في أول حوار تليفزيوني له بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، قال الدكتور محمد البرادعي إنه ينوي الترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسة المقبلة عندما يفتح باب التقدم بأوراق الترشح.
وأكد البرادعي – في حواره مع الإعلامي يسري فودة والإعلامية ريم ماجد في برنامج آخر كلام على ONTV، أننا أمام نظام قمعي وعصابي وجريمة منظمة كانت تحكم مصر على مدى 30 عاماً، وعلينا أن نستأصل هذا النظام.
وأكد البرادعي أنه لم يكن أبداً معنياً بأن يكون رئيساً أو بمن يكون رئيساً إنما ما يعنيه هو شكل النظام السياسي، مشيراً إلى أنه يشرفه أن يكون خادماً للشعب المصري، ووكيل عنه، وأنه إذا الشعب اقتنع بي أو بغيري سأكون سعيداً''.
وأشار الدكتور البرادعي إلى أن التعديلات لاتي أجريت على الدستور ''سطحية وبشهادة عدد كبير من الفقهاء الدستوريين، فالدستور الفاسد ينتج عنه نظام فاسد''.
ولفت غلى أنه لا يود أن يحكم مصر في ظل دستور ديكتاتوري تابع لنظام سقط، لأن مجلس الشعب الذ1ي سينتج عنه سيكون مشوه وبالتالي اللجنة الدستورية التي ستنوط بعمل الدستور الجديد ستون مشوهة.
وطالب البرادعي المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن سيتتمر في الحكم لعدة أشهر يتم خلالها عمل مجلس رئاسي، تشكيل حكومة انقاذ وطني وتأليف لجنة دستورية من 5 شخص من كافة فئات الشعب لعمل دستور جديد، على أن تكون هذه اللجنة على تواصل دائم مع الشعب؛ فمسألة إعداد دستور ليست قانونية فحسب، إنما هي مسألة شعبية وسياسية ومهمة القانونيين الدستوريين هي إعداد صياغة قانونية للمواد الدستورية.
وأشار البرادعي إلى أن الطريق واضح وصريح، بدءاً بتكوين لجنة تأسيسية من كافة قوى الشعب، لإعداد دستور جديد، حتى يتم انتخاب برلمان يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً، فنحن ننتقل بنسبة 180 درجة من نظام قمعي إلى نظام ديمقراطي.
وأكد الدكتور البرادعي أنه غذا لم يختلف الحال عما سبق، فلن أكون جزءً من ديكور، وإذا لم أرى منظومة شعبية منظمة، حتى أترشح للرئاسة، فلا يمكن أن أكون رئيساً لمصر ولا أعرف مواردها الحقيقية، وإذا لم يتغير الوضع فسأظل أجاهد واناضل من أجل تحقيق الديمقراطية.
وشدد البرادعي على ضرورة استئصال كافة المسؤولين بالنظام السابق، والتحفظ عليهم داخل السجون، وإنزال أقسى العقوبات على من يحاول اجهاض الثورة، وإقالة قادة الأجهزة الإعلامية في النظام السابق، مشيراً إلى أنه هناك تباطؤ في استئصال النظام السابق ورجاله.
ونوه با، مسألة غياب الأمن غير مفهومة، ولماذا لم تعود الشرطة إلى الشارع حتى الآن، مؤكداً أنه المصريين مازالوا فقراء لكنهم استعادوا كرامتهم.
وعن اجتماعه والقوى السياسية بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، قال الدكتور محمد البرادعي إن الاجتماع كان صريحاً، وعبر فيه المشير طنطاوي عن قلقه من الوضع الأمني والاقتصادي للبلد، وكثرة الاضرابات والاعتصامات في ميدان التحرير، وطلب منه التحدث إلى الشباب وهو ما حدث وأكد الشباب على أن مطلبهم إقالة حكومة الدكتور أحمد شفيق، وحددوا شخصيتين لرئاسة الحكومة الجديدة وكان أن اختار المجلس أحدهما وهو الدكتور عصام شرف.
