Monday, November 6, 2023

النصر قادم لا محال، بقلم: محمد شريف كامل

 

النصر قادم لا محال

بقلم: محمد شريف كامل*

6 نوفمبر 2023

 




بصفتي مصري وعربي ومسلم، وبصفتي إنسان أولاً، أُدين بشدة وبلا هواده موقف النظام المصري ورأس النظام عميل الحركة الصهيونية وحكومته وكل المتعاونين معه ومؤيديه، لموقفهم المخزي من مشروع إبادة الشعب الفلسطيني وتصفية قضيتنا.

منذ بداية حرب التدميرعلى غزة في 8 اكتوبر لم أكتب أي كلمة باللغة العربيه، فكما قالت أبواق العدو "العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون"، على الأقل الغالبيه المُغَيبه منا ينطبق ذلك عليهم، والأقلية المدركة للحقيقة لا تحتاج لكتاباتي، لقدأصبح  الغالبية منا ترفض دراسة التاريخ وترفض فهم الواقع ولا تتطلع إلا لرفاهية مؤقته في مستقبل قريب، كأنها تدرك أنه ليس لنا من مستقبل بعيد أو أستسلمت لذلك الإدعاء.


وداومت طوال ذلك الشهر العظيم، العظيم في إنجازاته، على الكتابه والنشر وتداول الأعمال على صفحات التواصل الإجتماعي بغير اللغه العربيه لمخاطبه من قد يكون لديهم ضمير يؤرق الأنظمة الإمبرياليه والصهيونية العالميه.

 

ولكني الأن قررت أن أكتب بالعربيه مخاطبا أهلنا في الداخل والخارج،  لأنه يحزني أن أرى مصر وكل أمتنا التي التي خرجت من هزائم عدة مرفوعة الرأس، والتي قادت العالم الثالث للتحرر، مصر التي لم تنحني إلا عندما إستبدلت دماء أبنائها في حرب 1973 بإتفاقية العار "كامب دافيد"، حين بدأت عملية تقزيم مصرحتى أصبحت اليوم تابع كلي للاستعمار الغربي وبوقا له هو وتابعه المدلل الصهيونيه العالميه والكيان المزروع، والتي كان من حسنات 7 أكتوبر إنها كشفت تبعيه هذا النظام وأبواقه ثبوت لا شك به.


لقد شاركت أنظمة "كامب دافيد" ومن جاء بعدها، ورأس نظام مصر الحالي في تحويل مصرالوطنية الى شريك أساسي في الحصار الصهيوني على غزة، مصر التي كانت شعلة تضيء طريق العرب والمسلمين وشعلة تحرر المنطقة بل كل العالم الثالث.  العار كل العارعلى من ساهم بقصد أو غير قصد في اسقاط مصر الوطنية واستبدالها بمصر الخيانه والتآمر، والتي أكتمل سقوطها في أيدي الإميريالية بإنقلاب 2013 على التجربه الديمقراطيه والذي مثل المرحلة الثانية لإستكمال مسيرة "كامب دافيد".

 

 ومن العار أن يجلس على عرش مصر من يعتبر تصفيه المقاومة "عمل نبيل" وأن الدولة الفلسطينيه الموعودة "يجب أن يكون أهم أدوارها هو تأمين الكيان الصهيوني"، فقد أصبح نظامها يأتمر بأمر الصهيونيه ولا يستطيع أن يُدخل رشفة ماء أو أن يغطي أهل غزة بشبكة إتصال أو ينقل جريح لإسعافه إلا بأمر من الصهيونيه العالمية.


وإلى أهلنا في الغرب، لا تقلقوا ولا تيأسوا ولا تتابعوا صور الدمار والقتل والأطفال الأبرياء، هذه الصور والأفلام لها دور إيجابي لايقاظ الضمائر النائمه، ولكن كثرة مشاهدتها لأصحاب الضمائر تؤلم وتصيب بالإحباط فلا تتابعوها، رغم كمية الألم التي تحمله هذه المشاهد فهي مشاهد فخر لإناس رفضوا الإستسلام حتى لو كانت حياتهم هي الثمن.

