Thursday, January 17, 2013

أمريكا تدعم نواة حركة انفصالية مسلحة في النوبة

http://www.elshaab.org/thread.php?ID=46679


حركة «كتالة» النوبية تعنى «المحارب».. وأعلنت عن نفسها فى مليونية الإنذار الأخير
مشعلو الفتنة يبحثون عن مكاسب سياسية ضيقة.. وشماعة «أخطاء الإخوان» لا تستوجب الرد بتقسيم الوطن
لأن معظم النار من مستصغر الشرر يجب التنبيه بقوة على ما أعلنته حركة نوبية تسمى «كتالة» عن أنها حركة مسلحة، تشكلت لتثأر لكرامة النوبيين، مما وصفوه أو تذرعوا به من إهانة الإخوان لهم، لأن شماعة «أخطاء الإخوان» لا تستوجب الرد بتقسيم الوطن.
فاسم الحركة «كتالة» يعنى باللهجة النوبية «المحارب» أو «المعركة».. وعبر تصريحاتهم على المواقع الإلكترونية وما نقله لنا بعض الزملاء الإعلاميين فى أسوان أعلنت الحركة أنها تضم نحو ستة آلاف فرد، وأن الحركة مفتوحة لانضمام كل فرد نوبى، وأنهم فى حالة حشد.
أما أخطر ما أعلنوا عنه وبرروا له فحملهم السلاح على أنه «ظاهرة طبيعية فى كل مصر بعد ثورة يناير»، وأنه «وفقا للقانون الدولى يسمح بحمل السلاح فى حالة انحلال الدولة، ويجوز للشعوب الحرة حق تقرير مصيرها»، فهى حجة لتبرير تمردهم وخروجهم على الدولة المصرية.
أسباب ثأر هذه المجموعة التى لا تعبر عن كل النوبيين -وفقا لبيانات الحركة- هى الرد على ما وصفوه بالسياسات الخاطئة للإخوان وتصريحات قياداتهم؛ ومن أبرز هذه التصريحات وصف د. عصام العريان إياهم بأنهم غزاة قادمون من الحبشة. ووصف حسين عبد القادر، مسئول التنظيم بحزب الحرية والعدالة، إياهم فى إحدى الفضائيات بأنهم «بربر». وأن الرئيس مرسى عندما اعتذر لهم وصفهم بـ«الجالية النوبية»، مما يعنى أنهم من الوافدين وليسوا من أبناء الوطن.
أما عن سياسات الإخوان الخاطئة -من وجهة نظرهم- فأهمها تهميشهم من المشاركة فى إعداد الدستور، خاصة مع عدم استبدال الناشطة السياسية النوبية منال الطيبى عند استبعادها من اللجنة التأسيسية للدستور، والمعروف أن أمريكا تتبنى الحركات الانفصالية من أجل استخدامها كورقة ضغط على الحكومة المصرية.
وهكذا تساوت لدى الحركة أخطاء فى تصريحات الإخوان وبعض تصرفاتهم -بفرض صدق تصورهم- بأمن ووحدة مصر كلها، وأن أخطاء الإخوان توجب الانفصال والتسلح والاستعداد لخوض معركة!!
وقد اعتذر د. العريان إلى رئيس النادى النوبى، ولكن يبدو أن من يشعلون النار يأخذون هذه التصريحات كحجة للانفصال وإشعال الحريق، ولكن حتى بفرض وقوع مثل هذه الأخطاء فهى ليست مبررا للانفصال، وقد صوت غالبية أبناء محافظة أسوان -ومنها أصوات النوبيين- للرئيس محمد مرسى، ما يؤكد أن هذه الحركة معزولة ولا تعبر عن أهل النوبة.
مشعلو النار وإسرائيل
يروج البعض بأن النوبيين تعرضوا لظلم بسبب عمليات التهجير. والواقع أن التهجير لم يبدأ مع السد العالى كما يشيع البعض؛ فعند بناء خزان أسوان بدأت عمليات التهجير، فالمشروعات القومية لا بد أن تكون لها آثار جانبية على الأهالى، ولكن الفائدة للمجموع أكبر من الآثار الجانبية، مثل السد العالى أو الطريق الدائرى. ويلاحظ أن عيون الصهاينة على مناطق «كوم امبو» وما يحيطها، وهى ضمن قضايا الابتزاز التى أقامها بعض اليهود بدعوى وجود أملاك لهم يستحقون عنها تعويضات؛ فقد تأسست شركة «وادى كوم امبو» عام 1904 ضمن الشركات المساهمة لعائلات يهودية بامتياز 99 سنة، واشتركت عائلات «ساويرس» و«كاسل» و«قطاوى» فى شراء الأراضى وإعادة بيعها لكبار الملاك والشركات العقارية، وتم إنشاء شركة عموم مصانع السكر والتكرير، ومن هنا يتضح اهتمام اليهود بهذه المنطقة كمنطقة زراعية خصبة وتصلح لمنتجات صناعية، وكانوا يؤدون هذا الدور لمصلحة المحتل البريطانى والمشروع الصهيونى؛ فقد أنشأ «قطاوى» مع حاخام يهودى جمعية «الشباب المصرى اليهودى» وجريدة «الشمس» اللتين لم تخفيا انتماءهما للصهيونية، بل وجمع أموالٍ لشراء أراضٍ فى فلسطين لإقامة دولة إسرائيل!
وقد قامت ثورة يوليو بتأميم تفتيش كوم امبو وشركة السكر ودفعت تعويضات عن طريق الأمم المتحدة وبريطانيا، ثم أعادت توزيع الأراضى على الأهالى وفقا لقانون الإصلاح الزراعى، وبذلك توقفت كوم امبو والمناطق المحيطة بها والبالغة نحو 300 ألف فدان عن أن تكون مستعمرة يهودية.
وتجدر الإشارة إلى وجود شكاوى محفوظة بدار الكتب المصرية عن قيام اليهود بطرد مزارعى كوم امبو من مساحة 800 فدان، وإن كان هذا الاحتجاج جاء ضد اليهود بصفتهم رأسمالية مستغلة أرادت توسعة المساحات الحاصلة عليها بطرد البسطاء.
وإذا كان هذا عن الجانب اليهودى وأطماعه فى هذه المناطق الخصبة، فإنه من المؤسف أن تعلن الحركة المسلحة النوبية عن نفسها فيما سمى بيوم مليونية الإنذار الأخير، وهو ما يعنى إشعال بعضهم الفتنة وتأجيجها من أجل مكاسب سياسية حتى وإن صبت لصالح المتربص الصهيونى، وهو ذاته المتربص الذى استفاد من تقسيم السودان وأمدّ الجنوب بالأسلحة ليتحكم فى طريق مياه النيل، شريان الحياة فى مصر.. فهل من إفاقة؟.

No comments:

Post a Comment