Saturday, January 23, 2016

الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد (الشرطه) الثورة: ومازلت القصة مستمرة

الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطه الثورة
ومازلت القصة مستمرة


أعيد اليوم نشر مقالي السابق نشرةعشية 25 يناير 2011، فبعد ان كسر الشعب المصري حاجز الخوف في 2011، عاد الانقلاب الغاشم ليفرضه عليه من جديد، ولعل من لم يدرك بعد خطورة الاستسلام يفيق ويعود لصوابه.
قد يحوي المقال على بعض الافكار التي لا تصلح اليوم، كالنقل عن كتاب سقطوا ومخاطبة فئات سقطت، إلا ان الفكرة مازلت قائمة. والثورة لن تموت.
المقال نشر هنا في 23 يناير 2011


بقلم: محمد شريف كامل*

23 يناير 2011


لم يتصور أحد أن تونس المحكومة بنظام فاسد بقبضه من الحديد والنار، قد يثور شعبها وتنجح ثورته فى إسقاط ذلك النظام، أو على الأقل فى الوقت الحاضر طرد رأس الفساد أو زعيم العصابة كما أسماه أستاذنا، فهمى هويدى فى إحدى مقالاته الشيقة.

ولكنها نجحت وتسير بخطى منتظمة فى الدفاع عن نجاحها وتحقبق الحلم، فما السر فى ذلك النجاح؟

هناك مجموعة من العوامل أدت إلى ذلك:  

أولها خلع رداء الخوف، فالخوف من بطش النظام هو أخطر أمراض الشعوب حيث يكمن كل فرد خلف باب داره يوسوس لنفسه كيف لو أنه أو لو أن أحد من أبنائه خرجوا للشارع سوف يصيبهم ما أصاب أخرون من السجن والتعذيب والقتل، ونسى هؤلاء أن ضحايا الفساد من جوع وإرهاب حكومى هم أكثر بكثيرمن ضحايا الكوارث الطبيعية وأن الخوف هو طريق الإمتهان.

وهنا يأتى العامل الثانى: الإمتهان وهو أن يقبل الإنسان أن يهان فيصيبه الوهن ويصبح معتادا عليه فيقبل الإهانة من مدرسه فى المدرسة، من بلطجى الحى،من رجل الشرطة وحتى يصل به الحال ليتقبلها من أى شخص تخول له نفسه أن يستخدم المقولة الشائعة فى مصر الأن "إنت ما تعرفش أنا إبن مين؟" والمستخدم لإستضعاف الطرف المخاطب. فالقبول بالمهانه هو قبولا بتردى العيش والبعض يقبلها بحكم أكل العيش، وحتى لا يفصل من عمله فعليه قبول إهانة رئيسه فى العمل.

ونصل بذلك إلى العامل الثالث: وهو أكل العيش، وهذا أمر من أمور االحياة الأساسية وخاصة لمن هو مسئول عن أسرة فى ظروف إقتصادية صعبة كما هوالحال فى مصر حيث تستنزف الطبقة الوسطى ويتم تحويل الشعب المصرى إلى أغنياء وفقراء، وما تبقى من الطبقة الوسطى يصارع بكل الوسائل ليخرج منها لأنه لو لم ينتقل لزمرة الأغنياء فسوف يغوص فى عناء الفقراء. وذلك لأن نموذج الحكم فى مصر قائم على أساس القضاء على الطبقة الوسطى والتنمية لصالح الأغنياء فقط.

ولم يدرك غالبية الشعب أن الصراع للوصول إلى طبقة الأغنياء هو صراع قذر مبنيا على فكرة البقاء دون أى مبادئ، حيث يقبل الإنسان التنازل عن كل شئ تنازلا يبدأ بسياسة (الخطوة خطوة) التى تبدأ بالتنازل المقبول من حيث الشكل، ثم لا تجد مفرا من أن يتبعه التنازل تلو الأخر للحفاط على مكاسب التنازل الأول، ولا تتوقف التنازلات، فطريق التنازلات طريق بلا عودة.

