Sunday, May 27, 2012

نتائج الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية المصرية "كابوس" للجولة الثانية!


تعليق بصراحة وعلماشي: ما تزال الأمور غير مستتبة، لكن في نهاية المطاف لن يصح إلاَّ الصحيح، وهذا يتوقف على الشعب المصري ونظرته المستقبلية للقطر المصري، خاصة وأنَّه ينادي بالحريَّة والعدالة الاجتماعيَّة وحقوق الإنسان، وتحديد وضعه مع العدو المحتل...! SAYEGH, NICOLA

لندن – القدس: ترى صحيفة "ذي غارديان" البريطانية في تحقيق بعث به مراسلها إيان بلاك من القاهرة عما برز حتى الآن من نتائج لانتخابات الرئاسة المصرية التي جرت يومي الأربعاء والخميس الماضيين أن تلك النتائج التي تعني جولة انتخابية ثانية بين المرشح الإسلامي عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي والمرشح المستقل أحمد شفيق الذي ينظر إليه على أنه من "فلول" نظام مبارك تعتبر "كابوسًا" في نظر مصريين كثيرين. وهنا نص التحقيق:
"
يبدو أن أسابيع من التوتر والقلق تنتظر مصر بعد أول جولة انتخابية رئاسية أفرزت تنافسا بين مرشح تدعمه جماعة الإخوان المسلمين بما لها من قوة من جهة، ولواء سابق ينظر إليه على أنه من فلول نظام حسني مبارك المخلوع من جهة أخرى.
وهذا يعني، في إطار وصفه الكثيرون بأنه "سيناريو مرعب" لجولة أخرى يسودها الاستقطاب وربما تتسم بالعنف، بعد حصول محمد مرسي من حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين على حوالي 26 في المائة من الأصوات، بينما حصل أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك الذي حل ثانيا على حوالي 23 في المائة بعد فرز 90 في المائة من مجموع أصوات الناخبين.
أما عمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة العربية، الذي حاول أن يجذب إليه ساحة الوسط، فقد خرج من السباق. وحتى مساء أمس الجمعة لم يكن هناك إلا فرصة ضئيلة لأن تتغير الصورة النهائية عندما تعلن نتائج أصوات القاهرة والجيزة.
وحسب ما أوردته التقارير فإن الإقبال وصل إلى حوالي 40 في المائة من الناخبين الذين يبلغ عددهم إلى 51 مليونا. أما النتائج الرسمية فإنها لم تعلن بعد، وإن كانت استطلاعات الخروج مع المعلومات التي تجمعت وما أعلن عنه المرشحون، تؤكد في ما يبدو إجراء جولة أخرى دراماتيكية يعتبر كثير من أنصار الثورة أنها ستؤدي إلى نتائج كارثية. وقال جورج إسحق، أحد مؤسسي حزب "كفاية" بنبرة أسى "يشعر المرء كأن الثورة لم تكن".ويضيف "أن الإخوان مستبدون ومتعصبون، بينما شفيق يحظى بتأييد مبارك. إنها نتيجة سيئة. والثورة ليست جزءا من هذا المفهوم".
ويتكهن محللون بسباق مكشوف عل مدى الأسابيع الثلاثة المقبلة يعمد خلالها الإخوان إلى تجنيد آلياتهم الجاهزة لضمان فوز مرسي، بينما يحتمل أن يقوم الجيش والشرطة بدعم شفيق، رغم حيادهما الرسمي. وقد سارع الإخوان أمس الجمعة إلى شن هجوم على شفيق باعتباره من "فلول" النظام السابق "يتسلق نحو السلطة على جثث شهداء الثورة".غير أن شفيق قال لأنصاره إن "العدل هو حكم القانون بالنسبة إلى الشعب المصري الكريم".
وقال هشام قاسم، وهو ناشر من أنصار موسى "إنها لكارثة. فشفيق سيحاول إعادة الحياة إلى نظام مبارك. كما أن ثقتي بالإخوان أدنى من الصفر".
