Saturday, June 9, 2012

حتى لا نُفَاجَأ بثورتنا "حَمْلاً كاذباً"!


  

http://www.alamatonline.net/l3.php?id=32609


بقلمديحيى رضا جاد    -    2012-06-09

1- في العمل السياسي يجب أن نفرق بين ثلاثة مستويات مِن الانحرافات فيه: "الخطأ" .. و"الخطيئة" .. و"الخيانة والعمالة"
فلا يجوز الخلطُ بين ثلاثتهاولا مساواةُ "مرتكبِ الخطأبـ "مقترفِ الخطيئةبـ "الساقطِ في جُبِّ الخيانة"، خيانةِ البلاد والعباد.
ومن ثمكيف يُسَوِّي بعضُ الناس بين "الحزب الوطنيالسابق و"جماعة الإخوان المسلمين"؟!:
أأَلاَ يوجد فارق بين "مَن هبط على ساحة الحياة السياسيةبـ "قرار سلطوي رئاسيواستمر فيها بـ "تزوير إرادة الشعب" .. ومَن "نَبَتَ مِن طين تلك الساحة", ثم اعتلى منصتها بـ "اختيار شعبي في انتخابات حرة ونزيهة"؟
بأَلاَ يوجد فارق بين حزبٍ سعى - بكل ما أوتي من قوةلؤأد ثورة يناير.. وجماعةٍ شاركت - بكل ما أوتيت من قوةفي ذات الثورة؟
جألا يوجد فارق بين حزب أفقر البلاد والعباد برغم توافر كل الإمكانيات والمكنات والسلطاتوجماعة تعرضت للتضييق والاضطهاد والتعذيب والتشويه طيلة ما يربو على السبعين عاماً.. وما تزال حتى هذه اللحظة لا تملك من "مواقع الحسم السلطويإلا "أكثريةبرلمانية تواجه بها حكومةً غيرَ مختارةٍ مِن رئيسٍ منتخَب؟!
دألا يوجد فارق بين حزبٍ صَيَّر مصر "دولةً منبطحةأمام الولايات المتحدة والكيان الصهيوني .. وجماعةٍ جاهدت – وما تزالضد النفوذ الصهيوني والأمريكيوقاومت الاحتلال الإنجليزي (بجهادها الفدائي العسكري ضده أوائل خمسينيات القرن العشرين يوم كان "الأسد البريطاني المتغطرسجاثماً على صدر الوطن), وقاومت المشروع الصهيوني على أرض فلسطين (بجهادها الفدائي العسكري عام 1948م), وتولت - بتكليف من الضباط الأحرارحراسة المنشآت والسفارات عشية ثورة يوليو 1952م؟
هـألا يوجد فارق بين حزب اتخذ من سياسة وَأْدِ كلِّ بذورِ النهضة وبشائر الأملديدنه ونهجه .. وجماعة أخرجت للناس والوطن مجموعات مِن خيرة أبنائه في كثير من ميادين الحياة ومناحيها – طبياً وهندسياً وإدارياً وقانونياً واقتصادياً ودعوياً؟
وثم إن هذا "التفزيعو"الترويعو"التخويفمن الإخوان المسلمينيفترض ضمناً أنَّ الشعبَ المصري الذي ثار وصال وجال حتى أسقط مباركقد تحول إلى قطيع من الأغناممسلوب العزيمةمشلول الإرادةلا حول له ولا قوةوأنه سيقف عاجزاًبل سيقع ضحيةًفي يد "الجزَّار الإخوانيالذي سينقض على البلاد كالجراد المنتشر ليأتي على الأخضر واليابس! .. وفي ذلك من الاستخفاف بالشعب والاتهام المبطن له بـ "الاستسلامو"الخنوعما فيه.
