Tuesday, November 22, 2011

المراهقة السياسية

بقلم: محمد شريف كامل*
22 نوفمبر 2011

لقد عرفت مصر طعم الثورة وأصبح طريق الإعتراض واضح وجلى، ولكنها ثورة لم تنضج بعد فمازالت تعيش مرحلة المراهقة السياسية، فهل نقبل كلمه هادئه؟
أن ما يحدث فى الشارع المصرى منذ مهزلة العباسية وحتى اليوم هو ولا شك مراهقة سياسية وعدم إدراك لطبيعة المرحلة التى تمر بها مصر. فمنذ 11 فبراير، يوم تحقق الإنتصار الكبير الذى كتب فى التاريخ. فمنذ ذلك اليوم كان على الجميع أن يبدأ فى بناء كيانه السياسى ويتحاور لصالح بناء مصر وليس لمصالح شخصية، وقد بدا بالفعل أن ذلك هو الأمر حتى كانت مهزلة العباسية والتى تضاربت حولها الأقوال ولكنها أجمعت على كونها مغامرة غير مدروسة وقعت  في فخ نصب لها يهدف لكسر إرادة الجيش إلا أنها ويالرغم من فشلها أثرت سلبا على الإجماع الشعبى حول دور الجيش فى إدارة البلاد حتى تسليمها لإدارة منتخبة.
وتعددت محطات إفتعال التصادم بين الجيش والشعب مرورا بالمهزلة الثانية، مهزلة ماسبيرو والتى ساهمت فى شرخ تلك العلاقة. ولم يكن من المنتظر أن تترك عصابات النظام السابق الشعب المصرى ليدخل مرحلة الإنتخاب أمنا ومستقرا، خاصة وأن تلك الإنتخابات هى الخطوة الأولى فى التحول الديمقراطى تمهيدا لكتابة دستورا يعبر عن كل شعب مصر وإنتخاب رئيسا بإرادة شعبية، فكانت مذبحة التحرير والتى شارك فيها الجميع، قطاعات من الشعب بالمراهقه السياسية وقطاعات بالصمت أوالإنصياع، وشرطة منهارة مليئة ببقايا عصابة الرئيس المخلوع، وجيش متردد.
إن ما قاله البعض من أن إطلاق طرف ثالث للخرطوش على الشرطة والمعتصمين معا، هى حقيقة تؤكد ما ذكر أكثر من مرة من أن ما يشهده الشارع المصرى ما هو إلا إمتهانا للثورة وتنكيلا لتاريخها وإنتصارها، لقد حركنا ومازلنا شائعات وإعلام قاصر، سواء الإعلام الحكومى أوالمعارض بالإضافة لأكاذيب تتناقلها المواقع الإليكترونية تهدف إلى تدمير البلاد.
إن المرحلة الحالية تستدعى أن نتكاتف جميعا ونهدأ ونسعى لصناديق الإقتراع لإنجاح أول تجربة ديمقراطية وأن لا نعطى إعداء مصر الفرصة لتدميرها.
إن ما يحدث الأن هى جريمة نشارك فيها جميعا ببناء عائق سيحول بين إستلام الشعب لإدارة بلاده إن هذا هو وقت النضوج والتخلص من المراهقة السياسية لإستكمال مسيرة الثورة، إن هذا الإنتصار الذى كتب فى التاريخ وكتب التاريخ فى 11 فبراير لن يستطيع احد أن يمحوه.
 فالإدارة الحكيمة للثورة هى مرحلة اليوم وليس الإستمرار فى نشوة إشعال الثورة ولذا فإن بدء العمل والإستعداد لدخول الإنتخابات وأيدينا متحده هو الطريق، ولا ينقص من نجاح الثورة أن نوقف التظاهر ونمتنع عن تصور أن إسقاط المجلس العسكرى هو إستكمال لإسقاط النظام لأن فى ذلك النداء إسقاط لعصب مصر الوحيد والذى إن سقط، سقطت الثورة وسقطت معه مصر، وهذا لن يكون.
فهل نقبل كلمه هادئه؟ هل نقبل تحكيم عقولنا؟
 * Mohamed S. Kamel: is a Freelance writer, the editor of http://forafreeegypt.blogspot.com/, he is a professional engineer, a LEED Green Associate and a recognized project manager professional, he is Member of several civil society organizations, a co-founder of the Canadian Egyptian for Democracy (CEFD), National Association for Change in Egypt (Taghyeer – Canada), Association of the Egyptians of Montreal (AEM), Alternative Perspective Media (APM-RAM), , Quebec Antiwar movement “Échec à la Guerre”, Coalition for Justice and Peace in Palestine “CJPP”, ex-president and co-founder of the Canadian Muslim Forum (CMF), member of the board of trustee in the Canadian Muslim for Palestine (CMP) and Community Center for Montreal Muslims (CCMM) . He could be reached at public@mohamedkamel.com
      

مقالات ذات علاقه
October 22nd, 2011
Revolution to build, not to revenge

23 يوليو 2011
لا تجهضوا الثورة
June 12th, 2011
The Arab Spring- a real people revolution
2 يونيو 2011
الثورة المصرية بن الحلم و الواقع
April 3rd, 2011
Palestine and the Egyptian Revolution
19 فبراير 2011
الشعب يريد تطهير البلاد... كل البلاد
February 13th, 2011
It is a Revolution that is changing the face of the Middle East
21 يناير 2011
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطه
January 8th, 2011
Is this Egypt that we knew?

1 comment:

  1. هناك خلط واضح بين المجلس العسكري الذي أثبت فشل ذريع في إدارة البلاد والقوات المسلحة التي هي عصب مصر ... لا أحد يطالب بإسقاط جيش مصر بل بلعكس فمن الواضح إن نقل السلطة بطريقة فورية إلى سلطة مدنية سينقذ ما تبقى من
    ماء الوجه ويكفي الظباط والجنود الشرفاء نتيجة فشل وفساد قياداتهم

    ReplyDelete