وفق سياسيين ومحللين مصريين
تحالف الثوار والفلول تلويث للثورة المصرية
مع تصاعد حدة الصراع السياسي بين التيارات المؤيدة للرئيس المصري محمد مرسي ومنافسيهم عقب إصدار الإعلان الدستوري الأخير، يبدو أن القوى السياسية لجأت إلى "خلطة" جديدة ضمت بها بعضا من رموز النظام السابق، لتشكيل ائتلاف أقوى في مواجهة الإسلاميين.
وشهدت الأيام الماضية تواتر أنباء عن لقاءات جمعت قوى سياسية ورموزا ثورية بعدد من الذين يطلق عليهم "فلول" النظام السابق، وهو ما فسره البعض برغبة القوى غير الإسلامية في تحقيق زخم جماهيري أكبر في مواجهة التيارات الإسلامية، في حين رأى آخرون أنه يمثل انقلابا من القوى الثورية على مبادئ ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي فهمي هويدي أن التحالف والتقارب بين رموز النظام السابق وبعض القوى الثورية بزعم الحشد في وجه تيارات "الإسلام السياسي" سيؤدي إلى اختراق المعارضة الحقيقية بسهولة، ومن ثم قيام الفلول بتحقيق المكاسب بل والتأثير في القرار السياسي.
ويضيف هويدي أن "الفلول هم أعداء الثورة ويمثلون خصما منها وليس إضافة لها، وأرى مشهد تحالفهم مع الثوار كأن إسرائيل مثلا تحالفت مع الفلسطينيين، فلنتخيل النتيجة".
خلط الأوراق
حذر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة من انخراط الفلول في القوى الثورية، حيث قال إن "رموز النظام السابق بدوا الآن وكأنهم يدافعون عن الديمقراطية، وهذا المشهد الذي كان مجسدا في مؤتمر نادي القضاة الذي ظهر فيه كبار الفلول وانخراطهم مع الجبهة الثورية سيمثل لهم شكلا من أشكال التطهر الظاهري على حساب الثوار الحقيقيين".
حذر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة من انخراط الفلول في القوى الثورية، حيث قال إن "رموز النظام السابق بدوا الآن وكأنهم يدافعون عن الديمقراطية، وهذا المشهد الذي كان مجسدا في مؤتمر نادي القضاة الذي ظهر فيه كبار الفلول وانخراطهم مع الجبهة الثورية سيمثل لهم شكلا من أشكال التطهر الظاهري على حساب الثوار الحقيقيين".
وأضاف "لذلك أتمنى من القوى الثورية أن تنأي عن مثل هذه الشخصيات لأن هذا سيشكل خطورة كبيرة على المعارضة الحقيقية ويشوه صورتها أمام الجماهير، وأحذر من خلط الأوراق ومن تلويث ثوب الثورة المصرية".
في المقابل، قال الكاتب اليساري عبد العال الباقوري إنه لا يوجد دليل قاطع علي تعاون بين القوى الثورية والفلول، ويضيف "لم أر تحالفا واضحا بين الثوار والفلول، وحتى لو حدث هذا فأنا أعتقد أن السبب في ذلك هو الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين".
وأضاف الباقوري "إذا كان الإخوان يتحدثون عن تحالف بين الثوار والفلول فأقول لهم ما رأيكم في تعاونكم بعد الثورة مع عمرو موسى الذي عمل وزيرا للخارجية في عهد مبارك على مدى عشر سنوات؟ هل أصبح من الفلول الآن ولم يكن كذلك من قبل؟".
ضد الإخوان
ووجه الباقوري انتقادات شديدة إلى الإخوان، وقال إنهم يجيدون التلاعب وزرع الخلافات "ورغم أني لست مع تحالف الثوار مع رموز النظام السابق إلا أني أراه ضروريا لأن الخصم واحد".
ووجه الباقوري انتقادات شديدة إلى الإخوان، وقال إنهم يجيدون التلاعب وزرع الخلافات "ورغم أني لست مع تحالف الثوار مع رموز النظام السابق إلا أني أراه ضروريا لأن الخصم واحد".
وسار المؤرخ اليساري عاصم الدسوقي في نفس الاتجاه حيث قال إن "السياسة لا تقوم على الأخلاق، وتكوين جبهة ثورية قوية ومستديمة أمام الإخوان المسلمين يستلزم ضرورة تحالف الثوار مع الفلول لأن التناقض بين الجبهتين هنا سيصبح ثانويا حيث الخطر المشترك".
أما الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية يسري العزباوي فيعتقد أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس قبل أيام وضع بعض القوى الثورية في مأزق الخضوع لهذا الإعلان أو التحالف مع الفلول، فاختار الحل الأخير ولكن بشكل غير صريح، وذلك في سابقة تحدث للمرة الأولى بعد الثورة.
وأضاف العزباوي أن "القوى السياسية منقسمة ولا تكف عن تبادل الاتهامات، ولذلك أعتقد أن إدخال الفلول إلى المعادلة من شأنه أن يزيد الأمر سوءا ويؤدي إلى المزيد من الخلافات خصوصا داخل قوى المعارضة كما أنه سيثير سخط قطاعات كبيرة من الشعب المصري عليهم".
No comments:
Post a Comment