Monday, November 6, 2023

النصر قادم لا محال، بقلم: محمد شريف كامل

 

النصر قادم لا محال

بقلم: محمد شريف كامل*

6 نوفمبر 2023

 




بصفتي مصري وعربي ومسلم، وبصفتي إنسان أولاً، أُدين بشدة وبلا هواده موقف النظام المصري ورأس النظام عميل الحركة الصهيونية وحكومته وكل المتعاونين معه ومؤيديه، لموقفهم المخزي من مشروع إبادة الشعب الفلسطيني وتصفية قضيتنا.

منذ بداية حرب التدميرعلى غزة في 8 اكتوبر لم أكتب أي كلمة باللغة العربيه، فكما قالت أبواق العدو "العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون"، على الأقل الغالبيه المُغَيبه منا ينطبق ذلك عليهم، والأقلية المدركة للحقيقة لا تحتاج لكتاباتي، لقدأصبح  الغالبية منا ترفض دراسة التاريخ وترفض فهم الواقع ولا تتطلع إلا لرفاهية مؤقته في مستقبل قريب، كأنها تدرك أنه ليس لنا من مستقبل بعيد أو أستسلمت لذلك الإدعاء.


وداومت طوال ذلك الشهر العظيم، العظيم في إنجازاته، على الكتابه والنشر وتداول الأعمال على صفحات التواصل الإجتماعي بغير اللغه العربيه لمخاطبه من قد يكون لديهم ضمير يؤرق الأنظمة الإمبرياليه والصهيونية العالميه.

 

ولكني الأن قررت أن أكتب بالعربيه مخاطبا أهلنا في الداخل والخارج،  لأنه يحزني أن أرى مصر وكل أمتنا التي التي خرجت من هزائم عدة مرفوعة الرأس، والتي قادت العالم الثالث للتحرر، مصر التي لم تنحني إلا عندما إستبدلت دماء أبنائها في حرب 1973 بإتفاقية العار "كامب دافيد"، حين بدأت عملية تقزيم مصرحتى أصبحت اليوم تابع كلي للاستعمار الغربي وبوقا له هو وتابعه المدلل الصهيونيه العالميه والكيان المزروع، والتي كان من حسنات 7 أكتوبر إنها كشفت تبعيه هذا النظام وأبواقه ثبوت لا شك به.


لقد شاركت أنظمة "كامب دافيد" ومن جاء بعدها، ورأس نظام مصر الحالي في تحويل مصرالوطنية الى شريك أساسي في الحصار الصهيوني على غزة، مصر التي كانت شعلة تضيء طريق العرب والمسلمين وشعلة تحرر المنطقة بل كل العالم الثالث.  العار كل العارعلى من ساهم بقصد أو غير قصد في اسقاط مصر الوطنية واستبدالها بمصر الخيانه والتآمر، والتي أكتمل سقوطها في أيدي الإميريالية بإنقلاب 2013 على التجربه الديمقراطيه والذي مثل المرحلة الثانية لإستكمال مسيرة "كامب دافيد".

 

 ومن العار أن يجلس على عرش مصر من يعتبر تصفيه المقاومة "عمل نبيل" وأن الدولة الفلسطينيه الموعودة "يجب أن يكون أهم أدوارها هو تأمين الكيان الصهيوني"، فقد أصبح نظامها يأتمر بأمر الصهيونيه ولا يستطيع أن يُدخل رشفة ماء أو أن يغطي أهل غزة بشبكة إتصال أو ينقل جريح لإسعافه إلا بأمر من الصهيونيه العالمية.


وإلى أهلنا في الغرب، لا تقلقوا ولا تيأسوا ولا تتابعوا صور الدمار والقتل والأطفال الأبرياء، هذه الصور والأفلام لها دور إيجابي لايقاظ الضمائر النائمه، ولكن كثرة مشاهدتها لأصحاب الضمائر تؤلم وتصيب بالإحباط فلا تتابعوها، رغم كمية الألم التي تحمله هذه المشاهد فهي مشاهد فخر لإناس رفضوا الإستسلام حتى لو كانت حياتهم هي الثمن.

