بقلم: محمد شريف كامل
2 ابريل 2012
تتفاوت أحاسيس وقناعات المصريين بمدى نجاح الثوره، ويخيم علينا تلك الأيام ظلال الشكوك والريبة فيما يحاك بمصر والمناورات السياسية وما يبدوا أنه يدور خلف الأبواب المغلقة من إتفاقات أومؤامرات يتبارى الإعلام المصري في تصويرها حتى يفقدنا الأمل ويحبط نشوة النصر الذي هو ولاشك يحيطنا من كل جانب.
فلا شك أن الثورة قد حققت إنتصارا رائعا، والدليل على ذلك أن مصر تعيش لحظة إنتقاء لتختار رئيسا لها، وهذا ما لم يحدث من قبل. ولأول مرة يتطلع العالم أجمع ليشاهد يد كل مصري وهو تخط المستقبل بإختياره.
لقد عشنا عاما من صراع التوازن بين الثلاثة قوى الحاكمة، أجنحة الحكم الثلاثة (المجلس العسكري والحكومة والشارع)، حتى تغيرت الموازنة بإنتخاب مجلس الشعب وإنخراط الحكومة تحت جناح المجلس العسكري، لتصبح أجنحة الحكم الثلاثة (المجلس العسكري ومجلس الشعب والشارع). وطوال هذه الفترة ومنذ 25 يناير 2011 وحتى يومنا هذا وكثيرا من القوى الخارجية تحاول توجيه المسار، ولا شك أن على رأسها الولايات المتحده التي تقود فريق من مخربي المسار، فريق مشكل من إسرائيل والسعودية وقطر. وجميعهم يسعى جاهدا لإجهاض الثورة بأي ثمن، فأين كان الثمن فهو شعب مصر، وشعب مصر هو الخطر الحقيقي على مطامعهم وخططهم للسيطرة والإستغلال.
وتنوعت الأدوات، والأداةالمخيفة والمحزنة بالفعل هي الإعلام المصري الذي أصبح أخطر أداة في أيدي أعداء مصر الثوره، الرسمي منه والخاص، الداخلي منه والخارجي.
وبحلول المرحلة التي نمر بها، مرحلةإختيار الرئيس، بدأت تلك القوى المدمرة في التحرك للتحكم في العنصر القادم لقصر الرئاسة والذي سينضم لمعادلة إدارة البلاد. حيث سينضم ذلك المنتخب لأجنحة الحكم الثلاثة، ووفقا لشخصية الرئيس وقدراته ومدى وطنيته ستتحقق رغبة الشعب في إخراج المجلس العسكري من المعادلة وإنضمام الجيش المصري لهذه المعادلة تحت جناح المؤسسات المشدو بنائها.
وبإنتخاب الرئيس تنتقل مصر لمرحلة جديده، حيث تبدأ مرحلة بناء الدوله وبناء المؤسسات وتحديد العلاقة بينها، وإن أكتمل الدستور قبلها أو بعدها فإن هذه المرحلة من صراع الإختصاصات سوف تمتد لعدة سنوات.
فمصر لم تحكمها مؤسسة منذ أكثر من 35 عاما، فطوال هذه الفترة ، حكمت مصر بكلمة من شخص كان فى بعض الوقت هو شخص الرئيس وأغلب الوقت هو أسرة وأصدقاء ذلك الرئيس (العصابة).
وحتى نصل لتلك المرحلة، مرحلة بناء الدوله وبناء المؤسسات، فإننا يجب أن نمر بالإمتحان الصعب الذي نعيشه فى هذه الأيام، أيام المخاض الصعبة والتي يجب أن يستعد لها كل مصري، فهذه المرحلة والإستعداد لهذا الإمتحان هو واجب علينا ومسؤلية وأمانة في أعناقنا سوف يحاسبنا عليهاالتاريخ وسوف يحاسبنا عليهاأبنائنا وسوف يحاسبنا عليها الله.
وذلك الواجب له شقان: الشق الأول هو ضرورة المشاركة في ذلك الإمتحان ورفض كل دعاوي التخاذل، والتي تدعو إلي عدم المشاركة، وهي دعاوى إنهزامية لن يستفيد منها إلا أعدائنا، أعداء الثوره.
