وصف صعود الإخوان بـ"الإنجاز".. وشدد على أهمية الوحدة الوطنية
زويل: الإعلام الغربى لا يقدم الصورة الكاملة لـ "الإسلاميين"
الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011
يصل إلى القاهرة اليوم العالم المصرى الدكتور أحمد زويل مفعما بالتفاؤل بشأن مستقبل مصر، مؤكدا أن تفاؤله ليس مجرد تفاؤل عاطفى ولكنه تفاؤل مبنى على بعض الظواهر والحقائق.
وقال، فى حديث بمقر السفارة المصرية فى واشنطن بحضور السفير المصرى سامح شكرى، إنه كتب مقالة فى صحيفة "الإندبيندنت" اللندنية منذ خمس سنوات بعنوان "أسس التغيير الأربع فى مصر" فى أوج عصر الرئيس المخلوع حسنى مبارك، أكد فيها أن مصر لا يمكن أن تتقدم إلا إذا تحولت إلى دولة ديمقراطية علمية، شارحا 4 نقاط إذا لم تتحقق فلن تتقدم مصر، وهى تغيير الدستور، وتحقيق سيادة القانون ليطبق على الجميع كبيرا وصغيرا، وتحقيق نهضة فى التعليم، وإصلاح الإعلام.
ونوه بأن تغيير الدستور لن يبقى رئيسا لمصر أكثر من مدتين رئاسيتين، وسيادة القانون تتحقق مع تولى قضاة مصر للعملية الانتخابية بالكامل بكل نزاهة ووفقا للمعايير العالمية الصحيحة وفقا لما شهده العالم أجمع فى الانتخابات الأخيرة.
وبالنسبة لنهضة التعليم، أشار الدكتور زويل إلى أنه شهد مؤخرا افتتاح مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، بعد أن حارب على مدى 15 عاما فى ظل نظام مبارك لبدء النهضة العلمية فى مصر من جديد، ونوه بأنه وجه حديثا للشعب المصرى عن التبرعات وتم حتى الآن جمع حوالى مليار جنيه.. وكل هذا يعطى الإحساس بالتفاؤل بناء على أسس واقعية.
وشدد زويل على الحاجة إلى التغيير فى الإعلام، مشيرا إلى أنه مازال فى وضع لا يعرف فيه كيف يعطى فكرا جديدا ويكون لديه عمق بعيدا عن الإثارة، وتساءل عما إذا كان ما لدينا من أكثر من 100 قناة فضائية تعالج المشاكل الحقيقية لمصر مثل قضايا المياه والطاقة والكهرباء والدستور.. وإلى أين نتجه.. ونوه بأن هذا لم يتم بعد ولكنه يرى أن التغيير الذى تحقق فى الثلاثة أسس الأولى سوف يؤدى بالضرورة إلى تغيير فى الإعلام.
وفيما يتعلق بتقارير وصول الإسلاميين إلى السلطة فى مصر، لفت العالم المصرى الدكتور أحمد زويل إلى أن الدستور القوى والشعب الذى ينتخب هو الذى يقرر طبيعة الحكم فى النهاية، منوها بأن المصريين موجودين والتحرير موجود إذا حدثت مشكلة عميقة تستدعى تواجدهم، لافتا إلى أنه لا يأخذ الموضوع بأى من الطريقتين اللتين يتعامل بهما الإعلام المصرى أو الغربى مع الإسلاميين ودعا إلى الانتظار لرؤية كيفية عملهم.
ونوه بأن الصحف تفيد بأن الإخوان المسلمين يختلفون فى الرأى مع السلفيين.. والمهم أن يخرج كل طرف ما لديه بما يخدم الشعب فى النهاية.. وأكد أن الوضع اليوم لا يمكن تشبيهه بأنه كله عبارة عن كعكة شكولاتة، على عكس ما كان عليه الوضع سابقا.. والشعب المصرى هو من يقرر اليوم بصوته.. مشددا على الحاجة إلى الريادة
السياسية والفكرية للبلاد.
