انتقدت صحيفة "ناشيونال بوست" الكندية موقف المعارضة المصرية من نتيجة الاستفتاء على الدستور، واصفة تصريحاتها حول وجود عمليات تزوير واسعة بأنها نوع من "العبث غير الديمقراطى".
وقالت الصحيفة إن عملية التصويت قد يكون شابها بعض التجاوزات، ولكن أياً كان حجم هذه التجاوزات فإنها لم تكن لتغير شيئاً من النتيجة النهائية.
وأشارت إلى أن هناك توافقاً واسعاً فى مصر بين المؤيدين والمعارضين للنتيجة على أن الإسلاميين يمثلون أغلبية واضحة فى الشعب المصري، وأن خير دليل على ذلك هو أن كل الانتخابات والاستفتاءات التى شهدتها مصر خلال العامين الماضيين منذ الإطاحة بحكم مبارك أسفرت عن فوز ساحق للإسلاميين بنسب تتراوح بين 65% و 70%.
وأعرب مراسل الصحيفة، ماثيو فيشر، عن استغرابه الشديد من دعوة العلمانيين صراحة للجيش بالتدخل فى كل مرة تشهد فيها التظاهرات قدراً من العنف، وقال إن المعارضة على ما يبدو نسيت أن الهدف الرئيسى من الثورة المصرية كان الإطاحة بالعسكر خارج السلطة.
وأكدت الصحيفة أن المشهد السياسى تغير بشكل جذرى فى مصر خلال العامين الماضيين وأن الإسلاميين الذين تمكنوا أخيراً من الصعود للسلطة بعد 80 عاماً لن يقبلوا بهدوء الانقلاب العسكري، محذرة من أن أى سوء تقدير للموقف من قبل أى حزب قد يؤدى إلى مأساة شبيهة بالجنون الذى يحدث فى سوريا الآن أو العنف الذى شهدته العراق بعد سقوط صدام أو الحرب الأهلية التى عاشتها لبنان لنحو 15 عاماً.
ولفتت إلى أن المنافس الحقيقى للإخوان المسلمين ليسوا العلمانيين وإنما التيار السلفى الذى فاز بنسبة 28% فى الانتخابات البرلمانية السابقة، وأن خوف الإخوان من أن يتمكن السلفيون من تجاوزهم فى الانتخابات المقبلة قد يضع نهاية للتحالف بين الفصيلين، والذى ساعد الإسلاميين على الحفاظ على أغلبيتهم.
ودعت الصحيفة العلمانيين إلى التحالف مع الإخوان المسلمين فى الانتخابات القادمة فى حال تحطم التحالف بينهم وبين السلفيين، ولكنها أضافت أنه فى الوقت الحالى لا توجد أى مؤشرات على استعداد أي من العلمانيين أو الإخوان لتقديم التنازلات اللازمة لإنشاء مثل هذا التحالف، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن مثل هذا التحالف قد يحظى بمباركة الجيش الذى يبدو حتى الآن غير راغباً فى القيام بانقلاب والذى يفضل أى فصيل غير السلفيين.
واختتمت الصحيفة تقريرها مؤكدة أنه بغض النظر عن حجم التظاهرات الصاخبة التى ستستمر المعارضة فى تنظيمها بالقاهرة، وحجم التعاطف الذى ستحصل عليه من الغرب، فإن العلمانيين سيحكم عليهم قريباً بالعيش على هامش الحياة السياسية فى مصر إذا لم يتمكنوا من التحول فجأة إلى براجماتيين مبدعين.
No comments:
Post a Comment