Tuesday, February 8, 2011

ادفع الآن ... استلم سبتمبر 2011


يطلبون من شباب مصر العظيم أن يفض ثورته اليوم مقابل وعد الرئيس بألا يرشح نفسه مرة سادسة في سبتمبر القادم!! قمة الخداع والاستخفاف بعقول الشعب ... هل يكون شبابنا بهذه السذاجة ليقبل هذه الصفقة العفنة التي تهدف إلى إجهاض منجزات ثورته التي قدموا فيها الغالي والنفيس في سبيل الإطاحة بالديكتاتور وعائلته وحزبه المزور وحاشيته الفاسدة وتغيير نظامه الذي تردى بالوطن إلى الحضيض، وبعد أن قدم الشعب بكل فئاته - شبابه وشيوخه - تضحيات كبرى (مئات الشهداء، آلاف الجرحى، خراب اقتصادي بالمليارات.....إلخ).
لم يعرف قط في تاريخ أي ثورة أن ظل الحاكم على كرسيه ليشرف بنفسه على تغيير نظامه!! فلتقل لنا لجنة الحكماء (التي لاتمثل الشباب الثائر) حاله واحدة فقط في التاريخ القديم أو الحديث لم تنته فيها الثورة إما بإعدام جلاديها أو هروبهم: الثورة الفرنسية عرفت المقصلة، الثورة الروسية إعدام القيصر وعائلته، الثورة الرومانية إعدام تشاوشيسكو وزوجته، الثورة الإيرانية هروب الشاه، وأخيرا الثورة التونسية هروب بن علي. لا تصدقوا أبدا من يريد خداعكم وإقناعكم بأن نهاية الثورة يمكن أن تختلف عما سبق. فعلى جميع المصريين اليوم أن يصمدوا وأن يصبروا وأن يثقوا في النصر العزيز بإذن الله.
إن الخيارات التي يقدمونها لكم كاذبة وخاطئة: الأمن والاستقرار أم الفوضى. إن الخيار الحقيقي أمامنا اليوم هو قبول استمرار الديكتاتورية والقمع والظلم والفساد والإفساد والاستبداد أو رفض ذلك والعمل على بناء نظام ديمقراطي حقيقي وبالتبعية الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية. لقد أثبتت الأيام القليلة الماضية أنه يستحيل تحقيق الأمن والاستقرار الحقيقي في ظل نظام ظالم فاسد.
الوفاء للرئيس ليس معناه قبول الاستبداد والخضوع لأوامره الظالمة. الشعوب الحرة تعرف الوفاء لحقوق الإنسان ولمبادئ العدالة والحرية. الشعب الفرنسي العظيم اجبر الجنرال ديجول – محرر فرنسا من النازية – على التنازل عن الرئاسة عام 1968 بعد مظاهرات الطلبة في 1967، وقبل ذلك صوت الشعب البريطاني ضد تشرشل – قائده في الحرب العالمية الثانية – واسقطوه وانهوا حكمه بانتخاب وزارة من حزب العمال في يوليو1945. ديجول وتشرشل قدما لشعوبهما أضعاف ما قدمه مبارك للمصريين.
نظام مبارك الذي لم يحترم الدستور ولا القوانين، واهدر احكام قضاء مصر الشريف برفضه تنفيذ احكام قضائية نهائية، يطلب اليوم من الثوار ضرورة احترام الدستور في مرحلة انتقال السلطة من مبارك!! لقد فقد مبارك كل مسوغات شرعيته وتلطخت يداه بدم الثوار الأبرار. المطلوب اليوم ليس التفاوض مع المجرمين مصاصي دماء الشعب، بل محاكمه آل مبارك (يقدر خبراء المال الغربيين ثروتهم ب70 مليار دولار) وحاشيته على الجرائم التي ارتكبوها في حق هذا الشعب المسكين. الشرعية الثورية اسقطت شرعية دستور مبارك المعيب .. حل مجلسي الشعب والشورى المزورين ضرورة ملحة لبناء مستقبل أفضل .. محاكمة فتحي سرور وصفوت الشريف أمراً حتمياً اليوم قبل الغد .. الحديث عن منحهما فرصة كي يقوما بتعديل الدستور وإصلاح الخراب الذي كانا السبب فيه استهانه بمقدرات الشعب وخيانه عظمى له. وهل قامت الثورة للإطاحة بالرئيس وتعيين رئيس مخابراته مكانه، وللمجئ بأحد وزرائه وصديقه المقرب كرئيس لمجلس الوزراء؟! وكيف يمكن تصديقهم ؟! وهل أوفى رجال مبارك بوعودهم في الماضي كي نأتمنهم على مستقبلنا؟!
بالأمس تم القبض على عدد من الشباب الثوار، في حين تؤكد الأخبار أن إبراهيم كامل (عضو لجنة السياسات) كان وراء أعمال البلطجة والقتل بميدان التحرير يوم مذبحة 2 فبراير الأسود، فلماذا لم يتم القبض عليه والتحقيق معه حتى الآن؟! ألا يدل ذلك على أن النظام لايزال يحيك المؤامرات للبطش والإنتقام من الثوار؟ يتحكم النظام في جميع وسائل الإعلام الرسمية وفي الصحف والمجلات القومية لتضليل الشعب ونشر الأكاذيب، ويتحدث عن ثورة (ألفي بلطجي) على الثورة (ملايين المصريين الشرفاء) لتزوير الحقائق ورسم صورة بأن هناك جماهير تدافع عن مبارك ونظامه الفاسد!!
الفوضى هي في مكوث مبارك على كرسيه. إن جميع الرسالات السماوية تدعو إلى محاربة الظلم والفساد والإفساد والاستبداد والقتل، فأين الأزهر الشريف (شيخ الأزهر عضو سابق بأمانة سياسات الحزب الوطني الديمقراطي)، وأين الكنيسة (قداسة البابا على علاقة شخصية حميمة بأقطاب الحزب الحاكم)؟!  اتقوا الله وكونوا على رأس القوى الوطنية التي تدافع عن سيادة الشعب وحرياته.
عبد المجيد المهيلمي  

No comments:

Post a Comment