ولفت إلى أن الإعلام الغربى لا يوضح الصورة بالكامل بشأن ما يطلق عليه الإسلاميين، مشيرا إلى أن المجتمع الأمريكى نفسه فيه متحفظين مثل الإنجيليين وفيه متطرفى اليمين الذين يمثلون حوالى 30 فى المائة وفيه الجمهوريين الوسط وفيه الديمقراطيين الليبراليين، وتأتى حكومات أمريكية يطغى عليها المتحفظون أو الليبراليون وهكذا، وأكد ثانية أن من يقرر فى النهاية هو الدستور القوى والشعب الذى ينتخب.
كما نوه زويل بأن الإعلام العربى أيضا مقصر لأنه لا ينقل الصورة بدقة، فإما أنه ينقلها بصوت عال، أو بشكل خاطئ، أو يسىء التعبير عما يريد، أو لا يعرف كيف يعبر عن وجهة نظره، ولكن إذا عرف كيف يخاطب المجتمع الأمريكى والغربى بالطريقة التى يفهمها وبهدوء فإن ذلك سيكون له مردود هائل، لأنهم يسمعون ويقرأون جيدا.
وأكد الدكتور زويل ضرورة عدم الاستهانة بالمصريين.. مشيرا إلى أن المواطن البسيط، رجلا كان أو امرأة، سيشارك عندما يرى بلده تتحرك فى الاتجاه الصحيح.. والمهم هو توفير نظام صحيح والريادة الصحيحة.
وقال العالم المصرى الدكتور أحمد زويل إن مصر مليئة بالكنوز.. وأعجبه رد السفير سامح شكرى سفير مصر لدى الولايات المتحدة عندما سوئل خلال غداء تكريم أفضل 7 قيادات على مستوى الولايات المتحدة بشأن ما إذا كانت مصر تحتاج إلى مساعدة من حيث الخبرات من الخارج فى الفترة القادمة.. وكان رده أن مصر مليئة بالشخصيات الواعية التى تستطيع القيادة، لافتا إلى أن كل ما تحتاج إليه مصر هو الوقت.. وبمجرد تشكيل مجلس الشعب سواء من الإسلاميين أو العلمانيين فإن التجربة ستفرز القادة.. منوها بأن من يسعى إلى الديمقراطية لا يمكنه أن يطلب توجها معينا.. فالأمر متروك للشعب يختار من يراه صالحا لتحقيق طموحاته.
ولفت زويل إلى أن الإخوان المسلمين حققوا إنجازا ضخما خلال الثلاثين عاما الماضية، حيث كانوا يقومون ببناء المستشفيات والمدارس والمصانع حتى فى ظل ما كان موجودا من فساد فى ظل النظام السابق.. وهو ما جذب لهم أعدادا كبيرة جدا من المصريين.. ولذلك لابد أن نمر بالتجربة الديمقراطية.. وإذا لم يؤد الإسلاميون عملهم على مستوى عال فى مجلس الشعب.. يمكن للشعب حينئذ أن يخرج مرة أخرى وينتخب مرة أخرى ويأتى بأناس آخرين.
وفيما يتعلق بنصائحه للمصريين ككل فى الوقت الراهن من أجل الإصلاح، أكد الدكتور زويل أهمية الوحدة الوطنية لمصر فى هذا التوقيت على وجه الخصوص.. ومع إصلاح العملية التعليمية والبحث العلمى.. شدد على أنه لابد من إصلاح الإعلام لمخاطبة العقل المصرى بأسلوب القرن الواحد والعشرين.. بشأن معنى الديمقراطية والعلاقة بين العلم والدين.. إضافة إلى الريادة.. على أن تكون هناك منظومة يكون شعارها حقا "مصر أولا" ولا تؤثر عليها المصالح الشخصية.
وأبدى الدكتور زويل عدم رضائه عن الأعداد اللانهاية من الفتاوى، مشددا على ضرورة إتباع الإجراءات الصحيحة للفتاوى.. وأشار إلى أنه فى مجال تخصصه لا يمكنه أن يخرج من خلال التليفزيون ويعلن اكتشافه لشىء جديد دون أن يتبع الإجراءات الصحيحة.. وهى تدوين اكتشافه بشكل منسق فى صورة بحث وإرساله للمراكز العلمية المحايدة لتقييمه، بحيث يأخذ المراحل الصحيحة له لضمان مصداقيته.. وتساءل زويل قائلا هل مر من يقومون بالفتوى على الأزهر وتأكدوا من صحة فتاويهم.. وأضاف أن هذا الخلط موجود أيضا فى الإعلام للأسف.