علينا أن نوجه خطابنا للمجتمع الغربي لمساعدة الشعوب للتخلص من العقليه الإستعماريه، نحن لسنا مطالبين بتبرير المقاومة ولا الرد على إدعاءت الإرهاب، ولكن يجب أن نُذكر العالم أن الشعب الفلسطيني هو المعتدى عليه وأن مأساته لم تبدأ في 7 اكتوبر، ولن تنتهي بنهاية هذه المرحلة، مأساة الشعب الفلسطيني بدأت منذ 75 عاما بمشاركة كل الغرب الاستعماري، ولن تنتهي إلا بجلاء الإستعمار.


نحن لا يجب أن نطالب ولا أن نقبل بمفاوضات لإنشاء دولة فلسطينيه مستسلمة، ولكننا يجب أن نصر على تنفيذ جميع.. جميع... جميع القرارات الدوليه ومحاكمة الكيان الصهيوني وكل من شارك في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني من دير ياسين، مرورا بقانا وبحر البقر..... حتى يوم إنعقاد المحكمه.


نعم سيستشهد عشرات الآلاف وسيُشَرد الملايين، ولكن هل سمع أحدكم من قبل عن مستعمر يمنح الحرية بدون مقاومة وإصرار من الشعب! الحرية لا تُمنح، الحريه تُكتسب بدماء ومعاناة الشعوب ولا يجب أن ننسى ثورة الجزائر بلد المليون شهيد ولا ثورة جنوب افريقيا بلد ما يقرب من المليون شهيد.

 

الصورة اليوم في كل شوارع العالم تشابه تماما أخر لحظات الحرب الأمريكيه الغاشمة ضد فيتنام وماقبل سقوط الفصل العنصري في جنوب افريقيا، ألم ينتصر شعب فيتنام على ألة الحرب الأمريكية، وألم ينتصر شعب الجزائر على ألة الحرب الفرنسيه، وألم ينتصر شعب جنوب أفريقيا على ألة الحرب الإمبريالية المؤيدة بكل دول الغرب الإستعماري.

 

 لقد انتصرشعب فيتنام والجزائر وجنوب افريقيا وكل أحرار العالم، انتصروا ولم يتحقق لهم تفوقاً عسكريا ولكنهم انتصروا بالصمود ورفض التفريط والإستسلام، هزمت قوى الإستعمار والإمبريالية  بالرغم من تفوقهم عسكرياُ بإفتقادهم للقيم الإنسانية الحقيقية وفقدان الضمير.

 

نصر شعب فلسطين قادم ولا شك، فلا بد أن يحق الحق، ولكن علينا الإستمرار في تأييد موقفهم البطولي وصمودهم، وإستمرار العمل ضد كل أصناف الإستعمار والإمبريالية والصهيونيه في كل العالم، فالشعب الفلسطيني لن يموت وقضيته لن تُصفى وسينتصر رغم الخيانة والعمالة والمهادنة من كل الأنظمة العربية المتشبهه بالنظام المصري.

 

 

* محمد شريف كامل مهندس ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب مستقل، عضو المجلس الإستشاري لشبكة الوعي العربي، هو أحد المؤسسين وعضو مجلس الادارة لحركة حقوق المواطنين، هو أحد المؤسسين والأمين العام والمتحدث الرسمي السابق للمجلس الثوري المصري، و أحد مؤسسي الائتلاف الكندي المصري من أجل الديمقراطية، وحركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة، هو احد القيادات الطلابية المصرية  في السبعينات، عضو نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب مونتريال لمدة 4 سنوات. هو أحد مؤسسي الجمعية الوطنية للتغيير في مصر (كندا) قبل الثورة، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، كذلك أحد مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك - كندا المناهضة للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد من المقالات حول العديد من القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية، والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس مدونة "من أجل مصر حرة".