زفارق ضخم بين شخصٍ ولد وتربى ونشأ وترعرع واستُوْزِرَ - سنين عدداًفي "حِجر السلطان", وكان محل ثقته الكاملة التامة في أحلك وأضيق وأحرج الظروف التي ألمت بهذا السلطان .. وجماعة هي "شريكُ ثورةٍيُسعَى لـ "هتك عِرضها الآن", "شريكٌ أنانيٌّ غَرَّته نفسه أحياناً", ولكنه - في ذات الوقتهو "العصا المتبقية الوحيدة في البيتلدفع "الصائلالذي يَسْعَى لـ "فض بكارة الثورةاغتصاباً!
………………
2- أكتب هذا والجميع يعلم - أصدقاءً وزملاءً وقراءًأن كاتب هذه السطور :
أكان مِن معارضي ورافضي التعديلات الدستورية التي تولى الترويجِ للموافقة عليها الإخوانُ المسلمون ومِن شايعهم.
بوأنه لم ينتخب أحداً من جماعة الإخوان المسلمين في أي انتخابات جرت منذ ثورة يناير باستثناء شخص واحد أصبح نائباً في مجلس الشعبلا في البرلمان بغُرْفَتَيْه ولا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة؛ لعدة أسباب سياسية (أهمها "افتقاد الحكمة والحنكةفي معالجة وإدارة عدد من الأموروفكرية (أهمها "التكلس العقليالذي لا يكاد يفلت منه تنظيم قطً).
جوأنه مِن أشد المختلفين مع عدد غير قليل مِن قرارات ومواقف الإخوان المسلمين السياسية
ولكنَّ الواجبَ - حينَ يفشو "عمى الألوان السياسي", وحين يطفو "الزَّبّدفيغطي وجهَ الماء ويحجبُ الشمسَ عن كائنات البحرأن ننبه على "خطأكثير من الشباب المتحمس - و"خطيئةبعض الإعلاميينو"عمالةالبعض الآخَرفي تخويف الناس من "الإخوانبإشاعة صورة ذهنية شائهة عنهم؛ بالترويج لادعاء المساواة بينهم وبين "الحزب الوطني".
نعملقد "أخطأالإخوان كثيراً بعد ثورة يناير .. نعمبعض قراراتهم ومواقفهم تصل - في تقديريإلى حد "الخطيئة".. ولكنهم أبداً - فيما يخيل إليَّلم يصدر عنهم ما يوجب وصمهم بـ "الخيانة أو العمالة"؛ باتباعهم "نهجالحزب الوطنيولا اقتفائهم لآثاره .. كما لم يصدر عنهم - في ظنيما يوجب ذلكولا ما يُرجِّحُه
***
3- والذي يجب ألا ننساه في هذا المقام :
أأنهم جماعةٌ "حديثةُ عهدٍبـ "مواقع اتخاذ القرار"؛ مما يُتوَقَّعُ معه ألا تخلو بعضُ مواقفهم (في مثل هذا الظرفخاصةً مع استصحاب "قلق الأجواء الثورية وضغوطاتهابكل ما تعنيه وتعانيه وتؤول إليه من "تذبذبو"اضطراب", خاصةً في ظل وجود مجلس عسكري لم يمسك بزمام الدولة إلا بحُكم الضرورةمِن ضعف أو تخبط أو تأخر أو عدم ملاءمة
بأنَّ صعودَهم السياسي (بتحقيقهم للأكثرية البرلمانيةبعدَ فترة الاضطهاد التي ابتلوا بهاقد أحدث عندهم نوعاً من "عدم التوازن النفسي"؛ إذ "أعجبتهم كثرتهمبعدَ اضطهادٍو"غَرَّتْهُم الأمانِيُّبعدَ تضييقٍ
