Tuesday, August 23, 2011

قصائد لهشام الجخ


قصيدة تبت أيديكم يا حكام أمتنا

Jan 13, 2011




مشهد رأسي من ميدان التحرير

Feb 9, 2011



مصر يابلدي يارحبة

ماغارش علي بلده - هايغير علي بنتي

Feb 8, 2011

نص مكالمة "شهيد الحدود" الأخيرة

كتبت- سمر فواز:

نشرت صفحة "ضباط ضد الفساد" علي الموقع الاجتماعي الفيس بوك تفاصيل المكالمة الاخيرة فى حياة الشهيد النقيب أحمد جلال الذي استشهد عقب الحادث الاجرامي الصهيوني علي الحدود المصرية الإسرائيلية .

ووفقا لعلا جلال شقيقة الشهيد وابن خالته وصديقه المقرب د. احمد عبد التواب ،الذين رووا تفاصيل المكالمة الاخيرة من النقطة الحدودية لصفحة "ضباط ضد الفساد: " ان الساعة كانت تدق الرابعة عصرا ، حين استقبلت شقيقته علا اتصالا من رقم أخيها على هاتفها وهي وأسرتها كانوا فى غاية القلق منذ الصباح بسبب تداعيات تفجير حافلة الصهاينة على الحدود،  فاجأها صوت احمد في حالة هستيرية وهو يصرخ ضربونا ضرب وحشي من الناحية التانية يا علا بدون سبب أو إنذار وبكلمهم على اللاسلكي وعارفين انهم بيضربونا ومش بيردو..بس مش هسيبهم انا عندي شهيد ومصاب وأنا واخد شظية بسيطة في كتفي وهما مشيو دلوقت وعايز انقل الناس المستشفى لو عرفت تطلبي زميلي فلان تبلغيه يبعتوا اسعاف وتعزيزات وانقطع الاتصال لتعيش شقيقته وأسرتها حاله قلق هستيرية .
وتكمل كل ما تذكره أنها كانت تصرخ فيه أن يتراجع ويحاول طلب النجدة، مرت ساعة أخرى كالدهر قبل أن يعاود الاتصال بها أخيرا ليبلغها انه وصل المستشفى وان الجنديين اللذان كانا يرافقانه في النقطة الحدودية قد استشهدا وانه سليم وتمكن من قتل احد هؤلاء المهاجمين الذي رآه متسللا على قدميه داخل الحدود المصرية مع تغطية من الطائرة الهليكوبتر التي شنت الهجوم.
وقال لها إنهم يعلمون جيدا أنهم يهاجمون نقطه الحدود المصرية ويعرفون من فيها فردا فردا بالأسماء والرتب ضمن التنسيق الأمني المشترك على الجانبين وانه حاول الاتصال بالنقطة المقابلة له في بداية الهجوم عبر اللاسلكي الخاص بالتنسيق فلم يجيبوا ،وربما أنهم يعتقدون أننا أخفينا العناصر التي قامت بمهاجمة الحافلة صباحا.
ثم قال لها "أنا راجع هناك دلوقت تاني ومتخافيش انا طالع معايا مقدم و6 عساكر امن مركزي ولازم نرجع نمشط المنطقة كلها عشان نلاقي دليل على الاختراق ونجيب جثة القتيل بتاعهم اللي مات في الهجوم " بينما هي منهارة تحاول إثناءه أنهى الاتصال.
وكان ذلك آخر اتصال مع شقيقها ليتلقوا بعد ساعة واحدة نبأ استشهاده عند نفس النقطة الحدودية وإصابة المقدم الذي ذهب معه إصابة بالغة فقد على إثرها ساقه واستشهاد مجند آخر وفقد باقي المجندين الستة الذين ذهبوا معه.
وعلمت علا شقيقة الشهيد بعد الحادث ان الشهيد احمد جلال فور عودته للنقطة الحدودية مع جنوده مرتدين ملابسهم الرسمية "ملابس الامن المركزي السوداء" ،قام الصهاينة بمهاجمة المنطقة بطائرة مروحية اثناء قيامهم بعملية التمشيط ،وكان الشهيد أحمد ورفاقه آنذاك غير مسلحين ،وتلقي  النقيب احمد جلال اثناء عملية التمشيط طلقة أولى في كتفه اخترقت جسمه وخرجت من الفخذ قبل أن يتلقى أخرى قاتله في الرأس ليسقط شهيدا مدافعا عن تراب وكرامة وطنه حتى رمقه الأخير،وتقولان التقرير المبدئي للمستشفى ذكر أن الطلقات من نوع الذخيرة المحرم دوليا حيث إنها من الذخائر المتفجرة في الجسم.

كيف نرد العدوان الإسرائيلى..؟

علاء الأسوانى

حدثت هذه الواقعة يوم 17 نوفمبر عام 2004

كان العسكرى المجند عامر أبوبكر عامر واقفا فى نوبة حراسته فى مدينة رفح المصرية ومعه زميلاه المجندان على صبحى النجار ومحمد عبدالفتاح.

فى الساعة الثالثة صباحا لمحوا دبابة إسرائيلية من طراز «ميركافا» تقترب منهم حتى أصبحت على مقربة عشرين مترا ثم أطلقت نحوهم دانة مدفع أعقبتها بإطلاق نيران كثيفة.. أدى القصف إلى استشهاد المجندين على صبحى ومحمد عبدالفتاح فورا، أما عامر أبوبكر فقد أصيب بجراح بالغة أدت فيما بعد إلى استشهاده فى المستشفى..

هذه واحدة من حوادث عديدة اعتدت فيها إسرائيل على ضباط وجنود مصريين على الحدود فأصابتهم وقتلتهم وفى كل مرة كانت الجريمة تمر بلا عقاب.. وعود بتحقيقات، وبضع كلمات تعبر عن أسف الحكومة الإسرائيلية، ثم ينتهى الأمر عند هذا الحد.. فى أعقاب أحد هذه الاعتداءات التقى حسنى مبارك بصديقه العزيز بنيامين نتنياهو، وبعد أن انتهى الاجتماع سأل صحفى أجنبى «مبارك» إن كان قد تحدث مع نتنياهو عن الشهداء المصريين الذين قتلتهم إسرائيل. عندئذ قال مبارك باستخفاف:

ــ وماذا تريد لنتنياهو أن يفعل؟!.. لقد اعتذر وانتهى الأمر.