محمد شريف كامل يمكن للتواصل معه عبر:

1-514-863-9202, e-mail: public@mohamedkamel.com, twitter: @mskamel, blog: http://forafreeegypt.blogspot.com/  https://www.facebook.com/APresidentForEgypt/, https://www.youtube.com/channel/UCl3y4Hxgf05Xr0iDU68r8GQ

Thursday, May 25, 2023

من سايكس بيكو الى كامب دافيد، بقلم: محمد شريف كامل

 

من سايكس بيكو الى كامب دافيد




بقلم: محمد شريف كامل*

24 مايو 2023

 https://ghadnews.net/ar/post/26729

https://resalapost.com/2023/05/27/%D9%85%D9%86-%D8%B3%D8%A7%D9%8A%D9%83%D8%B3-%D8%A8%D9%8A%D9%83%D9%88-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%83%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%AF%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%AF/



من سايكس بيكو وحتى كامب دافيد مرت امتنا العربيه بعدة مراحل عنوانها السعي للتحرر وبناء الوطن اقليميا وقوميا، وقد كانت سايكس بيكو هي أول خطوات تقسيم الأمة المريضة، الأمة العربية هي المريضة وليست الدولة العثمانية، الى عدة دول، زُرع في كل منها عوامل الفرقه بهدف خلق بؤر توتر لتكون بمثابة ألغام يُمكن تفجيرها في أي لحظة لتكون بمثابة أداة تدمير ذاتي من داخل تلك الكيانات المسماه "الدول". فلا توجد دولة من تلك الدويلات العربيه إلا وأطاح بها صراع لغوي أوعقائدي أوطائفي، حتى أن منها من أبتكر صراعات قومية محلية.


ولو أن الشعوب العربيه أدركت ذلك الواقع مبكراً ولو أنها عرفت كيف تتعامل معه بوعي لما وصلنا لما نحن عليه الأن، فلقد فشلت أغلب النظم الوليده عن جهل أو إهمال أو تعمد في تصحيح ذلك الوضع وإحداث اللُحمه الأقليميه، بل إن بعضها إستخدم صراعات الحدود المفتعله لتمكينه من الحكم بتأجيج الصراعات المحليه، وأستقوت بعض تلك النظم المفتعلة بالقوى الغربيه، مستحدثة منظومة سايكس بيكو، لإعانتها على البقاء في الحكم على حساب تغذية النعرات الطائفيه ومحاربه كل الثورات وكل مشروعات النهضه.

 

وإن كان ذلك هو نتاج عصر سايكس بيكو الذي بلغ نهاية صلاحيته بهزيمة الإستعمار المباشر من خلال معارك التحرر في الخمسينات والستينات والتي إمتدت لتشمل أفريقيا وجنوب شرق أسيا، إلا أنها لم تصمد طويلا في وجه القوى الامبريالية البديلة والتي تمثلت في الولايات المتحده ومن تبعها من بقايا الإمبراطوريات الأوروبيه.

ولا ننسى أو نتجاهل أن القوى الوطنيه العربيه الشعبيه منها والرسميه حاولت أن تستفيد من الحرب البارده وتمكنت من تحقيق بعض النجاحات المحدودة، إلا أنه مع سيطرة الثورة المضاده على الحكم في مصر في مطلع السبعينات وسعيها لتوطيد حكمها عن طريق تسليم كل الأوراق للولايات المتحده، إنغمست المنطقة في طريق التفريط الذي تم إدارته بمكر شديد من قبل دول الرجعية العربيه وأجهزة مخابراتها التي خططت لكامب دافيد والتي بموجبها بدء إنحصار الدور العربي، وتحولنا من عصر سايكس بيكو الى عصر السيطرة الامريكيه الكامله.


وقد أُفتتحت تلك المرحلة بتمكين ديكتاتوريات غير وطنيه تستتر وراء ديمقراطيات مسرحية معتمدة على أحزاب كرتونيه جسدت التدهور الفكري العربي، الذي جعل من تلك الأحزاب أصنام تُعبد ولو على حساب الوطن فأضافت طبقة إنقسام جديده ليصبح الإنقسام طوليا وعرضيا، طائفيا وعرقيا وأيدلوجيا.


وبدلا من ندرك حقيقة تلك المصيدة ونسعى لتفكيك ألغامها، تحولنا لأدوات تأجيج للصراعات الاقليميه الداخليه والحدودية وتسابقنا في مجال التخوين والإقتتال الداخلي والإقليمي، فاليسار والليبراليين ضلوا الطريق بالسقوط في فخ الثورة المضادة والإستقواء بها على التيار الديني، وأدمن التيار الديني العيش في جلباب الماضي الذي دفع هو ثمنه بمعادته غير المنطقية للتيارات القومية واليسارية، فأكتملت بذلك صورة الإنقسام ليصبح السنة والشيعة والموارنة والبربر والأكراد والعلويين....وغيرهم جميعا أعداء وكل منهم يستقوى بالعدو الحقيقي. وأصبحت تركيا وإيران هما العدو وسقطت جامعه الحكومات العربيه سقوطا مدويا فلم يعد لعا أي إعتبار أو قيامه.


