Saturday, November 30, 2024

الهيمنة الصهيونية بين التأييد الغربي والصمت العربي: الديمقراطيه الغربية الانتقائيه بقلم: محمد شريف كامل

 

الهيمنة الصهيونية بين التأييد الغربي والصمت العربي

أولا: الديمقراطيه الغربية الانتقائيه

 

بقلم: محمد شريف كامل*

30 نوفمبر 2024




كثيراً منا يشاهد ما يجري على أرض فلسطين وباقي الشرق الأوسط من الهيمنة الصهيونية، ويتعجب لأمرين هما التأييد الغربي والصمت العربي، وسأحاول هنا التعرض للأمرين بشكل مختصر أرجوا ألا يكون مخلا أو ينتقص من المضمون.

أولا: معالم التأييد الغربي


ويتفاوت قدر التأيبد الغربي من دولة لأخرى وذلك وفقا للدور العالمي والمصالح المرتبطة بالأنظمة المسيطرة على الشعوب الإسلاميه والعربيه، وقدرة تلك النظم على فرض إرادتها على تلك الشعوب، ولكي لندرك السبب الحقيقي وراء ذلك يجب ان نعود للوراء قليلا حيث ولدت الفكره الصهيونيه.


فمن المعروف تاريخيا ولكنه مهمل ومهمش إعلامياً، أن الحركه الصهيونيه لم تولد كحركه دينيه يهوديه، بل ولدت من قلب الفكر الإستعماري الإستيطاني مثلها مثل غزو الأمريكتين وأستراليا ونيوزيلاندا، الغزو الذي بدأ بما سٌمى بالإستكشاف، فمرحلة استكشاف الأمريكتين كانت محاولة تحمل كثيرا من الرغبة في إكتشاف موارد جديده مُولت وشُجعت بالرغبه الرأس مالية الغربيه في السيطرة على الأرض والموارد.

 

وعلى الجانب الأخر، ومع سقوط دولة الخلافة في الأندلس كانت عمليات إستكشاف وإستعباد أفريقيا وما تلاها من إنشاء أنظمة إستعماريه إحلالية أو ما يعرف بـ ((Replacement migration لتكون إستعباداً دائماً مثل ما كان في جنوب أفريقيا، وزيمبابوي وزامبيا ( المعروفتان باسم روديسيا سابقا).


وكان ذات الغرب الاستعماري يسعى دائما لإيجاد إستعمار دائم يفصل المنطقة العربيه ويؤكد عدم إقامة أية وحدة عربيه أو أي تجمع لما يعرف بالدول الإسلاميه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بالإضافة للسيطرة الكاملة على أمريكا الشمالية وفتح ثغرة في أمريكا الجنوبيه بعدما سيطرت عليها اسبانيا والبرتغال، ولذا كانت فكرة إنشاء بؤرإستيطانية في كل من الأرجنتين وأوغندا وفلسطين.

 

إلا أنه لم يوجد من هو مستعد لتمويل ذلك المشروع المتعدد الأبعاد، ولا من هو مستعد لإستيطان تلك المناطق، وعرض ذلك على أصحاب رؤوس الأموال الأوربية التي مولت الحرب الأهلية  في أمريكا الشمالية من قبل، ولذا عرضوا الفكرة على قيادات اليهود في أوروبا وكانوا من اليهود الليبراليين الساعيين لإيجاد طريق للفرار من التعصب والعنصرية الأوربية.  

