This article has been written on February 19 and published on February 22, 2011 on http://www.sadaalmashrek.ca/
بقلم: محمد شريف كامل*
19 فبراير 2011
لم أرى في حياتي فرحه تعم شعب باكمله كالفرحة التى عمت شعب مصر والذى خرج عن بكرة أبيه يطالبه بالرحيل طوال ثمانى عشرة يوما، صارخا مدويا، إرحل.
إرحل كزين العابدين وما نراه أضل منك
إرحل وحزبك في يديك
ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليك
إرحل فإني ما ارى في الوطن فردا واحدا يهفو إليك
إرحل وحزبك في يديك
ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليك
إرحل فإني ما ارى في الوطن فردا واحدا يهفو إليك
لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة أن يقبل وجنتيك
لا تنتظر اما تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديك
لا تنتظر اما تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديك
لا تنتظر صفحا جميلا فالخراب مع الفساد يرفرفان بمقدميك
ولم أجد خيرا من كلمات فاروق جويدة لتعبرعن رأى الشعب المصرى بل الشعب العربى ككل فكل الكلمات والمقالات والشعارات لا تقوى على الصمود أمام صرخة واحدة من ميدان التحرير وأمثاله فى كل قرى ومدن مصر الغالية.
وإن كانت فرحة شعب مصر برحيل الطاغية هى فرحة لم يكن لها مثيل فقد شاركه فيها كل الشعب العربى، فمثلت الوحدة العربية الحق وحدة الشعب العرب، بل وشاركه كل شعوب العالم فى تلك الفرحة العارمة.
ولكن لماذا كنت هذه الفرحة ؟
إن القهر والإستبداد يولد عند الشعوب إحساس بالأسى والمهانة تتراكم عبر السنين. فعندما خرج الشعب المصرى للشارع فى يوم الثورة لم يكن العالم ليتصور أنها بداية النهاية لنطام إستبد وإستغل شعبه وحكم البلاد كأنها عزبة يرتع فيها أبناء ناظرها وزوجته وأصدقائهم كما يشاءون، يقتلون ويسلبون ويستعبدون ويمتهنون كل ما هو برئ وناصع فى ثوب البلاد النقى.
ولإن النظام تحكمه العنجهية الفارغة، ككل الأنظمة المستبدة، فقد كان رده على ثورة الشعب مماثلا لطبيعته وليس لطبيعة الشعب فكلما خرج ذلك الطاغية على شعبه بكلمة إشتدت ثورة الغضب، وإن كات الإنتفاضة قد بدأت بعشرات الألاف يوم 25 يناير فقد بلغت الثروة ذروتها وهناك ما يقرب من 20 مليون ليلة رحيل الطاغية، فعندما خرج عليهم أخر الفراعنة بإصراره اللعين على الإستمرار فى الحكم فكانت بحق ثورة وهب الجيش المصرى ليقول كلمته ويجبر الطاغية على الرحيل وإن بقى بعض أعوانه.
ولن أكرر هنا ما ذكره الجميع من أن الثورة لم تنتهى بعد، بل استطيع أن أدعى بأن هذه الثورة سوف تكون ثورة مستمرة ولن تنتهى وإنه على الجيش أن يكمل ما بدأه، وكما راهنت من أول يوم على ولاء الجيش للشعب، فسأظل على موقفى هذا وإعتقادى أن الجيش سوف يكمل ما بدأه وسيستمر فىإستجابته لإرادة الشعب وثورته العظيمة.
ولكنى أوجه كلمتى للشعب المصرى صاحب الثورة بأنه يجب ألا يستمع للمنافقين والمنتفعين بكل نظام وألا يسمحوا لهم بالعودة إلى الأضواء وأنه يجب علينا جميعا أن نرفض عودة هؤلاء المنافقين وأن نقاطعهم فلن يأتى ضرر أشد منهم.
ويحتل القمه الإعلاميين المضللين وكل من هاجم الثورة، حيث يجب مقاطعتهم مقاطعة لارجوع فيها وعلينا أن نسهم بجدية فى تنمية قائمة العار وأن تكون دائما صوب أعيننا فإنه لا مكان فى مصر الجديدة للنفاق والإسترزاق غير المشروعين http://el3ar.info/
إنه ومنذ اليوم الأول للثورة قد تحلى البعض بالعبط الذى يسميه الخانعون خطأ "طيبة القلب" فهناك من نادى بإعطاء الطاغية فرصة للإصلاح، هل عرف التاريخ طاغية يصلح من ذاته، ونادى البعض الأخر بضرورة تكريم من خدم مصر مدعيين كذبا أن ذلك الطاغية هو بطل حرب أكتوبر، فلم يكن الحاكم السابق لمصر بطلا للحرب بل كان جنديا مثل كل الجنود اللذين هم أشرف ما فى مصر ويمثلهم رجال الجيش المصرى الذين لم يستغلوا سلطاتهم ولم يرتع أبنائهم فى جمع المليارات.
ويجب علينا هنا ألا ننسى الفريق الشاذلى رحمه الله، البطل الحقيقى لحرب اكتوبر وقد توفاه الله يوم إنتظر العالم تنحى الطاغية وكأنه لم يتحمل أن يرى بلده الحبيب يعلق بكلمة من هذا الطاغية الذى مازالت ذاته تهمه أكثر من مصر وشعبها، رحم الله الفريق الشاذلى البطل الحقيقي لحرب أكتوبر والذى حاولوا خلع البطولة عنه كما زيفوا كل ما هو جميل فى مصر.
