رحاب عبد الخالق
بالصور.. محطات في حياة عبد الناصر
http://rassd.com/photo-45
جمال عبد الناصر حسين سلطان على عبد النبي، وهو ثاني رؤساء مصر، ولد جمال عبد الناصر بالإسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 التي هزّت مصر، وهو من أصول صعيديه فكان به حميه الرجل الغيور المتغلب عليه عادات وتقاليد المجتمع المصري الطيب العريق وكان والده قد انتقل من قريته بني مر بمحافظة أسيوط؛ ليعمل وكيلا لمكتب بريد باكوس بالإسكندرية، وقد تزوج من السيدة "فهيمة" ابنة "محمد حماد" تاجر الفحم المعروف في المدينة.
وفي منزل والده رقم 12 "شارع الدكتور قنواتي" بحي باكوس ولد عبد الناصر في 15 يناير 1918، وقد تحول هذا المنزل الآن إلي متحف يضم ممتلكات جمال عبد الناصر في بداية حياته، وبعد حصوله على شهادة الثانوية من مدرسة النهضة المصرية بالقاهرة في عام 1937، التحق بالكلية الحربية، بعد أن قضى بضعة أشهر في دراسة الحقوق التي كان يتشوق لدراستها، ولم يكن طلاب الكلية يتجاوزن 90 طالبا، وبعد تخرجه من الكلية عام 1938، التحق بالكتيبة الثالثة بنادق، وتم نقله إلى "منقباد" بأسيوط؛ حيث التقى بأنور السادات وزكريا محيي الدين، وفي عام 1939 تم نقله إلى الإسكندرية، وهناك تعرف على عبد الحكيم عامر، الذي كان قد تخرج في الدفعة التالية له من الكلية الحربية، وفي عام 1942 تم نقله إلى معسكر العلمين، وما لبث أن نُقل إلى السودان ومعه عامر، وعندما عاد من السودان تم تعيينه مدرسا بالكلية الحربية، والتحق بكلية أركان الحرب، فالتقى خلال دراسته بزملائه الذين أسس معهم "تنظيم الضباط الأحرار".
وفي 29 يونيو 1944 تزوج جمال عبد الناصر من تحية محمد كاظم – ابنة تاجر من رعايا إيران – كان قد تعرف على عائلتها عن طريق عمه خليل حسين، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبد الحكيم وعبد الحميد، لعبت تحية دورا هاما في حياته خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط الأحرار، فقد تحملت أعباء أسرته الصغيرة - هدى ومنى - عندما كان في حرب فلسطين 1948، كما ساعدته في إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريين للعمل ضد القاعدة البريطانية في قناة السويس في 1951، 1952.
تولى ناصر السلطة في عام 1954، بعد الرئيس محمد نجيب، وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، التي كان من أهم نتائجها خلع الملك فاروق عن الحكم، وبدء عهد جديد من التمدن في مصر والاهتمام بالقومية العربية والتي تضمنت فترة قصيرة من الوحدة بين مصر وسوريا ما بين سنتي 1958 و 1961، والتي عرفت باسم الجمهورية العربية المتحدة.
كما أن عبد الناصر شجع عدد من الثورات في أقطار الوطن العربي وعدد من الدول الأخرى في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. ولقد كان لعبد الناصر دور قيادي وأساسي في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في سنة 1964 وحركة عدم الانحياز الدولية.
ومن أهم ما تم فى عهده هو تأميم قناة السويس وإنشاء السد العالي على نهر النيل، إنشاء بحيرة ناصر وهي أكبر بحيرة صناعية في العالم، وتأسيس منظمة عدم الانحياز مع الرئيس اليوغوسلافي تيتو والإندونيسي سوكارنو والهندي نهرو، وتأميم البنوك الخاصة والأجنبية العاملة في مصر، وإصدار قوانين الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية الزراعية والتي بموجبها صار فلاحو مصر يمتلكون للمرة الأولى الأرض التي يفلحونها ويعملون عليها وتم تحديد ملكيات الإقطاعيين بمأتي فدان فقط، وإنشاء التليفزيون المصري عام1960، وإبرام اتفاقية الجلاء مع بريطانيا العام 1954والتي بموجبها تم جلاء آخر جندي بريطاني عن قناة السويس ومصر كلها في الثامن عشر من يونيو 1956، وبناء إستاد القاهرة الرياضي بمدينة نصر(إستاد ناصر سابقا)، وإنشاء برج القاهرة، وإنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتوسع في التعليم المجاني على كل المراحل، وإنشاء أكثر من 3600 مصنع.