كان حسنى مبارك يبذل كل ما فى وسعه لإرضاء إسرائيل حتى وصفه أحد القادة الإسرائيليين بأنه «كنز استراتيجى للدولة العبرية». أفرج مبارك عن الجاسوس عزام عزام ولم يطالب إسرائيل بأى تعويضات عن الأسرى المصريين الذين قتلتهم أثناء حروبها مع مصر، وأعاد السفير المصرى إلى تل أبيب، ووقع اتفاقيات الغاز بأسعار أقل من الأسعار العالمية، ومارس ضغوطا شديدة على حركة حماس إرضاء لإسرائيل. كان هدف حسنى مبارك من إرضاء إسرائيل أن يكسب إلى صفّه اللوبى الصهيونى فى الإدارة الأمريكية من أجل توريث حكم مصر إلى ابنه جمال.

هكذا راح دم الشهداء المصريين هباء باستثناء واقعة فريدة حدثت للمجندين الثلاثة الذين استشهدوا عام ????، فقد قامت أسرهم برفع قضية تعويض وحكم لهم القضاء المصرى العظيم بتعويض بمبلغ ?? ملايين دولار لكل شهيد.

كان منطق المحكمة أن هذا المبلغ ذاته أقرته المحاكم الدولية كتعويض لكل ضحية من ضحايا حادثة لوكيربى الذين سقطت بهم الطائرة فوق أسكتلندا، وقد أكدت المحكمة أن التعويض عن القتل يجب أن يكون واحدا لأن قيمة النفس الإنسانية واحدة، سواء كان الضحايا عرباً أم غربيين.. هذا الحكم التاريخى (الذى لم ينفذ حتى الآن) صدر من الدائرة ? تعويضات من محكمة استئناف القاهرة، وكانت الدائرة برئاسة المستشار أحمد البرديسى وعضوية المستشارين حمدى غانم وأحمد سليمان وحضور أمين السر سعيد زهير.

الغضب العارم من العدوان الإسرائيلى نبيل مشروع، المصريون يحسون بأن المعاملة الإسرائيلية المهينة التى تحمّلوها أيام مبارك آن لها أن تتوقف. يجب على إسرائيل أن تدرك أن مصر تغيرت، وكما أن حليفها مبارك فى قفص الاتهام أمام محكمة الجنايات فإن الشعب المصرى لن يقبل بعد الثورة أن يُقتل أبناؤه ويفلت القتلة من العقاب. السؤال: لماذا اخترقت إسرائيل الحدود المصرية واعتدت على جنودنا الآن بالذات.؟!

الإجابة تجرنا إلى موقف إسرائيل من الثورة المصرية. فى يوم ? فبراير الماضى كتب المفكر الأمريكى الكبير ناعوم تشومسكى مقالا مهما فى جريدة الجارديان البريطانية فنّد فيه المقولة الشائعة بأن «أمريكا وحلفاءها لن يسمحوا بالديمقراطية فى مصر خوفاً من الإسلاميين». قال «تشومسكى» إن الولايات المتحدة لا تعتبر الإسلاميين خطرا حقيقيا، والدليل على ذلك أنها تحالفت مرارا مع أكثر الإسلاميين تشددا من أجل تحقيق مصالحها.

فقد تحالفت الولايات المتحدة على مدى عقود مع السعودية، موطن الأفكار الوهابية المتطرفة، كما تحالفت أمريكا مع الجنرال ضياء الحق وهو من أكثر الحكام المستبدين إجراما، كما أنه طبق فى باكستان نظاما صارما لتطبيق الشريعة باستعمال أموال السعودية. الخطر على الولايات المتحدة فى رأى «تشومسكى» لا يأتى من الإسلاميين، لكن الخطر الحقيقى فى أن تتحول مصر إلى دولة مستقلة فعلا. ويخلص «تشومسكى» إلى أن الولايات المتحدة ستقبل الإطاحة بمبارك بضغط من الثورة لكنها ستبذل كل جهدها لكى يتولى الحكم بعد مبارك رئيس مصرى لا يخرج أبدا عن المسار المرسوم له (تأمّل المحاولات المستميتة للدفع بعمر سليمان وأحمد شفيق إلى رئاسة الجمهورية)..

انتهى كلام «تشومسكى» لنفهم منه أن إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة، فى حالة فزع من التغيرات التى تحدث فى مصر. إسرائيل تدرك جيدا أن مصر تملك إمكانات كبرى لا تملكها دولة أخرى فى المنطقة، وأن مصر الديمقراطية ستكون دولة حديثة قوية عملاقة تقود العالم العربى وتحدد ما يحدث فى المنطقة بأسرها.

من المنطقى أن تفعل إسرائيل كل شىء من أجل تعطيل التحول الديمقراطى فى مصر. خلال الأشهر الستة الماضية التى أعقبت تنحى مبارك لم تكن إسرائيل بحاجة إلى التدخل لأن الوضع فى مصر كان مرتبكا والرؤية مشوشة تماما: تعديل دستورى تم إلغاؤه ببيان دستورى، وانفلات أمنى، وأزمة اقتصادية من تراجع السياحة والاستثمارات، والأخطر من ذلك خلاف خطير بين القوى الثورية تحول إلى ما يشبه الصراع بين جماعات الإسلام السياسى والمناصرين للدولة المدنية. استغرق الجميع فى جدل طويل حول ما إذا كان يجب كتابة الدستور أولاً أم إجراء الانتخابات أولاً..

 أضف إلى ذلك أن الإجراءات التى اتخذها المجلس العسكرى عجزت عن حماية الثورة ومنحت فلول النظام القديم فرصة ذهبية لمحاربة الثورة ثم بدأت مواجهات مؤسفة بين شباب الثورة والمجلس العسكرى تطورت إلى اتهامات متبادلة ومطاردات ومحاكمات عسكرية. كانت إسرائيل بلاشك تراقب الوضع فى مصر وهى مطمئنة إلى أن الثورة المصرية تجهض نفسها بنفسها.

