Friday, June 6, 2014

خطاب مفتوح للرئيس باراك اوباما من مركز العلاقات المصرية الأمريكية


٥ يونيو ٢٠١٤

فخامة الرئيس باراك اوباما،

بالنيابة عن مجلس إدارة و أعضاء مركز العلاقات المصرية الأمريكية نعرب لسيادتكم عن بالغ قلقنا إزاء توجه سياسة الإدارة الأمريكية نحو الأحداث بمصر. فقد جاء بيان البيت الأبيض بيوم ٤ يونيو ٢٠١٤ مخيباً لنا إذ أنه أكد على تعاون الإدارة الأمريكية مع نظام الجنرال السيسي دون تحفظ. نحن يا سيادة الرئيس نؤمن أن السيد عبد الفتاح السيسي  جاء إلى سدة الحكم ليس فقط عن طريق إنقلاب عسكري و لكنه جاء ليرسخ مبدأ الإقصاء السياسي بإستبعاد و إضطهاد أكبر فصيل سياسي ممثلاً في جماعة الإخوان المسلمين و حزبها المسجل قانونياً. لقد أخذتم على حكومة الرئيس مرسي اخفاقها في التعاون مع أطياف سياسية مصرية أخرى إلا أن النظام الجديد لا يختلف كثيراً عن توصيفكم السابق.إنه من المؤكد أن تكون مقاطعة المصريين و خاصة الشباب منهم لإنتخابات الرئاسة السابقة من دلالات رفض الشعب المصري لما يسمى بخارطة الطريق.

لقد كلف إنقلاب ٣ يوليو ٢٠١٣ الشعب المصري  آلاف من القتلى و الجرحى و المعتقلين السياسيين بالإضافة إلى ما يقرب من خمسين ألف مصاب. إن اللوم سيطول كل الحكومات و المنظمات الدولية التي ساندت أو تعاملت بتردد مع هذا الإنقلاب إذا إستمر هذا النظام الجديد في التصعيد و إراقة المزيد من الدماء المصرية، والذي من شأنه أن يؤثر على إستقرار المنطقة و على الدور الحيوي الذي تلعبه مصر كشريك إستراتيجي لتثبيت السلام بالشرق الأوسط. إننا و نحن نثمن الإشارة في بيان البيت الأبيض على إلتزام الإدارة المصرية بالشفافية و تحمل المسؤلية، فنحن نتطلع إلى أكثر من هذا. فالنظام الجديد لابد أن يقدم سياسة واضحة تؤدي إلى مصالحة شاملة تحفظ فيها حقوق الإنسان و ترسى فيه دعائم العدل لنصل إلى سلام إجتماعي في المستقبل القريب.

إننا و من كوننا مواطنين أمريكيين نتوقع أن تقود الإدارة الأمريكية سياسة خارجية من شأنها إعلاء قيم الديمقراطية و الحرية و العدالة الإجتماعية و التي لا يمكن أن تتحقق في ظل نظام دكتاتوري ينتهك أبسط حقوق الإنسان. و عليه فإننا نناشدكم أن تنحازوا إلى توجهات الشريحة العظمى من الأمركيين من أصول مصرية التي نمثلها في مساندة أي خطوات تبذل لتثبيت إستقرار إجتماعي بمصر قبل إعادة العلاقات الطبيعية مع النظام الحالي.

مع تحياتنا.

مجلس إدارة مركز العلاقات المصرية الأمريكية

د. صفي الدين حامد (رئيس)

No comments:

Post a Comment