وفيما يتعلق برؤيته لحل مشكلة التعليم فى مصر اليوم، قال العالم المصرى الدكتور أحمد زويل إنه إذا ادعى أن لديه العصا السحرية لحل هذه المشكلة فإنه لن يقول الحقيقة بذلك.. مشيرا إلى أنها مشكلة معقدة تراكمت على مدى 30 إلى 50 عاما.. من جيله هو شخصيا حتى هذا اليوم.
ولكنه أوضح أن هذا ليس معناه أنه ليس لها حل.. مشيرا إلى أن لديه رؤية فى هذا الصدد ولكن مرة أخرى هذا ليس معناه أنها الرؤية الوحيدة.. وأن التعليم لابد أن يكون فيه وفاقا وطنيا.. ونوه بأن مدينة زويل للعلوم سيكون فيها ما يعرف بمراكز الفكر والأبحاث وسيكون أحداها مخصصا للمشاريع القومية الكبرى.. وآخر لمحو الأمية.. وآخر لقضية التعليم فى مصر.. وهكذا.
وأكد الدكتور زويل ضرورة تمشى التعليم مع العصر والابتعاد عن التلقين وخاصة سؤال "أكتب ما تعرفه عن"، مشيرا إلى ضرورة مشاركة وزارة التربية والتعليم والمدارس الحكومية والخاصة ومختلف أطياف المجتمع، وإلا لن يمكن تحقيق تطوير منظومة التعليم.
وفيما يتعلق بتطوير البحث العلمى فى مصر، أكد زويل ضرورة إنشاء ما يعرف بمراكز التميز التى لا تقل عن المراكز الموجودة فى أمريكا مثل "تالتاك" و"إم آى تى" و"هارفارد" وستانفورد" و"جورج تاون"، وأعرب عن سعادته ببدء مشروع مدينة زويل للعلوم بعد حلم استمر أكثر من 12 عاما.
وأكد الدكتور زويل أن تكنولوجيا المعلومات سيكون لها فريق دائم بمدينة زويل للعلوم ومن بينهم أستاذ كان فى أمريكا ويتركها ليعود إلى مصر لهذا الغرض ليقود المسيرة فى المدينة.. وأكد أن مدينة زويل للعلوم ستبنى على كل ما هو موجود من مراكز التميز فى مصر ومنها القرية الذكية.. مشيرا إلى أنها لن تكون جزيرة
معزولة.. بل ستعمل على تحقيق تكامل على مستوى الجمهورية.. ونوه بأنه بعد الانتهاء من إنشاء مدينة زويل للعلوم لابد أن تكون هناك مدينة أخرى للأقمار الصناعية على سبيل المثال فى الإسكندرية.. وغيرها فى أسوان وهكذا.
وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادى فى مصر، فقد وصفه العالم المصرى الجليل الدكتور أحمد زويل بأنه "صعب"، مشيرا إلى أن السياحة هبطت إلى نسبة 10 إلى 20 فى المائة.. كما أن الوضع الأمنى لا يساعد على الاستثمار وهو أكبر عامل يحقق النقد الأجنبى.. إضافة إلى فقد مبالغ ضخمة من الاحتياطى النقدى.
ونوه أيضا بأن التوقعات والطموحات بعد الثورة عالية ومن كان يحصل على 100 جنيه يريد الآن أن يحصل على 2000 جنيه وهكذا.. وأكد ضرورة الانضباط وتحقيق الأمن والعمل الجاد والإنتاج.. وإلا فلن يمكن تحريك الاقتصاد.. ولم يصف الدكتور زويل الوضع بالخطر ولكنه أبدى قلقه الشديد.. مشيرا إلى أن أكثر ما يمكن أن يهز مصر أكثر مما رأيناه بكثير هو "ثورة الجياع".. محذرا من أنه إذا وصل الاقتصاد إلى وضع سيئ جدا فالكل سيعانى.
