Tuesday, June 5, 2012

الحكم على مبارك والجوله الثانيه للإنتخابات


الحكم على مبارك
 والجوله الثانيه للإنتخابات

بقلم: محمد شريف كامل*
4 يونيو 2012

بعد ظهور نتيجة المرحله الأولى بدأ البعض لطم الخدود على ضياع الثوره وضياع دم الشهداء. وطل علينا البعض بدعاوي غريبه منظمه على مستويان:

الأول على مستوى المرشحيين، مطالبا أن يقبل الإخوان شروط محددة لمساندتهم بعضها منطقي والبعض الأخر وُضعَ ليُرفَض وحتى يلام الإخوان على ضياع الفرصه.

والتحرك الثاني على مستوى الناخبين، مروجا لتخارييف، مثل تنازل مرسي لحامديين والإعاده بين ثلاثة مرشحيين، ولأفكار مدمرة مثل مقاطعة الجوله الثانيه، أفكار لاتُفيد سوى مرشح مبارك.

وجاءت لحظة النطق بالحكم في أول وأكبر القضايا التي تجمع عائله المخلوع، والتي فجرت معها دعاوي أغرب مما سبقها، إنشاء مجلس رئاسي، وإنسحاب مرسي من الجوله الثانيه للإنتخابات!

أما عن الحكم فهو حُكم القاضي العادل الذي يحكم بالأدله ولا يحكم بنبض الشارع. فلم تقدم له النيابه أية أدله لبعض الجرائم، وأدله تعدت تاريخ صلاحيتها لبعض الجرائم الأخرى، فعاقب من كانا في موقع المسئوليه السياسيه وقت حدوث الجريمه لأنهما لم يستخدما السلطة الممنوحه لهما لمنعها. إن ذلك الحكم وسام على صدر المستشار محمد رفعت، فلا تلعنوه وألعنوا من أفسد الأدله، وهذا كان دور أحمد شفيق مرشح مبارك والولايات المتحده وإسرائيل.

ولأن ناتج المحاكمه، كما كل سير الأمور في العام الماضي، لم يرقى لمستوى أمال الشعب والثوره، فقد تأججت المشاعر وخرج الجموع للشوارع، في عمل يبدوا وكأنه من الثوره ولكنه تهييج مفتعل بفعل أعدائها. في الوقت الذي مازلنا نبحث فيه عن من يقود الثوره فهي بلا قائد يرَشدُ حركتها، فتضيع كل فورة من فوراتها ولا تؤتي ثمارها المنشودة.

ولم يكن الحكم وحده هوالسبب في تلك الثوره العارمة، فقد كان الشارع يغلي لأسباب عدة، منها صعود شفيق إلي الجوله الثانية، وكذلك صعود مرسي وهو مرشح الإخوان.

ولم يقدم البعض على مراجعة النفس والتعلم وقرأة دلالات الجولة الأولى وبَدأ اللوم المبكرللإخوان على كل شئ، تارة لأنهم الأغلبية ويستطيعون توجيه الأمور، وتارة أخرى لأنه مطلوب منهم ألا يحكموا!

ولأنها ثورة بلا قائد، ولأن كل فرد يتصور أنه الزعيم المُلهم، فتأتي هذه الفورة بدعاوي غريبة لن تسفر إلا على وصول شفيق إلى كرسي الحكم. ودعاوي هذه الفوره، حتى الأن فالغد مليئ بالمفاجائات الأكبر، دعاوي هذه الفوره   تقترح وبتعصب شديد:
- إنسحاب مرسي لأن عملية الإنتخاب غير جدية، وكأن عدم الجدية تجلت حين وصل شفيق ومرسى للجولة الثانية. 
- إنشاء مجلس رئاسى، هذا ما طرح منذ أكثر من عام ولم يؤخذ به ولا يمكن أن يؤخذ به بين جولتي إنتخابات.
- شروط محددة يجب على الإخوان أن يقبلوا بها، وعقب قبولها يضاف لها شروط  أخرى ومعها إشتَراط التوقيع، مرة ثانية شروط توضع لتُرفَض وليلام الإخوان على ضياع الفرصة.
- عوده للمقاطعة بحجة أن ما يحدث في مصر مسرحية هزلية، والمقاطعة هنا هي مساواة بين من كان يوم موقعة الجمال رئيس وزراء المخلوع (شفيق) وبين من كان يومها في صفوف الثورة (مرسي). بل أكثر من ذلك فمن يقاطع هذه الجوله فهويعطي صوته لشفيق ويساهم عن عمد أوغير عمد في وئد الثوره. إنهم بذلك يحاسبون مرسي علي المستقبل، ويسامحون شفيق علي جرائم نظامه.

حقا هذه الإقتراحات هي التي تمثل مسرحية هزلية، فكلها أراء طرحت لتُرفَض ولتبقى مصر رهينة أي حدث يهيج الشارع فلا نحقق الهدف الأكبر من الثوره، ألا هو بناء مصر الجديده.
لقد أضاع كثير من المثقفون ومدعي الثقافة، مما يسمون بالنخبة، الوقت في دراسة واقع وتجارب شيلي ورومانيا وإيران، ففقدوا الرؤية الصحيحة برفضهم قرائة مصر، قرائة حقيقية واقعية من واقع الزمان والمكان، من واقع تاريخ مصر وحاضرها، بل والأهم ، طبيعة شعبها.