فجأة، بمبادرة من المجلس العسكرى، استعاد «الأزهر» دوره التاريخى ووضع وثيقة عظيمة للتوافق الوطنى حدد فيها ملامح الدولة المصرية المقبلة، وإذا بكل القوى الوطنية توافق على وثيقة الأزهر، حتى السلفيون الأكثر تشددا وافقوا على الوثيقة وأبدوا عليها ملاحظات بسيطة غير جوهرية.

هكذا انتهى الجدل حول الدستور وتوحدت القوى الثورية من جديد وقطعت مصر خطوة واسعة نحو التحول الديمقراطى. لم يتبق لنا إلا أن نقنع المجلس العسكرى بإجراء انتخابات نزيهة تأتى إلى الحكم بحكومة منتخبة.. هنا فى تقديرى كان لابد لإسرائيل أن تتدخل بقوة لإفساد مسار الثورة.. بدأ الأمر بظهور مفاجئ لجماعات مشبوهة مزودة بأسلحة وفيرة، راحت تعتدى على أقسام الشرطة وتزعزع سيطرة الدولة فى سيناء، المقصود هنا التدليل على الانفلات الأمنى فى سيناء مما يبرر العدوان الإسرائيلى الذى لم يتأخر فدخلت القوات الإسرائيلية إلى الأراضى المصرية وقتلت وجرحت عددا من الضباط والجنود المصريين.

 الأهداف من العدوان الإسرائيلى متعددة: اختبار السلطة الجديدة فى مصر وإرباكها وإظهارها بمظهر العاجز عن حماية الوطن وتعطيل التحول الديمقراطى، وقد يكون الهدف استدراج مصر إلى مواجهة عسكرية غير محسوبة تقضى على الثورة قضاء نهائيا (كما تم استدراج عبدالناصر فى عام ????).. ما العمل..؟!

كيف نرد العدوان بطريقة تفهم منها إسرائيل أن عهد حسنى مبارك الذى فرّط فى حقوق المصريين وكرامتهم قد انتهى إلى الأبد. هناك خطوات عاجلة وفعالة يجب اتخاذها وتتلخص فى الآتى:

أولا: طرد السفير الإسرائيلى من القاهرة واستدعاء السفير المصرى من إسرائيل والبدء فورا فى إجراءات قانونية تمكّن مصر من ملاحقات قضائية دولية تجبر إسرائيل على دفع تعويضات كبيرة لكل الشهداء الذين قتلتهم ظلما وغدرا على مدى أعوام. إن الحكم التاريخى الذى أصدره المستشار أحمد البرديسى وزملاؤه يصلح كأساس لقضايا تعويض على المستوى الدولى سوف تتكبد فيها إسرائيل ملايين الدولارات جزاء عادلا لجرائمها البشعة.

ثانيا: مراجعة أو إلغاء كل الاتفاقيات التى تربطنا بإسرائيل بدءا من اتفاقية الكويز إلى اتفاقيات بيع الغاز وتصدير الأسمنت. ونؤكد هنا أن الخسائر الاقتصادية لإسرائيل أكثر إيلاماً لها بكثير من الإدانة المعنوية التى تعودت عليها حتى أصبحت لا تكترث بها كثيرا.

ثالثا: الرد على شكوى إسرائيل من الانفلات الأمنى فى سيناء يجب أن يكون بالمطالبة بتعديل معاهدة السلام بشكل يسمح بنشر القوات المصرية على سيناء بأكملها. المعاهدة تسمح بتعديل بنودها بشرط موافقة الطرفين وإذا رفضت إسرائيل التعديل المطلوب فمن حقنا - طبقا للمعاهدة - أن نلجأ للتحكيم الدولى، ولدينا خبراء قانون دولى يستطيعون انتزاع حقوقنا فى المحاكم الدولية كما حدث فى موضوع طابا.

رابعا: واجبنا الآن أن ندعم القوات المسلحة فى مواجهتها ضد إسرائيل، لكن واجبنا أيضا أن نلح على المجلس العسكرى حتى يسرع بإجراءات تمهد الأرض أمام أول انتخابات ديمقراطية فى مصر منذ ستين عاما..

مطالبنا معروفة ومحددة: الإسراع بمشروع استقلال القضاء واستبعاد القضاة الذين أشرفوا على تزوير الانتخابات فى عهد مبارك، تطهير الشرطة من الضباط المزورين والفاسدين، تغيير النائب العام الذى اضطر إلى مواءمات سياسية كثيرة فى عهد مبارك وتعيين نائب عام جديد يعبر عن الثورة مثل المستشار زكريا عبدالعزيز أو المستشار أشرف البارودى أو المستشار هشام البسطويسى أو غيرهم من رموز استقلال القضاء، إيقاف المحاكمات العسكرية فورا والإفراج عن آلاف المعتقلين فى السجن الحربى وإعادة محاكمتهم أمام القضاء المدنى، منع استعمال دور العبادة الإسلامية والمسيحية فى الدعاية الانتخابية، إعطاء المصريين فى الخارج حقهم فى التصويت فى الانتخابات، وأخيرا قبول الرقابة الدولية على الانتخابات كدليل على نزاهتها أمام العالم كله.

خامسا: بعد أن يتم تحقيق الإجراءات التى تضمن نزاهة الانتخابات يجب التعجيل بإجرائها فى أقرب فرصة. هنا أتوقع أن يرتفع السياسيون فى مصر إلى مستوى المسؤولية وأن يضعوا مصلحة الوطن قبل مصالحهم الضيقة. إن إجراء الانتخابات بشكل محترم وعادل أهم بكثير من نتائجها. إذا كنا ديمقراطيين حقا فيجب أن نحترم اختيار الشعب حتى لو اختلفنا معه.

إن المظاهرات الحاشدة والهتافات المدوية والاعتصامات وانتزاع العلم الإسرائيلى من شرفة السفارة الإسرائيلية وإحراقه.. كل هذه ممارسات تلقائية صادقة تعبر عن غضب شعبى نبيل لكنها فى رأيى أقل بكثير من الرد المناسب على العدوان الإسرئيلى.. الرد الصحيح على العدوان الإسرائيلى سوف يتحقق بتفويت هدفه ولن يحدث ذلك إلا بنقل السلطة إلى حكومة منتخبة حتى تتفرغ القوات المسلحة لمهمتها القتالية وتبدأ مصر المستقبل الذى تستحقه.