وتلى ذلك مرحلة الإستسلام الكامل والتي بدأت بالتأمر على إسقاط العراق بأخطاء نظامه وتأمر جيرانه، ثم تحويل الرييع العربي الى خريف دائم، والذي تلاه حصار الدول العربيه بعضها البعض، وأصبح ثمن البقاء في الحكم هو تغذية الخزينة الأمريكيه بأموال البترول لتكديس سلاح لا يمكن أن يستخدم إلا فيما تقره المصلحة الأمريكيه وحسب.



وكان إسقاط الوعي العربي من أخطر نتائج كامب دافيد، والتي ساهمت وأدارت عملية إلغاء قرار الأمم المتحده لتعريف الصهيونيه كحركة عنصريه، وصدر الأمر بتجريم المقاطعة العربيه لذلك الكيان، فكانتا طعنتان في صدر الأمه وأهم الخطوات التي مثلت رده حقيقيه قادتها الرجعية العربيه عن طريق النظام المصري حين ذاك، فأنتقلت السيطرة ومركز الثقل من الولايات المتحدة لتصبح السيطرة الفكرية والإقتصادية والسياسية للكيان الصهيوني.

وبعد أن كانت أفريفيا هي العمق العربي، والتي مثلت مركز ثقل حقيقي مغلق تماما أمام الكيان الصهيوني، تحولت أفريقيا، عن طريق ذلك النظام المصري، إلى مرتع للموساد تنُفذ فيها المشروعات والمؤامرات في غياب كامل للدول العربيه، حتى أنه  قد تم تخريب الموارد الطبيعيه والأساسيه للشعب العربي، ليس فقط تحت نظر وسمع تلك الأنظمة، بل ومباركتها.

ومع تلك التنازلات المريره، تحول الصراع العربي-العربي الى سباق تنازلات، فمن ذلك الذي يفوز أولا بالتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني؟ ثم إنتقلنا لمرحلة التزييف المعلن بلا حياء أو تردد، فأفسدنا الوعي العربي وأستبدلنا وعينا بيقين مزيف، فأصبح ثمن البقاء في الحكم ليس إرضاء صناع سايكس بيكو ولا إرضاء الولايات المتحده، بل أصبح إرضاء الكيان الصهيوني هو الطريق لكرسي الحكم وتاج الملك.

ولم يدرك أغلبنا بعد، أننا لا نتصارع إلا على أنقاض أمة مسلوبة الموارد ومسلوبة الإراده، فلقد قُسمت السودان فعليا ويتم اليوم تقسيم ما تبقى منها، وقسمت العراق واليمن وليبيا وسوريا وإن لم يكن تقسيمهم رسميا إلا أنهم قُسموا عمليا، وأصبحت قضية الصحراء الغربيه أداة في يد الصهيونيه للتمكين من الوقيعة العربيه، وأُسقطت مصر من كل الحسابات فلم يعد يراها أحد إلا من خلال سجون النظام والتفريط فيما بقى من الوطن ومقدراته.


وبالرغم من تلك الصورة القاتمه فطريق الخلاص والتقدم واضح، يبدأ بإدراك كل ما تقدم وأن تدرك كل القوى السياسية الوطنيه التي لم تتخاذل أو تفرط أنه علينا أن تتشابك أيدينا مؤجلة الخلاف الأيدولوجي الى ما بعد إنقاذ الوطن، إن كل الثورات والحركات الوطنيه التي مرت بنا كان هدفها واحد وعمل زعمائها على تحقيقها وعلى إنقاذ الوطن وعلو شأنه، كانت تلك صحوات الربيع العربي كما كانت ثورات التحرر في الاربعينات والخمسينات.