وعودة إلى طيبة الشعب المصرى فلا يجب أن نتخلى عنها بل يجب علينا تأصيلها ودرك معناها الحقيقى، فطيبة القلب تنبع من الحرص على الحق ونصرة المظلوم على الظالم وإحتضان العدل وليس التسامح مع الظالم كما يدعى البعض.
الحمد لله أن ثوار مصر لم يستمعوا للخانعين والمستسلمين اللذين كلوا وتعبوا من اليوم الأول للثورة وأخذوا يرددون أكاذيب الإعلام المصرى الرسمى. واليوم يعاودون الخروج علينا مرة ثانية ببعض الأقوال البلهاء مثل أننا سنتباكى على ذلك المخلوع مثلما تباكى شعب العراقي على صدام حسين والفارق كبير فلا وجه للمقارنه بين ثورة شعب مصرالتى تخلع الفساد وغزو الجيش الأميركى لخلع صدام.
وإستمرارا لقاذورات الإعلام الساقط المتلون مع كل نظام إتهموا متظاهرى التحرير بالإنتماء لتنطيمات تخريبية وإختلقوا الأكاذيب وتطاولوا على شخص أبطال الثورة ولم تسلم إدعاءاتهم من الخرافات مثل إتحاد قطر وإيران وإسرائيل والولايات المتحدة لإسقاط النظام المصرى، وكأننا لا نعلم حقيقة إرتباط النظام بالولايات المتحدة وإسرائيل، كل هذه الأكاذيب المريضة أن تدل على شئ فهى تؤكد على ضرورة أن يتم مقاطعة كل تلك الأبواق الساقطة.
وإني أختلف هنا مع من يخشى على الثورة من الجيش المصرى فالخوف عليها حقيقة ينبع من هؤلاء المنافقين والمترددين بالإضافة إلى الأحزاب التى نمت فى أحضان السلطة والدعاوى الطائفية التى ستعود للإطلال علينا في القريب العاجل، حتى تجهض الثوره.
إن شعار الشعب يريد إسقاط النظام سوف يظل هو شعار كل العرب حتى تستعيد الشعوب العربية مكانتها على الساحة الدولية، ويجب ألا نعود لمرحلة فقدان الثقة فى شبابنا وقدرتنا، التى عمل النظام السابق طوال حكمه على زرعها في نفوسنا طوال الأعوام السابقة.
وإن كانت الثورة لم تكتمل بعد فإن مرحلتها الأولى قد نجحت ودلائل نجاحها واضحة نسردها هنا إهداءا للثوار وشهدائنا وإيقاظا لضمائر المترددين والإنهزاميين لعلهم يلتحقون بمصر الجديدة ليكونوا عنصرا للبناء وليس للهدم.
أولا: لقد أسقط الشعب رداء الخوف، وهو الرداء الذى أحيط به منذ عشرات السنين ولا يوجد على الأرض من يستطيع إعادته لما كان عليه.
ثانيا: لقد أسقطت الثورة مبدأ التوريث من قاموس الجمهوريات العربية، بل وتدفع الأن لتحويل الملكيات والإمارات إلى ملكيات دستورية.
ثالثا: لقد أرست الثورة مبدأ التغيير، وهو أن الشعب يملك إرادة التغيير، فإن لم يتحقق ذلك له عبر صناديق الإقتراع فهو قادر على فرضه.
رابعا: لقد أعادة الثورة صياغة الشخصية العربية والدليل على ذلك توالى الثورات منذ نجاح ثورة الشعب التونسى.
خامسا: لقد تغيرت للأبد صورة الديمقراطية القديمة، التي كان بموجبها يستطيع الحاكم فرض إرادته، وهو ما يعرف بديكتاتورية الأغلبية، وأصبح للشعب أدواته التى يستطيع أستخدامها وقتما شاء.
سادسا: لقد أسقطت الثورة البدعة الحكومية المسماة بالفتنة الطائفية والدليل على ذلك يوميات ميدان التحرير.
سابعا: لقد إنتصر الشباب العربى لنفسه وأسقط ما أشيع حوله من الإستهتار والخنوع.
ثامنا: لقد خلع الشعب رئيسه الفاسد وأسرته المفسدة.
تاسعا: لقد نفض الشعب عن نفسه غبار سنوات القهر وعاد يكشف معدنه الأصلى من الأخلاق والسلوك الطيب بعيدا عن دائرة الفيديو كليب والمخدرات.
إن هذه الثورة وإن تبلورت بمصر فهى نتاج مشترك لثورتى تونس ومصر ولعلنا نحتفل فى القريب العاجل بنجاح ثورة باقى الشعب العربى.
فتحية لكل شهدائنا وتكريما لهم ولذكراهم من كل قلب عربى مخلص
والكلمة الأخيرة موجهة للجيش مصر والذى لم يخذل شعبه حتى الأن والذى نرجوه أن يكون أمينا على الثورة لنهاية الطريق وألا يكون مصدرا للرعاية والتسكين لصالح النظام السابق. ففى أيديكم اليوم مستقبل الشعب العربى ككل.
* Mohamed S. Kamel: is a Freelance writer, the editor of I.N. Daily and http://forafreeegypt.blogspot.com/, he is a professional engineer, a LEED Green Associate and a recognized project manager professional, he is Member of several civil society organizations, a co-founder of the Canadian Egyptian for Democracy (CEFD), Canadian Egyptian for Change (Tagheer-Canada), Alternative Perspective Media (APM-RAM), , Quebec Antiwar movement “Échec à la Guerre”, Coalition for Justice and Peace in Palestine “CJPP” and ex-president and co-مزيقfounder of the Canadian Muslim Forum. He could be reached at public@mohamedkamel.com
No comments:
Post a Comment