Wednesday, February 16, 2000

ما الذى نحتاجه ؟ بقلم: محمد شريف كامل


ما الذى نحتاجه ؟

بقلم: محمد شريف كامل
16 فبراير 2000

ونشر في جريدة صدى المشرق مونتريال


لقد حاول العديد من قيادات الجالية الإجابة على ذلك السؤال و لكن للأسف لم يتفقوا و لم ينجحوا فإتجه كل واحد منهم فى إتجاهه لعمل ما، غالبا ما يفتقد التنسيق و لذلك كنا دائما جالية ضعيفة ممزقة .
والسبب فى غاية البساطة إننا جميعا مسئولون عن ذلك و لم نحاول البحث عن السبب الحقيقي و لم تخللص النية لذلك و كل منا متقوقعا داخل مشروعه الذى يتصور أنه قمة فى النجاح و أنه غاية أمل الجالية فى غربتها .
إن ذلك يرجع إلى عدة أشياء أهمها على ما أعتقد فقدان الرؤية المستقبلية و عدم وضوح الهدف من كل إعمالنا لأنه لو وضح الهدف الرئيسى و أبصرنا المستقبل كما نتمناه لأجبرنا أنفسنا على سماع أصوات العقل و التوحد معا ، و الأمر ليس بغريب علينا فحيثما نشأنا يعيش أهلنا ذات المأساه و التى تعود لفقدان الذاكرة .
نعم الأمر كذلك فشعب و جالية بلا ذاكرة لا تعرف ماضيها و لا تعرف تاريخها و مما نشأت و ما الذى حقق أسباب عزتها فى الماضى ، هى جالية غير قادرة على رؤية المستقبل الذى ينتج عنه تحديدالهدف الذى نسير نحوه .
لو تحقق كل ذلك لجلسنا جميعا و عملنا على توحيد كلمتنا و تحركنا ،  و سوف نكتشف يومها إننا جميعا على حق و لكن كل منا ينظر إلى أحد زوايا الهدف دون النظر إلى الصورة الشاملة و لذا كانت كل أعمالنا هامة و ضرورية و لكن ينقصها أن تتجمع معا فى صورة واحدة ، و لأن كل منا ينظر لزاوية مختلفة عن الأخر نعتقد أحيانا أننا متعارضين أو متضاضيين و تنشأ أحيانا العداوات التى لا حصر لها و هى جميعا تعود إلى ضيق الأفق الناتج عن الإصرار على النظر من زاوية واحدة ضيقة لا تسمح لنا بالشمولية فى رؤيتنا .
فالجميع بما يقومون به، يقومون بأعمال هامة و ضرورية لنا وتفتقد للتنسيق بينها ، فتفقد روح الجماعة و بذلك تفقد الكثير من الأهمية و يصبح العائد منها منقوص و الكثير من الجهد ضائع.
ليتنا نستطيع التخلى عن الرؤية الذاتية لنسمح لأنفسنا بالنظر من منظار جماعى يساعدنا على التخلص من الإنغلاق و يحقق لنا الإنفتاح الداخلى (داخل الجالية ) و من ثم النجاح و الإنفتاح و التفاعل العام داخل المجتمع ككل، مما يحقق الهدف الأمثل و هو التأثير الإيجابى حيث نتمكن من الحفاظ على الهوية و فى ذات الوقت تبادل الإيجابيات بين المجتمع و بيننا ،  فتتحقق المعادلة الصعبة التى طالما إختلف عليها الكثيرون و أدت بالبعض إلى الإنعزالية الذاتية التى لم تحقق لا   الإندماج الذاتى داخل الجالية و لا الإندماج الكلى فى المجتمع و تؤدى فقدان الهوية.
وكل  ذلك لن يتحقق إلا إذا نظرنا نظره شامله و تخلينا عن الذاتيه و الإنغلاق و حينئذ نستطيع أن  ننظر للمستقبل و يحق لنا أن نحلم بغد جميل مشرق ينتظر أبنائنا، وأعتقد أن هذا هو الهدف الحقيقى.


No comments:

Post a Comment