حتى إنهم خَلصوا إلى أن مصر يجب أن تتحرر من عقده التحول السلمي وتتمثل بليبيا أو سوريا. متناسيين عن عمد أن الحركة الإسلامية وصلت للحكم في ليبيا بعد تدميرالبلاد على أيدي الحلف الأطلسي، وأن الحركه الإسلامية في سوريا ستصل للحكم بعد تدمير سوريا على أيدي أل سعود وأل الأسد، أعان الله شعبهما على التخلص من الأعداء الحقيقيين. ويعيبون على إخوان مصر سعيهم للوصول للحكم بالطريق السلمي الوحيد، ألا وهو الإنتخاب!

نعم العدل في القصاص، ولكنه القصاص العادل وليس الإنتقام، ولقد بدأ القصاص، إلا أن دماء الشهداء لم تسل من أجل القصاص وحسب بل سالت لما هو أسمى من ذلك ، لبناء مصر ومستقبل أبنائها.
 ولبناء مصر ولإستكمال القصاص لابد من إستكمال الخطوات، والخطوه التالية هي الجوله الثانية للإنتخابات، والتي لا نملك فيها سوى الإدلاء بأصاواتنا للمرشح الأقرب للثورة.

أتمنى أن يتحول غضب الشارع المصرى إلى صحوة منطقية عقلانية تلفظ شفيق وتعطي للثورة أمل عن طريق التعاون مع الإخوان، الفصيل الوطني الوحيد الباقي في السباق، حتى وإن كان ذلك من باب أخف الضررين.

ولي كلمة لإثنيين أعزاء إلى قلبي وقلب غالبية شعب مصر، لحمديين ولأبو الفتوح: لقد حاول غالبية شعب مصر دعوتكم
 للإتحاد قبل الجولة الأولى، راجيكما ألا تغرقا الثورة في بحور الخلاف المنهجي وأن تتحدا، فلم تتحدا، واستهانتما ببقايا النظام وقوة تواجدها فدفعنا جميعا الثمن. لقد قبلنا قواعد اللعبه وهذه هي الفرصه الأخيره، فإن لم تتحدا مع من بقى في السباق، دفعت مصر الثمن. لا تبهركما الأصوات العاليه ومحاوله تنصيبكما زعماء، فأنا أعلم أنكما لاتسعيا لذلك، وتعلما أنه لونصب شفيق رئيسا سنكون نحن الذين أفشلنا الثورة.

ولقناعًتي بأن الإخوان فصيل وطني رغم أختلفي معهم، فقد أدليت بصوتي لمحمد مرسي، ويوم يحلف اليمين سأكون أول الواقفين بجانبه ولكن في صفوف المعارضة.

محمد شريف كامل
* Mohamed S. Kamel: is a Freelance writer, the editor of http://forafreeegypt.blogspot.com/, he is a professional engineer, a LEED Green Associate and a recognized project manager professional, he is Member of several civil society organizations, a co-founder of the Canadian Egyptian for Democracy (CEFD), National Association for Change in Egypt (Taghyeer – Canada), Association of the Egyptians of Montreal (AEM), Alternative Perspective Media (APM-RAM), , Quebec Antiwar movement “Échec à la Guerre”, Coalition for Justice and Peace in Palestine “CJPP”, ex-president and co-founder of the Canadian Muslim Forum (CMF), member of the board of trustee in the Canadian Muslim for Palestine (CMP) and Community Center for Montreal Muslims (CCMM) . He could be reached at public@mohamedkamel.com


مقالاتي ذات العلاقه المباشره:

25 مايو 2012
قراءه في نتيحه الإنتخاب، من ينتصر؟..... الثوره أم عبيد مبارك ؟

23 مايو 2012
اليوم.......... مصر تنتخب

26 ابريل 2012
لماذا سأنتخب أبو الفتوح؟

11 ابريل 2012
من يصلح رئيسا لمصر؟

9 ابريل 2012
رساله مفتوحه لرئيس مصر: كرامة الإنسان المصري

2 ابريل 2012
رئيسا لمصر
24 يناير 2012
كل عام ومصر بخير

January 20th, 2012
A year of a great revolution

22 نوفمبر 2011
المراهقة السياسية

November 19th, 2011
In the name of the revolution they are killing it

October 22nd, 2011
Revolution to build, not to revenge

23 يوليو 2011
لا تجهضوا الثورة

June 12th, 2011
The Arab Spring- a real people revolution


2 يونيو 2011
الثورة المصرية بن الحلم و الواقع

April 3rd, 2011
Palestine and the Egyptian Revolution

March 4, 2011
الشعب يريد تطهير البلاد... كل البلاد

February 13th, 2011
It is a Revolution that is changing the face of the Middle East

23 يناير 2011
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطه

January 15, 2011
و... لتكن تونس والسودان عظة لمصر

January 8th, 2011
(Witten on December 10, 2010)
Is this Egypt that we knew?

No comments:

Post a Comment