بقلم: وائل قنديل
أما وقد أتت الثورة ثمارها، واستطاع المصريون إزاحة نظام صغرت به ومعه مصر، وهلت بشائر مستقبل أفضل، واحتفل الثوار بانتصارهم، فمن المهم الآن، بل ومن الضرورى والواجب أن نتحدث عن محمد البرادعى، هكذا بدون ألقاب، باعتباره رمزا وعلامة وطنية مسجلة بحروف من نور.
لقد اختلفت مع البرادعى وانتقدته بحدة أحيانا، حينما بدا لى فى أوقات أنه غير مشتبك، وغير مقتحم، وغير عاصف فى معركة التغيير.
انتقدته على أرضية أنه الشخص الذى بعث حلم التغيير فى النفوس الظمأى للخلاص من الفساد والاستبداد، وباعتباره سقراط الثورة الذى أنزل فكرة التغيير من السماء إلى الأرض، لكنه اهتم بدور الملهم والمؤذن أكثر، كان أقرب إلى سقراط وغاندى بينما كان كثيرون وأنا منهم يريدونه جيفارا وجاريبالدى.
كان الغضب من هدوء البرادعى بقدر الثقة فى أنه الفرصة الذهبية والوحيدة لإحداث تغيير حقيقى، وإنهاء حالة التيبس التى ضربت مصر فى مفاصلها، ومن ثم كان الاستعجال يدفع بعض الملتهبين حماسا لصناعة التغيير فى التو واللحظة لاتهامه بعدم الجدية.
غير أن الموضوعية تقتضى الآن القول إن ملايين الشباب الذى ثاروا وخرجوا لاستعادة مصر من خاطفيها كانوا فى معظمهم نتاجا طبيعيا لحالة الحراك والتفاعلية التى أحدثها محمد البرادعى ودعوته للتغيير ونزوله إلى الشارع فى مناسبات ليست كثيرة، إلا أنها كانت بالغة الأثر فى كسر حاجز الخوف، وهدم جدران الإحساس باللاجدوى، وعليه اكتسبت الجماهير الحالمة بالتغيير مهارة النزول إلى الشارع، ومخاطبة قطاعات عديدة من الشعب تفاعلت مع بيان التغيير والمطالب السبعة.
وأظن أن المليون توقيع على بيان البرادعى كانت حاضرة يوم 25 يناير، بعد أن قفزت من الفضاء الإلكترونى على أرضية ميدان التحرير وكافة شوارع وميادين مصر، لتثبت أن مشروع البرادعى للتغيير كان واقعا حقيقيا وليس شيئا افتراضيا وعنكبوتيا، كما بنى منظمو حملة اغتيال البرادعى سياسيا وأخلاقيا حملتهم.
وأذكر اننى فى 8 نوفمبر الماضى علقت على حالة الإحباط التى بدت على بعض المنضمين لمعسكر البرادعى نتيجة غيابه عن مشهد الانتخابات البرلمانية العبثية الفضائحية، ووقتها غضب منى بعضهم فقلت حرفيا «يبقى أن على السادة الأفاضل الذين اعتبروا الاقتراب من مناقشة حدوتة البرادعى نوعا من التحبيط والتثبيط أن يقارنوا بين حالتهم عندما يكون البرادعى موجودا فى مصر ومشاركا، وبين حالتهم عندما يسافر ويبتعد.. ويستعذب الابتعاد والنظر على المشهد من هناك.. وساعتها سيدركون من أين يأتى الإحباط؟».
وأزعم أننا مدينون باعتذار للبرادعى الآن، على ما اعتبرناه يوما عدم جدية فى المشاركة فى مشروع التغيير، ذلك أنه ثبت أن الرجل كان وراء حرث التربة وتمهيدها ونثر البذور فيها، وريها حتى اخضرت ونمت وترعرعت وأثمرت.
ومن ثم فإن أى لغو عن دخول البرادعى على الخط وركوب الأمواج وقطف الثمار هو نوع من الثغاء الذى يمارسه أرامل أحمد عز وجمال مبارك.