والشق الثاني يتمثل في ضرورة الإستعداد لذلك الإمتحان، فلن ينوب عنا أحد في ذلك الإختيار ونتيجته سوف ترسم تاريخ مصر والمنطقة بالكامل ولعقود قادمة. واللإستعداد هنا يتمثل في ضرورة دراسة المتقدمين للسباق دراسة متأنية ومستوفية تشمل تلك الأوجه بالترتيب وبنظام الإستبعاد، فمن لايحقق الشرط الأول يستبعد وهكذا.
- تاريخ ذلك المرشح وأين كان طوال السنوات العجاف؟ هل كان جزء من النظام، أم صامتا على إنتهاكات ذلك النظام أم لم يتخلى عن الشعب وظل معارضا لذلك النظام؟
- ما الدور الذي لعبه ذلك المرشح خلال ثورة 25 يناير؟
- ما هي أرائه ومواقفه منذ سقوط الطاغية؟
- ما هي سمات شخصيته؟ وتاريخه؟
- متى أعلن مشروعه للرئاسه؟
- ما هي القوه السياسية التي تدعمه؟
- هل تثق به؟
ومن يعبر هذه الدراسة إيجابيا يجب أن نخضعه لأصعب سؤال، هل ذلك المرشح يصلح لتلك المرحلة؟ فلا يوجد رجل أو إمرأة يصلح لكل العصور، ولكن يوجد شخص مناسب لمكان مناسب لزمان مناسب.
وقد يخشى البعض من تحول ذلك الرئيس القادم إلى طاغية جديد، وهذا سبب أخر لضرورة المشاركة وضرورة التدقيق حتى نحسن الأختيار.
وإذا كنا قد أسهبنا هنا في الحديث عن إختيار الرئيس فذلك يرجع إلى أهمية تلك المرحلة، إلا إننا يجب ان لا ننسى العامل الأكبرفي بناء المستقبل وهو وعي الشارع ودقة حركته في تعامله مع أجنحة الحكم القادمة والتي ستظل دوما مدركة أن الشارع المصري قد أصبح جزءا أساسيا من المعادلة، بل أهم عواملها، فكما خلع عصابة فهو قادر على أن يخلع غيرها، بل لن يسمح بتمكين عصابة أخرى أو إنتاج طاغية أخر. وقد أصبح يملك أهم الأدوات، صندوق الإقتراع والشارع.
إن مرحلة الدراسة والتحليل سوف تستمر معنا وحتى تعلن الأسماء رسميا في 17 أبريل وحينئذ سوف نعود لنجيب معا على تلك الأسئله قبل التحرك لإختيار رئيسا لمصر. ويجب ألا ننسى أن مصر تولد من جديد والمخاض صعب وشديد ويلزم أن نبقى جميعا بجانبها.
محمد شريف كامل
* Mohamed S. Kamel: is a Freelance writer, the editor of http://forafreeegypt.blogspot.com/, he is a professional engineer, a LEED Green Associate and a recognized project manager professional, he is Member of several civil society organizations, a co-founder of the Canadian Egyptian for Democracy (CEFD), National Association for Change in Egypt (Taghyeer – Canada), Association of the Egyptians of Montreal (AEM), Alternative Perspective Media (APM-RAM), , Quebec Antiwar movement “Échec à la Guerre”, Coalition for Justice and Peace in Palestine “CJPP”, ex-president and co-founder of the Canadian Muslim Forum (CMF), member of the board of trustee in the Canadian Muslim for Palestine (CMP) and Community Center for Montreal Muslims (CCMM) . He could be reached at public@mohamedkamel.com
مقالاتي ذات العلاقه المباشره:
24 يناير 2012
كل عام ومصر بخير
January 20th, 2012
A year of a great revolution
22 نوفمبر 2011
المراهقة السياسية
November 19th, 2011
In the name of the revolution they are killing it
October 22nd, 2011
Revolution to build, not to revenge
23 يوليو 2011
لا تجهضوا الثورة
June 12th, 2011
The Arab Spring- a real people revolution
2 يونيو 2011
الثورة المصرية بن الحلم و الواقع
April 3rd, 2011
Palestine and the Egyptian Revolution
19 فبراير 2011
الشعب يريد تطهير البلاد... كل البلاد
February 13th, 2011
It is a Revolution that is changing the face of the Middle East
21 يناير 2011
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطه
January 8th, 2011
Is this Egypt that we knew?
No comments:
Post a Comment