الأحد، 20 مايو، 2012
محمد سيف الدولة
قال صديقى الحيران : ((اتفق معك فى انحيازك لمرشحى الثورة ، ولكن مأخذى عليهم جميعا انه ليس لاي منهم خبرة فى شئون الدولة ، على العكس من عمرو موسى ، فهو رجل دولة باقتدار ، كما انه الرجل المناسب لاعادة الاستقرار المفقود وانهاء حالة الفوضى . ثم قال انه يعلم ان انتخاب شفيق خطأ بالغ لانه مباركى وفلولى من الدرجة الاولى ، ولكن هذا لا ينطبق على موسى))
فدعوته الى اعادة التفكير واسترجاع اهم الاحداث فى التاريخ المهنى للسيد عمرو موسى على الوجه التالى:
فى الفترة من 1991 الى 2001 التى كان يشغل فيها منصب وزير الخارجية :
•قامت مصر عام 1991 بدور المحلل الشرعى للتحالف الامريكى الغربى بانضمامها لقواته فى عملية غزو واحتلال الخليج العربى فيما عرف بحرب تحرير الكويت ، وما استتبعه من حصار للشعب العراقى لاكثر من عشر سنوات .
• شاركت مصر، الولايات المتحدة فى رعاية اتفاقيات اوسلو عام 1993 التى اعترفت فيها منظمة التحرير الفلسطينية باسرائيل وتنازلت لها عن 78% من ارض فلسطين وتنازلت عن حقها فى المقاومة
• ونظمت مصر فى شرم الشيخ عام 1996 المؤتمر الدولى لمكافحة الارهاب الفلسطينى ! وحماية امن اسرائيل ! برئاسة الرئيس الامريكى بيل كلينتون فى مواجهة العمليات الاستشهادية الفلسطينية .
•واستسلمت مصر أمام المشروع الامريكى الصهيونى فى السودان ، كما تدهورت علاقتها الافريقية ، فى الوقت الذى نشطت فيه اسرائيل هناك وبالذات فى محيط دول حوض النيل .
اما فى الفترة من عام 2001 الى 2011 التى تولى فيها منصب الامين العام للجامعة العربية فلقد حدث ما يلى :
• احتلال الامريكان لافغانستان عام 2001 والعراق عام 2003 مع تواطؤ عربى رسمى كامل ، وصل الى حد تقديم خدمات لوجيستية الى القوات الامريكية لتسهيل مهمتها وعملياتها العسكرية .
• مبادرة السلام العربي التى صدرت عن الجامعة العربية عام 2002 ، لتقدم لاول مرة منذ 1948 ، تنازلا عربيا جماعيا عن 78% من فلسطين لاسرائيل وتكتفى بالمطالبة بالضفة الغربية وغزة ، وتتعهد بالاعتراف باسرائيل والتطبيع معها فى حالة انسحابها منها .
• تحالف امنى عربى كامل مع الولايات المتحدة ضد مقاومة الاحتلال الامريكى والصهيونى تحت مسمى مكافحة الارهاب .
• صمت عربى امام العدوان الصهيونى على لبنان عام 2006 ، وامام حصار غزة والعدوان البربرى عليها عام 2008 ، والابتلاع الصهيونى لمزيد من الاراضى الفلسطينية بالمستوطنات الاسرائيلية ، وتهويد القدس .
•عجز عربى كامل عن التصدى لمشروعات تقسيم الوطن العربى فى السودان والعراق
• كما تحولت الجامعة العربية فى عهده الى احد ادوات السياسة الامريكية فى المنطقة .
***
كل هذه الاحداث والسياسات كان عمرو موسى شاهدا عليها أو مشاركا فيها ، لم يعترض ولم يستقل ، بل نفذ بكل مهارة وحرفية واخلاص كل ما يكلفه به مبارك و شركاءه من الملوك والحكام العرب ، وحلف امامهم جميعا يمين الولاء وهو يعلم علم اليقين بطلانهم وبطلان الانتخابات التى اتت بهم وبطلان سياساتهم . فهو ليس سوى صنايعى ماهر متخصص فى تنفيذ اوامر هذا النوع التابع المستبد الفاسد من النظم والحكام ، اولئك الذين تفجرت فى وجوههم ثورات الربيع العربى . ولو اصبح رئيسا لمصر فسيعيد انتاج نظام مبارك ، فهو النظام الذى تعلم وتربى وترقى واحتل اعلى المناصب فى ظله .
اما عن السيد احمد شفيق فهو على الاغلب الأعم ليس سوى "لوحة تنشين" لجذب و استقطاب وتشتيت وإبعاد كل السهام الموجهة الى الفلول والثورة المضادة ، بعيدا عن عمرو موسى ، لتصفو له الساحة ويتم تقديمه كبطل الاستقرار والمنقذ من الفوضى التى صنعوها هم بايديهم .
No comments:
Post a Comment