(لقد كانت حرب الاستنزاف والتي بدأت قبل نهاية يونيو 1967 هي البدايه الحقيقيه لإنتصار1973،
ذلك الإنتصار الذي باعه من خان دماء أبناء مصر وحول إنتصاره إلي سلعه أضاعة 37 عام
من عمر أمتنا العربيه، ولقد أنهت ثوره 25 يناير عصر التدليس الذي زعم الأقزام أنهم
عمالقه وحاولوا طمس حقيقه أبطانا الحقيقيين)
حرب الاستنزاف.. الطريق إلي اكتوبر .. إسرائيل تفقد40 طيارا و827
قتيلا و 3141 جريحا وأسيرا
سيبقي
انتصار أكتوبر المجيد في الذاكرة تجسيدا لكفاءة المقاتل المصري, ورمزا خالدا
يفتخر به كل عربي, ومهما تباعدت السنون لن ينسي الجيش الإسرائيلي مرارة الهزيمة .
وقسوة
المفاجأة.39 عاما مرت علي يوم السادس من أكتوبر عام..1973 وماتزال الأسرار تتوالي
عن خطط واستعدادات هذه الحرب الضارية التي أبهرت العالم بأسره, وأعادت إلي الأمة
مجدها وعزتها. وفي هذه المناسبة يبدأ الأهرام في نشر سلسلة من التقارير والموضوعات
والحوارات عن أكتوبر, يكشف فيها عن خفايا وأسرار جديدة, ويرصد أهم العلاقات
المضيئة التي أنارت الطريق, وفي مقدمتها خطة الحرب, وعنصر المفاجأة والبراعة في
استخدام كل الأوراق المتاحة في أيدي العرب. قد يتصور البعض أن كل المعلومات
والأسرار قد نشرت عن أكتوبر, غير أن الحقيقة تشير إلي أنه لايزال هناك الكثير من
الأسرار التي لم يكشف عنها.
تعد حرب الاستنزاف أطول الحروب بين العرب وإسرائيل, وهي أول صراع مسلح تضطر اسرائيل فيه إلي الاحتفاظ بنسبة تعبئة عالية ولمدة طويلة وهو ما ترك آثاره السلبية علي معنويات الشعب الإسرائيلي واقتصاد الدولة خاصة أن قادة اسرائيل كانوا قد سبق لهم الإعلان للإسرائيليين أن حرب 67 هي آخر الحروب.
وقد نشرت المجلة العسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية فقدت خلال حرب الاستنزاف أربعين طيارا و827 فردا في القوات البرية و 3141 ما بين جريح وأسير.
وفي المجال الاقتصادي زاد حجم الانفاق العسكري بما مقداره 300 في المئة تحملها أفراد الشعب الاسرائيلي حيث بلغ نصيب الفرد 417دولارا في عام 1970 بينما كان 168 دولارا في عام.1966 أما عن الجانب المصري فلم يكن يهتم إلا بالتدريب الجاد الشاق للوصول إلي أعلي درجات الكفاءة القتالية انتظارا للحظة الحسم, وهو ما جعل الخبراء يؤكدون أن لولا حرب الاستنزاف لاستمر الحال علي ما هو عليه, ولكن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية استطاعت من خلال عمليات الاستنزاف التعرف علي كل قدرات وإمكانات العدو في مختلف الأسلحة سواء الجوية أو البرية أو البحرية والمدرعات والمدفعية ووسائل الدفاع الجوي.. وهو ما مكن القوات المصرية من تطوير أداء ومعدلات السلاح الذي تملكه فكانت المفاجأة الكبري التي أذهلت العالم في أكتوبر 1973 .
تعد حرب الاستنزاف أطول الحروب بين العرب وإسرائيل, وهي أول صراع مسلح تضطر اسرائيل فيه إلي الاحتفاظ بنسبة تعبئة عالية ولمدة طويلة وهو ما ترك آثاره السلبية علي معنويات الشعب الإسرائيلي واقتصاد الدولة خاصة أن قادة اسرائيل كانوا قد سبق لهم الإعلان للإسرائيليين أن حرب 67 هي آخر الحروب.
وقد نشرت المجلة العسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية فقدت خلال حرب الاستنزاف أربعين طيارا و827 فردا في القوات البرية و 3141 ما بين جريح وأسير.
