Saturday, April 9, 2011

الوقيعة بين الشعب والجيش

طرفان لا ثالث لهما سوف يستفيدان من حدوث الصدام والخلاف والوقيعة بين الثوار وغالبية الشعب من جهة والمجلس العسكرى الحاكم والقوات المسلحة من جهة أخرى.. هذان الطرفان هما بقايا النظام الساقط وإسرائيل.الواضح أن فلول الحزب الوطنى تجرب كل يوم فنا جديدا ومن حسن الحظ أنهم يفشلون فى كل مرة.. جربوا الحمير والجمال والبغال، جربوا الاندساس وسط المظاهرات الفئوية وتأجيجها، جربوا تشجيع البلطجية، وأطلقوا سراح كل المسجلين خطر، اندسوا وسط بعض التيارات السلفية، اججوا الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين. شجعوا على عدم عودة الأمن الى عمله، جربوا كل ذلك وأشياء أخرى، لكنهم والحمد لله باءوا بخسران مبين.الآن يجربون لعبة خطرة للغاية هى محاولة الوقيعة بين الشعب والجيش.نسمع الآن الكثير من الشائعات والتسريبات، والأخطر نشاهد على الإنترنت و«اليوتيوب» فيديوهات معظمها «مضروب ومغرض» والهدف ألا يستمر التلاحم بين الجيش والشعب.فلول الحزب الوطنى لا يشغلهم بالمرة أى شىء حتى لو كان حرق الوطن بأكمله، طالما أن الهدف هو عودتهم للحكم أو على الأقل إفلاتهم من العقاب.إسرائيل تدرك جيدا أن أى تطور ديمقراطى محتمل فى مصر والمنطقة ستكون هى أول من يدفع ثمنه، لأن «كنزها الاستراتيجى» سقط فى مصر وبقية «كنوزها التكتيكية» تتداعى الآن فى كل المنطقة من المحيط إلى الخليج.الكارثة أن بعض الثوار وكثيرا من الأبرياء لا يدركون خطورة «لعبة جهنمية كبرى» يشاركون فيها دون وعى منهم.ألف باء العمل السياسى أن نفرق بين الأصل والفرع، بين الأساس والهامش.وحتى لا يتهمنى البعض «بأننى أعانى نقصا فى الروح الثورية» أسارع فأقول له، من حقك وحقى أن ننتقد المجلس العسكرى، وقراراته وأذكر هؤلاء أننى كتبت هنا فى هذا المكان كثيرا عن بطء اتخاذ القرارات خصوصا فيما يتعلق بمحاكمة مبارك وأسرته وكبار معاونيه، كتبت وكتب غيرى عن ضرورة استمرار الثورة والتظاهرات السلمية يوم الجمعة، حتى تتحقق جميع المطالب.كل ذلك مطلوب وضرورى لبقاء الثورة حية، لكن هناك فارقا كبيرا بين انتقاد المجلس العسكرى وبين محاولة تشويه القوات المسلحة.المجلس العسكرى قد يخطى وقد يصيب فى قراراته، لكن القوات المسلحة ملك للشعب بأكمله، وهى بالمناسبة المؤسسة الوحيدة التى يمكن أن نطلق عليها مصطلح مؤسسة. لذلك يثور السؤال الجوهرى: من المستفيد من محاولة تشويه هذه العلاقة؟.لننتقد ما نشاء من خطوات وآلية عمل وطريقة تفكير المجلس العسكرى، لكن علينا أن ننتبه دائما إلى محاولة البعض إدخال «القوات المسلحة» كطرف فى الصراع السياسى المشتعل فى البلاد.ليس مشكلة أن ينتقد الإخوانى الوفدى، أو الليبرالى للسلفى أو الشيوعى للرأسمالى ، الخلافات فى الرؤى والمواقف دليل على حيوية المجتمع السياسى المصرى، لكن الزج بالقوات المسلحة فى هذا الصراع كارثة ينبغى أن يتنبه لها كل العقلاء.على قادة حركات ومنظمات وقوى الثورة وعلى كل الشرفاء الباحثين عن تحقيق مطالبها الثورية، أن يسألوا أنفسهم سؤالا جوهريا: ما هو الوضع الذى يتوقعونه إذا تم الزج بالقوات المسلحة فى الخلافات السياسية الراهنة.رجاء حار إلى الجميع: تظاهروا كما تشاءون، انتقدوا ما شئتم المجلس العسكرى، لكن احذروا «توريط القوات المسلحة


No comments:

Post a Comment