Tuesday, September 4, 2018

طريق الاستقلال بقلم: محمد شريف كامل*


طريق الاستقلال
بقلم: محمد شريف كامل*
4 سبتمبر 2018


أن سياسة فرق تسد "Divide and Conquer" أو"Divide and Rule ليست وليدة اليوم أو وليدة الاستعمار الانجليزي لأراضينا، هي سياسة متبعة منذ العصورالقديمة وقد اتبعها الاغريق والرومان ثم نابليون وما بعده من دورة الاستعمارالاوروبي ومن بعدهم السيادة الامريكية.

وسقط الكثير من اصحاب الروح الوطنية وبعض القوي السياسية في ذلك الفخ وحققوا لقوى الاستعمار ما كانت تصبوا اليه، ناهيك عن دور قوى الرجعية وأصحاب النفوس الضعيفة ممن يسهل شرائهم، فلم تسلم حركاتنا وثوراتنا عبر التاريخ من ذلك، وقد كانت فترة الخمسينات من القرن الماضي هي الفترة الذهبية لعصر الثورات، والتي دفعت القوى الرجعية للاجماع على ضرورة إيقاف رياح التغيير قبل ان تمتد وعلى ضرورة إسقاط ما قوي وتمكن منها.

فلقد إندلعت عدة ثورات كبرى في نهاية الأربعينات ومطلع الخمسينات، ما بين العراق وسوريا والجزائر، وكانت أكبر الثورات ثورتي مصر وايران، وأن كانت ثورة ايران اندلعت بإنتخاب مصدق رئيسا للوزراء وعندما نسمي انتخابه ثورة فنحن لا نبالغ فقد بدأ بإحداث التغيير الثوري المنشود، من حيث اصلاح النظام الزراعي وإحداث التغيرات الاجتماعية المنشودة وحتى تأميم البترول فأنطلقت قوى الرجعية في المنطقة والدولة العميقة في الداخل تحت توجيه وتخطيط المخابرات الامريكية والبريطانية، ولم تكن تستطيع ان تحقق الانتصار لولا انها استمالت المرجعيات الدينيه الايرانية بحجة مكافحة الشيوعية، فأحدثت بذلك الفرقة بين القوى الوطنية وتمكنت من إسقاط ثورة التغيير التي كادت ان تغير الميزان في المنطقة.

واختلفنا أو أتفقنا على حركة 52 في مصر والتي تحولت إلى ثورة في ذات الإتجاه، وأمتدت يدها لثورات المنطقة وبدأت بتأميم قناة السويس، ولأن الثورة كانت متحكمة في الجيش ففشلت فكرة الانقلاب وكانت الحرب الخارجية في عدوان 56، وما تلاها من احداث حتى عام 70، وذات النهج المتبع مع ايران، استخدم بعض ضعاف النفوس وذات الألاعيب والايقاع بين التيارات الدينية والتوجه التحرري الذي ولا شك كان لا بد ان يتجه شرقا وفقا لموازيين القوى في ذلك الوقت، قارن تحركات تركيا اليوم، فعدنا لذات المنهج "فرق تسد".

لقد حوربت الثورتان بذات المنهج، وبقائهم وانتصارهم كان يمثل هزيمة لعدة جهات على رأسهم الحركة الصهيونية والسيطرة الاستعمارية والشركات الاحتكارية والرجعية العربية وعلى رأسها أل سعود وحلفائهم في المنطقة، ومن المعروف دور السعودية في تعويض النقص في البترول حين تم فرض حصار البترول على ايران لاسقاط مصدق وتمويلها لمحاولات اسقاط النظام في مصر والتشجيع على عدوان 67، وتوافق ذلك مع اعداء الخارج، وهو ذات الدور الذي تلعبه هي والامارات اليوم، ويكفي هنا ان نستشهد بأعدائهم:

وكما قال بن جوريون حثا للعدوان الثلاثي "على أصدقائنا المخلصين في باريس أن يقدّروا أن «عبد الناصر» الذي يهددنا في النقب، وفي عمق إسرائيل، هو نفسه العدو الذي يواجههم في الجزائر"