بينما قال ليبراليون آخرون بسخرية قاتمة: "كل ما يحتاج إليه الوضع الآن هو إطلاق سراح مبارك وتعيينه نائبا للرئيس" حسب ما نشره احدهم على "تويتر". وقال آخر "هذه ليست الجمهورية الثانية. ولكنها تشويه ولد ميت".
وأجرت زنوبيا، وهي من المدونات البارزات، مقارنة بين نتائج الهزيمة المذلة لمصر والدول العربية، وبين إسرائيل في حرب العام 1967. وفي جو يتسم بالاحتقان، فإن هناك فرصة لنشوب اضطرابات خطيرة إذا حصل مبارك، كما يتكهن البعض، على البراءة من تهمة الفساد والقتل غير الشرعي الشهر القادم.
على أن التقديرات منقسمة على النتائج النهائية المحتملة في انتخابات الجولة الثانية يومي 16 و 17 حزيران (يونيو). فأقباط مصر المسيحيون سيؤيدون شفيق بسبب كراهيتهم الداخلية للإسلاميين. وسيفعل أنصار موسى الشيء ذاته. وقد يحصل مرسي على أصوات بعض الذين ساندوا حمدين صباحي، المرشح الناصري المستقل. ولكن ليس كلها. وتساءل أحد التقدميين الذي رفض أن يساند شفيق مهما كان الثمن "كم من الماء نحتاج إليه لغسل صوت يؤيد الإخوان؟".
وقد دعا هاني شكر الله الصحافي المخضرم في "الأهرام" إلى الوحدة. وكتب يقول: "بدلا من مناقشة احتمالات تأييد مرشح كريه أو غيره من المرشحين. دعونا نبدأ مهمة تنظيم بيت الثورة". فمرسي سيحصل أيضا على تأييد كثير من الذين صوتوا لصالح عبد المنعم أبو الفتوح، وهو المستقل الذي تخلى عن عضوية الإخوان الإسلامي، والذي جاء في استطلاعات الرأي الأخيرة متقدما أمام المتسابقين إلى جانب عمرو موسى. إلا أن هناك احتمالا كذلك بالتغيب على نطاق واسع.
وقال قاسم: "إذا وضعنا الأعداد مع بعضها فإننا نجد أن شفيق سيفوز". غير أن مراقبين آخرين حذروا من أن من الخطأ دوما التقليل من أهمية الإخوان مثلما فعل البعض بعد ما بدا من الدلائل في الأسابيع الأخيرة بأن نجم مرسي أخذ في الأفول
ويسيطر الإخوان بالفعل على مجلس الشعب المصري، حيث تصرف نوابه بطريقة سيئة. كما أنه يتهم بمحاولة ملء مقاعد الهيئة الموكل إليها إعداد الدستور والتراجع عن تعهدها بعدم التنافس على منصب الرئيس.وتعهد مرسي بتحقيق "نهضة" تنهي فساد عهد مبارك وبتحسين البنية التحتية المتهالكة في البلاد، إضافة إلى تطبيق درجة أوسع من الحكم بمقتضى الشريعة الإسلامية. وتشعر أقدم حركة إسلامية في العالم، بعد عقود عانت فيها من الكبت ولعبة القط والفار مع الحكومة المصرية، أن وقتها قد حان.
وقال عصام العريان من الإخوان: "أعتقد إننا على شفا عهد جديد. نحن نؤمن بالله، ونؤمن بالشعب، ونؤمن بحزبنا". ونجاحهم جزء من اتجاه إقليمي شهد انتعاش الأحزاب الإسلامية فيما أخذت أنظمة استبدادية في تونس وليبيا وأيضا في مصر تسقط في الربيع العربي.
أما إسرائيل فإنها تخشى أن يهدد الحكم الإسلامي في مصر اتفاقية السلام المبرمة في العام 1979، التي تعتبر محور السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. ويدعو مرسي إلى "إعادة النظر" فيها وليس شطبها. وتعهد شفيق بالإبقاء عليها. وعكس الأداء القوي لشفيق مشاعر قلق على نطاق واسع في ما يتعلق بالجريمة وعدم الاستقرار والحنين إلى الاستقرار وتحسين الاقتصاد والخدمات الاجتماعية.
وقال أحد النواب الليبراليين السابقين إن "الاستقطاب صفة رئيسية للمجتمع المصري. فقد حصل شفيق على أصوات أفضل مما حصل عليه موسى لأن مساره ركز على الأمن في حين تحدث موسى عن تطوير الاقتصاد. لأن الموضوع السابق هو القانون والنظام".

 


No comments:

Post a Comment