بقلم: د. الأنبا يوحنا قلته
5/25/2011
ازعم ان ثورة25 يناير في حاجة ماسة إلي ثورة من نوع آخر, نعم, زلزلت المجتمع المصري, قلبت صفحات عهد طال حتي ضقنا به ذرعا, القت بذور الحرية والامل, هزت التقاليد البالية والفكر العقيم, ذلك كله قد تحقق, ولكن الحياة, وعيش الملايين لايستقيم امرهما بالافكار والنظريات والاحلام.
ان الامر خطير اذا سارت الامور كما تبدو في بطء ورتابة, وفي كثير من القلق والاضطرابات والفوضي تكاد الرؤية للمستقبل تبدو باهتة او ضائعة, وان لم يزل التفاؤل والامل متوهجا بشباب الوطن فإن كانت الثورة جاءت بالحرية وحطمت حاجز الخوف, ففي الوقت ذاته احاطت نتائجها المجتمع بالقلق وعدم الامان, وان كانت قد هزت الفكر القديم فإنها اطلقت العنان لمن كانوا في كبت وحرمان وطفا علي سطح المجتمع تطرف ينبيء بالكوارث, ولامبالاة قد تدمر كل حلم جميل, ان الثورة في حاجة الي ثورة من نوع اخر.
ثورة توقف نزيف الاقتصاد, واختصار التنمية, هل فلت زمام القانون فأضحي في قدرة الف شخص او ثلاثة آلاف ان يقطعوا السكة الحديدية ويعطلوا حركة الحياة لثمانين مليونا, او ان في قدرة اعداد قليلة تعتصم اياما وأسابيع في مشهد لم تعرفه مصر, ولايحدث في الامم الراقية, فللاضراب قانون وللاعتصام قانون, وللاحتجاجات قانون, وإلاصارت الحياة معاناة وشقاء.
ثورة تطرد الخوف من همجية تنهش امن الوطن بلا رادع او عقاب صارم, كثرت حوادث السرقات والاغتصاب والتعدي علي الآمنين, وأصبح السير في الطرق السريعة محفوفا بالمخاطر والذهاب الي الحدائق والاندية والمصايف, امرا مرعبا. هل تحول المجتمع إلي غابة بلا قانون الا قانون القوة, كيف يمكن ان نبني مستقبلا, ووطنا متحضرا في زحمة من تدهور الاستقرار والامن, ألسنا في حاجة الي ثورة تحقق مباديء ثورة يناير في استعادة كرامة الفرد, وامن المجتمع, وسيادة القانون..
ثورة صريحة واضحة تعلنها في غير تردد او مواربة اننا في حاجة الي دولة مدنية, حرة, ديمقراطية لاسلطة فيها الا للقانون والعدل, لا مكان فيها لدعاة التخلف و التطرف والطائفية ولاحرب بين العقائد والمذاهب, تلك نيران احرقت شعوبا بكاملها, والتاريخ شاهد بفشل صبغة السياسة بالدين, وانتساب الدين للسياسة, والخلط بين القوانين الالهية و القوانين الدنيوية والانسان اعلم بشئون دنياه, من يذكر ان الامة بأسرها في خشية من تنامي التيارات المتشددة التي تريد ان تحكم القرن الحادي والعشرين بعقلية العصور الوسطي, ولم تدرك ان اي شرع الهي انما هو نور لكافة العصور ومنهج للضمير في وجدان الانسان, وكم تغيرت الدنيا وتغير الانسان وتغيرت سبل الحياة, اما الثابت الذي لايهتز ولاينقص فهو ضمير كل انسان يظل ينبض بالرغبة في اكتشاف الحق والخير والجمال بقدر ما ينال من التربية والثقافة والامان, وكل عصر له تفسيره وله علماؤه وله انسانه وله ضميره, فالحقيقة المطلقة ثابتة متوهجة يتأملها كل عصر بمفهومه وظروفه وقدرات انسانه فالدين نور, والنور يتسرب الي القصور والاكواخ والشوارع والازقة والعقول والحضارات.
