Tuesday, October 4, 2011

صعوبة تبرئة مبارك

  عماد الدين حسين
 

ومن قال إن شهادة المشير حسين طنطاوى يمكن أن تبرئ حسنى مبارك من تهمة قتل الثوار والمتظاهرين فى ثورة 25 يناير؟!.

السذج وضعاف النفوس ومن فى قلوبهم مرض يقولون ذلك أو يحاولون الربط بين شهادة المشير وتبرئة مبارك.

وقبل أن ندخل فى الموضوع نؤكد أن الكلمات السابقة والتالية هى تعليق على تصريحات المشير طنطاوى فى الفيوم أمس الأول وليس على شهادته أمام محكمة الجنايات فى قضية اتهام مبارك بقتل الثوار والمحظور النشر فيها بقرار من النائب العام.

 من حق المشير أن يشهد بالحق، ومن حق الشعب أيضا أن يعرف من الذى قتل ثواره وأبناءه.

السؤال الجوهرى لم يكن هو: هل مبارك طلب من الجيش قتل المتظاهرين أم لا ولكن السؤال هو: من الذى قتل المتظاهرين ومن الذى أعطاهم الأمر بذلك ثم ــ وهذا هو الأهم ــ من الذى يتحمل المسئولية؟.

 بلغة القانون لدينا أكثر من 800 جثة لشهيد سقطوا أثناء الثورة ونريد كشعب أن نعرف من القاتل ومن المدبر ومن المحرض حتى يمكن القصاص منه؟!.

 وحتى يطمئن الناس الذين يتعاملون مع المحكمة والثورة بالقطاعى ويوما بيوم بل وشهادة بشهادة واحيانا كلمة بكلمة نقول لهم إن هناك مسئولية سياسية رئيسية يتحملها مبارك ولا يمكنه أن يفلت منها مهما حاول.

 انسوا حكاية شهادة المشير وتعالوا نفترض جدلا أن حبيب العادلى شخصيا طلب الكلمة من القاضى وقال له إن «مبارك برىء وأنه لم يأمرنى بالمرة أن أطلق النار على المتظاهرين، وأننى أنا شخصيا الذى طلبت من المساعدين وبقية قيادات الشرطة أن يفعلوا ذلك، وأننى أنا الذى طلبت من القناصة أن يصوبوا على رءوس وصدور الثوار».

 حتى لو قال العادلى ذلك حرفيا، فإنه لا يستطيع أن يبرئ حسنى مبارك سياسيا.

مبارك مسئول عن أفعال العادلى مثلما هو مسئول سياسيا عن أى فعل لأى موظف فى أى ركن بمصر.

الثورة كانت مشتعلة وتذاع على الهواء مباشرة، والمؤكد أن مبارك لديه جهاز تلفاز فى منزله أو فى قصره يستطيع عبره أن يعرف ماذا يحدث فى البلد التى يحكمها.

 مبارك وعبر ما تسرب من التحقيقات معه أثناء وجوده فى شرم الشيخ قال انه شاهد موقعة الجمل فى التليفزيون مثله مثل أى مشاهد وضحك عندما سمع اسم المعركة!.

 القضية باختصار أن أى شهادة مهما كان صاحبها يصعب تماما أن  تبرئ مبارك، وحتى شهادة المشير ليست هى مربط الفرس.. المهم ألا يتم استخدامها فى سياق جديد لمحاولة إخراج مبارك من القضية برمتها.

 مرة أخرى السؤال الصحيح هو: من الذى أعطى الأمر بإطلاق النار ومن الذى يتحمل ذلك، وليس من الذى لم يعط الأمر لطرف معروف مسبقا أنه قرر ألا يطلق الرصاص على المتظاهرين.
 لو كنت مكان أنصار و«أبناء» مبارك لتريثت كثيرا فى الفرح والابتهاج.. المشوار طويل والقضاء لم يقل كلمته بعد.. والأهم أن الشعب لن يقبل بكبش فداء فى هذه القضية تحديدا

No comments:

Post a Comment