Saturday, October 8, 2011

بعد 38 عاما.. الثورة تعيد النصر لأبطال أكتوبر الحقيقيين



في مثل هذا اليوم، في تمام الساعة الثانية ظهرا، وقبل 38 عاما بالتحديد، تحرك آلاف الجنود المصريين صوب الحرية، محققين إعجازا تاريخيا غير مسبوق، بعدما تمكنوا من استرداد أرضهم واستعادة عزتهم.

وكان للضربة الجوية التي قادها الرئيس السابق محمد حسني مبارك، تأثير كبير في تحقيق نصر أكتوبر المجيد، واستطاعت أن تمهد لجحافل الجيش المصري حتى تتمكن من دخول سيناء واستعادتها، بعد أن شلت حركة العدو وأربكته.

هذه حقيقة يسلم بها الجميع، إلا أن أجيالا من شباب مصر، نشأت وهي لا تعرف عن حرب أكتوبر، إلا هذا الجانب، الضربة الجوية، بعدما اختزل الإعلام "المنافق"، "المضلل"، على مدى ثلاثين عاما، حرب أكتوبر التي أبهرت العالم، في الضربة الجوية، بل وتمادى حتى تم اختزالها في شخص الرئيس المخلوع، وأصبحت تلك الأجيال لا تعرف إلا أن "أكتوبر هي مبارك.. ومبارك هو أكتوبر"!! فقد عمد الإعلام "المباركي" إلى تجاهل أبطال حقيقيين صنعوا الخطط ونصحوا للانتصار وسعوا للحفاظ عليه، أبطال لم يعطهم التليفزيون المصري دقيقتين ليذكر دورهم الذي بدونه لما كان النصر ولما كانت الأغاني الوطنية التي يشدو بها ذلك التليفزيون الحكومي.

القوات المسلحة المصرية، بها أسلحة مشاة ومدفعية وبحرية ومظلات وصاعقة وغيرها، إلى جانب سلاح الطيران، وكلها جميعا شاركت في الحرب وأبدعت وأنجزت وأبهرت الجميع، بالإضافة إلى خطة محكمة، استطاعت أن تحقق على الأرض ما لم يتخيله أعتى المحللين العسكريين، كما كان للخداع الاستراتيجي الذي قاده الرئيس الراحل أنور السادات بدهائه، دور لا يستطيع أحد إنكاره أو تجاوزه.

إذا، أكتوبر، لم تكن سلاح الطيران وحده، ولا الضربة الجوية تحديدا، ولا مبارك شخصيا، بل كانت كل هذه العوامل وقبل كل ذلك، توفيق من الله الذي شاء للمصريين أن يستعيدوا أرضهم وترد لهم كرامتهم وعزتهم.

اليوم، تحتفل مصر الثورة، بأول ذكرى لأكتوبر، ودون مبارك، المحبوس على ذمة قضية قتل المتظاهرين، وهنا يجب ألا ننكر أن مبارك رغم كل شيء، هو صاحب الضربة الجوية، وفي نفس الوقت وهو "راعي" موقعة الجمل، هو من قتل الإسرائيليين في أكتوبر، وأمر بقتل المصريين في يناير، هو من رفع رأس مصر بمشاركته في النصر، وهو من أهانها في الأقسام السجون والمعتقلات، هو من بدأ حكمه بجملة: "الكفن مالوش جيوب"، وأنهاه بجملة: "باقي حتى آخر نفس يتردد"!

"الدستور الأصلي" بهذه المناسبة، قرر مشاركة قراءه التعرف على أبطال أكتوبر الذين اندثر ذكرهم طوال حكم الرئيس المخلوع، سواء عن عمد أو بسبب الانشغال بنفاق صاحب الضربة الجوية.

وعلى رأس هؤلاء الأبطال: الفريق سعد الدين الشاذلي، والمشير أحمد إسماعيل، واللواء عبد الغني الجمسي، والعميد إبراهيم الرفاعي، والرقيب أول محمد عبد العاطي "صائد الدبابات"، وليعرف شبابنا، أن أكتوبر، هي مصر ورجالها الأبطال جميعا الذين أبهروا العالم، وفاجئوا الجميع، حتى المصريين أنفسهم! ونعتذر للقراء، عن عدم قدرتنا على تكريم آلاف الأبطال الذين ضحوا بدمائهم في سبيل هذا الوطن الذي ثار أبنائهم وأحفادهم من أجل الحفاظ عليه.

No comments:

Post a Comment