علينا أن نوجه خطابنا للمجتمع الغربي لمساعدة الشعوب للتخلص من العقليه الإستعماريه، نحن لسنا مطالبين بتبرير المقاومة ولا الرد على إدعاءت الإرهاب، ولكن يجب أن نُذكر العالم أن الشعب الفلسطيني هو المعتدى عليه وأن مأساته لم تبدأ في 7 اكتوبر، ولن تنتهي بنهاية هذه المرحلة، مأساة الشعب الفلسطيني بدأت منذ 75 عاما بمشاركة كل الغرب الاستعماري، ولن تنتهي إلا بجلاء الإستعمار.


نحن لا يجب أن نطالب ولا أن نقبل بمفاوضات لإنشاء دولة فلسطينيه مستسلمة، ولكننا يجب أن نصر على تنفيذ جميع.. جميع... جميع القرارات الدوليه ومحاكمة الكيان الصهيوني وكل من شارك في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني من دير ياسين، مرورا بقانا وبحر البقر..... حتى يوم إنعقاد المحكمه.


نعم سيستشهد عشرات الآلاف وسيُشَرد الملايين، ولكن هل سمع أحدكم من قبل عن مستعمر يمنح الحرية بدون مقاومة وإصرار من الشعب! الحرية لا تُمنح، الحريه تُكتسب بدماء ومعاناة الشعوب ولا يجب أن ننسى ثورة الجزائر بلد المليون شهيد ولا ثورة جنوب افريقيا بلد ما يقرب من المليون شهيد.

 

الصورة اليوم في كل شوارع العالم تشابه تماما أخر لحظات الحرب الأمريكيه الغاشمة ضد فيتنام وماقبل سقوط الفصل العنصري في جنوب افريقيا، ألم ينتصر شعب فيتنام على ألة الحرب الأمريكية، وألم ينتصر شعب الجزائر على ألة الحرب الفرنسيه، وألم ينتصر شعب جنوب أفريقيا على ألة الحرب الإمبريالية المؤيدة بكل دول الغرب الإستعماري.

 

 لقد انتصرشعب فيتنام والجزائر وجنوب افريقيا وكل أحرار العالم، انتصروا ولم يتحقق لهم تفوقاً عسكريا ولكنهم انتصروا بالصمود ورفض التفريط والإستسلام، هزمت قوى الإستعمار والإمبريالية  بالرغم من تفوقهم عسكرياُ بإفتقادهم للقيم الإنسانية الحقيقية وفقدان الضمير.

 

نصر شعب فلسطين قادم ولا شك، فلا بد أن يحق الحق، ولكن علينا الإستمرار في تأييد موقفهم البطولي وصمودهم، وإستمرار العمل ضد كل أصناف الإستعمار والإمبريالية والصهيونيه في كل العالم، فالشعب الفلسطيني لن يموت وقضيته لن تُصفى وسينتصر رغم الخيانة والعمالة والمهادنة من كل الأنظمة العربية المتشبهه بالنظام المصري.

 

 

* محمد شريف كامل مهندس ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب مستقل، عضو المجلس الإستشاري لشبكة الوعي العربي، هو أحد المؤسسين وعضو مجلس الادارة لحركة حقوق المواطنين، هو أحد المؤسسين والأمين العام والمتحدث الرسمي السابق للمجلس الثوري المصري، و أحد مؤسسي الائتلاف الكندي المصري من أجل الديمقراطية، وحركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة، هو احد القيادات الطلابية المصرية  في السبعينات، عضو نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب مونتريال لمدة 4 سنوات. هو أحد مؤسسي الجمعية الوطنية للتغيير في مصر (كندا) قبل الثورة، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، كذلك أحد مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك - كندا المناهضة للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد من المقالات حول العديد من القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية، والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس مدونة "من أجل مصر حرة".

محمد شريف كامل يمكن للتواصل معه عبر:

1-514-863-9202, e-mail: public@mohamedkamel.com, twitter: @mskamel, blog: http://forafreeegypt.blogspot.com/  https://www.facebook.com/APresidentForEgypt/, https://www.youtube.com/channel/UCl3y4Hxgf05Xr0iDU68r8GQ