ويجلب ذلك قبول المهانة ويلبسنا رداء الخوف لتصبح العوامل الثلاثة هى سلسلة متشابكة لا نعرف أيهم جلب الأخر وتتشابك المصالح مع الخوف والمهانة وتصبح هى سنة حياتنا اليومية حتى أن البعض بدأ يروج لبعض الأقاويل مثل أن طاعة ولى الأمر مبدأ إسلامى، وأخر يقول "صلوا من أجل الرؤساء والسلاطين لكى نعيش حياة هادئة مطمئنة" وكلاهما قول حق يراد به باطل بإستعماله فى غير موضعه وتناسى الجميع أن أعظم الجهاد هو كلمة حق فى وجه سلطان جائر.

ونسى الجميع أن ما نملكه اليوم قد نفقده بالغد لأن تمسكنا بهذه العوامل الثلاثة قد أطاح بكثير من القيم وأول ما أطاح به هو الأخلاق وتناسينا قول أمير الشعراء أحمد شوقى "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، وأعلى درجات الخلق الطيب تتمثل فى رفض المهانة ومساندة المحتاج ورفض الظلم، وليس كما يتصور بعض السذج، أن حل مشاكل مصر تكمن في (التوقف عن البصق فى الطريق العام)، نعم هو عمل غير لائق ولكنه ضمن منظومة عامة لا تصلح إلا بصلاح المجتمع ككل.


ولنستمع إلى حديث والده الشهيد خالد سعيد:

 وإن كان غالبية الشعب لم يدرك ذلك فإن النظام القائم على الفساد والظلم لم يعى الدرس،  وهذا طابع الفساد فإنه يعمى المفسدين، حتى أن بعض أبواق الأنظمة الفاسدة تصور واهما أنه يمكن منع الثورة بتخفيف بعض الأعباء الإقتصادية، وهو ما تناقلته وكالات الأنباء على لسان السيد عمرو موسى أمين جامعة الأنظمة العربية.

وكأن منع الثورة هو فى حد ذاته هدف وأن الطريق لذلك هو بتحفيف الأعباء ولو بشكل مؤقت متجاهلين حقيقة أن الأوضاع الإقتصادية لا تتحسن إلا بالتنمية وأن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق فى ظل الفساد ولذا فقد باتت الثورة فى حد ذاتها هدفا و أن منعها أو تأجيلها هو لمصلحة الفساد والمفسدين، وأنه والحال كذلك فقد أصبح التغييرمن داخل النظام هوأمر مستحيل وغير مرغوب فيه لأنه إذا حدث فسوف يستبدل فساد بفساد أخر.

ولذا كان نداء 25 يناير والذى لا يعلم أحد مصدره أو من هو صاحب فكرته لكننى سوف أدعى فهمه وأعيه واؤيده لعبرة نستعرضها هنا.

فـ25 يناير هوعيد الشرطة ولكن للأسف فإن الكثيرمنا لا يعرف لماذا سمي هذا اليوم عيدا للشرطة، ففى ذلك اليوم منذ 59 عاما، فى يناير 1952 رفضت الشرطة المصرية الإستسلام لقوات الإحتلال البريطانى، فرفضت حين ذلك عوامل الذل الثلاثة الكامنة فى أكل العيش وإن كان الثمن هوالمهانة ونزعت رداء الخوف فقاومت جيش قوى الإحتلال باسلحة يدوية بدائية فكان عيد الشرطة. (لمذيد من المعلومات عن عيد الشرطة  

ولذا ففى ذلك اليوم يجب أن يخرج كل المصريون إلى الشارع ليذكروا الشرطة المصرية بما قامت به فى مواجهة البطش وليطلبوا منها أن تقف مع الشعب ضد الظلم وأن ترفض تنفيذالأوامر الصادرة لها لقمع التظاهرات وترويع المعارضة.

إن دور الشرطة الحقيقى هو حماية لأمن، أمن المواطن، وليس أمن النظام. فهل ينجح الشعب والشرطة فى الوقوف صفا واحدا ضد الفساد وهل تتخلى الشرطة عن الدور الذى رسم لها فى قمع الشعب.

أهذا حلم ؟.... نعم إنه حلم ولكن هل ولدت الحقيقة إلامن رحم الأحلام، فلنحلم سويا ولنعمل سويا ليولد فجر جديد لأمتنا العربية، وليكن لنا فى شعب تونس مثلا  وكل عام وشرفاء الشرطة المصرية بخير.


No comments:

Post a Comment