ثورة تعيد الكرامة الحقيقية للانسان لكل انسان, لاي انسان, والمعني الحقيقي لرسالة الحياة, ان كرامة الانسان هي في ذاته فهو نفخة الهية لا في جنسه او لونه او دينه, يكفي انه الانسان خليفة خالقه, والانسان ليس حزمة من الغرائز, يمده المجتمع بالغذاء والكساء والسكن, وليس آلة في ماكينة صماء, وليس نسخة مكررة من اي انسان آخر, ومنذ بداية الخلق حتي يرث الله الارض ومن عليها, وليس صندوقا من لحم ودم تملؤه بما شئت من ايديولوجيات لتحركه كلعبة, ان الانسان قبل كل شيء لن يكون انسانا الا اذا شعر بكرامة انسانيته, المستمدة من خالقه, ومن تكوينه الجسدي والروحي والعقلي, اننا في اشد الحاجة لتعميق معني كرامة الانسان وقيمته فهو البداية لقيام نهضة وحضارة ورقي دون اكراه او اذلال او استعباد او استيلاء فقد كان للانسان كرامته والله رعاه قبل الاديان وقبل الوحي.
اننا في حاجة الي ثورة في مناهج التعليم كافة, بل وفي ثقافتنا الاجتماعية والوطنية, ثورة تحقق خصوصيتنا من جهة وتضمنا إلي ثقافة انسانية شاملة فأصل البشرية واحد, وغايتهم واحدة, ومصيرهم الي واحد, وكرامتهم واحدة, ثورة تخرجنا من مبدأ درسناه يقول: ان نأخذ من كل علم بطرف, لندخل في مبدأالتخصص وخلق علماء اكفاء, لقد ظلت اوروبا حتي القرن الخامس عشر, غارقة في ثقافة دينية سجنتها وقيدتها وسلطت عليها رجال الدين الذين في نظر الشعوب العلم والحكمة والسلطة وسرقوا بذلك عقول وضمائر هذه الشعوب, التي عاشت في خوف من المجاعات والأمراض, حتي تفجر تيار العلم وجلس العقل علي عرشه, بالعلم حاربت الشعوب الجهل والجوع والأمراض والكوارث, ولو لا العلم لظل الغرب والشرق حتي اليوم اسير الاساطير والسحر والشعوذة, وحتي عهد قريب في الصعيد كان يطلق علي التماثيل الأثرية الغالية كلمة المساخيط دون ان يدري الناس أنها حضارة وفنون وتراث وتاريخ.. وكانت أوروبا قبل القرن الخامس عشر تطلق علي المحيط الأطلسي بحر الظلمات تسكنه العفاريت والجنيات.
نريد ثورة25 يناير ان تتصل بلا انقطاع, لقد تحقق الهدف الأول, وهو التغيير وبداية عصر جديد, وإنها لمعجزة كبري, وبقي ان نمضي للبناء, للحياة, وفي إيجاز, ان نصبح شعبا جديدا
ثورة توقف نزيف الاقتصاد, واختصار التنمية, هل فلت زمام القانون فأضحي في قدرة الف شخص او ثلاثة آلاف ان يقطعوا السكة الحديدية ويعطلوا حركة الحياة لثمانين مليونا, او ان في قدرة اعداد قليلة تعتصم اياما وأسابيع في مشهد لم تعرفه مصر, ولايحدث في الامم الراقية, فللاضراب قانون وللاعتصام قانون, وللاحتجاجات قانون, وإلاصارت الحياة معاناة وشقاء.
ثورة تطرد الخوف من همجية تنهش امن الوطن بلا رادع او عقاب صارم, كثرت حوادث السرقات والاغتصاب والتعدي علي الآمنين, وأصبح السير في الطرق السريعة محفوفا بالمخاطر والذهاب الي الحدائق والاندية والمصايف, امرا مرعبا. هل تحول المجتمع إلي غابة بلا قانون الا قانون القوة, كيف يمكن ان نبني مستقبلا, ووطنا متحضرا في زحمة من تدهور الاستقرار والامن, ألسنا في حاجة الي ثورة تحقق مباديء ثورة يناير في استعادة كرامة الفرد, وامن المجتمع, وسيادة القانون..