وفي المجال الاقتصادي زاد حجم الانفاق العسكري بما مقداره 300 في المئة تحملها أفراد الشعب الاسرائيلي حيث بلغ نصيب الفرد 417دولارا في عام 1970 بينما كان 168 دولارا في عام.1966 أما عن الجانب المصري فلم يكن يهتم إلا بالتدريب الجاد الشاق للوصول إلي أعلي درجات الكفاءة القتالية انتظارا للحظة الحسم, وهو ما جعل الخبراء يؤكدون أن لولا حرب الاستنزاف لاستمر الحال علي ما هو عليه, ولكن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية استطاعت من خلال عمليات الاستنزاف التعرف علي كل قدرات وإمكانات العدو في مختلف الأسلحة سواء الجوية أو البرية أو البحرية والمدرعات والمدفعية ووسائل الدفاع الجوي.. وهو ما مكن القوات المصرية من تطوير أداء ومعدلات السلاح الذي تملكه فكانت المفاجأة الكبري التي أذهلت العالم في أكتوبر 1973 .
رأس العش... أول مواجهة فعلية
تعتبر معركة رأس العش معركة الصمود الأولي فيحرب الاستنزاف حيث إن أحداثها وقعت بعد قرار وقف إطلاق النار في9 يونيو67 بثلاثة أسابيع فقط بين القوات المصرية والإسرائيلية للسيطرة علي مدينة بور فؤاد في الطرف الشمالي لقناة السويس.
وعن طريق عناصر الاستطلاع ثم اكتشاف مدق ترابي صالح للتحركات يمتد شرق قناة السويس مباشرة من بور فؤاد شمالا حتي القنطرة شرقا وجنوبا. وهو اتجاه مهم ممكن أن يستغله العدو للوصول إلي مدينة بور فؤاد والاستيلاء عليها باعتبارها المكان الوحيد داخل سيناء وشرق القناة الذي لم تصل إليه القوات الإسرائيلية.
ولهذا صدرت الأوامر الي كتيبة الصاعقة بقيادة الرائد السيد الشرقاوي في ذلك الوقت ــ برص الألغام في المناطق الحيوية واتجاهات الاقتراب المحددة والمتوقع وصول العدو عن طريقها وبمنطقة رأس العش عند الكيلو 14 الكاب ــ التينة شرق القناة حيث تمكنت عناصر من الكتيبة بالتعاون مع مفرزة من المهندسين العسكريين في تنفيذ مهمة رص الألغام ليلا.
وكان طابور من القوات الإسرائيلية بمجنزراته ومعداته قد سبق له التقدم إلي الغرب من منطقة رمانة علي الساحل الشمالي لسيناء وبمحاذاة البحر المتوسط إلي أن وصل الي المنطقة المستهدفة بنحو 15 مترا شرق بور فؤاد فاصطدم بحقل ألغام سبق لقواتنا زرعه وكان يسد الطريق الضيق المحصور بين ساحل البحر في الشمال وملاحات سهل الطينة جنوبا واتخذ العدو لقواته مواقع دفاعية أمام حقول الألغام هذه وقام بتجهيز دفاعاته هناك وتحصينها.
تعتبر معركة رأس العش معركة الصمود الأولي فيحرب الاستنزاف حيث إن أحداثها وقعت بعد قرار وقف إطلاق النار في9 يونيو67 بثلاثة أسابيع فقط بين القوات المصرية والإسرائيلية للسيطرة علي مدينة بور فؤاد في الطرف الشمالي لقناة السويس.
وعن طريق عناصر الاستطلاع ثم اكتشاف مدق ترابي صالح للتحركات يمتد شرق قناة السويس مباشرة من بور فؤاد شمالا حتي القنطرة شرقا وجنوبا. وهو اتجاه مهم ممكن أن يستغله العدو للوصول إلي مدينة بور فؤاد والاستيلاء عليها باعتبارها المكان الوحيد داخل سيناء وشرق القناة الذي لم تصل إليه القوات الإسرائيلية.
ولهذا صدرت الأوامر الي كتيبة الصاعقة بقيادة الرائد السيد الشرقاوي في ذلك الوقت ــ برص الألغام في المناطق الحيوية واتجاهات الاقتراب المحددة والمتوقع وصول العدو عن طريقها وبمنطقة رأس العش عند الكيلو 14 الكاب ــ التينة شرق القناة حيث تمكنت عناصر من الكتيبة بالتعاون مع مفرزة من المهندسين العسكريين في تنفيذ مهمة رص الألغام ليلا.