الديمقراطية هى الحل

بين سقوط بغداد وسقوط طرابلس


عماد رسن




أكثر من ثمان سنوات تفصل بين سقوط عاصمتين عربيتين, وهي لعمري فترة قصيرة في منطق التاريخ الذي لايفقه معنى الفرادى من السنين بل العقود والمئات منها حينما يتعلق الموضوع بسقوط دول وعواصم وتغيير أنظمة بشكل جذري. فإن دل هذا على شيئ فإنه يدل على التسارع الكبير بإنهيار أنظمة متقاربة في عقليتها وأسلوبها, وثقافة متقاربة في عناصرها وأنساقها, ومنظومة أخلاقية تتشابه في مكوناتها وقيمها. فمن المحزن أن تسقط عاصمتين عربيتين بتدخل أجنبي. ولكن وبالرغم من ذلك, فإن ذلك الحزن تشوبه مسحة من فرح لبداية عهد جديد طال إنتظاره وإشراقة جديدة لشمس يوم جديد, حتى كاد أحدنا لايصدق أن أنظمة بهذه القوة والعتو والتحكم والتسلط والإستخفاف بكرامة الشعوب تسقط بهذه السهولة وكأنها جسد سليمان الذي لم ينهار إلا حينما أكلت الأرضة من عصاه التي يتكئ عليها. لكن الأدهى من ذلك والأكثر ألما ً وحزنا ً إن من بؤس القدر ومن سؤ حظنا العاثر صرنا نستمد أفراحنا من مآسينا, نفرح من إنهياراتنا وسقوطنا وتحطمنا وربما موتنا الذي كان مؤجلا ً, نرقص فرحا ً على أجساد الضحايا ونحن الضحايا إذ نرقص على أجسادنا التي أتعبتها سنين الظلم والجوع والإضطهاد ولم تنجوا إلا ببصيص من أمل كانت تحمله معها بإنتظار اللحظة الحاسمة بأن ينبثق نور جديد يحمل معه الدفء لتلك الأجساد العارية والأمل لأجيال المستقبل, إلا أن تلك اللحظة الرهيبة ربما تستغرق ساعتين يموت بها الدكتاتور أو أكثر من أربعين سنة حينما لايموت الدكتاتور أو يستسلم إلا ويرى فيها طائرات وبوارج ودبابات آتية عبر البحار من خارج الحدود.

لقد أخترت بغداد وطرابلس عنوانا ً للمقالة وذلك لأن كلتا العاصمتين سقطتا بالقوة العسكرية على العكس من تونس والقاهرة. فبغداد سقطت بيد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بشكل مباشر لتعلنها عاصمة محتلة, أما طرابلس فقد سقطت بيد الثوار الليبيين بمساعدة حلف الناتو. فلم تسقط العاصمتين ولم تتغير الأنظمة فيهما إلا بتدخل عسكري مباشر أو غير مباشر, ولكن المسافة بين ماهو مباشر وغير مباشر كبير جدا ً, فربما يختزل الدولة أو يضيع تاريخ ومستقبل شعب كامل فيها وذلك بأن يقضى عليه أو يعيده حيا ً بعد أن أمتص الدكتاتور دمه ورحيقه فصار كهلا ً لايقوى على شيئ إلا بقايا يستعيد بها كرامته الضائعة.

تبدأ في بلادنا القصة كالعادة بشكل كلاسيكي بثائر بسيط قادم من خارج العاصمة أو من أطرافها, متسلح برتبة عسكرية بسيطة أو أيدلوجية بائسة لاتعترف بالآخر, لكنه يحمل بداخله جرح كبير من الوطن الذي خذله, وغيض شديد من أولئك الذين يمسكون بصولجان الحكم من الطبقة الإسترقراطية أو البرجوازية. يسمي الثائر نفسه بالمخلص وذلك الجرح وتلك الخيبة من الوطن بهم الوطن, حيث يسعى إلى رفع ذلك الهم عن الوطن ومايرفع إلا هما ً عن كاهله بالإنتقام من ذلك الوطن الذي خيب ظنه, فيكبر وينتفخ حتى يخنق رفاق الدرب فيموتون ويخنق معارضيه ومخالفيه فيعدمون ليتقهقر الوطن تحت كرش الدكتاتور الذي ينتفخ ... وينتفخ ... وينتفخ... فما يخرج من هوائه إلا زعيقا ً وتهديدا ً لشعبه وأبناء جلدته ليصفهم بالجرذان أو ليعلمهم كيفية إستخدام الصابون وهو أبن الريف الذي مارأى شكل الصابونة في حياته من قبل. كل ذلك وهو يظن بأنه يحسن صنعا ً. لكن, فجأة, وفي لحظة لايحسب لها أحد, ينفجر الدكتاتور فيتطاير كالشظايا فيطير منه القش والطين, ويفش كما البالون من الهواء فيدور بسرعة كبيرة في محيط الوطن ليستقر أخيرا ً في حفرة صغيرة أو ملجأ متعفن متحصنا ً ببعض من إنتفخوا معه من بقايا ريح خرجت منه فيما مضى ليتحول إلى كائن ضئيل يفر منه مناصريه ويخونونه بوشايتهم به فيكون أشد حذرا ً منهم, أويعطف عليه أعدائه بأن يجنبوه غضبة الثائرين ضامنين له ملجأ آمن أو محاكمة عادلة.