علينا أن ندرك ان كل هذه الحركات الوطنيه التي مرت ببلادنا والتي بلا شك قد إختلفت رؤاها السياسه، كان هدفها المصلحة حتى وإن أخطئت، ولذا علينا أن نبني على إيجابياتها ونتعلم من أخطائها، علينا أن نتوقف عن محاربة بعضنا البعض، فهذا ما صنعه ويغذيه الفساد والأستعمار وكل أعداء الأمة من الداخل والخارج.


فقط حين ذلك نستطيع أن نبني مشروع وطني لإسقاط السيطرة الاستعماريه والفساد ونطمح في التغيير والنهضة الحقيقية.

 

 

* محمد شريف كامل مهندس ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب مستقل، عضو المجلس الإستشاري لشبكة الوعي العربي، هو أحد المؤسسين وعضو مجلس الادارة لحركة حقوق المواطنين، هو أحد المؤسسين والأمين العام والمتحدث الرسمي السابق للمجلس الثوري المصري، و أحد مؤسسي الائتلاف الكندي المصري من أجل الديمقراطية، وحركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة، هو احد القيادات الطلابية المصرية  في السبعينات، عضو نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب مونتريال لمدة 4 سنوات. هو أحد مؤسسي الجمعية الوطنية للتغيير في مصر (كندا) قبل الثورة، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، كذلك أحد مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك - كندا المناهضة للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد من المقالات حول العديد من القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية، والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس مدونة "من أجل مصر حرة".

محمد شريف كامل يمكن للتواصل معه عبر:

1-514-863-9202, e-mail: public@mohamedkamel.com, twitter: @mskamel, blog: http://forafreeegypt.blogspot.com/  https://www.facebook.com/APresidentForEgypt/, https://www.youtube.com/channel/UCl3y4Hxgf05Xr0iDU68r8GQ

Saturday, January 21, 2023

في ذكرى 18 و19 يناير1977، هل نسترد الإنتفاضه؟ بقلم: محمد شريف كامل

 

في ذكرى 18 و19 يناير1977

هل نسترد الإنتفاضه؟




بقلم: محمد شريف كامل*

21 يناير 2023

https://arabmadarat.net/?p=86064

https://www.arabjo.net/?p=98681


 

الثورة العفويه بطبيعتها لا تحدث تغير حقيقي، ولكنها تعبر عن تراكم لغضب شعبي ينفجر في لحظة ما وهي كما نسميها القشه التي قصمت ظهر البعير، هذا كان حال مصر منذ 46 عاما، في 18و19 يناير 1977 وذات حالها ليلة 25 يناير2011، وكذلك حالها في يومنا هذا.


ذلك يستدعي أن نسترجع التاريخ وما كان عليه الحال في 18و19 يناير 1977 لنقارنه بالحال في 2023، ولذلك لا بد لنا أن نحلل الوضع في مصر في عام 1977 ثم نبحث عن أوجه التشابه والاختلاف بينهما.

 

فعندما جاء السادات للحكم

-         كان شعب مصر يعيش حياة بسيطه فلم يكن النموذج الغربي الاستهلاكي المتبرج على المستويين الشخصي والمجتمعي قد غزا مصر بعد، وكان كل مصري يؤمن بالإنتاج والعمل كقيمه، وإن لم يكن الوضع السياسي من الحريات يسمح بالكثير ولكن الشعب المصري متمثل في نبضه الحي من طلابه وعماله أنتفضوا في عامي 1967 و1968 مطالبين بالتحقيق في أسباب الهزيمة ومطالبين بالإصلاح والصمود، وكان الطريق

 

-         لم يكن في مصر من يبيت ليله وهو جائع، إلا أنه مع مجئء نظام السادات أوهموا الشعب المصري بالرخاء القادم من الغرب من خلال تسوية مع العدو ورعاية أمريكيه لمشروع نهضه وهمي، فتمت عملية تشويه مفتعلة للقطاع العام وكل الإنجازات، والتي بلا شك شابها الخلل الذي إحتاج لإصلاح حقيقي وليس لتصفيه وتركيع.

 

-         وبعد الانتفاضات الشعبية في 1972 و 1973 المطالبين بحرب تحرير، وجد الشعب في نهايات 1974 أن دمائه قد بيعت على موائد المفاوضات وسلمت للعدو، وبلا مقابل.