وأكد الدكتور زويل أن مصر مازال أمامها فرصة جيدة، مشيرا إلى أن مصر مازال فيها خير ونوه بأن سبب هذا الخير هو العامل الدينى.. وهو ما قد لا يوجد فى بلاد أخرى.. مشيرا إلى أن المصريين لازالوا حريصين على أن لا يناموا وهم شبعى وأحد جيرانهم ينام وهو جوعان.
وأعرب الدكتور زويل عن أمله فى أن تتمكن الحكومة الانتقالية من العبور بمصر خلال فترة الانتخابات على أن يكون تركيزها على الأمن والاقتصاد. وفيما يتعلق بالدعم الخارجى لمصر وخاصة من أمريكا خلال هذه المرحلة وعدم رضاء الكثيرين عنه، اتخذ زويل من تمويل مدينة زويل للعلوم مثالا للرد على هذا السؤال.
مشيرا إلى أنه توجه للشعب المصرى بحديث أكد فيه أنه لا يمكن بناء هذه المدينة بانتظار تبرعات من خارج مصر.. بمعنى تبرعات عربية من الخليج كما كان النظام السابق يحاول.. أو تبرعات من أمريكا أو أوروبا.. وقال زويل إنه يقول بدلا من ذلك "لابد من التعاون.. وإذا كان المصريون يريدون حقا تحقيق شىء على المستوى العالمى فلابد أن يكون ذلك بأياد مصرية.. مشيرا إلى أن مصر عندما بنت الهرم لم تفعل ذلك بمساعدة من أحد بل بسواعد مصرية مائة فى المائة.. وإذا كنا نريد اليوم بناء مشاريع عملاقة ونغير من الوضع المصرى الحالى.. فلن يبنى مصر غير المصريين.. وهذا ليس معناه ألا نتعامل مع القوى الخارجية.. كما لا يعنى ألا نكون فى المنظومة العربية.. ولكن ذلك يأتى بعد أن "تحترمك الناس" كمصرى وتعرف أنك لديك الإرادة القومية أن تفعل شيئا.. وعندها سيأتيك الكثير.. اقتصاديا وسياسيا وثقافيا... إلخ.. حتى إذا تطلب هذا ربط الحزام".
وأعرب زويل عن أمله فى أن تكون القيادة السياسية أمينة مع الشعب المصرى وتقول هذا الكلام.. فحتى إذا تطلب ذلك ربط الحزام.. فإن المصريين قادرون على ذلك.. حتى تصبح مصر فى النهاية مصر غير التى نعيشها اليوم.
وأكد العالم المصرى الدكتور أحمد زويل أنه ليس له تطلعات إلى كرس سواء لرئاسة الجمهورية أو غيرها ولم يتطلع فى حياته إلى أى منصب سياسى.. مشيرا إلى أنه تلقى العديد من العروض لكى يكون رئيس أكثر من جامعه ومؤسسة ولكنه رفض لأنه سعيد جدا بما يقوم به ولأن التأثير الذى يحققه فى بلد مثل مصر وهى بلده الأم لا يحتاج إلى كرسى كما أنه تأثير باق إلى الأبد لشبابنا وأبنائنا ومستقبلنا.
وفيما يتعلق بشكل التواصل مع النخب السياسية فى مصر، قال الدكتور زويل إنه لا يمكنه أن يأخذ أى صبغة سياسية حتى يتمكن من عمل ما يقوم به وما يريد القيام به، ولذلك فإنه يتحرك من منطلق قومى وليس حزبيا.
