سيناء
بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
27 فبراير 2017
http://alewaanewspaper.com/%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%A1-2/
http://elsharq.net/3500
http://elsharq.net/3500
أصيب النظام في
مصر بالهلع من هول مأساة مسيحي سيناء الذين يتعرضون للإرهاب ولا حول لهم ولا قوة،
ولذلك فقد "إستنفرت دولتهم لإستقبال المسيحيين النازحين"،
وما هي الخصوصية في المسيحيين حتى تستنفر قوى النظام واجهزته لإستقبالهم؟ لقد نزح
الألاف من سكان العريش وقبلها رفح وينزح الأن الألاف من سكان عموم سيناء، ولم تهب
الدولة لإستقبالهم أو السؤال عن حالهم، بل كانت هذه الدولة هي السبب في نزوحهم.
وحتى لا نضل
الطريق، من الواجب ألا ننظر للعناوين البراقه، ونلهث وراء أنظمة باعت نفسها من قبل
أن تستولي على الحكم، بل هي لم تبع نفسها وجاءت لتحقق مصالح من جاء بها، لقد جاءت
هذه المنظومة عبر انقلاب عسكري دموي لإستكمال المخطط الذي أقر في عام 1897.
وعلينا ألا ننسى
أنه في عام 1978، وبعد خمس سنوات من الإعداد الدقيق لإحدى المراحل الحاسمة، أرتكب
النظام المصري خيانتة التي أطاحت بمصر من صدارة التقول بالحفاظ على الحقوق
العربية، وأقرت رسميا بإعلاء اتفاقيتها المشئومه مع الصهيونية فوق كل الاتفاقيات
العربية السابقة لما عرف "بكامب دافيد"، وتعهدهت نيابة عن شعبنا بألا
تعقد مصر أي اتفاقية في المستقبل تتعارض مع تلك الاتفاقية.
ولم تقف خيانة النظام
عند هذا الحد بل إمتدت لتعيد تشكيل كيان الشعب وعقيدة جيشه، وبدأ يحدثنا عن
الواقعية وعن الحاجز النفسي، وأصبح الدفاع عن الحق رمزا للجهل والتخلف، وبدأت حملة
الشعارات التي تلاهف عليها الجميع، فمن العار ألا يكونوا واقعيين، وبدأت تلك
الشعارات بشعار "حل الدولتين" وبعد فترة من الزمن وقبول المقولة
والتطبيع معها أخذاً بقبول الأمر الواقع وإستسلام أصحاب الحقوق لمن يملك القوة ، حل
شعار جديد روج لأكذوبة "حدود 1967" وقدمها على انها تضحية من المحتل
وتكرم منه، وعلى أنه حل مؤلم للمغتصب ولكونه داعية سلام فسيسعى لتحقيقه وإقناع
شعبه بالتضحية.
وتتوالي السنوات
ويضطر المغتصب لبناء مستعمرات في كل الأرض المحتلة في 1967 لأن أرضه صغيرة والتوسع
الطبيعى يستدعى ذلك لإستيعاب التزايد السكاني والهجرة "المشروعة"، ولتجميل
الاغتصاب استبدل لفظ "مستعمرات" بلفظ
"مستوطنات". ولأن الممكن يأتي قبل الحق انطلق فجأة الشعار الثالث
"الأرض مقابل السلام"، أي أرض؟ وأي سلام؟
لم يدرك
المتلقي، وهو شعبنا وشعوب العالم أنه هناك من وقع على تنازل عن كل الحقوق نيابة عن
صاحب الحق وكأن بلفور عاد من جديد، بل أنه في هذه المرة وقع وثيقة التنازل نيابة
عن كل شعوب الأرض ليعطيهم درس في فن التنازل عن الحقوق وفن الإستسلام، وبلا شك في
زمن التنازل والتخاذل يتعجب الواقعيين من سبب رفض هذه الفكرة الرائعة "الأرض
مقابل السلام".
لقد تصور
المتألقون في عالم التنازلات أنه لا جديد وأن المقصود من ذلك هو أن الأرض المغتصبه
في 1967 سوف تعطى للفلسطينين ليقيموا
عليها دولتهم المستقله مقابل ان يعيش المغتصب في سلام داخل الحديقة أوالمنظومة العربية، بينما حقيقة شعار الأرض
مقابل السلام لم يكن إلا إعطاء قطعة من الأرض "أي ارض" لبعض الفلسطينين ليقيموا
عليها شبه دولة، وقطعة الأرض هذه ستكون من المتاح من الأراضي، ووضح ذلك مع ظهور
شعار "تبادل الأراضى".
