لا يا دكتور برادعي – م/ محمود فوزي
نشرت صحيفة الشروق الجديد المصريه حوارا مطولا مع الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور على حلقتين منذ عدة أيام
وكان الحوار يتسم بالمغالطات الكثيره والتناقض مع الذات بل ووصل الى التكبر واعتبار نفسه فوق القانون
نحاول توضيح بعض الحقائق التى ربما غائبه عنه
الدستور
يستمر في الحديث عن معارضته للدستور المصري الذي تم اقراره بحوالى الثلثين
اذا كان مجرد الاعتراض فهذا لا توجد به مشكله ولكن المشكله في المناداه باسقاطه رغم انه تم اقراره بموافقة الاغلبيه منذ ايام فقط
كيف يقول ذلك بينما هو يدعى الديموقراطيه واحترام رأى الاغلبيه؟
أما مضمون اعتراضه عليه فكلامه مطاطى وهلامي ولا يحتوى على اى شيء ملموس فمجرد اتهامات مرسله
وهو يذكرنا بحواره مع محمود سعد عندما تحدث عن اعتراضاته فذكر لنا انه يعترض على وجود ماده لزواج البنت عند سن التاسعه بينما لا توجد ماده فى الدستور بهذا الشكل اطلاقا
وهو مايوضح انه لم يقرأه وهو ما قاله ضمنا فى نفس الحوار التلفزيوني عندما قال انه لا لم يشاهد جلسات الجمعيه التأسيسيه وأن معلوماته ياخذها من الاخرين.
ثم استرسل بانه يعترض على عدم السماح الدوله لبناء معابد سوى للاديان السماويه الثلاث ونادى بانه يجب ان تكون هناك امكانيه لبناء معبد لبوذا
يقول هذا رغم انه لا يوجد في مصر بوذي واحد .
مما يؤكد ان معارضته ليست لاسباب موضوعيه.
وحتى اذا تحدثنا بشكل عام عن ما يقول انها مواد خلافيه (لم يذكرها تحديدا) فانه لا يمكن ان يتفق الجميع على كل المواد فبالتأكيد سيستمر الاختلاف على المواد
فحتى الحزب الواحد الذي يتفق اعضاؤه على نفس الخط الفكرى ونفس الافكار تقريبا لا تجدهم يتفقون تماما على كل الامور ولكن تؤخذ قراراتهم وحتى وضع لوائحهم الداخليه بالاغلبيه
وبعد ان يقر الاغلبيه اللوائح فان الجميع يعمل بها
الشريعة
يتحدث فى الحوار الصحفي بأنه اقرار الشريعة كان فى الدستور واعترضه على الدستور لانه يريد المادة الثانيه من الدستور كما هى رغم انه بالفعل تم الحفاظ على المادة الثانيه دون تغيير
وكان قد ظهر فى اعلان تلفزيوني بانه يرفض الدستور لعدم تطبيق الشريعة بينما كان فى نفس الحوار التلفزيوني كان قد ذكر بان الشريعه وتطبيقها ليست من أولوياتنا حاليا في حين انه ذكر في حوار تلفزيوني اجنبي انه يريد مصر علمانيه.
ويبدو انه يتعامل مثل مبارك حين كان يقول شيئا فى الاعلام الغربي بينما يقول شيئا اخر فى الاعلام المصري.
الأخوان
قال انه لا يعرف الاخوان قبل الثوره وهو كلام يدل على انه لم يكن موجودا على الساحه السياسيه الحقيقيه فى المعارضه أيام مبارك وانما هبط علينا من الخارج
فطوال الثلاثين عاما كان الاخوان هم اساس المعارضه فى مصر واحيانا كثيره كانوا هم الوحيدون تقريبا الذين يجاهرون بمعارضتهم للنظام.
والكل يعرف جيدا كيف كان الاخوان هم مصدر الرعب الرئيسي للحزب الوطني في اى انتخابات مما يضطرهم لتزويرها بكل قوة حتى وصلت الى انتخابات مجلس الشعب 2010 التى كانت شرارة الثوره التى اطاحت بمبارك حيث قامت الثوره بعدها باسابيع قليله.
في حين اننا لم نسمع من البرادعي وقتها اعتراضا على تزوير الانتخابات.