وأضاف زويل أنه بالتالى عندما يخاطب فإنه يخاطب الشعب المصرى سواء من خلال كتاباته أو من خلال الأحاديث والمقابلات التليفزيونية أو من خلال اللقاءات العامة. وأشار إلى أنه عندما يكون هناك نداء وطنى مثلما حدث عند قيام ثورة 25 يناير فإنه يكتب، مثلما كتب مقالة فى صحيفة "نيويورك تايمز" فى اليوم التالى للثورة مباشرة وألقى بيان على قناتى "الجزيرة" و"دريم" أكد فيه أن الرئيس مبارك لابد أن يتنحى.. لأن هذا عمل وطنى وليس له علاقة بحزب
وقال، فى حديث بمقر السفارة المصرية فى واشنطن بحضور السفير المصرى سامح شكرى، إنه كتب مقالة فى صحيفة "الإندبيندنت" اللندنية منذ خمس سنوات بعنوان "أسس التغيير الأربع فى مصر" فى أوج عصر الرئيس المخلوع حسنى مبارك، أكد فيها أن مصر لا يمكن أن تتقدم إلا إذا تحولت إلى دولة ديمقراطية علمية، شارحا 4 نقاط إذا لم تتحقق فلن تتقدم مصر، وهى تغيير الدستور، وتحقيق سيادة القانون ليطبق على الجميع كبيرا وصغيرا، وتحقيق نهضة فى التعليم، وإصلاح الإعلام.
ونوه بأن تغيير الدستور لن يبقى رئيسا لمصر أكثر من مدتين رئاسيتين، وسيادة القانون تتحقق مع تولى قضاة مصر للعملية الانتخابية بالكامل بكل نزاهة ووفقا للمعايير العالمية الصحيحة وفقا لما شهده العالم أجمع فى الانتخابات الأخيرة.
وبالنسبة لنهضة التعليم، أشار الدكتور زويل إلى أنه شهد مؤخرا افتتاح مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، بعد أن حارب على مدى 15 عاما فى ظل نظام مبارك لبدء النهضة العلمية فى مصر من جديد، ونوه بأنه وجه حديثا للشعب المصرى عن التبرعات وتم حتى الآن جمع حوالى مليار جنيه.. وكل هذا يعطى الإحساس بالتفاؤل بناء على أسس واقعية.
وشدد زويل على الحاجة إلى التغيير فى الإعلام، مشيرا إلى أنه مازال فى وضع لا يعرف فيه كيف يعطى فكرا جديدا ويكون لديه عمق بعيدا عن الإثارة، وتساءل عما إذا كان ما لدينا من أكثر من 100 قناة فضائية تعالج المشاكل الحقيقية لمصر مثل قضايا المياه والطاقة والكهرباء والدستور.. وإلى أين نتجه.. ونوه بأن هذا لم يتم بعد ولكنه يرى أن التغيير الذى تحقق فى الثلاثة أسس الأولى سوف يؤدى بالضرورة إلى تغيير فى الإعلام.
وفيما يتعلق بتقارير وصول الإسلاميين إلى السلطة فى مصر، لفت العالم المصرى الدكتور أحمد زويل إلى أن الدستور القوى والشعب الذى ينتخب هو الذى يقرر طبيعة الحكم فى النهاية، منوها بأن المصريين موجودين والتحرير موجود إذا حدثت مشكلة عميقة تستدعى تواجدهم، لافتا إلى أنه لا يأخذ الموضوع بأى من الطريقتين اللتين يتعامل بهما الإعلام المصرى أو الغربى مع الإسلاميين ودعا إلى الانتظار لرؤية كيفية عملهم.
ونوه بأن الصحف تفيد بأن الإخوان المسلمين يختلفون فى الرأى مع السلفيين.. والمهم أن يخرج كل طرف ما لديه بما يخدم الشعب فى النهاية.. وأكد أن الوضع اليوم لا يمكن تشبيهه بأنه كله عبارة عن كعكة شكولاتة، على عكس ما كان عليه الوضع سابقا.. والشعب المصرى هو من يقرر اليوم بصوته.. مشددا على الحاجة إلى الريادة
السياسية والفكرية للبلاد.
ولفت إلى أن الإعلام الغربى لا يوضح الصورة بالكامل بشأن ما يطلق عليه الإسلاميين، مشيرا إلى أن المجتمع الأمريكى نفسه فيه متحفظين مثل الإنجيليين وفيه متطرفى اليمين الذين يمثلون حوالى 30 فى المائة وفيه الجمهوريين الوسط وفيه الديمقراطيين الليبراليين، وتأتى حكومات أمريكية يطغى عليها المتحفظون أو الليبراليون وهكذا، وأكد ثانية أن من يقرر فى النهاية هو الدستور القوى والشعب الذى ينتخب.
