Friday, August 9, 2013

الأرعن

معاً نفكر ـ 255 ـ
الأرعن
بداية أقول، أن ليس كل الانقلابات العسكرية غير نبيلة، بل أحياناً الانقلاب العسكرى يكون نبيلاً، حين ينقلب على نظام فاسد مستبد، اعتلى السلطة عبر سبيل غير ديمقراطى.
ولكن سواء كان الانقلاب نبيلاً أو نقيضه، فلا يسمى فى جميع الإحوال إلا بالانقلاب العسكرى، حتى ولو لم تسل فيه نقطة دماء واحدة.
وصف أحدهم الآخر بالأخرق، لأن الثانى قال عن الفيل أنه فيل، ولم يقل عنه أنه عصفور!..

بينما الأرعن والأخرق كذلك، هو من خطط وأعد لانقلابٍ يفتقر لدوافع نبيلة، ثم أيضاً لم يتحسب لعواقب وتداعيات هذا العمل غير المسؤول، ولم يستشرف ردود الأفعال المنتظرة.
الأرعن والأخرق كذلك، هو من قاس رد فعل الإسلاميين المتوقع ضد الانقلاب بمقياسه هو أو بمقاييس أقرانه من الفريق الذى يدعمه.
الأرعن والأخرق كذلك، هو من لم يتراجع سريعاً ومبكراً إلى الوراء، بعد أن اكتشف خطأ حساباته، وسذاجة مبرراته التى لم تنطلِ على الداخل والخارج.
الأرعن والأخرق كذلك، هو من أغلق قنوات فضائية وشوشر على أخرى، بحجة التحريض على العنف، بينما قنواته مجرمة!..
بل الأرعن والأخرق كذلك، هو من جابه احتجاجات الإسلاميين بالرصاص.
الأرعن والأخرق كذلك، من لم يدرك أننا فى عصر الاتصالات السريعة والحركة المكشوفة والتوثيق الإلكترونى.

لم يبقَ لهذا الأرعن إلا ربع فرصة، وإلا سيُساءل قانونياً محلياً ودولياً، بل ويتحفز الآن كل من تضرر من هذا الانقلاب سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، إلى اللجوء لمقاضاة هذا الأرعن، وسيطالبه هو شخصياً وليس الدولة بالتعويض، ناهيك عن أولياء الدم، الذين يطالبون قانونياً برقبته.

هناك من يقول أن الأمر مستتب داخل القوات المسلحة، ونحن لا نريد للجيش إلا الاستقرار والوحدة، ونحن أيضاً لا نعول على صراع القيادات كما لا نريده، ولكن وحتماً نتوقع أن يكون هناك استياءٌ داخل الجيش من استمرار القلق والضغط العصبى وخاصة أننا فى موسم الإجازات الصيفية وهى ضيقة للغاية نتيجة لوقوع الشهر الكريم فى ذروة موسم الإجازات والمصايف، ولم يبقً من أغسطس إلا أسابيع ثلاثة، هذا فى أدنى الأمور التى يمكن أن تشغل الجيش وأفراده، أقصد ضغط العمل وانعدام فرصة الإجازة أو قصرها، أما فى أقصى الأمور فالجيش المصرى بعموم أفراده لم يكن يبغى لهذا الاستثناء الوحيد الذى حدث فى تاريخ الجيش المصرى أن يحدث، أقصد الصدام مع الشعب والدماء المصرية التى أريقت.
وهذان السببان كافيان تماماً، للضغط والمطالبة بالتراجع عن الدور السياسى للجيش بهذا الشكل الذى حدث، وحل الأزمة، وخاصة أن المطالبين بعودة الشرعية، لن ينصرفوا إن شاء الله، إلا مجبورين.
تلك هى الحسابات الصحيحة التى غابت عن كل أرعن فى مصر، وأبداً لا أمارس التمييز أو العنصرية، حين أقول أن الإسلامى بل وكل حر فى مصر هو يحمل عقيدة تمثل مرجعيته، وتمثل قيمه وثقافته وأدبياته ومعنوياته، ومن هنا فلم أندهش حين تعجب الفريق الآخر، أن كيف لهؤلاء الأحرار وفى شهر رمضان الكريم ومع حر يوليو/ أغسطس، كيف استمروا تحت لهيب هذه الشمس وهم يهتفون ويزأرون زئيراً مدوياً؟
نعم تعجب أفراد الفريق الآخر واندهشوا، لا لشيئٍ إلا لأنهم ظنوا أن هؤلاء الأحرار مثلهم، لا يطيقون صياماً فما بالهم وحر الصيف مع الصيام ومع الاعتصام فى الميادين؟
إنها العقيدة، التى لم يتحسب لها الانقلابيون ومازالوا!..
نعم لم يتحسبوا لها، حين قارنوا أنفسهم بهؤلاء الأحرار.
والإدارة العلمية، أبداً لا تكون بالأمانى الزائفة.
محسـن صـلاح عبدالرحمن
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الجمعة 9 أغسطس 2013

No comments:

Post a Comment