الحديث عن طرابلس جميل هذه الأيام بالرغم من الجراحات التي خلفها الدكتاتور وضربات حلف الناتو. فهي حرة الآن يرقص أبنائها فرحا ً بعد سجن دام أكثر من أربعين عاما ً. لقد حررها الثوار الشجعان بعد أن مهد لهم حلف الناتو دخولهم الآمن وبعد خيانة قائد حمايتها لزعيمه القذافي, وما أجملها من خيانة حقنت دماء أبناء الوطن الواحد. أما بغداد, فالحديث عنها ذو شجون. لقد سقطت بيد محتل لايرحم بعد أن خانها حراسها ولم يوفوا بوعدهم بحمايتها, وهنا تتشابه طرابلس ببغداد بسرعة السقوط لكنها تختلف في نوع الخيانة. فقد خان حامي طرابلس زعيمه, أما حامي بغداد فقد فر أمام العدو وخان وطنه وواجبه العسكري بحماية العاصمة, فرب ضارة نافعة, فقد إنكشف زيفهم وخانوا الوطن, ولكن بخيانتهم تجنب أبناء الوطن مأساة أكبر كادت أن تحصل لو لم تسقط بغداد بهذه السرعة. لقد كان تدمير بغداد إنتقاميا ً, فلا تخلو زاوية من دم أو رماد لحريق أو رائحة الديناميت لعبوة ناسفة أعدت لمار بالصدفة. الحديث عن بغداد هو حديث عن القتل والتدمير والتطهير والإنفجارات وحرق مؤسسات الدولة عن بكرة أبيها, بل تعدى ذلك لينال التاريخ والمستقبل حين تسرق المتاحف ويباع التاريخ بالمفرد وتسرق أحلام الطفولة بمفخخة مركونة بزاوية مهملة من شارع قديم.  لم تنته مأسي بغداد إلى الآن, فمن حرب إلى حصار إلى حرب مرة أخرى, فسقوط فأرهاب فصراع طائفي ففساد جعلها متربة بلا خدمات تنخر شوارعها حفر تملئها المياه الآسنة والقائمة تطول.

ماذا لو, و...لو... هذه لو زرعت لما أخضوضرت ولا أنبتت ثماراً, كما يقال بالمثل الدارج, ولكن لابأس من تذكر الماضي بها. أقول, ماذا لو ساعدت الولايات المتحدة الشعب العراقي لإزاحة النظام العراقي السابق! ماذا لو كفرت عن ذنبها عندما خذلت العراقيين في الإنتفاضة بعد حرب الخليج 1991 وجعلتهم لقمة سائغة بفم وحش متمرد على نفسه. ماذا لو إتفقت مع العراقيين بتأسيس حكومة إنتقالية في شمال العراق لتساهم في إسقاط النظام لو كانت جادة في ذلك كما الناتو الآن مع الثوار الليبين. هل سيموت مائة ألف وتخسر الولايات المتحدة التريليونات من رصيدها. هل أصبح العراق كبش فداء لكل من يتخيل شكل الفوضى والأرهاب وتخريب الدولة كلها؟ وأخيرا ً, ماذا لو تساهل الدكتاتور وتفضل علينا بأن يتنازل ولا يكون سببا ً بقدوم قوات غربية كما في العراق وليبيا؟  ما...ذا...لو...مع الأسف لاتثمر؟!

عماد رسن

الجمعية الوطنية للتغيير: لتكن ليبيا حرة ومستقلة

تتابع "الجمعية الوطنية للتغيير" بمزيد من الفخر والاعتزاز أنباء انتصار الأخوة الثوار في ليبيا الشقيقة على الطاغية معمر القذافي، الذي يتهاوى الآن، ليستقر في القاع إلى جانب أترابه من الطغاة العرب أمثال مبارك وابن علي وعلي عبد الله صالح وسينضم إليهم قريبا الدكتاتور بشار الأسد، والحبل على الجرار.

لقد دفع ثوار ليبيا الأحرار من دمائهم وعرقهم وسواعدهم وأمنهم الكثير من أجل أن يطيحوا بواحد من أعتى المستبدين في تاريخ البشرية قاطبة، بفضل وحدة صفهم وقوة عزيمتهم وبأس رجالهم وقدرتهم على تجاوز الأوقات العصيبة التي مرت بهم، والتي اضطرتهم إلى الاستعانة بتدخل دولي في اللحظة المناسبة لمواجهة كتائب القذافي ومرتزقته ودمويته المفرطة.

ونحن على يقين كامل من أن ثوار ليبيا لن يرضوا أبدا بأي تدخل خارجي في بلادهم الحرة الأبية بعد أن خلصوها من الطاغية وزبانيته، وسيحافظون على وحدتها واستقلاليتها ويدفعونها بخطى واثقة نحو الديمقراطية والتنمية والازدهار، لتصبح ليبيا الجديدة العصرية قوة مضافة إلى الوطن العربي الغالي.

كما إننا على يقين بأن ثوار ليبيا سيتجاوزون كل محاولات الفرقة بينهم، ويمضوا في طريق بناء دولة تليق بشعب عريق.

عاشت ليبيا حرة مستقلة، وعاش شعبها العظيم متماسكا معتصما بحبل الله، وقابضا على الوطنيةالخالصة.

القاهرة 22/8/2011



الجمعية الوطنية للتغيير ( معا سنغير )

نص رسالة الملك السعودى الراحل فيصل بن عبد العزيز إلى الرئيس الأمريكى ليندون جونسون قبل حرب 1967



هذه الرسالة منشورة فى كتاب ( عقود من الخيبات ) للكاتب حمدان حمدان الطبعة الأولى 1995 عن دار بيسان على الصفحات من 489- 491 .

وأعرض لكم الآن نص الرسالة :

تقول الرسالة التى بعثها الملك فيصل إلى الرئيس جونسون ( وهى وثيقة حملت تاريخ 27 ديسمبر 1966 الموافق 15 رمضان 1386 ، كما حملت رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى ) ما يلى:-

من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس ، ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعا ، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا ، فلن يأتى عام 1970 – كما قال الخبير فى إدارتكم السيد كيرميت روزفلت – وعرشنا ومصالحنا فى الوجود .....

لذلك فأننى أبارك ، ما سبق للخبرا الأمريكان فى مملكتنا ، أن اقترحوه ، لأتقدم بالاقتراحات التالية : -

- أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن حيوية فى مصر، لتضطرها بذلك ، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط ، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أى مصرى رأسه خلف القناة ، ليحاول إعادة مطامع محمد على وعبد الناصر فى وحدة عربية .


بذلك نعطى لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب ، بل وفى البلاد العربية ومن ثم بعدها ، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول ( أرحموا شرير قوم ذل ) وكذلك لإتقاء أصواتهم الكريهة فى الإعلام ..


-
سوريا هى الثانية التى لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم ، مع إقتطاع جزء من أراضيها ، كيلا تتفرغ هى الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر .


