وائل قنديل
كان المصريون يستدفئون بملامسة دبابات ومدرعات الجيش فى الليالى الباردة أثناء ثورة 25 يناير.. كان هناك يقين لدى الجميع بأن الجيش لن يخذلهم، فالطرفان، الجيش والشعب، أحفاد خلصاء للزعيم أحمد عرابى، الضابط الذى قاد الثورة ضد المحتل، مطلقا صيحته الشهيرة «لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ولن نورث بعد اليوم».
وتجلت العلاقة فى أجمل صورها مرة أخرى فى ثورة يوليو 1952 عندما هب الجيش على الاحتلال والملك، فسارع الشعب إلى احتضان هذه الثورة.
وفى ثورة 25 يناير 2011 انتفض الشعب وخرج مطالبا بإسقاط النظام الفاسد، فاحتضن الجيش ثورته، وحماها ودافع عنها مختارا الانحياز للشعب.
ولم يكن ذلك نوعا من رد الجميل للشعب الذى احتضن وحمى ثورة الجيش فى يوليو 52، بل كان تعبيرا عن تلك العلاقة العميقة بين الشعب والجيش على مر التاريخ المصرى.
والذى حدث أن المصريين من مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية عبروا بوضوح عن امتنانهم لجيشهم على موقفه النبيل المتوقع من هذه الثورة وكان الهتاف الأشهر «الجيش والشعب ايد واحدة».
إذن، فقد شكر المصريون جيشهم كثيرا، رغم أنه لا شكر على واجب، على اعتبار أن الطرفين متفقان من البداية على أنهما «يد واحدة» عن قناعة وتراض بينهما.
وعليه فإنه من الوارد أن يتعاتب الأحباب طالما هناك رصيد من الود والثقة، ولقد كان جميلا مع أول حالة عتاب بين الطرفين بعد الثورة أن يقول الجيش للشعب «رصيدنا لديكم يسمح»، فبهذه الروح وهذه الحالة من المكاشفة والمصارحة مضت العلاقة.
غير أن ثمة أشياء وقعت وأدت للأسف الشديد إلى خدش هذه العلاقة، بعد دخول أطراف على الخط، وكان ما كان مما سمعنا عنه من اعتقالات لنشطاء من شباب الثورة الأنقياء، ومحاكمتهم عسكريا وكأنهم بلطجية، والقبض على ناشطات من ميدان التحرير تحدثت منظمة العفو الدولية عما جرى لهن.
وإذا كان الشعب لا يزال يصر على أن ما بينه وما بين الجيش لن تستطيع قوة على الأرض أن تفسده، فإن المصارحة فى هذه الحالة واجبة، ومن حق الناس أن تسأل وتحصل على إجابات.
ولعل السؤال الأكبر، أو العتاب الأوضح فى مليونية إنقاذ الثورة أمس الأول هو: كيف يقدم شباب من الثوار إلى محاكمات عسكرية سريعة تصدر أحكاما مشددة، بينما قتلة الثوار يحاكمون بمنتهى البطء والهدوء أمام محاكم مدنية تتحرك بسرعة السلحفاة؟
صحيح أن ارتياحا حصل مع إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن إعادة محاكمة بعض شباب الثورة الشرفاء، ممن جرى اعتقالهم على أنهم بلطجية وصدرت بشأنهم أحكام، إلا أن ثمة انزعاجا شعبيا وقلقا من هذه الشدة فى التعامل مع الشباب، والتباطؤ فى استدعاء القتلة لجهات التحقيق والمحاكمة.
نحبكم ونشكركم.. لكن من حقنا أن نسأل ونطمئن.
وتجلت العلاقة فى أجمل صورها مرة أخرى فى ثورة يوليو 1952 عندما هب الجيش على الاحتلال والملك، فسارع الشعب إلى احتضان هذه الثورة.
وفى ثورة 25 يناير 2011 انتفض الشعب وخرج مطالبا بإسقاط النظام الفاسد، فاحتضن الجيش ثورته، وحماها ودافع عنها مختارا الانحياز للشعب.
ولم يكن ذلك نوعا من رد الجميل للشعب الذى احتضن وحمى ثورة الجيش فى يوليو 52، بل كان تعبيرا عن تلك العلاقة العميقة بين الشعب والجيش على مر التاريخ المصرى.
والذى حدث أن المصريين من مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية عبروا بوضوح عن امتنانهم لجيشهم على موقفه النبيل المتوقع من هذه الثورة وكان الهتاف الأشهر «الجيش والشعب ايد واحدة».
إذن، فقد شكر المصريون جيشهم كثيرا، رغم أنه لا شكر على واجب، على اعتبار أن الطرفين متفقان من البداية على أنهما «يد واحدة» عن قناعة وتراض بينهما.
وعليه فإنه من الوارد أن يتعاتب الأحباب طالما هناك رصيد من الود والثقة، ولقد كان جميلا مع أول حالة عتاب بين الطرفين بعد الثورة أن يقول الجيش للشعب «رصيدنا لديكم يسمح»، فبهذه الروح وهذه الحالة من المكاشفة والمصارحة مضت العلاقة.
غير أن ثمة أشياء وقعت وأدت للأسف الشديد إلى خدش هذه العلاقة، بعد دخول أطراف على الخط، وكان ما كان مما سمعنا عنه من اعتقالات لنشطاء من شباب الثورة الأنقياء، ومحاكمتهم عسكريا وكأنهم بلطجية، والقبض على ناشطات من ميدان التحرير تحدثت منظمة العفو الدولية عما جرى لهن.
وإذا كان الشعب لا يزال يصر على أن ما بينه وما بين الجيش لن تستطيع قوة على الأرض أن تفسده، فإن المصارحة فى هذه الحالة واجبة، ومن حق الناس أن تسأل وتحصل على إجابات.
ولعل السؤال الأكبر، أو العتاب الأوضح فى مليونية إنقاذ الثورة أمس الأول هو: كيف يقدم شباب من الثوار إلى محاكمات عسكرية سريعة تصدر أحكاما مشددة، بينما قتلة الثوار يحاكمون بمنتهى البطء والهدوء أمام محاكم مدنية تتحرك بسرعة السلحفاة؟
صحيح أن ارتياحا حصل مع إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن إعادة محاكمة بعض شباب الثورة الشرفاء، ممن جرى اعتقالهم على أنهم بلطجية وصدرت بشأنهم أحكام، إلا أن ثمة انزعاجا شعبيا وقلقا من هذه الشدة فى التعامل مع الشباب، والتباطؤ فى استدعاء القتلة لجهات التحقيق والمحاكمة.
نحبكم ونشكركم.. لكن من حقنا أن نسأل ونطمئن.
No comments:
Post a Comment