كما نوه زويل بأن الإعلام العربى أيضا مقصر لأنه لا ينقل الصورة بدقة، فإما أنه ينقلها بصوت عال، أو بشكل خاطئ، أو يسىء التعبير عما يريد، أو لا يعرف كيف يعبر عن وجهة نظره، ولكن إذا عرف كيف يخاطب المجتمع الأمريكى والغربى بالطريقة التى يفهمها وبهدوء فإن ذلك سيكون له مردود هائل، لأنهم يسمعون ويقرأون جيدا.
وأكد الدكتور زويل ضرورة عدم الاستهانة بالمصريين.. مشيرا إلى أن المواطن البسيط، رجلا كان أو امرأة، سيشارك عندما يرى بلده تتحرك فى الاتجاه الصحيح.. والمهم هو توفير نظام صحيح والريادة الصحيحة.
وقال العالم المصرى الدكتور أحمد زويل إن مصر مليئة بالكنوز.. وأعجبه رد السفير سامح شكرى سفير مصر لدى الولايات المتحدة عندما سوئل خلال غداء تكريم أفضل 7 قيادات على مستوى الولايات المتحدة بشأن ما إذا كانت مصر تحتاج إلى مساعدة من حيث الخبرات من الخارج فى الفترة القادمة.. وكان رده أن مصر مليئة بالشخصيات الواعية التى تستطيع القيادة، لافتا إلى أن كل ما تحتاج إليه مصر هو الوقت.. وبمجرد تشكيل مجلس الشعب سواء من الإسلاميين أو العلمانيين فإن التجربة ستفرز القادة.. منوها بأن من يسعى إلى الديمقراطية لا يمكنه أن يطلب توجها معينا.. فالأمر متروك للشعب يختار من يراه صالحا لتحقيق طموحاته.
ولفت زويل إلى أن الإخوان المسلمين حققوا إنجازا ضخما خلال الثلاثين عاما الماضية، حيث كانوا يقومون ببناء المستشفيات والمدارس والمصانع حتى فى ظل ما كان موجودا من فساد فى ظل النظام السابق.. وهو ما جذب لهم أعدادا كبيرة جدا من المصريين.. ولذلك لابد أن نمر بالتجربة الديمقراطية.. وإذا لم يؤد الإسلاميون عملهم على مستوى عال فى مجلس الشعب.. يمكن للشعب حينئذ أن يخرج مرة أخرى وينتخب مرة أخرى ويأتى بأناس آخرين.
وفيما يتعلق بنصائحه للمصريين ككل فى الوقت الراهن من أجل الإصلاح، أكد الدكتور زويل أهمية الوحدة الوطنية لمصر فى هذا التوقيت على وجه الخصوص.. ومع إصلاح العملية التعليمية والبحث العلمى.. شدد على أنه لابد من إصلاح الإعلام لمخاطبة العقل المصرى بأسلوب القرن الواحد والعشرين.. بشأن معنى الديمقراطية والعلاقة بين العلم والدين.. إضافة إلى الريادة.. على أن تكون هناك منظومة يكون شعارها حقا "مصر أولا" ولا تؤثر عليها المصالح الشخصية.
وأبدى الدكتور زويل عدم رضائه عن الأعداد اللانهاية من الفتاوى، مشددا على ضرورة إتباع الإجراءات الصحيحة للفتاوى.. وأشار إلى أنه فى مجال تخصصه لا يمكنه أن يخرج من خلال التليفزيون ويعلن اكتشافه لشىء جديد دون أن يتبع الإجراءات الصحيحة.. وهى تدوين اكتشافه بشكل منسق فى صورة بحث وإرساله للمراكز العلمية المحايدة لتقييمه، بحيث يأخذ المراحل الصحيحة له لضمان مصداقيته.. وتساءل زويل قائلا هل مر من يقومون بالفتوى على الأزهر وتأكدوا من صحة فتاويهم.. وأضاف أن هذا الخلط موجود أيضا فى الإعلام للأسف.