-
لا بد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة ، كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك ، وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين ، وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة ، كما يسهل توطين الباقى ف الدول العربية .


-
نرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البرازانى شمال العراق ، بغرض إقامة حكومة كردية مهمتها إشغال أى حكم فى بغداد يريد أن ينادى بالوحدة العربية شمال مملكتنا فى أرض العراق سواء فى الحاضر أو المستقبل،


علما بأننا بدأنا منذ العام الماضى (1965) بإمداد البرازانى بالمال و السلاح من داخل العراق ، أو عن طريق تركيا و إيران .


يا فخامة الرئيس .
إنكم ونحن متضامين جميعا سنضمن لمصالحنا المشتركة و لمصيرنا المعلق ، بتنفيذ هذه المقترحات أو عدم تنفيذها ، دوام البقاء أو عدمه ..
أخيرا .

أنتهز هذه الفرصة لأجدد الإعراب لفخامتكم عما أرجوه لكم من عزة ، و للولايات المتحدة من نصر وسؤدد ولمستقبل علاقتنا ببعض من نمو و ارتباط أوثق و ازدهار .


المخلص : فيصل بن عبد العزيز
ملك المملكة العربية السعودية

انتهى نص الرسالة كما ورد فى كتاب ( عقود من الخيبات ) وأظن أننا جميعا نعرف ما تم تنفيذه من مقترحات الملك ، قرأت الرسالة وأردت أن يقرأها غيرى لتزول عنا الغشاوة عن حقيقة بعض الشخصيات ونوع الأدوار التى قاموا بها على مسرح الأحداث .

* في الصور الرئيس نيكسون، والملك فيصل، والملك فهد، وكيسنجرولكن شخص من العائلة المالكة تمكن من قتل الملك فيصل بن عبد العزيز..اليكم الوثيقة:

اليوم: 25أذار (مارس) 1975.

الزمان: القصر الملكي في الرياض .

الحدث : الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز يدخل مكتب عمه الملك فيصل بن عبدالعزيز للسلام عليه.

يتهيأ الملك لاستقبال ابن اخيه, فيبادره بست رصاصات.

افراد الحرس ينقلون الملك المصاب الي مستشفي, لكن القدر كان بالمرصاد, لفظ الملك انفاسه


تحليل:
بعد ان عرضت الرسالة الوثيقة كما وردتني، اود أن اشير الى انني كنت قد عثرت على العديد من هذه الوثائقل المحفوظة في مركز الوثائق التابع للمكتبة البريطانية وايضا مكتبة المتحف البريطاني، واني احتفظ بسجل خطير حول العلاقات الدولية بين أبن سعود والمخابرات البريطانية وايضا بينه وبين المخابرات الامريكية، وقد اشرت غلى ذلك في اكثر من موقع، إن هذه الوثيقة تكشف عدد من الحقائق الخطيرة التالية:

1- علاقة المملكة بالمخابرات الامريكية بشكل عام بإعتبارها من تسلم امر المملكة من المخابرات البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية.

2- علاقة الملك فيصل بالمخابرات الامريكية بل وخضوعه التام لها وربط قضية استمرار العرش السعودي بقوة هذه العلاقة وتطورها.

3- تكشف الوثيقة العلاقات السعودية الاسرائيلية بل ان فيصل يطلب من الولايات المتحدة مساعدة اسرائيل لضرب مصر في عهد عبد الناصر بسبب دعوة الاخير لمنهج الوحدة العربية.

4- ان المملكة السعودية تبذل جل جهدها لتقويض اي عمل عربي مشترك ولتقويض فكرة الوحدة العربية التي كانت ناشطة في ذلك العصر (عصر الستينات والسبعينات).
5-
دعوة اسرائيل للاستيلاء على الضفة الغربية كي لايفسح المجال للفلسطينين المطالبة بحقوقهم.

6- التحريض المباشر والعلني لضرب مصر بل ولاحتلالها لاجل اضعافها وتحجيم دورها العربي.

7- التحريض المباشر لضرب سوريا باعتبارها قوة عربية فاعلة.

8- تحريض الاكراد في عهد الملا مصطفى البارزاني (وليعذرني الاخوة الاكراد لانني انقل الموضوع كما ورد لي).

9- الاشتراك في اغتيال جمال عبد الناصر بالاتفاق مع الموساد الاسرائيلي كما ذكرت وثائق اخرى، وكان ذلك بعلم وموافقة السعودية لايصال السادات للسلطة.

والان يمكن لنا ان نفهم العمل السعودي خلال القمم العربية وكيف انها قد قوضت جل العمل العربي واسقطت معظم المشاريع العربية الصادقة واحلت محلها مشاريع وهمية غايتها الوحيدة الحفاظ على عرش المملكة، وهذا التصور يقودنا إلى العلاقة الحالية بين السعودية وكل من مصر والاردن، لكننا من خلال الوثائق نعرف أن بقاء هذا الثلاثي مرتبط بعلاقاتهم الوثيقة بالولايات المتحدة، ونحن لانشك في الدور الخياني لهذا الثلاثي، خاصة ان هذا الدور انكشف واضحا في حرب حزب الله مع العدو الاسرائيلي صيف 2006، وايضا حرب غزة الاخيرة ومواقف هذا الثلاثي من العلاقات العربية العربية ككل، ومن العلاقات الاسلامية مع الشيعة بشكل خاص





نص رسالة الملك السعودى الراحل فيصل بن عبد العزيز إلى الرئيس الأمريكى ليندون جونسون قبل حرب 1967

هذه الرسالة منشورة فى كتاب ( عقود من الخيبات ) للكاتب حمدان حمدان الطبعة الأولى 1995 عن دار بيسان على الصفحات من 489- 491 .

وأعرض لكم الآن نص الرسالة :

تقول الرسالة التى بعثها الملك فيصل إلى الرئيس جونسون ( وهى وثيقة حملت تاريخ 27 ديسمبر 1966 الموافق 15 رمضان 1386 ، كما حملت رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى ) ما يلى:-

من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس ، ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعا ، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا ، فلن يأتى عام 1970 – كما قال الخبير فى إدارتكم السيد كيرميت روزفلت – وعرشنا ومصالحنا فى الوجود .....