الأغلبيه
تتحدث باستخفاف عن الشعب في حديثه مع قناه بي بي اس حيث قال ان الاميين والاسلاميين هم الذين صوتوا بالموافقه على لادستور
ولكنه عندما اراد التملص من الاتهام فانه زاد الطين بله عندما استخف بالاميين ووصفهم ضمنيا بانهم مغفلون
الاحتياطي النقدي
يقول ان الاحتياطي النقدي كان حوالى 36 مليار والان حوالى 15 مليار دولار
ولكنه لم يذكر ان تواريخ هذه الارقام
فالاحتياطي كان 36 مليار قبل الثوره وتناقص الى حوالى 15 مليار قبل تسلم مرسي السلطه
وهى الان حوالى 15 ونصف مليار دولار
اى ان التناقص فى الاحتياطي النقدر كان فى فتره المجلس العسكري الذى طالب هو ببقائه سنوات وتوقف التناقص بل زاد قليلا خلال 6 اشهر فقط فى عهد مرسي
فاما انه لا يعرف تواريخ هذه الارقام وهو مايدل على نقص فى مصداقيته حيث انه يقول معلومات لا يعرف حقيقتها او انه يعرف جيدا مايقول وبالتالى فهو يستخدم اسلوب النصب والتدليس
العزل السياسي
يتحدث عن العزل السياسي بانه ضروره بعد كل الثورات ولكنه يتراجع فيحاول تبرير التعازن معهم
بالاضافه الى اننا اذا نظرنا الى الواقع فقد رايناه يتحد مع الفلول بشكل واضح وصريح وعلى سبيل المثال عمرو موسي وقد هتفوا بصوت واحد (ايد واحده)
وللعلم فهو ليس اول شخص من العلمانيين يستخدم نفس الاستقواء فقد سبقه عمروحمزاوي
تم حرق 29 مقر للاخوان بما فيهم المقر الرئيسي وتم قتل اسلام مسعود فى البحيره واصابه العديد وكل ذلك من متظاهرين تابعين لما يسمى بجبهه الانقاذ بما فيهم حزب الدستور والتيار الشعبي
ولم نسمع له اى اعتراض على ماحدث رغم ان مسلسل الحرائق امتد لحوالى اسبوعين وهو مايعني موافقته الكامله وبمشاركته بشكل او باخر (حتى ولو بالتمرير) على ماحدث من جرائم وهى نتيجه طبيعيه لتعاونه مع الفلول
التوافق والرئيس والانتخابات
يقول ان من انتخب الرئيس حوالى 15 مليون والشعب به 90 مليون
هذا تدليس غريب فالدكتور مرسي انتخب الاغلبيه وهو ما يتم فى كل الدول الديموقراطيه ولا يتحدث احدا بهذا الاسلوب الملتوى المحتوي على الكثير من الاستخفاف بعقولنا.
كما انه يقول يجب ان يخرج الدكتور مرسي من عباءه الاخوان وقد استقال الدكتور مرسي بالفعل من الاخوان بل ومن رئاسه حزب الحريه والعداله وهو امر غير موجود اطلاقا فى اى ديكوقراطيه فى العالم بل ان هناك يكون الرئيس من حزب الاغلبيه وينفذ خطه الحزب كما يعين الوزراء والمسئولين كما يشاء متوافقين مع خطه حزبه.
انهم يخترعون ديموقراطيه جديده على حسب هواهم
بينما عندما يتحدثون عن انفسهم فانه يقول انه سيدخل الانتخابات على كل مقاعد مجلس النواب وعندما يجيء سينفذ خطته حرفيا
وقال انه سيكون هدفه الدستور ثم الفقراء
ثم حاول تجميل كلامه فقال انه سيتعاون مع الجميع
اى انه سينفذ خطته بالتعاون مع الاخرين بغض النظر عن رأى الاخرين !
البرادعي فوق القانون
تم تقديم بلاغ ضده من البعض وللعلم فان مقدم البلاغ ناصري وليس اخوانى او سلفي
ويتكبر البرادعي عن التحقيق فيرى انه يجب على النائب العام ان يحفظ البلاغ بدون تحقيق
حيث يرى نفسه فوق القانون.
رغم ان هناك بلاغات عديده تم تقديمها ضد كل الناس بما فيهم الرئيس الدكتور محمد مرسي نفسه وهو لا يرى اى مشكله فى كل ذلك ولكن عندما يتم تقديم البلاغ ضده فيغضب ويحزن لان هناك تحقيقا فى البلاغ.
بالطبع كيف يجرؤ احد العامه والأميين (في نظر البرادعي) بتقديم بلاغ في شخص فوق القانون.
الاستقواء بالخارج
يكذب البرادعي عندما يقول انه لا يستقوي بالخارج بينما كانت كلماته واضحه فى تغريداته كما انه لماذا فتح موضوع الهولوكوست في حواره مع صحيفة المانيه حيث قال ان من اسباب رفضة الجمعيه التاسيسيه لان بها البعض يرفض الهولوكوست
فما ارتباط المصريين والجمعيه التاسيسيه بالهولوكوست (بغض النظر عن كونها حدثت ام لم تحدث) فما ذنبنا بالموضوع في الاساس؟
الا يعلم ان الهولوكوست هو احد اصنام الغرب وقد زرعه الصهاينه فى العقليه الغربيه كانها احد المقدسات لامساس بها
وبالتالى فان هذا احد اساليب استعداء الغرب بالاضافه الى كلماته الواضحه فى التغريدات
بالاضافه الى استعداء الشرق (الصين واليابان) حينما اخترع موضوعا غريبا عن المطالبه ببناء معابد لبوذا فى مصر رغم ان المصريين كلهم كما قلت لايوجد بينهم بوذي واحد بفضل الله.