وفيما يتعلق برؤيته لحل مشكلة التعليم فى مصر اليوم، قال العالم المصرى الدكتور أحمد زويل إنه إذا ادعى أن لديه العصا السحرية لحل هذه المشكلة فإنه لن يقول الحقيقة بذلك.. مشيرا إلى أنها مشكلة معقدة تراكمت على مدى 30 إلى 50 عاما.. من جيله هو شخصيا حتى هذا اليوم.
ولكنه أوضح أن هذا ليس معناه أنه ليس لها حل.. مشيرا إلى أن لديه رؤية فى هذا الصدد ولكن مرة أخرى هذا ليس معناه أنها الرؤية الوحيدة.. وأن التعليم لابد أن يكون فيه وفاقا وطنيا.. ونوه بأن مدينة زويل للعلوم سيكون فيها ما يعرف بمراكز الفكر والأبحاث وسيكون أحداها مخصصا للمشاريع القومية الكبرى.. وآخر لمحو الأمية.. وآخر لقضية التعليم فى مصر.. وهكذا.
وأكد الدكتور زويل ضرورة تمشى التعليم مع العصر والابتعاد عن التلقين وخاصة سؤال "أكتب ما تعرفه عن"، مشيرا إلى ضرورة مشاركة وزارة التربية والتعليم والمدارس الحكومية والخاصة ومختلف أطياف المجتمع، وإلا لن يمكن تحقيق تطوير منظومة التعليم.
وفيما يتعلق بتطوير البحث العلمى فى مصر، أكد زويل ضرورة إنشاء ما يعرف بمراكز التميز التى لا تقل عن المراكز الموجودة فى أمريكا مثل "تالتاك" و"إم آى تى" و"هارفارد" وستانفورد" و"جورج تاون"، وأعرب عن سعادته ببدء مشروع مدينة زويل للعلوم بعد حلم استمر أكثر من 12 عاما.
وأكد الدكتور زويل أن تكنولوجيا المعلومات سيكون لها فريق دائم بمدينة زويل للعلوم ومن بينهم أستاذ كان فى أمريكا ويتركها ليعود إلى مصر لهذا الغرض ليقود المسيرة فى المدينة.. وأكد أن مدينة زويل للعلوم ستبنى على كل ما هو موجود من مراكز التميز فى مصر ومنها القرية الذكية.. مشيرا إلى أنها لن تكون جزيرة
معزولة.. بل ستعمل على تحقيق تكامل على مستوى الجمهورية.. ونوه بأنه بعد الانتهاء من إنشاء مدينة زويل للعلوم لابد أن تكون هناك مدينة أخرى للأقمار الصناعية على سبيل المثال فى الإسكندرية.. وغيرها فى أسوان وهكذا.
وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادى فى مصر، فقد وصفه العالم المصرى الجليل الدكتور أحمد زويل بأنه "صعب"، مشيرا إلى أن السياحة هبطت إلى نسبة 10 إلى 20 فى المائة.. كما أن الوضع الأمنى لا يساعد على الاستثمار وهو أكبر عامل يحقق النقد الأجنبى.. إضافة إلى فقد مبالغ ضخمة من الاحتياطى النقدى.
ونوه أيضا بأن التوقعات والطموحات بعد الثورة عالية ومن كان يحصل على 100 جنيه يريد الآن أن يحصل على 2000 جنيه وهكذا.. وأكد ضرورة الانضباط وتحقيق الأمن والعمل الجاد والإنتاج.. وإلا فلن يمكن تحريك الاقتصاد.. ولم يصف الدكتور زويل الوضع بالخطر ولكنه أبدى قلقه الشديد.. مشيرا إلى أن أكثر ما يمكن أن يهز مصر أكثر مما رأيناه بكثير هو "ثورة الجياع".. محذرا من أنه إذا وصل الاقتصاد إلى وضع سيئ جدا فالكل سيعانى.