وكما قال  الكاتب الصحفي ستيفن كينزر "أنه في بداية أوائل الخمسينات وبتوجيه من وودهاوس مدير المخابرات البريطانية في محطة طهران مولت شبكة العمليات السرية البريطانية حوالي عشرة الاف جنيه شهريا للإخوة راشديان (اثنان من أشد الملكيين الإيرانين نفوذا) على أمل شرائهما" 

لقد امتدت تفرقة الأمس التي فتت القوى الوطنية من مسلمين ومسيحيين ويسار واسلاميين الى يومنا هذا فتكررت احداث القرن الماضي فما وقع مع مصدق وناصر حيث نجحت قوى الرجعية والهيمنه الغربيه في افتعال الخلاف بين المشروع القومي والإسلامي، وتعود ذات القوى اليوم في حربهما ضد نتاج الربيع العربي والثورات العربية ومحاولات ضرب التجربة التركية، واكبر مثالان على ذلك ما جرى ويجري مع مرسي واردوغان ، وأمتدت الساحة لتسعى للاطاحة بأيران وما أسهل من إشعال الفتنة بين الشيعة والسنة، كما هي بين المسحيين والمسلمين، ولازال أل سعود ويعاونهم اليوم الامارات، يقومون بذات الدور من تدمير القوى العربية وإضاعة مواردها والتفريط في حقوقها لتمكين اعداء الامة. 

لقد استمر مخطط فرق تسد حتى يومنا هذا ومازلنا نضيع الفرصة تلو الأخرى ليستمر الصراع بين القوى الوطنية، صراع منطقي لو دار في حلبة انتخابات نزيهة، ولكنه غير منطقي بل ومرفوض أن يدور على أرض يديرها من لا انتماء وطني لهم بل إنتماءهم لأعداء الوطن وليس للوطن.



وبعد اسقاط التجرية الديمقراطية الوليدة في مصر بالانقلاب على د مرسي، ولأننا لا نتعلم من دروس الماضي ولا نقرأ من التاريخ إلا السطور التي تروق لنا، عادت قوى الرجعية والصهيونية والامبريالية العالمية لممارسة ذات الدور، وبذات اللاسلوب، اليوم مع ايران وتركيا، حقا هي لم تتوقف معهم ولا لحظة ولكنها تشتد الأن لإقتراب المرحلة الأخيرة من تصفية الشرق الاوسط لصالح الصهيونية.   

لقد كانت مصر وايران رأس الحربة في المعركة مع السيطرة الغربية والرجعية العربية، فتركناهم بل وحاربناهم فأسقطنا مشروعات التقارب العربي الافريقي الاسلامي ليستبدل بالتقارب الصهيوني الافريقي العربي، ووقعنا في فخ التهليل لسقوط الاتحاد السوفيتي والذي مثل التوازن بين القوتين الامبريالتين، فوقعنا في فخ كبير نصبته المافيا الدوليه لفرض سيطرتها وذراعيها العربيان ال سعود وال زايد.
  
وإن كانت الخمسينات وضعت مصر وايران كرأس الحربة  فإن ايران وتركيا اليوم هم أمل المنطقة بكل اطيافها وفئاتها وايدولجياتها، فهل تقف كل القوى الثورية والوطنية معهم رغم الاختلافات والخلافات أم نظل متخندقين ومدججين بأيدولوجيات وطائفية، ونضيع فرصة هي الأخيرة في هذا العصر.


محمد شريف كامل


* محمد شريف كامل مهندس ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب مستقل، هو أحد المؤسسين والأمين العام والمتحدث الرسمي السابق للمجلس الثوري المصري، و أحد مؤسسي الائتلاف الكندي المصري من أجل الديمقراطية، وحركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة، هو احد القيادات الطلابية المصرية  في السبعينات، عضو نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب مونتريال لمدة 4 سنوات. أسس في السابق الجمعية الوطنية للتغيير في مصر (كندا)، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، وأحد مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك - كندا المناهضة للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد من المقالات حول العديد من القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية، والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس مدونة "من أجل مصر حرة".
محمد شريف كامل يمكن للتواصل معه عبر:







مقالات وحوارات وخواطر أخرى للكاتب:


2 سبتمبر 2018
حوار حول صمود شعب قطر والوضع العربي
جريدة الشرق القطرية
أجرى حوار — أحمد البيومي


27 أغسطس 2018
ممنوع... ممنوع


 20 أغسطس 2018
صمود شعب قطر


الأحد، 19 أغسطس 2018 04:59 ص
استقالة الأمين العام للمجلس الثوري المصري.. هذه أسبابها
عربي21- حديث اجراه الصحفي طه العيسوي



15 اغسطس 2018
كاوبوي القرن الحادي والعشرين




31 يوليو 2018
الثورة المضادة (هل أنتصرت الثورة المضاده على الربيع العربي؟)


24 يوليو 2018
كن رجلا!