 

-         ولأكتمال الصورة يجب أن نتذكر أنه في عام 1974 تحولت علاقة مصر مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من النصح والإشتراط أحياناً إلى أن أصبحا مخططين وموجهين بشكل مباشر، بل وأمرين مسيرين للإقتصاد المصرى، وأصبحت مصر دولة استهلاكية غير منتجه، بل أصبح محظوراً عليها أن تنتج المنتجات الأساسيه الصناعية والزراعية التي قد تسمح له بالإستقلال الذاتي، حتى إنها مُنعت من زراعة القمح، فأكتمل النوذج الاستهلاكي بديلا عن النموذج الانتاجي.

 

ثم جاءت يناير 1977 بما سمي بـ "تحريك الأسعار" ، فكانت الشرارة التى فجرت إنتفاضة الخبز الشعبيه، والتي مثلت إنتفاضة حقيقية في كل مدن وقرى مصر، حتى أن السادات أُضطر للسفر للإختباء في السودان. واُضطرت الحكومة للرضوخ للرفض الشعبي واُلغيت تلك المهزلة، غلى الأقل مرحلياً حتى عادت تدريجياً لأسوأ مما كان فأستدعت إنتفاضة أكبر في 2011.

 

لقد تفجرت أحداث 1977 التي مثلت إنتفاضة عفوية متناغمة لم يكن لها أي غطاء حزبي أو أي لون سياسي، وأستطاعت كوادرها أن تقودها رغم أن بعض القوى المهادنة للنظام في ذلك الوقت رفضت الخروج  بل وحاولت تعطيلها وتعكيرها، ولكن خرج الشعب عن بكرة أبيه على كل الطرقات مرحباً ومؤيدا لمظاهرات نبضه الحي من الطلبه والعمال، المظاهرات التي انطلقت من كل الجامعات والمصانع في صورة متناغمه بلا سابقة تنسيق. ولو كان هناك أي تنظيم محرك لتلك الأحداث أو إمتداد لتلك الانتفاضه داخل صفوف الجيش لأستولى الشعب على الحكم.

 

ولكن ماذا كان موقف باقي أجهزة الدولة؟

 

-         بعد ظهيرة يوم 18 يناير إنسحبت الشرطة من الطرقات وكأنه مخطط لإحداث الفوضى،  مشابها تماما لما حدث في يناير2011، ولأول مرة ترى شوارع مصر بلطجية النظام الذين كان قد تم تتظيمهم كمليشيات تحمي النظام من الشعب ومن الأجهزه الرسمية، منظمة مسلحة مدعومة ومحمية من النظام، وكانت أول الفرق هي التي شُكلت من عصابات مرتبطة بعائلة السادات شخصيا إنطلاقاً من منطقة منشية الصدر.

 

-         ثم أُعلنت الأحكام العرفية وحظر التجول وتم إستدعاء الجيش الذي لم يفرض الحظر بالقوة ورفض أن يطلق رصاصة في صدر الشعب، عدا بعض الإستثناءات المحدودة والفردية في بعض المناطق خارج القاهرة.

 

-         ولا يمكن أن ننسى ذكر القضاء الذي فشل النظام حين ذلك أن يحكم سيطرته عليه بشكلٍ كامل، فرغم اختيار النظام لقاضي بعينه لمحاكمة المتهمين (١٧٦ متهما) والذين أتشرف بأني كنت أحدهم، فقد شاء القدر ألا يتمكن القاضي المعين من ذلك وحل محله قاضي شريف، فيخرج حكمه إدانة مباشرة لنظام السادات.

 

فقد صدرالحكم واصفاً الإنتفاضة بأنها "إنتفاضه شعبيه شريفه نزيهه" وليست "إنتفاضة حرامية" كما وصفها السادات، رحم الله المستشار حكيم منير صليب رئيس محكمة أمن الدولة العليا، التي أصدرت حكماً مثالياً في القضية رقم 100 لعام 1977، أدعوكم لقراءة حيثيات الحكم التي تصف الحال وكأنه اليوم.

https://qadaya.net/?p=4554

 

-         وبلا شك كان الاعلام مملوك للدولة وموجها من النظام وكل ما يكتب في غير رغبته يتم مصادرته، ورغم أن العالم لم يكن قد عرف حينها وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن الشعب كان قادرا على تنقيه المعلومات وإستنباط الحقائق والتواصل فيما بينه بلا إعلام.