لذلك فأننى أبارك ، ما سبق للخبرا الأمريكان فى مملكتنا ، أن اقترحوه ، لأتقدم بالاقتراحات التالية : -

- أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن حيوية فى مصر، لتضطرها بذلك ، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط ، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أى مصرى رأسه خلف القناة ، ليحاول إعادة مطامع محمد على وعبد الناصر فى وحدة عربية .


بذلك نعطى لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب ، بل وفى البلاد العربية ومن ثم بعدها ، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول ( أرحموا شرير قوم ذل ) وكذلك لإتقاء أصواتهم الكريهة فى الإعلام ..


-
سوريا هى الثانية التى لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم ، مع إقتطاع جزء من أراضيها ، كيلا تتفرغ هى الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر .


-
لا بد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة ، كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك ، وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين ، وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة ، كما يسهل توطين الباقى ف الدول العربية .


-
نرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البرازانى شمال العراق ، بغرض إقامة حكومة كردية مهمتها إشغال أى حكم فى بغداد يريد أن ينادى بالوحدة العربية شمال مملكتنا فى أرض العراق سواء فى الحاضر أو المستقبل،


علما بأننا بدأنا منذ العام الماضى (1965) بإمداد البرازانى بالمال و السلاح من داخل العراق ، أو عن طريق تركيا و إيران .


يا فخامة الرئيس .
إنكم ونحن متضامين جميعا سنضمن لمصالحنا المشتركة و لمصيرنا المعلق ، بتنفيذ هذه المقترحات أو عدم تنفيذها ، دوام البقاء أو عدمه ..
أخيرا .

أنتهز هذه الفرصة لأجدد الإعراب لفخامتكم عما أرجوه لكم من عزة ، و للولايات المتحدة من نصر وسؤدد ولمستقبل علاقتنا ببعض من نمو و ارتباط أوثق و ازدهار .


المخلص : فيصل بن عبد العزيز
ملك المملكة العربية السعودية

انتهى نص الرسالة كما ورد فى كتاب ( عقود من الخيبات ) وأظن أننا جميعا نعرف ما تم تنفيذه من مقترحات الملك ، قرأت الرسالة وأردت أن يقرأها غيرى لتزول عنا الغشاوة عن حقيقة بعض الشخصيات ونوع الأدوار التى قاموا بها على مسرح الأحداث .

* في الصور الرئيس نيكسون، والملك فيصل، والملك فهد، وكيسنجرولكن شخص من العائلة المالكة تمكن من قتل الملك فيصل بن عبد العزيز..اليكم الوثيقة:

اليوم: 25أذار (مارس) 1975.

الزمان: القصر الملكي في الرياض .

الحدث : الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز يدخل مكتب عمه الملك فيصل بن عبدالعزيز للسلام عليه.

يتهيأ الملك لاستقبال ابن اخيه, فيبادره بست رصاصات.

افراد الحرس ينقلون الملك المصاب الي مستشفي, لكن القدر كان بالمرصاد, لفظ الملك انفاسه


تحليل:
بعد ان عرضت الرسالة الوثيقة كما وردتني، اود أن اشير الى انني كنت قد عثرت على العديد من هذه الوثائقل المحفوظة في مركز الوثائق التابع للمكتبة البريطانية وايضا مكتبة المتحف البريطاني، واني احتفظ بسجل خطير حول العلاقات الدولية بين أبن سعود والمخابرات البريطانية وايضا بينه وبين المخابرات الامريكية، وقد اشرت غلى ذلك في اكثر من موقع، إن هذه الوثيقة تكشف عدد من الحقائق الخطيرة التالية:

1- علاقة المملكة بالمخابرات الامريكية بشكل عام بإعتبارها من تسلم امر المملكة من المخابرات البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية.

2- علاقة الملك فيصل بالمخابرات الامريكية بل وخضوعه التام لها وربط قضية استمرار العرش السعودي بقوة هذه العلاقة وتطورها.

3- تكشف الوثيقة العلاقات السعودية الاسرائيلية بل ان فيصل يطلب من الولايات المتحدة مساعدة اسرائيل لضرب مصر في عهد عبد الناصر بسبب دعوة الاخير لمنهج الوحدة العربية.

4- ان المملكة السعودية تبذل جل جهدها لتقويض اي عمل عربي مشترك ولتقويض فكرة الوحدة العربية التي كانت ناشطة في ذلك العصر (عصر الستينات والسبعينات).
5-
دعوة اسرائيل للاستيلاء على الضفة الغربية كي لايفسح المجال للفلسطينين المطالبة بحقوقهم.

6- التحريض المباشر والعلني لضرب مصر بل ولاحتلالها لاجل اضعافها وتحجيم دورها العربي.

7- التحريض المباشر لضرب سوريا باعتبارها قوة عربية فاعلة.

8- تحريض الاكراد في عهد الملا مصطفى البارزاني (وليعذرني الاخوة الاكراد لانني انقل الموضوع كما ورد لي).

9- الاشتراك في اغتيال جمال عبد الناصر بالاتفاق مع الموساد الاسرائيلي كما ذكرت وثائق اخرى، وكان ذلك بعلم وموافقة السعودية لايصال السادات للسلطة.

والان يمكن لنا ان نفهم العمل السعودي خلال القمم العربية وكيف انها قد قوضت جل العمل العربي واسقطت معظم المشاريع العربية الصادقة واحلت محلها مشاريع وهمية غايتها الوحيدة الحفاظ على عرش المملكة، وهذا التصور يقودنا إلى العلاقة الحالية بين السعودية وكل من مصر والاردن، لكننا من خلال الوثائق نعرف أن بقاء هذا الثلاثي مرتبط بعلاقاتهم الوثيقة بالولايات المتحدة، ونحن لانشك في الدور الخياني لهذا الثلاثي، خاصة ان هذا الدور انكشف واضحا في حرب حزب الله مع العدو الاسرائيلي صيف 2006، وايضا حرب غزة الاخيرة ومواقف هذا الثلاثي من العلاقات العربية العربية ككل، ومن العلاقات الاسلامية مع الشيعة بشكل خاص


Sunday, August 21, 2011

عبد الناصر يحاصر سفارة العدو

بقلم:عادل الجوجري

كان المشهد عظيما ،على شاطئ النيل وحيث ترقص الأقمار في نهر النيل كان شباب مصر العربي العظيم يرفع صور عبد الناصر ضمن آخرين يرفعون علم مصر وعلم فلسطين وراية بيضاء كبيرة كتب عليها "لاإله إلا الله" والتحم الجميع في بوتقة الوطنية المصرية لحصار سفارة العدو الصهيوني في أعقاب جريمة العدوان الصهيوني على موقع مصري ماأدى إلى استشهاد أربعة جنود بينهم ضابط وجرح عدد آخر.

