Sunday, April 10, 2011

مَن هم هؤلاء القوم في سيناء ؟؟

محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

أهالينا الطيبون فى سيناء قلقون من  ظهور حركة جديدة فى سيناء اسمها (( حركة سيناء للإصلاح والمساواة ـ تحت التأسيس ))عقدت مؤتمرها الأول فى مدينة الشيخ زويد يوم الجمعة أول ابريل 2011
وسبب قلقهم هو بعض العبارات التى وردت فى برنامجها المنشور والتى قد تحمل بداية توجهات مريبة نحو الاستقلال الذاتي عن مصر . فالحركة تتحدث عن :
خصوصية سيناء وتفردها عن باقي أقاليم الدولة المصرية من النواحي الاجتماعية والثقافية والجغرافية
وما يجب أن يترتب علي ذلك من تمتعها بلامركزية إدارية ولامركزية قانونية:
لا مركزية إدارية تتمثل فى تخلى السلطة المركزية عن الوظائف الإدارية التى تمسك بها فى سيناء لصالح أبناءها
ولامركزية قانونية تتمثل فى ضرورة إنشاء منظومة تشريعية خاصة تراعى خصوصية سيناء الأرض والسكان
على أن يناط هذا الدور التشريعي بالمجالس المحلية المنتخبة بعد توسيع اختصاصاتها التشريعية ، وليس بمجلس الشعب المصرى ؟؟
مع تذكير القارىء الكريم  بأنه ليس فى الدستور المصرى أى اختصاصات تشريعية للمجالس المحلية .
كما تطالب الحركة أيضا بتخصيص (كوتة) أو نسبة مئوية لأبناء سيناء من عدد المقبولين فى كل من الكليات العسكرية و كلية الشرطة و السلك القضائي و السلك الدبلوماسي و مناصب الأجهزة السيادية .
وكأننا بصدد أقلية من نوع ما !
ثم تحديد نطاق عمل الحركة السياسي بسيناء فقط وليس بمصر كلها . وذلك بالمخالفة الصريحة لركن رئيسى من أركان أى دولة وهو وحدة ارض الوطن ، وبالمخالفة للمادة الثالثة من الدستور التى تنص على السيادة للشعب وحده ، وبالمخالفة لشرط رئيسي فى قانون الأحزاب المصري الجديد الذى يمنع قيام اى حزب على أساس جغرافى .
كما ان البرنامج تجنب استخدام كلمة مصر تماما واستبدله بكلمة " الدولة المصرية" . ودلالة ذلك قد تكون ان الأولى تعبر عن الوطن الواحد التاريخى المشترك ، في حين أن الوطن عندهم هو سيناء فقط .
* * *
وبالطبع لا يمكن قراءة قلقنا وقلق أهالينا فى سيناء من هذه الحركة ، بمعزل عما نعلمه جميعا من مشروعات غربية وصهيونية ترمى لفصل سيناء عن مصر بأى وسيلة ، مشروعات وردت فى العديد من وثائقهم مثل :
وثيقة "إستراتيجية إسرائيل فى الثمانينات" التى أصدرتها مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982، والتى قمنا بنشرها بعنوان "الوثيقة الصهيونية لتفتيت الأمة العربية" ، والتى تدعو الى (( تقسيم مصر الى عدد من الدويلات الضعيفة التى تتمتع بالسيادة الاقليمية ، بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم))
وكذلك المشروع الصهيونى لاستقطاع جزء من سيناء كوطن بديل للفلسطينيين
وأيضا كتابات برنارد لويس المتعددة بشأن تفتيت مصر و الأمة العربية .
وأيضا ما تم بالفعل من عملية بتر لجنوب السودان .
وما يجرى التمهيد له الآن فى العراق من تقسيم ثلاثى للعراق و تأسيس دولة كردية مستقلة فى شماله .
وكلها بدأت بمقدمات وأحاديث بريئة عن المساواة والخصوصية واللامركزية ، ثم أسفرت عن وجهها الحقيقى فيما بعد عندما وجدت الدعم والظروف الدولية الملائمة .
ناهيك عن الأطماع الصهيونية المباشرة فى سيناء التى لم يتخلوا عنها أبدا ، والتى كان مناحم بيجين هو أوضح من عبر عنها حين صرح عام 1979 ، بعد توقيع معاهدة السلام مع مصر بانهم ((سيعملون على إعادة احتلال سيناء مرة أخرى لو توفر عندهم ثلاثة ملايين مهاجر يهودي اضافى)) .
* * *
ان مثل هذه الحركات ومثل هذه البرامج ، فيها لعب بالنار ، مهما حسنت النوايا .
ومع إدراكنا الكامل لحجم المعاناة التي عاشتها سيناء على امتداد العقود الماضية ، إلا إننا يجب ان نحرص على تناول كل مشاكلها من منظور وطني وقومي موحد ينهض بمصر كلها ، وسيناء في القلب منها .
ورغم إننا نعلم أن قوة الحس الوطني والقوى الوطنية فى سيناء ستقف بالمرصاد لأي دعاوى من هذا النوع .
إلا أنه لزم التنبيه .  
* * * * *
القاهرة فى 10 ابريل 2011

No comments:

Post a Comment