محمد سيف الدولة
على امتداد عقود طويلة كانت كل الظروف المؤدية الى قيام ثورة شعبية فى مصر قائمة فيما عدا شرط واحد ، و هو الأهم على الإطلاق ، وهو نزول الجماهير الى الشارع وكسر حاجز الخوف ، والإقدام على تحدى النظام ومواجهته .
فالتبعية الحالية للأمريكان وسرقة نصر أكتوبر ، والصلح مع العدو الصهيونى ، والتحالف معهم من أجل إخضاع المنطقة وتفتيتها هى أسباب كافية للثورة .
و القهر الاقتصادى والاجتماعى والاستغلال الطبقى الحاد و استئثار قلة قليلة بمعظم ثروات البلد ومقدراتها ، وسرقة عرق الناس وحقوقهم ، كانت أيضا أسباب كفيلة وحدها بتفجير الثورة .
و الاستبداد السياسى العنيف ، والانفراد المطلق بتقرير مصير الناس والوطن ، وحرمانهم من أى مشاركة ولو صغيرة فى تقرير مصائرهم . وملاحقة واعتقال وسجن كل من يرغب فى المشاركة أو يسعى اليها . و تشكيل وصياغة حياتنا جميعا على مقاس مصالحهم ومصالح أسيادهم الأمريكان ، هى أيضا سببا كفيلا وحده بتفجير الثورة .
ولكن رغم كل ذلك ، كانت هناك عقبة كؤود تحول دون قيام هذه الثورة الحتمية ، هى خوف الناس من بطش الحكومة ، وتجنب الدخول معها فى أى مواجهات ، مع اليأس من أى اصلاح أو تغيير ، والاستسلام للأمر الواقع .
وهو ما خلق هوة شاسعة بين مواقف المعارضة الوطنية الشريفة وبين مواقف الجماهير فانهزم الجميع.
الى أن جاء يوم الغضب فى 25 يناير 2011 وبقدرة قادر ، وببركة تونس ، وبـغضب الحليم ، فوجىء الجميع أن الناس نزلت الشارع .
آلاف مؤلفة منهم نزلت وتظاهرت وهتفت وتحدت واصطدمت .
فى معظم نواحى مصر المحروسة .
لقد سقط الخوف أخيرا ، وانتقل الى النظام وأمنه .
فانحلت العقدة ، وزالت العقبة ، وعاد الأمل .
وهو أمل حقيقى هذه المرة ، امل فى قبضة اليد ، وليس سمكا فى ماء .
فمبروك لمصر ومبروك للناس ومبروك للمعارضة الشريفة ، ومبروك للوطن العربى كله ، وهانت باذن الله .
قارئى الكريم : ضم معاهم ، المسألة جد المرة دى
القاهرة فى 26 يناير 2011
No comments:
Post a Comment