وكان طابور من القوات الإسرائيلية بمجنزراته ومعداته قد سبق له التقدم إلي الغرب من منطقة رمانة علي الساحل الشمالي لسيناء وبمحاذاة البحر المتوسط إلي أن وصل الي المنطقة المستهدفة بنحو 15 مترا شرق بور فؤاد فاصطدم بحقل ألغام سبق لقواتنا زرعه وكان يسد الطريق الضيق المحصور بين ساحل البحر في الشمال وملاحات سهل الطينة جنوبا واتخذ العدو لقواته مواقع دفاعية أمام حقول الألغام هذه وقام بتجهيز دفاعاته هناك وتحصينها.
سرية صاعقة.. والمستحيل
ومع انسدال ستار ظلام ليلة 30 يونيو 67 , قامت قوة للعدو تقدر بكتيبة مشاة ميكانيكي ومعها سرية دبابات بعدد 10 دبابات بالإضافة لعناصر المدفعية والمهندسين ومعاونة سرب مقاتلات قاذفة تتقدم من القنطرة شرق في اتجاه الجنوب إلي بور فؤاد شمالا علي هذا المدق الترابي الموازي للضفة الشرقية لقناة السويس, ولم يستمر تقدمها كثيرا, فبمجرد وصولهاه عند موقع رأس العش اصطدمت هذه القوة بمفاجأة لم تحسب لها من قبل حيث ظنت أنها الآن في نزهة للاحتلال والسيطرة علي مواقع قوات منسحبة لن تقوم لها قائمة ودون توقع أي نوايا عدائية من جانب قواتنا, إلا أنها وقعت فريسة قتال عنيف من فصيلة الصاعقة التي كانت بانتظار وصولها وأعدت لها الكمائن واشتبكت معها بالنيران كأول مواجهة فعلية منذ حرب يونيو التي انتهت منذ أقل من ثلاثة أسابيع.
6 ساعات هي فترة القتال الفعلي من جانب قوة فصيلة الصاعقة المحدودة, أرغمت بعدها قوات العدو علي شل حركتها وتذوق مرارة الانسحاب أمام هذا الموقع, ولم ترتفع لهم ماسورة دبابة معلنة ضربها لهدف ما, ولم تمتد يد فرد منهم لسلاحه ولم ترتفع لهم راية انتصار, بل علي العكس ارتفعت أصوات بكاء أفراد الكتيبة المعادية كأطفال فقدوا الإحساس بالأمان, ومع صرخاتهم التي دوت في قلوبهم دوي الخوف والجزع من هذا المقاتل المصري الذي فاجئهم بعكس ما أخبرهم قادتهم عن هذا الجندي, وتناثرت أشلاء قتلاهم وانهمرت دماء جرحاهم أمام مقاتلي الصاعقة المصرية بأسلحتهم الشخصية علي الرغم من تفوق العدو في العدد والسلاح وتوفير الغطاء الجوي بسرب من المقاتلات القاذفة التي استطاع المقاتل المصري تحديها بفطنته وسرعة ملاقاته للعدو مباشرة في قتال متلاحم حرم فيه العدو من استخدام تفوقه الجوي وشل يده المتغطرسة.
بعد هذا اليوم البائس للقوات الإسرائيلية حاولت عدة مرات مستغلة تفوق قواتها الجوية تكرار الهجوم ظنا منها أن ما حدث من جانب القوات المصرية هو استثناء لن يتكرر ثانية إلا أنها في كل محاولة فاشلة يشتد يأسها من فكرة السيطرة علي هذا الموقع, حتي انمحت من مخططاتها تماما.
ولم تجرؤ قوات العدو بعد ذلك من مهاجمة الموقع الذي أصبح هو القدم الوحيدة للقوات المصرية في سيناء بفضل صمود رجاله في أول مواجهة حقيقية مع العدو. وخرجت قواتنا من معركة الصمود الأولي في رأس العش بالعديد من الدروس كان أهمها: هو ذلك الجندي المتمتع بالروح المعنوية العالية والمتشبث بموقعه بعناد لا تنزعه منه أية قوة بل يمكنه كسب معركة دفاعية وإحداث خسائر كبيرة في قوات العدو المتفوقة.
