.
ـ كشوف أسوماء ركاب الطائرة تعلن بدون أى إسم عربى واحد ثم فجأة يظهر أسماء عربية كلها بلا سابق معلومات و كلها مشاركة فى العمليات الإجرامية.
ـ صدفة تم العثور على حقيبة المتهم الأول فى المطار وبعد أسبوعين من الحادث، ومن الصدف أيضا أنه وجد بها مذكراته الخاصة ومذكورا فيها خطة المؤامرة.

وأعلن الإتهام الثابت بالدليل القاطع، وختم بخاتم الإعلام وصدقه كل المجتمع وشرائح كثيرة بالخارج، ولكن أين الدليل؟ هل الدليل هو كراهية هذه التنظيمات للولايات المتحدة، فلو أن الدليل هو كراهية فالقائمه طويله، تبدأ بالعالم العربى الذى يعانى منذ أكثر من خمسون عاما من الغطرسة الصهيونية المدعومه من الولايات المتحدة، ثم العالم الإسلامي الذي  يعانى من  فترة طويلة من السيطرة الصهيونية على الإعلام والقرار الأمريكى وحول السيطرة إلى الأمم المتحدة، ثم أفريقيا التى لم تستطع أن تتمتع بالإستقلال من الإحتلال الأوروبى لتقع تحت السيطرة الإقتصادية الأمريكية، إلى جنوب شرق أسيا التى مازال يفرض عليها النموذج الأمريكى الذى يهدف إلى الربح دون النظر إلى الشعوب المستغلة، ثم أمريكا الجنوبية التى لا يوجد بها من لم يعانى من السيطرة ونفوذ المخابرات الأمريكية، ومعظم هؤلاء يعانون من حكام أقل ما يمكن أن يوصفوا به هو الديكتاروية، و تعينهم الولايات المتحدة للبقاء فى الحكم، ولا نسبطع أن ننهي تلك القائمة دون ذكر أورويا التى تشعر بالمذلة والهوان أمام العسكرى الزرق الذي مازال يقودها إلى الدمار الشامل.

إن ما حدث فى الولايات المتحدة هو جريمة بشعة ولا شك، ولا مبرر لها غير تلك الترتيبات التي تلتها وهي ولا شك جريمة أبشع تهدف إلى فرض السيطرة المباشرة للقرار الأمريكى على العالم كله، نعم هناك عالم جديد يتشكل ولكنه يتشكل بالعنصرية شعارا له، وإن لم يكن ذلك العالم قادرا على أن يكون عالم عادل فسوف يكون عالم مليئ بالكراهية وما تقوم به الولايات المتحدة الأن هوتكريس وزيادة لتلك الكراهية وليس إحقاقا للحق والعدل، فالعدل الذى هو الطريق الوحيد للسلام لا تستطيع الولايات المتحدة تحقيقه، لأن تحقيقه سيصتدم بمصالحها التى تشكلت منذ زمن بعيد وأزاحت كل من وقف فى طريقها و لذا قتل كنيدى و لذا جاءت تفجيرات المركز التجارى العالمى، وسوف تذهب بلا عقاب للمجرم الحقيقى ولكن سوف تساعد على تكريس العنصرية.

 إن هذا المجتمع بهذه الصوره هو مجتمع معتل والمجتمعات المعتلة لا تستطيع ان تحقق العدل ولا تستطيع ان تحقق السلام وإنما تحقق فقط الكراهية وتشكل إعداء جدد كل يوم.