هذا العدوان الصهيوني المتعمد بغرض إيصال رسالة إرهاب إلى حكام مصر الجدد واجه موقفا شعبيا قويا في كافة المحافظات حيث برزت صور عبد الناصر رمز العزة والكرامة إلى جوار رايات وأعلام مصر وفلسطين بينما تم حرق العلم الصهيوني،وهذا المشهد يؤكد أن ماأخذ بالقوة لايسترد بغير القوة إن مبادئ ثورة 1952لاتزال فاعلة وحاضرة في المشهد الثوري لثوار 25يناير،وان جيلا جديدا لم ير عب الناصر ولم يشارك في دولته لازال ممسكا بأهم مافي الناصرية، وهو الحلم والأمل ،والرغبة الحقيقية في التغيير الثوري والفعل الجماهيري.

لقد عبرت مصر الرسمية عن استدعاء السفير المصري من تل أبيب وطلب اعتذار رسمي من الجانب الصهيوني فضلا عن إجراء تحقيق مشترك حول واقعة العدوان لأن هناك احتمالات كبيرة بأنه حادث متعمد،ورغم واقعية المطالب والإجراءات الرسمية إلا أنها غير كافية ولا تمثل رأي الشارع المنتفض ضد العدو والمعتصمين حول السفارة.

ولعل أجمل مافي مشهد المتظاهرين و المعتصمين عند سفارة العدو هو الاصطياف الوطني حول أهداف واحدة  الناصري بجوار السلفي والوفدي مع الاخواني واليساري مع  الليبرالي حول أهداف ومطالب هي:

أولا:طرد السفير الصهيوني من القاهرة وإغلاق

سفارة العدو

ثانيا:الوقف الفوري لعملية تصدير الغاز للعدو

ثالثا:الإعلان عن نهاية اتفاق الكويز

رابعا:منع كافة أشكال التطبيع خاصة التطبيع السياحي والتجاري

خامسا:فتح صفحة جديدة مع فصائل المقاومة الفلسطينية باعتبارها أحد عوامل الأمن القومي المصري والعربي ، وأن بنادقها  ليست موجهة ضد مصر والمصريين

سادسا:إعلان إلغاء اتفاقية العار أو مايسمى معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية.

هذه مطالب الثورة المصرية وجماهير مصر بكل ألوان الطيف وهي مطالب ستؤدي إلى توحيد الجهود بدلا من تشتيتها حول قضايا اقل أهمية من نوع الدستور أولا أو الانتخابات  أو شكل الدولة فقد ثبت آن العدو أولا هي القضية الأكثر إلحاحا على العقل الثوري في مصر اليوم

ضابط شرطة يقرر أمام النيابة فى قضية قتل المتظاهرين :‏القناصة تابعون لوحدة الإرهاب الدولي بأمن الدولة ويحصلون علي الأوامر من الوزير مباشرة





القاهرة ـ من خالد أبو العز ومحمد يوسف تهامي‏:‏

August, 21  2011




كشفت تحقيقات النيابة العامة في قضية قتل المتظاهرين‏,‏ المتهم فيها حبيب العادلي وزير الداخلية و‏6‏ من مساعديه‏,‏ والتي تنظرها محكمة جنايات القاهرة عن مفاجآت مثيرة


استنتجتها ملاحظات المحامين المدعين بالحق المدني من شهادة الرائد محمد محمود جلال عبد الرحمن من قوات الأمن المركزي. في أقواله إنه في الفترة الخاصة بخدمته يوم28 يناير لاحظ أن هناك تعاملا بالسلاح أمام وزارة الداخلية, إلا أنه لم يحدد عدد القتلي أو الجرحي بالميدان,




مشيرا إلي أن القناصة الموجودين في وزارة الداخلية يتبعون وحدة الإرهاب الدولي بأمن الدولة, وأن هؤلاء القناصة يأخذون الأوامر والتعليمات مباشرة من وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي, معلقا علي أن الانفلات الأمني يرجع إلي سوء تقييم القيادات بوزارة الداخلية وهم الوزير ومساعدوه, بينما قرر باسم محمد حسن العطيفي المسئول عن تلقي الإخطارات العامة والجغرافية والنوعية وإبلاغها أيضا إلي الخدمات أنه قام بتجهيز البند رقم244 أحوال دفاتر الأمن المركزي يوم28 يناير ومضمونه تذخير السلاح وإطلاق النيران علي المتظاهرين مباشرة بتوجيهات من مساعد الوزير بعد أن اتصل به هاتفيا أحد الضباط وأبلغه بأن أحد زملائه بأمن الدولة العقيد محمد جلال يطالب بتذخير الأسلحة الخاصة بمبني الوزارة لقيام المتظاهرين بمحاولة اقتحام المبني, مشيرا إلي أن القائد الميداني في كل مكان يتحرك بتعليمات من مديرية الأمن التابع لها جغرافيا.


بينما فجر الشاهد عماد بدوي سعيد محمد مسئول عن قيد حركة تلقي إخطارات من القوات والرد عليها مفاجأة أخري, بأن مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي اتخذ قرارا بتعزيز كل الخدمات الخارجية بسلاح آلي وخرطوش ومن بينها السفارة الإسرائيلية والسفارة الأمريكية والمنشآت الحيوية والمهمة, وأن مسئولية حمايتها للأمن المركزي.


أما بالنسبة للبند رقم297 المحرر في الساعة11.27 مساء يوم28 يناير2011, والخاص باستعمال القوات لسرعة توصيل الذخيرة للقوات الموجودة في خدمة الوزارة, قرر أن اللواء إسماعيل الشاعر هو المسئول عن إعطاء هذه التعليمات.