ثورة صريحة واضحة تعلنها في غير تردد او مواربة اننا في حاجة الي دولة مدنية, حرة, ديمقراطية لاسلطة فيها الا للقانون والعدل, لا مكان فيها لدعاة التخلف و التطرف والطائفية ولاحرب بين العقائد والمذاهب, تلك نيران احرقت شعوبا بكاملها, والتاريخ شاهد بفشل صبغة السياسة بالدين, وانتساب الدين للسياسة, والخلط بين القوانين الالهية و القوانين الدنيوية والانسان اعلم بشئون دنياه, من يذكر ان الامة بأسرها في خشية من تنامي التيارات المتشددة التي تريد ان تحكم القرن الحادي والعشرين بعقلية العصور الوسطي, ولم تدرك ان اي شرع الهي انما هو نور لكافة العصور ومنهج للضمير في وجدان الانسان, وكم تغيرت الدنيا وتغير الانسان وتغيرت سبل الحياة, اما الثابت الذي لايهتز ولاينقص فهو ضمير كل انسان يظل ينبض بالرغبة في اكتشاف الحق والخير والجمال بقدر ما ينال من التربية والثقافة والامان, وكل عصر له تفسيره وله علماؤه وله انسانه وله ضميره, فالحقيقة المطلقة ثابتة متوهجة يتأملها كل عصر بمفهومه وظروفه وقدرات انسانه فالدين نور, والنور يتسرب الي القصور والاكواخ والشوارع والازقة والعقول والحضارات.
ثورة تعيد الكرامة الحقيقية للانسان لكل انسان, لاي انسان, والمعني الحقيقي لرسالة الحياة, ان كرامة الانسان هي في ذاته فهو نفخة الهية لا في جنسه او لونه او دينه, يكفي انه الانسان خليفة خالقه, والانسان ليس حزمة من الغرائز, يمده المجتمع بالغذاء والكساء والسكن, وليس آلة في ماكينة صماء, وليس نسخة مكررة من اي انسان آخر, ومنذ بداية الخلق حتي يرث الله الارض ومن عليها, وليس صندوقا من لحم ودم تملؤه بما شئت من ايديولوجيات لتحركه كلعبة, ان الانسان قبل كل شيء لن يكون انسانا الا اذا شعر بكرامة انسانيته, المستمدة من خالقه, ومن تكوينه الجسدي والروحي والعقلي, اننا في اشد الحاجة لتعميق معني كرامة الانسان وقيمته فهو البداية لقيام نهضة وحضارة ورقي دون اكراه او اذلال او استعباد او استيلاء فقد كان للانسان كرامته والله رعاه قبل الاديان وقبل الوحي.
اننا في حاجة الي ثورة في مناهج التعليم كافة, بل وفي ثقافتنا الاجتماعية والوطنية, ثورة تحقق خصوصيتنا من جهة وتضمنا إلي ثقافة انسانية شاملة فأصل البشرية واحد, وغايتهم واحدة, ومصيرهم الي واحد, وكرامتهم واحدة, ثورة تخرجنا من مبدأ درسناه يقول: ان نأخذ من كل علم بطرف, لندخل في مبدأالتخصص وخلق علماء اكفاء, لقد ظلت اوروبا حتي القرن الخامس عشر, غارقة في ثقافة دينية سجنتها وقيدتها وسلطت عليها رجال الدين الذين في نظر الشعوب العلم والحكمة والسلطة وسرقوا بذلك عقول وضمائر هذه الشعوب, التي عاشت في خوف من المجاعات والأمراض, حتي تفجر تيار العلم وجلس العقل علي عرشه, بالعلم حاربت الشعوب الجهل والجوع والأمراض والكوارث, ولو لا العلم لظل الغرب والشرق حتي اليوم اسير الاساطير والسحر والشعوذة, وحتي عهد قريب في الصعيد كان يطلق علي التماثيل الأثرية الغالية كلمة المساخيط دون ان يدري الناس أنها حضارة وفنون وتراث وتاريخ.. وكانت أوروبا قبل القرن الخامس عشر تطلق علي المحيط الأطلسي بحر الظلمات تسكنه العفاريت والجنيات.
نريد ثورة25 يناير ان تتصل بلا انقطاع, لقد تحقق الهدف الأول, وهو التغيير وبداية عصر جديد, وإنها لمعجزة كبري, وبقي ان نمضي للبناء, للحياة, وفي إيجاز, ان نصبح شعبا جديدا
اهلا لأن يكون شعبا لمصر كنانة الله.
No comments:
Post a Comment