 

إلا أن النظام قد استفاد من تلك الإنتفاضه باستفتاء السادات في فبراير 1977، ذلك الاستفتاء المشين والذي مهد لزيارة القدس المشئومه بتغليظ عقوبة التظاهر والإعتراض على النظام، إستفتاء من 11 بند سمي " قانون حماية الأمن والمواطنين"،

http://www.moqatel.com/openshare/behoth/sirzatia17/egypt/molsadat18.doc_cvt.htm

 

ذلك القانون الذي جمع متناقضات غير مسبوقة منها:

-         إسقاط الضرائب عن الفلاح الذي يملك 3 أفدنه فأقل

-         حرية تكوين الأحزاب وفق القانون، التي قيدها القانون بشرط موافقة 20 عضو بمجلس الشعب

-         الأشغال الشاقة للعامل الذي يضرب ولكل من يشارك في أي تجمهر

 

وقد كان من أثار ذلك إطلاق يد السادات للإستسلام بعد تقيد الشعب وكل القوى الوطنية، وفي ذلك رسالة السيد كمال الدين حسين توبيخا للسادات الذي بموجبه فُصل من مجلس الشعب، تستحق القراءة

https://www.elbalad.news/5368754

 

 

وإن كان الوضع الإقتصادي قد أشتدت قصوته على الشعب في 1977، فهذا لا يقارن بما هو عليه الأن، وقد تلاشت الطبقة الوسطى. إلا أن الحال في 1977 كان أقل صعوية من يومنا هذا بفارق كبير لا يتفق مع إدعاءات النظام المصري بالأزمة العالمية الناشئه عن تفشي وباء كورونا، والحرب على أوكرانيا، وهذا بلاشك إدعاء باطل، فمعدل التضخم العالمي لم يتجاوز 6% ومعدل التضخم في مصر قد تجاوز 24%.

 

ورغم ذلك الوضع الأكثر سوءا مما كان عليه في 1977، إلا أن الفارق الكبير بين واقعنا اليوم وما كانت عليه مصر في 1977، فاليوم

 

-         قد تربعت قوى القمع الغاشمة على عرش مصر تمارس إرهاب لم يعرف الشعب المصري مثيل له طوال حياته  

-         وتحصنت تلك القوى المسيطرة بمصالح القوى المفسدة على المستوى المحلي والأقليمي والدولي

-         وأتمت السيطرة على الاتحادات الطلابية والنقابات العمالية وتهميشهم وهما نبض الشعب وعامل إشعال الثورة.

-         كما نجحت القوى الإستعماريه في تمزيق النسيج المصري وكسر وحدة القوى الثورية، بل والإيقاع بينها وقيعة لا يُعلم كيف ستلتئم، إن كانت ستلتئم.

 

تلك النقاط الأربع تمثل العامل الأساسي والجوهري من حال مصر وتحريكها يمثل الطريق الوحيد للخروج من المأزق الذي يبدأ بإلتئام القوى الثورية.

 

 

 

* محمد شريف كامل مهندس ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب مستقل، هو أحد المؤسسين وعضو مجلس الادارة لحركة حقوق المواطنين، هو أحد المؤسسين والأمين العام والمتحدث الرسمي السابق للمجلس الثوري المصري، و أحد مؤسسي الائتلاف الكندي المصري من أجل الديمقراطية، وحركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة، هو احد القيادات الطلابية المصرية  في السبعينات، عضو نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب مونتريال لمدة 4 سنوات. هو أحد مؤسسي الجمعية الوطنية للتغيير في مصر (كندا) قبل الثورة، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، كذلك أحد مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك - كندا المناهضة للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد من المقالات حول العديد من القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية، والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس مدونة "من أجل مصر حرة".

محمد شريف كامل يمكن للتواصل معه عبر:

1-514-863-9202, e-mail: public@mohamedkamel.com, twitter: @mskamel, blog: http://forafreeegypt.blogspot.com/  https://www.facebook.com/APresidentForEgypt/, https://www.youtube.com/channel/UCl3y4Hxgf05Xr0iDU68r8GQ