إغراق إيلات
بدأت وقائع معركة إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات سعت715 يوم 21 أكتوبر حينما تلقي مركز العمليات الدائم للقوات البحرية بلاغا تليفونيا عن رصد هدفين سطحيين علي اتجاه من 90 درجة الي55 درجة علي مسافات تتراوح بين13 - 15 ميلا من بورسعيد, وعلي الفور تم رفع درجة استعداد سرب لنشات الصواريخ من خلال تجهيز سربين من لنشات الصواريخ كل لنش مجهز بصاروخين سطح/ سطح وتزن رأس المدمرة للصاروخ واحد طن, وخروج اللنش الأول بقيادة النقيب بحري أحمد شاكر عبد الواحد واللنش الثاني بقيادة النقيب بحري لطفي جاد الله للإبحار والقتال بأمر قائد قاعدة بورسعيد وتم رفع حالة استعداد القاعدة بعدها أبلغ قائد القاعدة مركز العمليات بقيادة القوات البحرية بأن الهدف المرصود مازال موجودا بالمنطقة. وفي سعت1725 أطلق الصاروخ الأول من اللنش الأول اتجاه الهدف بعدها بثلاث دقائق أبلغ أركان حرب استطلاع قاعدة بورسعيد بأن الصاروخ أصاب الهدف وأن النار مشتعلة فيه وبعدها بدقيقة واحدة تم إطلاق الصاروخ الثاني علي نفس الهدف وأغرقت المدمرة الإسرائيلية إيلات. وبعد لحظات كانت المدمرة قد أصبحت كتلة من النيران ثم انفجرت بدوي هائل وانبعث منها وهج شديد وأخذت تهوي غارقة الي قاع البحر وعلي متنها أكثر من 250 فردا من قوات البحرية الإسرائيلية.
وفي رسالة توسل بعثت بها إسرائيل الي مصر عن طريق الجنرال أود يول قائد قوات الأمم المتحدة بالقدس قالت فيها: نناشدكم باسم الإنسانية الكف عن إطلاق النيران والمعاونة في إنقاذ الغرقي واستجابت مصر كعادتها لهذا النداء الإنساني حيث استمرت عمليات البحث والإنقاذ لأكثر من84 ساعة.. هذا في الوقت الذي كانت فيه الإذاعة الإسرائيلية تدعو للانتقام.. وفعلا.. قامت بعدها القوات الإسرائيلية في يوم 24 أكتوبر أي بعد انتهاء عملياتها في البحر والإنقاذ لقتلي وغرقي المدمرة مباشرة بالغدر والانتقام بضرب المدنيين بمدن وقري قناة السويس.. كما قصفت مصانع البترول بالزيتية ومصانع السماد في مدينة السويس وكانت هذه المدمرة مصدر فخر للأسطول الإسرائيلي وأقوي قطعة بحرية لديه.
وقد علق الخبراء العسكريون في جميع أنحاء العالم علي هذه المعركة بأن هذا الهجوم يعتبر الأول من نوعه في استخدام الصواريخ سطح/ سطح بهذه الكيفية وانبثقت عقيدة جديدة في الحرب البحرية.
قواتنا الجوية.. ومفاجأة يوليو 67 للطيران الاسرائيلي
وكانت قواتنا الجوية بعد يونيو 67 لا يسمح موقفها في ذلك الوقت بمواجهة العدو الجوي في الوقت الذي لم تكن فيه قواتنا من الدفاع الجوي قد تمكنت من ملء فراغ سماء المنطقة, ومع ذلك فقد أصدرت القيادة العامة تعليماتها للفريق مدكور أبو العز قائد القوات الجوية في تلك الفترة بالتصدي لهذه الطلعات الاستطلاعية, بالاضافة إلي منع العدو الجوي من فرض السيادة الجوية بهذا القدر, كما كان الهدف أيضا إثبات وجود الطيران المصري في ساحة القتال بعد خسائره الكبيرة في حرب الأيام الستة.
ولما حانت اللحظة الحاسمة وفي يوم 14 يوليو67 , قامت قواتنا الجوية بعملياتها الجريئة بمفاجأة قوات العدو الرابضة شرق القناة مركزة قذائفها ضد قواته جنوبا وفي المنطقة شرق السويس وعلي محاور الممرات الجبلية, وفي الحال انسحبت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية بعد أن فوجئت بهذا العدد الكبير من طائرات الميج 17 المصرية, بينما شوهدت قواته البرية تفر في اتجاه الشرق بعد أن تكبدت خسائر فادحة, الأمر الذي دفع بالعدو الجوي إلي التدخل بمقاتلاته ودارت معارك جوية خسر فيها طائرتين قبل أن ينسحب باقي التشكيل الجوي المعادي إلي الشرق
No comments:
Post a Comment