Thursday, February 3, 2000

أقليات بقلم: محمد شريف كامل


أقليات
بقلم: محمد شريف كامل
3 فبراير 2000


العالم كله ملئ بالأقليات و كل مجتمع يعيش بالتوازن بين الأغلبية و الأقلية .  فالأغلبية بحكم وضعها لها حقوق لا تعارض و لا يجب ان تعارض من قبل الأقلية منها على سبيل المثال و ليس الحصر حقوق الأجازات و الأعياد الدينية و هذا لا يخالف مبدأ المساواه حيث لا يعقل أن تعطل الأعمال فى كل الأعياد لكل المواطنين و إلا تكون كل أيام الأسبوع أجازة , ولكن يبقى العرف السائد الذى يسمح للأقلية بالعطلة فى يوم عيدها و مناسباتها الدينيه . دون جدل يومى حول أمور  بديهية. وهذا معمول به فى غالب الدول المتحضرة  و هو 
جزء من التوازن الكامن بهدف المساواه و العدل بين الجميع .

و البعض يرفض تسمية الأقلية و الأغلبية عن جهل لمعنى التوصيف الذى لا يقلل من حقوق المواطنة لأى من الأغلبية أو الأقلية, لأنه توصيف و ليس تصنيف.  و حقوق المواطنة لا تنشأ من السلبية فى الحياة و عدم المشاركة فى الحياة العامة و  لكنها تنشأ من المشاركة فى العمل السياسى , و الغريب أن كثير من الأفليات إتبعوا منهج اليهود فى الإنعزال و رفض الإندماج فى المجتمع و نجد أنهم يشكلون نشاطات خاصة بهم ثم يلومون المجتمع على عدم إعتبارهم جزء منه و هم السبب الأساسي فى ذلك , فلا نجدهم فى الأحزاب السياسية و لا المجالس المحلية و لا الإجتماعات العامة يناقشون المشاكل العامة للمجتمع و لكنهم دائما يناقشون مسائلهم الخاصة و مشاكلهم الفئوية دون الحياه العامة حتى أن بعضهم يعتبر نفسه زائر علي المجتمع و ليس جزء منه  فيهجرون مجتمعاتهم ساعيين للعيش على النمط الصهيونى فى تكوين مجتمعات ترسم خطوط فاصلة حسب الدين فيعيش اليهود و المسيحيون و المسلمين كل فى دول منفصلة و يهجر الإنسان موطنه بالميلاد أو الوطن الإختيارى ليعيش فى مجتمع يكون  فيه أغلبية و من لا  يفعل يعيش بعقدة الإضطهاد حتى لو لم يكن موجود أو مفتعل ....

وهذا هو الحل السلبي الذى يعمل على تدمير المجتمعات و الذى يصعد  من  الحروب التي تنسب للدين و الدين منها برئ,  و يسعى بعض الجهلة لتفوية هذه الأمراض و يصبح داء فى المجتمعات لا يصلح معها حتى الإستئصال و تتراكم المشكلة و تتعقد  لأن البعد الديني هو الحد الذى لاعوده منه و لا قدرة على رأب الصدع من ورائه وهذا كان دور الصهيونية دائما و وفق ما رسم من بروتوكولات صهيون و ممارساتهم اليومية.

فالهدف هو إشعار كل الأقليات بالظلم و الإضطهاد حتى يثوروا على مجتمعاتهم أوينعزلوا فلا يحصلوا على
حقوقهم , إشعار الأغلبية بخطورة الأقليات  فيحاربوا كل تقارب و يعودون لمراحل الحملات العنصرية .
و هكذا يكون الشقاق داخل المجتمعات و معه يسهل لهم السيطرة عليها ففى الشرق الأوسط  و الأقصى يتم تقسيم الدول إلى دويلات صغييرة و فى الغرب يسيطرون على كل أجهزة الدولة تحت وهم حماييتها من الأقليات الغوغلئية و فى حالتنا العرب و الإسلام فى الغرب أو المسيحية فى بعض دول الشرق الأقصى .

الحل لكل ذلك هو أمران محد دان   :
أولهما :    فهم الدور الذى تلعبه الصهيونية بكل وسائلها المرئية و الخفية .
ثانيهما :   الإندماج داخل المجتمع و أن تصبح الأفليات جزء من النسيج و تجنب جانبا بعض الرغبات الفئوية غيرالضرورية و غير المنطقية و التى تؤثر بالسلب أكثر من تأثيرها بالإيجاب

إن الأقليات تملك فى داخلها مقومات بقائها و تستطيع فرض ذاتها على الأغلبية فرض مقبول بالمشاركة اليومية فى الحياة العامة بالتساوي وعدم أخذ مواقف إنفصالية  عن المجتمع ليست لها أى بعد قومى أو ديني غير العصبية القبلية بغير منهج أو منطق .

الأقليت تملك مقومات و أوراق العلاقة إما إدعاء الإضطهاد أو الإنعزال أو الإندماج و لكل أقلية أن تختار ما الذى يناسبها و يضمن بقائها جزء من المجتمع فعال قوي يبني ذاته من خلال بناء المجتمع أو يدمر ذاته و
المجتمع ,   هل نعي ماذا أمامنا ؟
  


No comments:

Post a Comment