19 يوليو 2018
صفقة القرن!


Tues., July 3, 201
Canada should support the return of democracy in Egypt



15 يونيو 2018
مصر في كأس العالم





10 يونيو 2018
جلسات غسيل المخ


3 ابريل 2018
الثورة أوالإنتحار


12 مارس 2018
رسالة الى الرئيس





March 3, 2018
When it comes to Egypt, the hypocrisy of the Canadian government

22 فبراير 2018
ابو الفتوح على قائمة الاٍرهاب



25 يناير 2018
اللاهثون وراء السراب 


8 يناير 2018
عبادة العجل

25 نوفمبر 2017
قراءة من الواقع

20 نوفمبر 2017
بلا تردد


16 أغسطس 2017
السقوط في مصيدة الانتخابات

8 أغسطس 2017
ليبرالي أنا!

14 يونيو 2017
النكسة الكبرى

22 مايو 2017
2018 مصيدة

8 ابريل 2017
قراءة في الملف السوري



22 مارس 2017
الأمة
(الأمة ومفهوم الوطن)

5 مارس 2017
الوطن
(الحرية والوطن..أيهما أولى؟)

27 فبراير 2017
سيناء
February 9, 2017
Waiting for the concentration camps

February 2, 2017
A formal request to the Attorney General
January 27, 2017
When two plus two equal five!
27 يناير 2017
اثنان زائد اثنان لن يساوي خمسة
17 يناير 2017
سنوات الربيع  العربي


28 نوفمبر 2016
الطريق الثالث ام الطابور الخامس

24 يوليو 2016
البحث عن "شريفة وسما"

16 يوليو 2016
الدروس المستفادة من محاولة الانقلاب التركية الفاشلة

11 يوليو 2016
عجل بني اسرائيل

24 يونيو 2016
الأمن القومي

30 مايو 2016
الفتنة
18 مايو 2016
السيسي رئيس لكيان اخر

10 مايو 2016
1000 يوم على ميلاد مصر

8 مايو 2016
تسفيه الأمور وفقدان الذاكرة

28 ابريل 2016
تيران وصنافير
أقوال منقوصة وتفسيرات مغلوط
23 ابريل 2016
قراءه في حديث الافك
13 ابريل 2016
ما وراء تيران وصنافير

March 25th, 2016
Is Brussels going to be the last?
19 مارس 2016
عزاء واجب لشعب مصر

24  فبراير2016
الثورة عمل مشروع

16  فبراير2016
شرعية من؟ ولمذا؟

6  فبراير2016
المجلس الثوري عقبة على طريق شرعنة الانقلاب

2 فبراير2016
ما بين دعشنة الثورة وإجهاضها

25 يناير 2016
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطه الثورة، ومازلت القصة مستمرة
اعادة نشر مقال نشر في 23 يناير 2011

19 يناير 2016
18و19 يناير ضمير الشعب

25 ديسمبر 2015
ثورة أم حل أزمة وقتية

4 نوفمبر 2015
الديمقراطية حق!

1 نوفمبر 2015
سأصطف معك

30 أكتوبر 2015
موقف المجلس الثوري من الاصطفاف والأفكار المطروحة على الساحة
October 21st, 2015
Canadian lost opportunity

September 6th, 2015
Alyan Kurdi, Whom to Blame?

20 أغسطس 2015
باختصار: وثيقة حماية الثورة المصرية

26 يونيو 2015
أزمة الحكومات ووعي الشعوب

May 26th, 2015
Mr. Harper comes from which plant!

11 مايو 2015
ازمة اليسار التائه

12 أكتوبر 2014
لن تكمم ثورة الطلاب

21 أكتوبر 2014
المتحدث باسم المجلس الثوري لـ"عربي 21": الثورة هي الحل لإسقاط الانقلاب محمد كامل: رفض العسكر بالثورة ورفض الإخوان بالصندوق

12 أكتوبر 2014
لن تكمم ثورة الطلاب

September 2nd, 2014
Who will Indict Sisi?