وتناسوا - فوق ذلك وبسبب منهأن للإعلام ذي الأغراض - الذي يقوده ويوجهه العلمانيون والليبراليون والماركسيونوكثيرون منهم ذوو أغراضبالإضافة إلى عدد من المتصلين ببقايا الأجهزة الأمنية ورجال الحزب الوطني المنحلسطوةً على عقول كثير من الأميين والسطحيين والمذبذبينوهم فئة ضخمة العدد مِن تعداد شعبنا المصاب بفقرِ دمٍ ثقافيٍ مزمنٍازدادت حدته وخطورته ومضاعفاته في ظل "دولة الكلامالتي أقامتها الفضائيات والإذاعات والصحف؛ تلك الوسائل التي تَخْتَزِلُ أكثرُها القضاياوتُخفي كثيراً من أصولها وأبعادها وخلفياتها وتفاصيلهاوتُشيع فقط ما يراد له أن يشاع (على الناس أن تعلم أن إعلامنا يتخذ من الكذب والتشويه والتمويه "صناعةً كبرىيرتزق مِن سُحتها "جيوش الكذبة والمُضَلِّلِين والتافهين", حتى أضحيتَ ترى المرءَ الذي لا يُحسِن الحديث في شئون نفسهيخوضُ - خوضَ الخبير المستيقنفي أدق دقائق السياسةوهو - في واقع أمرهمفتقِدٌ للمعلوم بالضرورة من الخلفيات التي تُبَطِّنُ ما يتحدث عنه)
وتناسى "الإخواني" - أو كثير مِن المنتمين إلى الجماعة والمسئولين عن قرارها السياسيأنَّ الإنسانَ كائنٌ "حرٌّو"اجتماعي" : فطرةً وضرورةً معاًومن ثمفهو فردٌ ولكنْ ضمنَ فريقوهو راكبٌ ولكنْ ضمن سفينة
فغفلوا حيناًوتغافلوا أحياناًوتقاعسوا أخرىعن إعمال فِقْهَيْآليَّتَيْ "الموازناتو"الائتلافقبل وعند اتخاذ بعض القرارات والمواقف الحساسة والمصيرية (مِن مثل :"خطيئةكيفية تشكيل لجنة الدستورو"خطيئةالتقاعس عن إصدار قانون العزل السياسي منذ بداية الدورة التشريعية للبرلمانفضلاً عن عدد من "الأخطاءالمتناثرة) .. مما وفَّر - بامتياز واقتدار فائقَيْنماءً عكراً يصطاد فيه الإعلام ذو الأغراض بسهولة ويسروبل ويعتمد عليه في خلق وإشاعة صورة ذهنية قميئة عن الإخوان المسلمين؛ تجعل ذكريات الحزب الوطني ومواقفه تتداعى إلى ذهن وعقلية الكثير من المصريين فوق سماعهم لاسم "الإخوان", حتى أصبح البعضُ يتحسسون مسدساتهم مِن فورهم!
جأنهم قد أنجزوا عدداً طيباً وهاماً مِن الأمور ذات الصلة بالمهام التشريعية (وهي أمور لا تخفى على القارئ الكريم اليقظ المُتَتَبِّعمن مثل : منع محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكريةوتقرير الحدَّيْن الأدنى والأقصى للأجور).
***
4- إننا الآن في ظرف تاريخي دقيقفإما أن ننتخب ممثل حزب الحرية والعدالة - الامتداد السياسي لجماعة الإخوان المسلميندمحمد مرسيوإما أن يأتي الفريقأحمد شفيق (إن لم يصدر قرارٌ من المحكمة الدستورية العليا بدستورية قانون العزل السياسي) :
أمبدأُ ارتكابِ أخف الضررين وأهون الشَّرَّيْن (إن كان في اختيار مرشحِ الإخوانِ ضررٌ أو شرٌوفيه شيءٌ من ذلك في تقديري), ومواصفاتُ رئيس مصر القادم ومعايير اختيارهيُرَجِّحان في ظني كفة اختيار دمحمد مرسي؛ لأننا قمنا بثورة نغير فيها "النظام السابق كله"؛ فكيف نأتي بواحدٍ مِن قلبه (بصرف النظر عن مدى فساد الفريق شفيق من عدمهأو ادعاء مشاركته في موقعة الجمل من عدمهبكل حمولاته وتوجهاته ومنظومته الفكرية المتكلسة البئيسة الفقيرة المُفقِرَةالباطحة والمنبطحةعلى مختلف الأصعدة الداخلية والخارجية؟!