ونعود لأرض
الفيروز، بوابة مصر الشرقية، والتي لا سيادة لمصرعليها منذ احتلالها في1967، وكذلك
بعد وهم تحريرها في كامب دافيد، فلا تستطيع أي حكومة مصرية إدخال وحدات جيش لسيناء
أو حتى وحدات شرطة بتسليح خفيف لأي سبب كان، حتى وإن كان لوقف عمليات قتل الجنود
والتي أصبحت لغزا وما هي بلغز، فمنذ بدأت الهجمات على الجنود المصريين في سيناء
عقب ثورة 2011 والجميع يتساءل من يقوم بها؟ ومن أين يأتى هؤلاء بالسلاح؟ وكيف
يتفوقون على الجيش المصري؟ ولماذا يصمت هؤلاء الجنود وذويهم.
الإجابة على ذلك
لا تحتاج لدراسة مستفيضة ولكنها تحتاج لقراءه متأنية للواقع ومواقف الأنظمة
وتعاملها مع الأحداث، فقد فشلت الدولة بدعوى القصور في الكفاءة، بل عن عمد في
مواجهة تلك الجماعات المسلحة وتحججت بكامب دافيد لإظهار العجز، بل وقد أستغلت ذلك
لتوجيه ضربات للسكان الأمنين لرفضهم ترك منازلهم، سكان مصريون عمروا هذه الأرض
لألاف السنيين، مواطنين مسلمين ومسيحين على السواء. لأنه ترحيل سكان سيناء بعد رفح
والعريش هو هدف ليتم تفريغ الأرض ويبدأ تنفيذ المرحلة التالية من المخطط.
لقد بدأت هذه
المرحلة التي يتولى ادارتها نظام خائن ويروج
لها إعلام مأجور، بحصار غزة وإغلاق الحدود بدعوى الخوف من أن ينزح فلسطيني غزة
لسيناء والاستيلاء عليها، والحقيقة أن الهدف هو خنق فلسطيني غزة وترويج اكذوبة غزو
الفلسطينين لسيناء والاستيلاء عليها.
ولإن الحرب على
الإرهاب هي الظاهرة الرابحة في الغرب، فلا مانع من زرع الإرهاب في سيناء أوتركه
يترعع ومنه يتهم أهلنا في غزة بمساعدة الإرهاب
وتسليحة، والجميع يعلم ان مصدر السلاح هو ليبيا عبر رجال حفتر، وتماما كما صعد نجم
داعش في سوريا والعراق لإفشال الثورة بحجة الحرب على الإرهاب، ويقتل كل يوم جنودنا
ولا تدمع عين عليهم، ويتضح ان النظام لا يرسل لسيناء سوى الفقراء وأبناء الملاجئ
حتى لا ينفضح أمره.
ثم يأتي تدخل
الجيش الصهيوني للرد على طلقات عشوائيه والتي لا يملك جيش كامب دافيد التعامل
معها، وكما في سوريا التدخل الاجنبي لمواجهة الارهاب، بينما يمارس جيش كامب دافيد
الارهاب الحقيقي ضد أهلنا في سيناء بغية تهجيرهم وتفريغ سيناء من السكان، ولكون
الغارات الصهيونية لا يمكن أن تستمر حرصا على عدم نمو جبهة رفض غير مضمون عاقبتها،
تأتي التهديدات لسكان العريش المسيحين
لتحرك ضمير الغرب الصامت أو المبتهج بقتل الألاف الأخريين، والفرصة سانحه فالبيت
الابيض يسكنه دعاة الحرب الباحثيين عن سبب لإشعالها، وكما حدث من قبل تقبل الكنيسة
أن تستخدم للدعاية وهى بلا شك لن تحصل على أي شيء في المقابل إلا صورة تذكارية في
ألبوم الخيانة.
ويتحقق بذلك الهدف
من الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين، كما بين الفلسطينيين والمصريين، بعد أن كان
الشعب المصري محتضن القضية الفلسطينية في عقله وقلبه، كما حدث من قبل وتمت الوقيعة
بين الشعب المصري والسعودي في احد مراحل "الارض مقابل السلام"فى مهزلة
تيران وصنافير، والتي بها تخرج مصر من المنطقة المرجو تسليمها ويقبل الجميع بالأمر
الواقع .