يعتبر عبد الناصر من أهم الشخصيات السياسية في الوطن العربي وفي العالم النامي للقرن العشرين والتي أثرت تأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمي.
وعرف عن عبد الناصر قوميته وانتماؤه للوطن العربي، وأصبحت أفكاره مذهبا سياسيا سمي تيمنا باسمه وهو "الفكر الناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلال فترة الخمسينيات والستينيات وحتى الان وجدير الذكر ان اليوم تم تحالف 4 احزاب تتبنى الفكر الناصري وهم: الكرامة، الناصري، الوفاق القومي، المؤتمر الشعبي، إلا أن هناك الكثير من الجدل حول قصص التعذيب بالسجون في عهده، وكذلك قصة الصراع على السلطة بينه وبين محمد نجيب، التي اشتعلت خلال شهري فبراير ومارس عام 1954، فبعد أن كان نجيب بعد اقل من شهرين من قيام الثورة يتولي اخطر ثلاثة مناصب في الدولة, وهي: رئاسة مجلس قيادة الثورة, ورئاسة مجلس الوزراء, والقيادة العامة للقوات المسلحة, تم عزله من منصبه لدرجة أن التاريخ لم يعد يذكر نجيب، حيث وضع عبد الناصر خطة منذ منتصف عام 53 لإزاحة نجيب عن السلطة بعد أن استنفد أغراضه منه وهو انجاح الثورة وتولي قيادتها وتوطيد دعائمها في المرحلة الأولي الخطيرة من مراحلها بفضل رتبته الكبيرة وتمتعه بثقة الجيش والشعب, مما أكسب الثورة مكانة واحتراما علي المستويين العربي والدولي.
وكانت أولي خطوات عبد الناصر لتحقيق غرضه في الحصول على كل أسباب القوة والنفوذ تمهيدا لانفراده بعد ذلك بالحكم, هو السيطرة علي مقاليد الأمور في القوات المسلحة باعتبارها العامل الحاسم في أي صراع يقع بينه وبين نجيب أو عند رغبته في التخلص من أحد زملائه أعضاء مجلس الثورة في المستقبل, ولذا حرص عبد الناصر قبل إعلان إلغاء الملكية وقيام الجمهورية في مصر في18 يونيو53 وتولي نجيب رئاسة الجمهورية أن ينتزع قيادة القوات المسلحة منه كي يتولاها صديقه الحميم وموضع ثقته الرائد عبد الحكيم عامر الذي أصر علي ترقيته من رائد إلي لواء دفعة واحدة, وبرغم المعارضة العنيفة التي واجهها عبد الناصر من اللواء نجيب، وبرغم تذمر بعض أعضاء مجلس الثورة وخاصة عبد اللطيف البغدادي لهذه الترقية، فإن عبد الناصر لجأ إلي كل الطرق والوسائل حتى نجح في أن يولي عبد الحكيم القيادة العامة, وكان أول قرار وقعه محمد نجيب بوصفه رئيسا للجمهورية هو الأمر الجمهوري رقم1 بتعيين عبد الحكيم عامر قائدا عاما للقوات المسلحة مع منحه رتبة اللواء.
وتوفي عبد الناصر في مثل هذا اليوم من عام 1970، وكانت جنازته عسكرية شعبية مهيبة، شارك فيها أغلب الجنسيات العربية حزنا على رحيله.
No comments:
Post a Comment