كيف نأتي بواحد مِن قلب المؤسسة العسكرية والسياسية الحاكمة التي تمت الثورة عليهاوطبائع الأشياء تقضي - عند إتيانه لسدة الحكمباستمرار تبعية وتأييد ودعم أهم مؤسسات الدولة له - شخصاً ومصالحاً- : المؤسسة العسكرية (بحكم كونه واحداً من كبار قاداتها السابقين), والمخابرات (بحكم كونها إحدى أهم أدوات النظام العسكري الحاكم لمصر في الستين سنة السابقة), والداخلية (بحكم كونها كلب حراسة مصالح النظام الحاكم البائد الذي يأتي شفيق من قلبه), والمالية (بحكم استشراء وتغلغل الفساد حتى نخاعها العظمي), والإعلام (بحكم كرهه المطلق للتيار السياسي الإسلاميصاحبِ الأغلبية البرلمانية الحالية؛ بسببٍ مِن سيطرة العلمانيين والليبراليين على عدد من أهم أدواته؛ فضائياتٍ وصُحُفاً).
بويجب ألا ننسى - فوق ذلكأن شفيق يحمل ويستصحب عقلية وذهنية النظام السابق في سياسته الخارجيةخاصةً مع الولاياتت المتحدة والكيان الصهيوني.
جإن مبارك - كما هو المعهود منه؛ باستقراء سنوات حكمهلم يكن ليترك "رجلاً وطنياً نزيهاً", ولا "عبقرياً", في موقع وزاري طيلة ما يربو على الثماني سنوات كاملة.
دثم إن مبارك لم يكن ليستند عليه في أكبر أزمة ألمت به (عقب جمعة الغضب 28/ 1/ 2011م)؛ إذ المرءُحين تلم به الملماتلا يستند ولا يستعين إلا بِمَن هو محل ثقته الكاملة التامة .. وكيف تتوقع أن تكون سياسةُ رجلٍ يرادُ له أن يكون رئيساً لمصروهو محل ثقة كاملة وتامة مِمَّن أسقط مصر من دائرة الفاعليةمحولاً إياها إلى "مفعول بهلا "فاعلاً", جاعلاً منها "أكبر بالوعة للحضارةبعدَ أن كانت "أكبر نافورة لها"!
هـمبارك وشفيقأخوان مِن الرضاع؛ أُمُّهُمَا : "العقليةُ العسكرية المتحجرة المتكلسة؛ المصدرُ الرئيسي للقلوب السياسية الغليظةوالنبعُ الفياض لمبدأ السمع والطاعة الأعمى و"الاستبدادُ السياسي؛ الأخُ الشقيق للعقلية العسكريةو"الفسادُ الإداري والمالي؛ الزوجُ الشرعي للاستبداد".
ووالحق أن وصول شفيق إلى موقع الرئاسةلا قدَّر اللهيؤشر على رِضَى المصريين بأن تَحْمِلَ الثورةُ "حَمْلَ سفاح"! .. وقديماً قال المَثَل الشعبي المصري: "اللي يشيل قِرْبَة مقطوعةتُخُر على دماغه",  (والمَثَل يورِدُه المصريون لاستنكار تجاهل الأخذ بالأسبابلا العكس كما قد يُتَوَهَّمْ)
وصولُ شفيق إلى موقع الرئاسة ، لا قدَّر الله، يحمل في أحشائه دلالة رمزية ثقيلة الوزنعالية السُّمِّيَّةيرجوها البعض على امتداد وطن العروبةوهي أن الثورة المصرية قد خَرَجَتْ "شِيصَاً" (الشِّيصُ : التمر الذي لا فائدة منه؛ أو الذي لم يتم نُضجُه), مما سيُتَّخَذ تُكَأة لـ "نزع دسم تطلعات الشعوب العربيةالأخرى إلى تغيير أنظمتها الحاكمة الشائهةإذ لا فائدة تُرتجى مِن قيام ثورات أخرى في أية أماكن أخرى من وطن العروبةألم تروا مصر - زعيمة العرب والشقيق الأكبرلم تَجْنِ مِن ثورتها إلا "عِهْناً منفوشاً", بل لم تكن ثورتها إلا "حملاً كاذباً"؛ ثاروا على "مبارك", ثم أَتَوْا بـ "رئيس وزرائه ووزير طيرانه ومحل ثقته الكاملة التامة"!