لم يكن تخوين
نظام مصر الشرعي إلا إدعاء باطل ليجذب السذج ويجمعهم حول عناصر الثورة المضادة
وعملاء الصهيونية المهيمنين على جيش كامب دافيد ليحقق الانقلاب على الشرعية، الذي
مثل الخطوة الاولى للإقتراب من تحقيق الحلم، حلم الحركة الصهيونية الذي ولد في
بازل في عام 1897، وليتحقق شعار الأرض مقابل السلام لتكون أرض سيناء هي الأرض وأن
يكون أمن الدولة الصهيونية هو السلام، وتصبح سيناء الفلسطينيه برعايه صهيونيه، وندعى
كما من قبل للتنازل عن الشرعية في مصر وفي فلسطين.
محمد شريف كامل
الامين
العام للمجلس الثوري المصري
* محمد شريف كامل مهندس ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة،
بالإضافة لكونه مدون وكاتب مستقل، هو أحد المؤسسين والأمين العام للمجلس الثوري المصري،
أحد المؤسسين الائتلاف الكندي المصري من أجل الديمقراطية، حركة مصريون حول العالم
من أجل الديمقراطية والعدالة. عضو نشط في
العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض
بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب مونتريال لمدة 4 سنوات. أسس
في السابق الجمعية الوطنية للتغيير في مصر (كندا)، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك –
كندا، وأحد مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين
حركة كيبيك - كندا المناهضة للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل
العدالة والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن
بينها اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين
المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد
من المقالات حول العديد من القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية،
والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس مدونة "من أجل مصر حرة".
محمد شريف كامل يمكن للتواصل معه عبر:
Tel: 1-514-863-9202,
e-mail: public@mohamedkamel.com, twitter: @mskamel, blog: http://forafreeegypt.blogspot.com/,
مقالات وخواطر أخرى للكاتب:
February 9, 2017
Waiting for the concentration camps
February 2, 2017
A formal request to the Attorney General
January 27, 2017
When two plus two equal five!
27 يناير 2017
اثنان زائد اثنان لن يساوي خمسة
17 يناير 2017
سنوات الربيع العربي
28 نوفمبر 2016
الطريق الثالث ام الطابور الخامس
24 يوليو 2016
البحث عن "شريفة وسما"
16 يوليو 2016
الدروس المستفادة من محاولة الانقلاب التركية
الفاشلة
11 يوليو 2016
عجل بني اسرائيل
24 يونيو 2016
الأمن القومي
30 مايو 2016
الفتنة
18 مايو 2016
السيسي رئيس لكيان اخر
10 مايو 2016
1000 يوم على ميلاد مصر
8 مايو 2016
تسفيه الأمور وفقدان الذاكرة
28 ابريل 2016
تيران وصنافير
أقوال منقوصة وتفسيرات مغلوط
23 ابريل 2016
قراءه في حديث الافك
13 ابريل 2016
ما وراء تيران وصنافير
March 25th, 2016
Is Brussels going to be the last?
19 مارس 2016
عزاء واجب لشعب مصر
24
فبراير2016
الثورة عمل مشروع
16
فبراير2016
شرعية من؟ ولمذا؟
6 فبراير2016
المجلس الثوري عقبة على طريق شرعنة الانقلاب
2 فبراير2016
ما بين دعشنة الثورة وإجهاضها
25 يناير 2016
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطه
الثورة، ومازلت القصة مستمرة
اعادة نشر مقال نشر في 23 يناير 2011
19 يناير 2016
18و19 يناير ضمير الشعب
25 ديسمبر 2015
ثورة أم حل أزمة وقتية
4 نوفمبر 2015
الديمقراطية حق!
1 نوفمبر 2015
سأصطف معك
30 أكتوبر 2015
موقف المجلس الثوري من الاصطفاف والأفكار المطروحة على الساحة
October 21st, 2015
Canadian lost
opportunity
September 6th,
2015
Alyan Kurdi, Whom
to Blame?
20 أغسطس 2015
باختصار: وثيقة حماية الثورة المصرية
26 يونيو 2015
أزمة الحكومات ووعي الشعوب
May 26th, 2015
Mr. Harper comes
from which plant!