وإذا كان البرادعى قد أعلن صراحة أنه لا ينوى الترشح لانتخابات رئاسية تجرى فى مصر وأن الرئاسة ليست فى تفكيره، فإننا نطلب منه أن يعيد النظر فى قراره، لأن مصر فى حاجة إليه، الآن وغدا.
لقد اختلفت مع البرادعى وانتقدته بحدة أحيانا، حينما بدا لى فى أوقات أنه غير مشتبك، وغير مقتحم، وغير عاصف فى معركة التغيير.
انتقدته على أرضية أنه الشخص الذى بعث حلم التغيير فى النفوس الظمأى للخلاص من الفساد والاستبداد، وباعتباره سقراط الثورة الذى أنزل فكرة التغيير من السماء إلى الأرض، لكنه اهتم بدور الملهم والمؤذن أكثر، كان أقرب إلى سقراط وغاندى بينما كان كثيرون وأنا منهم يريدونه جيفارا وجاريبالدى.
كان الغضب من هدوء البرادعى بقدر الثقة فى أنه الفرصة الذهبية والوحيدة لإحداث تغيير حقيقى، وإنهاء حالة التيبس التى ضربت مصر فى مفاصلها، ومن ثم كان الاستعجال يدفع بعض الملتهبين حماسا لصناعة التغيير فى التو واللحظة لاتهامه بعدم الجدية.
غير أن الموضوعية تقتضى الآن القول إن ملايين الشباب الذى ثاروا وخرجوا لاستعادة مصر من خاطفيها كانوا فى معظمهم نتاجا طبيعيا لحالة الحراك والتفاعلية التى أحدثها محمد البرادعى ودعوته للتغيير ونزوله إلى الشارع فى مناسبات ليست كثيرة، إلا أنها كانت بالغة الأثر فى كسر حاجز الخوف، وهدم جدران الإحساس باللاجدوى، وعليه اكتسبت الجماهير الحالمة بالتغيير مهارة النزول إلى الشارع، ومخاطبة قطاعات عديدة من الشعب تفاعلت مع بيان التغيير والمطالب السبعة.
وأظن أن المليون توقيع على بيان البرادعى كانت حاضرة يوم 25 يناير، بعد أن قفزت من الفضاء الإلكترونى على أرضية ميدان التحرير وكافة شوارع وميادين مصر، لتثبت أن مشروع البرادعى للتغيير كان واقعا حقيقيا وليس شيئا افتراضيا وعنكبوتيا، كما بنى منظمو حملة اغتيال البرادعى سياسيا وأخلاقيا حملتهم.
وأذكر اننى فى 8 نوفمبر الماضى علقت على حالة الإحباط التى بدت على بعض المنضمين لمعسكر البرادعى نتيجة غيابه عن مشهد الانتخابات البرلمانية العبثية الفضائحية، ووقتها غضب منى بعضهم فقلت حرفيا «يبقى أن على السادة الأفاضل الذين اعتبروا الاقتراب من مناقشة حدوتة البرادعى نوعا من التحبيط والتثبيط أن يقارنوا بين حالتهم عندما يكون البرادعى موجودا فى مصر ومشاركا، وبين حالتهم عندما يسافر ويبتعد.. ويستعذب الابتعاد والنظر على المشهد من هناك.. وساعتها سيدركون من أين يأتى الإحباط؟».
وأزعم أننا مدينون باعتذار للبرادعى الآن، على ما اعتبرناه يوما عدم جدية فى المشاركة فى مشروع التغيير، ذلك أنه ثبت أن الرجل كان وراء حرث التربة وتمهيدها ونثر البذور فيها، وريها حتى اخضرت ونمت وترعرعت وأثمرت.
ومن ثم فإن أى لغو عن دخول البرادعى على الخط وركوب الأمواج وقطف الثمار هو نوع من الثغاء الذى يمارسه أرامل أحمد عز وجمال مبارك.
وإذا كان البرادعى قد أعلن صراحة أنه لا ينوى الترشح لانتخابات رئاسية تجرى فى مصر وأن الرئاسة ليست فى تفكيره، فإننا نطلب منه أن يعيد النظر فى قراره، لأن مصر فى حاجة إليه، الآن وغدا.
No comments:
Post a Comment