في جملة واحدةوصولُ شفيق إلى موقع الرئاسة يعني أن الشعب في حاجة ماسة إلى "إعادة تربية"، وهذه ستصبح وقتها مهمةَ الثوارِ الأُولى والأهمبل ستكون حينها "واجبَ الوقتِ".
حقاً وصدقاًليس عجباً - كما قال جلال الدين الروميأن تَفِرَّ الشاةُ من الديبالعجبُ أن يكون لها منه حبيبٌ !
زنعم ، دمحمد مرسي - وههنا أستعير كلمات الأستاذ فهمي هويديلا يمثل أفضل ما تمنيناه ، ولكنَّ الفريق شفيق - بالمقابليمثل أسوأ ما توقعناه!
نعمنقدُ الإخوان - بوصفهم مشتغلين بالعمل العام، شأنهم شأن غيرهم- "واجبُ كلِّ وقت"، أما تأكيد القطيعة مع النظام السياسي البائد فـ"واجبُ الوقت"!
وكل ما أرجوه من الله تعالى الآنأن يُوفَّقَ الإخوانُ إلى خلق جو ائتلافي تآلفي مُجمِّعٍ مِن حولهم؛ إسقاطاً لشفيق .. ولن يتم ذلك - في ظنناإلا بتقديم التزاماتوعقد اتفاقات,في عدد من الملفات المحورية :
أولهاكيفيةُ تشكيل الحكومة وبيانُ برنامج عملها
وثانيهاإعادةُ تشكيل الجمعية التأسيسية؛ لتكون جمعيةً "جامعةً"؛ إذ الدساتير تُصنع بـ "المُوَاضَعَةلا "المُغَالَبَة".
وثالثهاتعيينُ نوابٍ للرئيس محل توافق سياسي ومجتمعي واسعمع بيان مهامهم وصلاحياتهم
***
5- أما حصولُ الفريقشفيق على المركز الثاني - بما يربو على خمسة ملايين صوت ونصف المليونفتفسره في تقديري عدة أمورأُورِدُ بعضها فيما يليرؤوسَ أقلامٍ لا غير:
أتفتت الأصوات بين المرشحين المنتمين للتيارات الداعمة للثورةهذا - في تقديريهو العامل الأكبر والأهم؛ إذ قد صَوَّت لمرسي وحمدين وأبي الفتوح مجتمعِين ما يزيد على الـ 13.4 مليون ناخبفي حين لم يُصَوِّت لشفيق وعمرو موسى مجتمعَيْن إلا على ما يقارب الـ 8 مليون ناخب.
بقلة الوعي والإدراك السياسي (بسبب انتشار الأمية الأبجدية والثقافية معاً)
جشراء الأصوات (بسبب الفقر الشديد - المصحوب بقلة الوعي والإدراكالذي يعاني منه قطاع غير قليل العدد من الجماهير المصرية)
دالتصويت العقابي (اتجاهُ قطاعٍ من الجماهير إلى التصويت لكل مَن لا ينتمي إلى المرشحين الثوريين - شباباً وإسلامييننكايةً وعقاباً لهم على أدائهم "السياسي المهترئو"البرلماني الضعيففي ظن هذا القطاع من الجماهير)
هـالإحجام عن التصويت (حيث قد أحجم ما يقارب الـ 57 % مِن المُسَجَّلِين في كشوف الناخبين عن التصويت، وهي كتلة مَامُوثِيَّة الحجممجهولة التوجه).