11 مايو 2015
ازمة اليسار التائه
12 أكتوبر 2014
لن تكمم ثورة الطلاب
21 أكتوبر 2014
المتحدث باسم
المجلس الثوري لـ"عربي 21": الثورة هي الحل لإسقاط الانقلاب محمد كامل: رفض العسكر
بالثورة ورفض الإخوان بالصندوق
12 أكتوبر 2014
لن تكمم ثورة الطلاب
September 2nd, 2014
Who will Indict Sisi?
23 يوليو 2014
وسقطت مصر
July 06, 2014
Alastair
Campbell from the Iraqi Lie To the Destruction of Egypt
Introduction
by: Mohamed Kamel
June 30, 2014
My Ramadan Message
to all Human Beings
رسالة رمضان لكل الانسانية
June 21, 2014
Whose road is
ISIL (ISIS)?
14 يونيو 2014
حلم الجيش
العربي
25 مايو 2014
المسرحية الهزلية
20 ابريل 2014
29
يناير 2014
السيسي ليس ناصر
(مجدته أو رفضته)
10 يناير 2014
وثيقة الانقلاب الغير
شرعية: لا نقاطعها وحسب، بل نرفضها كليا
31 ديسمبر 2013
فرعون موسى
A joined op-ed
with Dena Kamel to the Globe and Mail
December 30,
2013
What constitution
you are speaking about…!
1 ديسمبر 2013
رسالة لمصري مونتريال(2)
29
نوفمبر 2013
رسالة لمصري مونتريال
27 أكتوبر 2013
سؤال وجواب بين ناصر والاخوان
14 سبتمبر 2013
أمن المنطق أن نؤيد
الانقلاب...!
26 يوليو 2013
هل شاء يونيو أن يكون
شهر الانتكاسات؟
30 يونيو
2013
عفواً مصر...فهذه هي
الثورة المضادة
25 يونيو 2013
استحضار
عمر سليمان رجل المخابرات الأمريكية الأول في المنطقة
3 يونيو 2013
خواطر في حب مصر!
9
إبريل 2013
بمن تستقوون على من؟
1 إبريل 2013
مرسي والمعارضة
1 فبراير 2013
هم مجموعه من
المخربين...!
27 يناير 2013
من هم القتلة؟
26 يناير 2013
ما بين الوطنية والانتهازية
January 25, 2013
Thought and Reflection, 2 years after Egyptian Revolution
“When leftists support
The Muslim Brotherhood”
14 ديسمبر 2012
مغالطات وأكاذيب تشاع عن الدستور
2 ديسمبر 2012
لنقرأ الدستور ثم نقرر
23 نوفمبر 2012
كلما أصاب غضبوا..... أهم أبناء مبارك؟
23 يوليو 2012
لقد رحل رجل المخابرات الأمريكية الأول في المنطقة
30 يونيو 2012
بداية رؤية الضوء
17 يونيو 2012
مبروك لمصر، ولكن المعركة طويلة
15 يونيو 2012
معا ننتخب منقذ مصر، صديق أمريكا وإسرائيل
14 يونيو 2012
نداء أخير إلى كل شرفاء مصر
4 يونيو 2012
الحكم على مبارك والجولة الثانية للانتخابات
25 مايو 2012
قراءه في نتيجة الانتخاب، من ينتصر؟.. الثورة أم عبيد مبارك؟
23 مايو 2012
اليوم.......... مصر تنتخب
26 ابريل 2012
لماذا سأنتخب أبو الفتوح؟
11 ابريل 2012
من يصلح رئيسا لمصر؟
9 ابريل 2012
رسالة مفتوحه لرئيس مصر: كرامة الإنسان المصري
2 ابريل 2012
رئيسا لمصر
24 يناير 2012
كل عام ومصر بخير
January 20th, 2012
A year of a great revolution
22 نوفمبر 2011
المراهقة السياسية
November 19th, 2011
In the name of the revolution they are
killing it
October 22nd, 2011
Revolution to build, not to revenge
23 يوليو 2011
لا تجهضوا الثورة
June 12th, 2011
The Arab Spring- a real people revolution
2 يونيو 2011
الثورة المصرية بن الحلم و الواقع
April 3rd,
2011
Palestine and the
Egyptian Revolution
March 4, 2011
الشعب يريد تطهير البلاد... كل البلاد
February 13th,
2011
It is a Revolution that is changing the
face of the Middle East
23 يناير 2011
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطة
January 15, 2011
و... لتكن تونس والسودان عظة لمصر
January 8th, 2011
(Witten
on December 10, 2010)
Is this Egypt that we knew?
No comments:
Post a Comment