Sunday, February 6, 2011

الملياردير ابراهيم كامل حرك ميليشيات ليلة الأربعاء الدامية نحو ميدان التحرير للقضاء على المتظاهرين المسالمين داخله



عند ابراهيم كامل البقية

فراج إسماعيل  
03-02-2011

يوم أمس كان قاسيا على الإعلاميين. ميليشيات رجال أعمال الحزب الوطني حاولت اقتحام مكاتب بعض المؤسسات الإعلامية في مبنى ماسبيرو بميدان التحرير، فيما كانوا يستغيثون لانقاذهم من براثن القتل.

اضطرت معظم مكاتب القنوات الفضائية لاغلاق مكاتبها وصرف مراسليها، لتعتمد فقط على اتصالاتهم الهاتفية من أماكن آمنة إن وجدت.

صرخت صحفية سويدية بأنها غطت حربين وتلقت تهديدات بالقتل، لكنها لم تعش من قبل جحيم تهديدات القاهرة. قالت: لا أريد الآن أن أواصل عملي هنا بل الهروب بأي شكل.

السؤال المهم: متى تشكلت هذه الميليشيات، وكيف تم تكوينها، وهل كانوا يعدونها لاكمال التوريث؟!

نتذكر حديثا لرجل الأعمال الملياردير ابراهيم كامل الذي حرك ميليشيات ليلة الأربعاء الدامية نحو ميدان التحرير للقضاء على المتظاهرين المسالمين داخله.

قال كامل الذي يمتلك فندقا ومطارا ومشروعات كبيرة في الساحل الشمالي لقناة الحياة في أغسطس من العام الماضي: "إن لم يترشح الرئيس مبارك للانتخابات القادمة، فالحزب الوطني سيرشح جمال، ليس غيره مؤهلا لذلك فهو ابن المطبخ السياسي ويعرف ما يدور في الغرف المغلقة. رجل عملي، يفكر جيدا قبل اتخاذ أي قرار. سيفوز في انتخابات نزيهة وشفافة لم تعرفها مصر من عصر الفراعنة"!

هكذا كان يفكر لوبي التوريث. جمال هو الضامن الوحيد لاستمرار زواج الثروة بالسلطة، ولن يقبل بأي بديل. الانتخابات لابد أن تحقق هذا الهدف، ومن هنا قام أمين التنظيم أحمد عز، الرجل الثالث في النظام، بحرمان المعارضة من متنفسها الصغير في مجلس الشعب، ليسيطر عليه الحزب الوطني في ظل تزوير كامل بحراسة جهاز شرطة حبيب العادلي.

عملية ابتهج لها عز وغنى لها أعضاء الحزب الوطني الذين دخلوا المجلس، وقد حذرنا طويلا من نتائجها، وانتهى الأمر إلى ما كان متوقعا، نحر النظام في ميدان التحرير، في ثورة شعبية لم يسجل التاريخ المصري مثيلا لها.

بعد خطاب مبارك الذي أعلن فيه أنه سيخرج من السلطة نهائيا في سبتمبر القادم بنهاية مدته، جن جنون رجال الأعمال، فخرج بعده ابراهيم كامل عبر اتصال مع قناة "العربية" متوعدا بمظاهرة كبرى في ميدان مصطفى محمود. كرر أكثر من مرة مطالبا القناة النزول بكاميراتها لترى جيشا من المتظاهرين أولهم في ذلك الميدان وآخرهم في ميدان التحرير.

حدث ما هدد به. رأينا مقتحمين لميدان التحرير على ظهور الخيل والجمال كأنها إحدى غزوات الماضي. ميليشيات تحمل أسلحة بيضاء. رصاص من قناصة أعلى البنايات المحيطة. المتظاهرون المسالمون عرايا الصدور والرؤوس لا يحميهم شيء، لكنهم في النهاية يصمدون. يقدمون الكثير من الضحايا وهم متشبثون بمكانهم.

قال أحمد شفيق رئيس الوزراء "أفسد هذا الهجوم خطاب مبارك". بالفعل لم يرد رجال الأعمال سوى هذا الافساد. غير مقبول عندهم أن تضيع ثرواتهم التي جمعوها بالباطل إذا حكم مصر نظام جديد شفاف يحكم بالقانون.

رغم تصريحات شفيق وعمر سليمان ومنع أحمد عز وأحمد المغربي وجرانة والعادلي من السفر، وتجميد حسابات الثلاثة الأول.. ما تزال ميليشيات رجال الحزب الوطني تعيث في البلاد فسادا، في إصرار غريب على الامساك بورقة زواج السلطة بالثروة.

أخيرا قال الرئيس مبارك لشبكة إيه بي سي: فاض بي الكيل وأود الرحيل.. أود ترك منصبي ولكني لا استطيع.

لا حل لمشكلة الفوضى الحالية سوى وقف ميليشيات رجال أعمال الحزب الوطني. إنهم يتجهون الآن للسيطرة على المساجد والانتقال منها، وقد بدأوا فعلا هذه الخطة "الخميس" في بعض القرى والمدن.

لقد اعتذر أحمد شفيق عما فعلته تلك الميليشيات في ميدان التحرير، لكن ذلك لا يكفي وهم مطلقو السراح. لابد من اعتقالهم أولا واعتقال كل مسؤول عنهم.

ننتظر ابداء حسن النية بتحرك سريع تجاههم، وتوقيف من تثبت عليه تهمة تحريكهم حتى لو كان ابراهيم كامل نفسه، فالبقية عنده بعد عز والمغربي وجرانة والعادلي.

No comments:

Post a Comment