شتم الشعب
وجدناه في 27 اكتوبر 2012 يكتب فى حسابه على تويتر
(التحرش الجنسي ظاهرة لا توجد الا في مجتمع همجي مختل القيم)
شتم المجتمع كله ولم يكلمه احد من الاعلام او ابتاعه لانه فى نظرهم منزه عن الخطأ بينما اذا قالها احد الاسلاميين فسينطلق سيل من الشتائم ضده من كل اتجاه
هذا ليس دفاعا عن الظاهره البغيضه ولكنى أرى انها نتيجه محاربة القيم الاسلاميه من خلال سنوات حكم الديكتاتور واضطهاد الدعاه وابعاد مؤسسات المجتمع عن دورها فى التوعيه.
الضحية
تحدث بكلام مبتذل وقام بتمثيل دور الضحيه عن طريق القول بانه يتم مهاجمته عن طريق الاسلاميين بالكفر والاحاد بينما لم نر اى تصريح من الحريه والعداله او النور اى اى حزب اسلامي بذلك
ولكن على العكس من ذلك نجده هو نفسه الذى اتهم الاسلاميين بانهم تجار دين وارجوزات دين.
الجيش والسلطة والفترة الانتقاليه
يتحدث عن سوء الاحوال الاقتصاديه ولكنه يتناسى ان هناك حوالى 16 شهر ونصف كان المجلس العسكري فى السلطه
وطول تلك الفتره هو الذي زاد من سوء احوال البلاد رغم تهدورها ايام مبارك.
بينما هو نفسه طالب ببقاء الجيش عده سنوات فى السلطه
بل وطالب بما فوق ذلك ان تكون هناك مادة دستوريه تمنح الجيش حق التدخل لحمايه الدوله المدنيه (حوار مع الاهرام 17-4-2011)
ثم بعد ذلك زعم البرادعي انه ضد حكم العسكر
ثم عاد مره اخرى وبعد انتخاب أول رئيس مدني يطالب بتدخل الجيش مرة اخرى للانقلاب على السلطه.
فهل هذا مايريده؟ عودة الجيش للسلطه مره اخرى
وكيف تكون معارضا للمجلس العسكري ثم تطالب بتدخل الجيش مرة اخرى؟
الثورة
لتوضيح فقط الأمر الذي قد يختلط على البعض فالثوره فضل من الله أولا وأخيرا ولا يجب أن يتحدث البعض عن احتكارها حيث اننا اذا تحدثنا عن الأسباب فالشعب المصري له دوره الرئيسي في قيام الثوره فملايين البشر عندما خرجت فى الشوارع واكدت رفضها لمبارك وحكمه هم الذين من حقهم الكلام عن الثوره
أما اذا تحدثنا عن الدور التالى فهو يكون بالتأكيد ليس للبرادعي وان كان احقاقا للحق فهو ساهم بقدر ما ولكن يجب ان نعرف جيدا انه لم يكن موجودا طوال العقود الاخيره فى مصر
وعندما كان يتم تجريم العمل العام كان هناك من يزرع الايجابيه فى نفوس الناس ويساعدهم ويحثهم على العمل من اجل بلادنا
انهم ابناء التيار الاسلامي وفي مقدمتهم الاخوان
واهم من يظن ان زيادة الايجابيه بهذا الشكل تكون في سنه او حتى خمس سنوات ولكنه نتيجة عقود من العمل فى الشارع وقد دفعوا الثمن باهظا من اعتقالات وتعذيب ومطاردات واضطهادا فى العمل وغيرها من صنوف الايذاء.
وكل ذلك ليس منّة ولكنه حق وواجب عليهم تجاه وطنهم
وملايين الشعب المصري هم الذين يجب ان نحترم رأيهم بدلا من المناداه دوما بتاجيل او الغاء اى احتكام لرأي الشعب واحيانا مطالبه البعض بوضع مواد فوق الدستور دون اخذ راى الشعب
ويقوم البعض بالمطالبه بعدم عودة مجلس انتخبه الشعب
او اسقاط دستور وافق عليه مايقرب من ثلثي الشعب
أو اتهام الشعب بالجهل
وكل ذلك يفعله وفعله البرادعي.
كلمه اخيره للدكتور البرادعي
اذا اردت ان يكون لك دورا سياسيا فاحترم الشعب المصري واحترم خياراته وعقله
جزاكم الله خيرا على نشر مقالى المتواضع
ReplyDeleteربنا يكرمكم ويوفقكم دوما للخير