Tuesday, December 6, 2011

الميدان والبرلمان وما بينهما


  بقلم   د.عمار على حسن  

«١»

الشعب الذى يمتلك حق وحرية الاختيار، يمتلك أيضا القدرة على تنقيح اختياره وتصحيح مساره، المهم أننا فى طريقنا إلى امتلاك قرارنا كاملا لأول مرة فى تاريخنا المديد.. الشكر والعرفان لشباب مصر الأبى، والمجد لشهداء ثورتنا العظيمة.

«٢»

وزراء بلا صلاحيات هم مجرد «أسماك زينة» أو رهائن جدد عند صاحب السلطة، ولا أمل ولا خير فى رجل يتولى مصالح الناس وهو مجرد من أى قدرة على اتخاذ القرار، ولا حول له ولا طول، وليس أمامه من سبيل سوى البقاء إلى جانب هاتفه فى انتظار الأوامر. هذا عار بعد ثورة أريقت فيها دماء زكية من أجل الحرية.

«٣»

يظن المتعجلون أن «البرلمان» و«الميدان» أمران متناقضان. فى الحقيقة هما مساران متعانقان، لا غنى لأحدهما عن الآخر، بشرط أن يؤمن من ينوب عن الأمة أن الشعب اختاره ليكمل طريق الثورة لا أن ينضم إلى الثورة المضادة، ويؤمن من يعتصم من الغاضبين أن الثورة فى حاجة ماسة إلى مؤسسات تدافع عنها، ليبقى «البرلمان» مسيراً و«الميدان» ضميراً.

«٤»

فقد «أحمد حرارة» نور عينيه من أجل أن يدخل حزب «النور» إلى دنيا السياسة من أوسع الأبواب. وفقد علاء عبدالفتاح حريته من أجل أن يتقدم حزب «الحرية والعدالة» على ما عداه. لا بأس هنيئا للإخوان والسلفيين بما حصدوا، وأعانهم الله على التركة الثقيلة التى خلفها مبارك وعلى تكليف الشعب لهم باستكمال الثورة، وكلنا يجب أن نتكاتف فى سبيل عبور أزمتنا وإكمال رحلتنا. المهم ألا ينسى من فاز فى غمرة الانتشاء بالنصر حق وثأر أمثال حرارة وعبد الفتاح، وكل أولئك الذين هدموا الجدران وفتحوا أمام الذاهبين إلى الجلوس على مقاعد البرلمان طريقا إلى التمكن.

«٥»

الإسلام لم ولن يكون محل تنازع بين المصريين، فحتى المسيحيون الشرقيون ديانة هم مسلمون ثقافة وأغلبيتهم تقر بهذا وترى فى اعتراف الإسلام بالأديان السماوية السابقة عليه نقطة التقاء يجب تعزيزها. والإسلام، دين عظيم خاتم، ليس حكرا على أحد ليتكلم باسمه ويحتكر خطابه، وكثير ممن ينتقدون أو يتحفظون على أداء من يتخذون من الإسلام أيديولوجية لهم ليسوا خائفين من الدين لكن خائفون على الدين.

«٦»

ما اختلى «عسكر» بـ«ثورة» إلا كان الشيطان ثالثهما. وما انفرد بها« فلول» على اختلاف ألوانهم وأصنافهم إلا واغتصبوها.

«٧»

السلطة الذكية هى التى تدع المستقبل يولد على أكف الحاضر من دون عنت ولا عناء. أما الغبية فتتباطأ وتراوغ وتتجبر حتى يؤخذ منها كل شىء عنوة، فتنقضى وتسقط وتصبح نسيا منسيا.

«٨»

الغضبة القادمة لن تجعل على أرض بلادنا من الظالمين المستبدين الفاسدين ديارا. فلا يعتقد الواهمون أن ثورتنا قد انقضت، ورست على شاطئ النهاية، بل ليعلموا أنها تلفظ الآن خبثها، وتفصل بين المؤمنين بها والرافضين لها وتعرى كل المنافقين، ثم تعود نقية جلية كماء هادر يجرف أمامه كل النفايات.

«٩»

الثورة كالبركان، ينفجر نارا تلظى ثم يهدأ لتصير حممه تربة خصبة ينبت فيها القمح، وتزهو الرياحين.

«١٠»

اللهم احفظ مصرنا العظيمة، ووفق أهلها الطيبين إلى إبصار قيمتها وقامتها، فيأخذوا بيدها، ويرفعوا هامتها بين الأمم، لتصير دوما منارة للعالمين

No comments:

Post a Comment