Tuesday, February 2, 2016

ما بين دعشنة الثورة وإجهاضها

ما بين دعشنة الثورة وإجهاضها

بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
2 فبراير2016


إستمرار الحراك الثوري على الارض بعد اكثر من عامين ونصف من الانقلاب الدموي أصبح مصدر إزعاج للقوى المحركة للانقلاب وتوابعهم في الداخل والخارج.

وكلما علت أصوات الشارع خرج علينا البعض بألاعيب واضحه لا تخفى إلا على ساذج او كفيف، فيظهر من يصور قوى الثورة على انها منقسمة، ومنهم من ينسحب من هذا التشكيل او ذاك التجمع الثوري، واخرين يجلجلون بالحديث عن الإصطفاف، وكأن الثورة غير مصطفه لانها لم تصطف معهم.

كلما علت أصوات الثوار وظهر بوضوح إصرارهم وقوتهم على الارض، ظهرت أصواتا نشاذا تردد إسطوانة مشروخة، أن الثورة تحتاج لزعامة، وان النخب يجب ان يفتح لهم الطريق لهذا الدور، ويحدثوننا عن تاريخهم، وكم عام قضى بالسجن وكم من عائلته استشهد وأعتقل، وكيف ان تاريخهم يؤهلهم لذلك الدور.

إننا نجد اليوم العديد ممن قفذوا من السفينه قبل الإنقلاب بأشهر، وخذلوا الرئيس الشرعي ولاموه سرا وعلنا على ثقته في الجيش والتباطؤ في تفكيك الدولة العميقة، واستمر لومهم له حتى وقت قريب، نجدهم اليوم يدعون سرا أو علنا بشكل مباشر تارة وغير مباشر تارة اخرى للتعامل بواقعية والتصالح مع النظام والتسامح، نجدهم يتحدثون بلهجة ناعمة غير مسبوقة عن المنظومة المسئولة عن إغراق مصر من الدولة العميقة وقيادات جيش كامب دافيد. ويتحدثون عن ضرورة التعامل بلين بدعوى ان السياسة مناورة، بل واحيانا يتطاولون ويدعون لوقف الحراك.

هم يدسون السم في العسل، بحديث رطب يقودك لان تقتنع أنهم الثورة، ثم تظهر لك عواقب ذلك اللسان الرطب، عندما لا نسمع كلمة الثورة ويتحدثون عن المعارضة للنظام، اناس ممن شكلوا ما سمي "بجبهة الانقاذ" واناس ساهموا في اختطاف الشرعية، ومنهم من صفق لمجزرتي رابعة والنهضة، ومنهم من ساهم في تزييف الإرادة والتاريخ فكان جزءا من عملية بناء منظومة لتكون بديلا للشرعية من رئيس قاتل وبرلمان معطوب.

ويدعي هؤلاء ان غيرهم لا يملك الحل وهم يملكونه، وعندما تسألهم عن خريطة طريقهم السحرية لا تجد غير جواب واحد، ألا وهو "نصطف وسيأتي الحل"، وكأننا لسنا مصطفون وليس لدينا الحل. واطلق البعض لفظا جديدا وخطيرا متهما الثورة والثوري بما اسموه "دعشنة الثورة" وهم بذلك يسقطون الاقنعة ويظهرون دورهم في ترديد ما يهواه النظام الفاشي من ربط الثورة بالارهاب وكأنهم صدى صوته وببغاءه الذي اطلقه في الخارج والداخل، يساعدونه عن قصد او غير قصدعلى ضرب الثورة في الداخل والخارج، والثورة بريئ من كل تلك الاوهام.

هناك بالفعل من يأسوا من المنظومة ويتحركون بالقرب من خط العنف الثوري، وهم لا نلومهم ولا نؤيدهم، لأنهم ضحية سفاحي اللإنقلاب الفاشي وضحية الصمت ودعوات المصالحة. 

دعونا نقف هنا وقفة واضحة وصريحة، لنقول وبكل وضوح أننا ثورة ولسنا معارضة، اننا لن نتصالح مع القتلة وان ذراعنا ممدوده لكل من يقبل التنوع داخل الصف الثوري، تنوعا للثورة وليس عليها، تنوعا من خلال اشكال المقاومة الشعبية التي اصبحت فرضا على كل مصري، مقاومة شعبية سلمية عرفتها كل الثورات ويمارسها ثوارنا على الارض وفي المنفى، مقاومة شعبية سلمية خاضتها الشعوب في امريكا اللاتينيه ضد جنرالات الدم حتى انتصروا، وخاضها شعب جنوب افريقيا حتى انتصر، وخاضتها الثورة الايرانية حتى انتصرت، ويخوضها شعبنا بلا خجل ولا تردد حتى النصر.

نحن مصطفون وصفوفنا مرصوصة واقيمت الصلاه، فلما يسعى الخوارج لإصطفاف أخر وصلاة اخرى وقبلة معوجه، مدعين أننا نصطف مع الارهاب.

ما بين الإدعاء بدعشنة الثورة والعمل على اجهاضها نقف نحن، نمثل الثورة ونشد على أيدي الثوار، ونمثل الامل الذي يقوي مفهوم المقاومة الشعبية السلمية، ونقطع الطريق على من يسعى لاجهاضها.



محمد شريف كامل

الامين العام للمجلس الثوري المصري

No comments:

Post a Comment