وأكد الدكتور زويل أن مصر مازال أمامها فرصة جيدة، مشيرا إلى أن مصر مازال فيها خير ونوه بأن سبب هذا الخير هو العامل الدينى.. وهو ما قد لا يوجد فى بلاد أخرى.. مشيرا إلى أن المصريين لازالوا حريصين على أن لا يناموا وهم شبعى وأحد جيرانهم ينام وهو جوعان.
وأعرب الدكتور زويل عن أمله فى أن تتمكن الحكومة الانتقالية من العبور بمصر خلال فترة الانتخابات على أن يكون تركيزها على الأمن والاقتصاد. وفيما يتعلق بالدعم الخارجى لمصر وخاصة من أمريكا خلال هذه المرحلة وعدم رضاء الكثيرين عنه، اتخذ زويل من تمويل مدينة زويل للعلوم مثالا للرد على هذا السؤال.
مشيرا إلى أنه توجه للشعب المصرى بحديث أكد فيه أنه لا يمكن بناء هذه المدينة بانتظار تبرعات من خارج مصر.. بمعنى تبرعات عربية من الخليج كما كان النظام السابق يحاول.. أو تبرعات من أمريكا أو أوروبا.. وقال زويل إنه يقول بدلا من ذلك "لابد من التعاون.. وإذا كان المصريون يريدون حقا تحقيق شىء على المستوى العالمى فلابد أن يكون ذلك بأياد مصرية.. مشيرا إلى أن مصر عندما بنت الهرم لم تفعل ذلك بمساعدة من أحد بل بسواعد مصرية مائة فى المائة.. وإذا كنا نريد اليوم بناء مشاريع عملاقة ونغير من الوضع المصرى الحالى.. فلن يبنى مصر غير المصريين.. وهذا ليس معناه ألا نتعامل مع القوى الخارجية.. كما لا يعنى ألا نكون فى المنظومة العربية.. ولكن ذلك يأتى بعد أن "تحترمك الناس" كمصرى وتعرف أنك لديك الإرادة القومية أن تفعل شيئا.. وعندها سيأتيك الكثير.. اقتصاديا وسياسيا وثقافيا... إلخ.. حتى إذا تطلب هذا ربط الحزام".
وأعرب زويل عن أمله فى أن تكون القيادة السياسية أمينة مع الشعب المصرى وتقول هذا الكلام.. فحتى إذا تطلب ذلك ربط الحزام.. فإن المصريين قادرون على ذلك.. حتى تصبح مصر فى النهاية مصر غير التى نعيشها اليوم.
وأكد العالم المصرى الدكتور أحمد زويل أنه ليس له تطلعات إلى كرس سواء لرئاسة الجمهورية أو غيرها ولم يتطلع فى حياته إلى أى منصب سياسى.. مشيرا إلى أنه تلقى العديد من العروض لكى يكون رئيس أكثر من جامعه ومؤسسة ولكنه رفض لأنه سعيد جدا بما يقوم به ولأن التأثير الذى يحققه فى بلد مثل مصر وهى بلده الأم لا يحتاج إلى كرسى كما أنه تأثير باق إلى الأبد لشبابنا وأبنائنا ومستقبلنا.
وفيما يتعلق بشكل التواصل مع النخب السياسية فى مصر، قال الدكتور زويل إنه لا يمكنه أن يأخذ أى صبغة سياسية حتى يتمكن من عمل ما يقوم به وما يريد القيام به، ولذلك فإنه يتحرك من منطلق قومى وليس حزبيا.
وأضاف زويل أنه بالتالى عندما يخاطب فإنه يخاطب الشعب المصرى سواء من خلال كتاباته أو من خلال الأحاديث والمقابلات التليفزيونية أو من خلال اللقاءات العامة. وأشار إلى أنه عندما يكون هناك نداء وطنى مثلما حدث عند قيام ثورة 25 يناير فإنه يكتب، مثلما كتب مقالة فى صحيفة "نيويورك تايمز" فى اليوم التالى للثورة مباشرة وألقى بيان على قناتى "الجزيرة" و"دريم" أكد فيه أن الرئيس مبارك لابد أن يتنحى.. لأن هذا عمل وطنى وليس له علاقة بحزب
No comments:
Post a Comment