وشدد مجدداً على ضرورة عمل مجلس رئاسي ولجنة دستورية وحكومة انتقالية، مشيراً إلى أن المرحلة الانتقالية هي أهم وأعقد مرحلة.
ورفض البرادعي فكرة توليه أحد الحقائب الوزارية، مشيراً إلى انه يود أن يكون رئيساً حتى ''يقابل الرجل الذي التقاه منذ خمس سنوات في الحسين وهو يصعد الجبل يومياً ليأتي بمياه نظيفة ليشربها ويحضنه''، وأن أول مؤتمر صحفي له غذا قدر له أن يكون رئيساً سيعقده من العشوائيات وسيقول لهم دعونا نعمل سوياً من أجل 40% من المصريين يعيشون في العشوائيات.
وعير الدكتور البرادعي عن رفضه للتعديلات التي أجريت على المادة 75 من الدستور، وقال أعتقد أن حرمان أي مصري من الترشح لرئاسة الجمهورية لمجرد أنه يحمل جنسية أجنبية وأو أن أحد أفراد اسرته يحمل جنسية أجنبية، موضحاً أنه تعديل ''مجحف''، وأن مسالة ''نقاء الجنسية''، تعود بنا إلى هتلر والتعصب الأعمى.
وكرر الدكتور البرادعي أن زوج ابنته مسلم، ودخل الديانة الإسلامية قبل زواجه من ابنتي هو وأسرته، وتزوجت في السفارة المصرية وشهد على عقد الزواج السفير المصري في فيينا، أما زوجته فقال إنها من كفر الدوار ولا تحمل إلا الجنسية المصرية.
وشدد البرادعي على أن التعليم هو النواة التي ستنطلق منها عملية الإصلاح، موضحاً أنه لابد من إعمال العقل والتفكير العقلاني، وليس بالعواطف والتسامح ومفهومه.
وقال البرادعي إنه لابد من تحقيق المساواة، وأن نكف عن استخدام الشعارات، وأن نعمل على استثمار طاقتنا البشرية، فمصر مواردها، والكل يريد أن تكون مصر دولة ديمقراطية متقدمة تلحق بركب الحضارة.
ولفت إلى أنه ليس ضد المادة الثانية من الدستور وأنه مع مبادئ الشريعة الإسلامية، التي تدعو إلى المساواة والقيم الإنسانية والتي تدعو إلى المساواة الكاملة بين كل مصري، على أن نخرج من ''مرحلة الشعارات إلى أرض الواقع''.
وقال الدكتور البرادعي إنه سيصوت ضد التعديلات الدستورية، التي اجريت على الدستور، مشيراً إلى أن التعديل به تجريحات كثيرة.
وشدد مرة أخرى على أنه لا يبحث عن منصب أو جاه، وأنه إذا الشعب أراده رئيساً فسيكون سعيداً وإذا جاء بغيره فلن يصاب بأي ''غصة''.
وقال الدكتور محمد البرادعي إن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والذي أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، صديق وزميل له منذ 50 عاماً، مرحباً في ذات الوقت على الوقوف وجها لوجه معه في مناظرة علنية.
وأشار إلى أن الحملة الممنهجة التي بدأها النظام السابق لتشويه صورته مازالت مستمرة حتى اليوم، مشراً إلى أنه كان يسافر إلى الخارج ليتحدث إلى الشعب المصري الذي يعرف بذكائه من هو صاحب المصداقية، عبر وسائل الإعلام بعد أن وقف النظام السابق حائلاً بيني وبين وسائل الإعلام بعد أن أعلنت عن رغبيي في التغيير وتحول مصر للديمقراطية.
واوضح أن نظام الرئيس مبارك رفض التصريح لفضائية الحرة ومراسل الجزيرة بعمل مقابلات تليفزيونية معي.
ولفت إلى أنه كان يحاول دائما أن يُفهم الشعب المصري أنه هو الذي سيخلص نفسه و أن يزرع فيه الأمل حتى تدب الروح و الثقه فيه و يخرج الطاقات التى بداخله ، ولابد من أن يكون للمصريين بالخارج حق التصويت وأن يكون الانتخاب بالرقم لقومي، مشيراً إلى أن المشاكل التقنية حلها عند المهندس نجيب ساويرس الذي تكفل بأن تقوم شركاته بإتاحة الوسائل التقنية لأن تتم عملية التصويت في وقتها.