***
6- وفي الختاميجب أن يُعلَم أن مسار الثورات يمر - في تقديريعبر أربع مراحل:
أ- "التعبئة الفكرية" (بأيدي المثقفين المجاهدين الوطنيين)
بثم "الغضب المتصاعد" (جَرَّاء تجاهل الحُكام المستبدين لـ "صيحات التحذيرو"نداءات الإنقاذ والإصلاح")
جثم "الانفجار الجماهيري" (الذي يَحسُن أن يسبقهأو يلحقه مباشرةً, "تصورُ البديل للوضع القائم والتخطيط له")
دثم "استمرار الحِسِّ الثوري" (لا "اضطرابات الأجواء الثورية"؛ فإن أَخْوَفَ ما يُخَافُ عليه في مسار الثورات - ومَسَارُ الثوراتِ كَمَخَاضِ الحامل- : اشتياقُ القاعدين إلى أيام الرخاءالذي لا يُمكن أن نَضْمَنَ استمرارَ حضورِهِ المتوهجِ والمؤثرِ إلا بالعمل على "إبداعِ تصورٍ بديلٍ متماسكٍ للوضع القائم", ثم العمل على "توعية الناس به وإشاعته فيما بينهم". ويَحسُن بي ههنا أن أستدعيمع شيء مِن تصرف قليلقولة عبد الرحمن الكواكبي : [قوانين "التخلص من الاستبداد": "الشعور بالحاجة إلى التغيير" + "يجب حدوث التغيير سلمياً وبالتدريج" + "لابد من تصور البديل"].
ولا يخفى على القارئ مدى "تقصيرثوارنا (شباباً وشخصيات عامة وأحزاباً وتكتلاتفي "العملعلى تحقيق "المرحلة الرابعةبدقة ونظام ووعي وائتلاف وتكتلبل أكادُ أقولُ : لا يخفى عليه مدى "ذهولِهمعن إدراكها و"نقصِوعيهم بمحوريتها وشدة خطورتها وشديد أهميتها في "تحقيق مقاصد الثورات"؛ حتى لا تتحول الثورات إلى "حمل كاذب"!
وفي ظني أنَّ ما أدى إلى "تعثركثير من خطوات ثورتنا هو أننا لم ندرك احتياجها إلى:
"رجالٍذوي بسطة في العلم والجسم ما فَتِئْنَا نُشَوِّهُهُم كثيراًوما بَرِحْنَا ننازعهم أحياناًونتجاهلهم أخرى.
و"شعبٍيتحمل تبعاتها لم نُوَعِّهِ بعدُ.
و"تحالفاتٍ سياسية واجتماعية صلبةلم نُقِمْهَا بعدُ.
و"اقتصادٍلم نوضح أولوياته العاجلة بعدُ.
و"إعلامٍلا يُشيعُ "زنا المحارم السياسيبين جموع الفاغرين أفواههم أمام شاشاته وصُحُفه؛ حتى لا نُمْسِي نرى الناسَ يخوضُ بعضُهُم في بعض كما الآن.. كثيرٌ من الخائضين في مختلف الحوارات والنقاشات (اليومية والعامةالسياسية والفضائية والصحفيةفي كثير من الأموركانوا قبلَ الثورة من كبار "الأميينفيهافمِن أين يأتي الرشدُ والعلمُ والتحقيق؟ .. لقد وَقَعَتْ قطاعات عريضة من جماهير متابعي الشئون السياسية المصرية والمتحدثين فيها وعنها في جُبَّين كبيريِن: "جُب النقص الحاد في المعلومات الصحيحة الثابتة", و"جُب التعميمات الكاسحة والكسيحة" .. بالإضافة إلى "طامَّة تصديق الشائعاتو"هاوية النظرة العوراء أحادية الجانب والاتجاه".
والله أعلى وأعلم
……………………
طبيب بشري وكاتب وباحث مصري

No comments:

Post a Comment