23 يوليو 2014
وسقطت مصر

July 06, 2014
Alastair Campbell from the Iraqi Lie To the Destruction of Egypt
Introduction by: Mohamed Kamel

June 30, 2014  
My Ramadan Message to all Human Beings
رسالة رمضان لكل الانسانية

June 21, 2014
Whose road is ISIL (ISIS)?

14 يونيو 2014
حلم الجيش العربي
25 مايو 2014
المسرحية الهزلية
20 ابريل 2014
صراع الكلاب (Dogfighting)

29 يناير 2014
السيسي ليس ناصر (مجدته أو رفضته)
10 يناير 2014
وثيقة الانقلاب الغير شرعية: لا نقاطعها وحسب، بل نرفضها كليا

31 ديسمبر 2013
فرعون موسى


A joined op-ed with Dena Kamel to the Globe and Mail
December 30, 2013
What constitution you are speaking about…!


1 ديسمبر 2013
رسالة لمصري مونتريال(2)

29 نوفمبر 2013
رسالة لمصري مونتريال

27 أكتوبر 2013
سؤال وجواب بين ناصر والاخوان

14 سبتمبر 2013
أمن المنطق أن نؤيد الانقلاب...!

26 يوليو 2013
هل شاء يونيو أن يكون شهر الانتكاسات؟

30 يونيو 2013
عفواً مصر...فهذه هي الثورة المضادة

25 يونيو 2013
استحضار عمر سليمان رجل المخابرات الأمريكية الأول في المنطقة

3 يونيو 2013
خواطر في حب مصر!

9 إبريل 2013
بمن تستقوون على من؟

1 إبريل 2013
مرسي والمعارضة

1 فبراير 2013
هم مجموعه من المخربين...!

27 يناير 2013
من هم القتلة؟

26 يناير 2013
ما بين الوطنية والانتهازية

January 25, 2013
Thought and Reflection, 2 years after Egyptian Revolution
When leftists support The Muslim Brotherhood”

14 ديسمبر 2012
مغالطات وأكاذيب تشاع عن الدستور

2 ديسمبر 2012
لنقرأ الدستور ثم نقرر

23 نوفمبر 2012
كلما أصاب غضبوا..... أهم أبناء مبارك؟

23 يوليو 2012
لقد رحل رجل المخابرات الأمريكية الأول في المنطقة

30 يونيو 2012
بداية رؤية الضوء

17 يونيو 2012
مبروك لمصر، ولكن المعركة طويلة

15 يونيو 2012
معا ننتخب منقذ مصر، صديق أمريكا وإسرائيل

14 يونيو 2012
نداء أخير إلى كل شرفاء مصر

4 يونيو 2012
الحكم على مبارك والجولة الثانية للانتخابات

25 مايو 2012
قراءه في نتيجة الانتخاب، من ينتصر؟.. الثورة أم عبيد مبارك؟

23 مايو 2012
اليوم.......... مصر تنتخب

26 ابريل 2012
لماذا سأنتخب أبو الفتوح؟

11 ابريل 2012
من يصلح رئيسا لمصر؟

9 ابريل 2012
رسالة مفتوحه لرئيس مصر: كرامة الإنسان المصري

2 ابريل 2012
رئيسا لمصر

24 يناير 2012
كل عام ومصر بخير

January 20th, 2012
A year of a great revolution

22 نوفمبر 2011
المراهقة السياسية

November 19th, 2011
In the name of the revolution they are killing it

October 22nd, 2011
Revolution to build, not to revenge

23 يوليو 2011
لا تجهضوا الثورة

June 12th, 2011
The Arab Spring- a real people revolution

2 يونيو 2011
الثورة المصرية بن الحلم و الواقع

April 3rd, 2011
Palestine and the Egyptian Revolution

March 4, 2011
الشعب يريد تطهير البلاد... كل البلاد

February 13th, 2011
It is a Revolution that is changing the face of the Middle East

23 يناير 2011
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطة

January 15, 2011
و... لتكن تونس والسودان عظة لمصر

January 8th, 2011
(Witten on December 10, 2010)
Is this Egypt that we knew?

No comments:

Post a Comment