وأوضح أن رؤيته كانت تتركز على عمل تعبئة شعبية، وجمع مليون توقيع، حتى أن النظام سخر من عملية التوقيعات، حتى بانت حصة رؤيتي، وأسقط فيسبوك وتويتر النظام.
ورفض الدكتور البرادعي ما يقال أنه يفضل العمل بشكل منفرد، موضحاً أنه كان يعمل مع 90 شخصاً من دولاً مختلفة كفريق جماعي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنه يعمل مع مئات الألاف من الشباب غير المسيس.
وأكد أن الديمقراطية هي الحل لكل المشاكل، من تعليم وصحة ومسكن وغذاء وحد أدنى للأجور وغيرها من الأمور الحياتية، وأن أول قرار سيتخذه، حال بقى رئيساً هو الاجتماع باهل العلم والخبرة المصريين بالداخل والخارج لوضع برنامج متكامل للنهوض بمصر.
وتحدث الدكتور محمد البرادعي عن مسألة غزو العراق، ورفض الاتهامات التي طالته بأنه سها غزو الولايات لمتحدة للعراق في 2003، وأشار إلى أنه كان السبب الرئيسي في عدم إضفاء الشرعية على الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق، وعدم موافقة الأمم المتحدة على هذه الحرب، حتى أن جائزة نوبل التي حاز عليها مكتوب فيها ''مدافع لا يهاب''.
وأشار إلى ان العالم كله أشاذ بمصداقية وحرفية ومهنية الوكالة، وكانت الولايات المتحدة هي المعارض الوحيد على ترشحي لفترة رئاسة ثالثة، وأنه اختلف بشدة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وكما أنه وقف في وجه الولايات المتحدة بشأن الملف النووي لإيران ولسوريا، مشيراً إلى انه كان هناك عملية خداع كبرى شاركت فيها وسائل الإعلام الغربية، للترويج لفكرة ايدلوجية لتغيير النظام العربي، وأنه لابد أن يتم ضرب دولة عربية حتى يفهم العرب أن الولايات المتحدة لن تسكت على هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي قام بها شباب عرب.
وقال إن خلافاً نشأ داخل إدارة الرئيس جورج بوش الابن بشان الحرب على العراق، التي دخلتها الولايات المتحدة ولا تعرف حتى الآن كيف تخرج منها.
وأكد البرادعي أنه سيرجع العلاقات مع إيران فوراً إذا تولى الرئاسة، وأنه سيعمل على أن تحوز مصر على التقنية النووية للأهداف السلمية، وأنه سيعمل على الضغط على إسرائيل لتغيير سياساتها حتى تقام دولة فلسطينية لها معنى على أرض لها معنى.
كما أشار إلى أنه سيدرس ما حققته اتفاقية كامب ديفيد للسلام، وماهية عوامل الضغط لتغيير السياسة الأمريكية ولإسرائيلية حتى تتحول الولايات المتحدة من دور المرقب إلى دور الحكم.
واشر غلى ان السياسة الخارجية لمصر لابد من إعادة النظر فيها من منطلق عربي إسلامي شرق أوسطي بعيداً عن الشعارات والعواطف، على أن تكوم مصر رأس الحربة في العالم العربي والقاطرة التي تدفع الإقليم.
ووجه الدكتور محمد البرادعي رسالة إلى الشعب المصري قال فيها ''أنا مصري نشأت على أرض مصر وعملت في وزارة الخارجية وانتقلت إلى العمل في منظمات دولية وأريد أن انقل الخبرة التي اكتسبتاها إلى بلدي، وأن أرها تلحق بركب الحضارة، وأن تتحقق فيها الكرامة والإنسانية.. ولابد أن نعمل جميعاً لتغيير مصر واستئصال هذا النظام الإجرامي''.
No comments:
Post a Comment