 

وكان من اللازم إيجاد الحشد الجماهيري اللازم لتحقيق المشروع، فكان الحل في إعطاء البعد الديني للمشروع الإستعماري، وعرض على المحفل اليهودي الذي أعطى المشروع الأستعماري الليبرالي البعد الديني بإقتصاره على فلسطين، إلا ان الفكرة لم تلقى كثيرا من الإستحسان، فبدأت تلك المجموعات ترويج المشروع بين البعض من رجال الأعمال المتدينين على أساس أنه مشروع ديني للعودة لأرض الميعاد وحتى مع ذلك لم يكن الإقبال عليه يتناسب مع فكرة الإحلال وإستبدال السكان والسرعه المطلوبه لتمريره، وكانت مرحلة حكم النازي ومعسكرات الإعتقال التي أساسا أٌقيمت لقمع المعارضين للحكم النازي ثم كان لليهود النصيب الأكبرمنها، وكانت الحرب العالمية الثانيه هي الفترات المناسبه لتشجيع اليهود على الذهاب لفلسطين من باب أنه مهما ساءت الأمور فلن تكون أسوء مما هم عليه في أوروبا.

 

 ولم يكن اليهود العرب والشرقين قد تعرضوا لما تعرض له يهود الغربين، فأمتنع اليهود العرب والشرقين عن المشاركه في هذا المشروع الذي لم يكن يمثل لهم أي شيئ بل أن كثيراً منهم عارضوه، فكانت العمليات الإرهابيه ضد اليهود والتي ثبت أن جميعها كان من تخطيط وتنفيذ جماعات صهيونيه.


وقد أوردنا تلك الحقائق التاريخية لتدليل على أن المشروع الصهيوني لإحتلال لفلسطين ما هو إلا مشروع إحتلال وإستيطان غربي بلا منازع، وليس مشروعاً دينياً كما يحلوا للبعض تعرفيه ، ويجب أن نؤكد هنا على إنه بالرغم من أن فكرة أرض الميعاد موجودة في الديانه اليهوديه، إلا أن غالبية اليهود المتدينين يعتبرونها مرحلة تاريخياً تأتي بعد ظهورالمسيح وليس قبله، ولذا كان موقف إجتماع الحاخمات اليهود المجتمعين في مونتريال في ذات الوقت الذي إجتمع فيه مؤسسي الحركة الصهيونيه في مؤتمر بازل الثاني بسويسرا عام 1898، كان موقفعم هو رفض مشروع إستيطان فلسطين.

 
ولكون الصهيونيه فكرة إستعماريه فلا يوجد مبرر للتعجب من موقف الغرب "الليبرالي/الديمقراطي" وتأييده المطلق لكل ما تفعله إسرائيل، فذلك الموقف ليس تحول في الديمقراطيه ولا سقوط لها لأنها كانت دائما ديمقراطيه للإستهلاك المحلي وليست مشعل للحريه كما يتصورها ويصورها البعض، فهي ديمقراطيه طبقيه تقوم على أن الشعب الغربي من الأصل الأوروبي هو الشعب المميز وهو الوحيد الذي يتمتع بالحريه ويمارس الديمقراطيه بهدف إيجاد سبيل لتبادل السلطه وإرضاء الشعب مما يحافظ على السلام الإجتماعي، على ألا يخرج أي من القائمين على الحكم عن طريق الإستعمار، ولذا سعت المؤسسات الحزبيه والدولة العميقة لإستعباد لكل ما لا ينتمي لذات المشروع الذي يضمن إستعباد الغرب للعالم إلى الأبد.

 

 فكما ذكرنا من قبل يجب ألا ننسى أن المنظومة الغربيه هي التي استوطنت بالقوى أراضي المواطنين الأصليين في الأمريكتين وأستراليا ونيوزلندا وجنوب أفريقيا وزيمبابوي و زامبيا، ففكرة الإستعمار الإحلالي ليست جديدة عليهم فهم من ابتكروها، ولم يكن الإعلام الغربي المتغني بالحيادية والموضوعية إلا صورة طبق الأصل لذلك المجتمع، وهو المعبرعن فكره الإنتقائي الإستعماري، وهو إعلام مخصص لذوي النفوذ والطبقة المسيطره على المجتمع.

 

ولا يوجد معبر عن ذلك أكثر من ذلك العرض الكوميدي الإرتجالي

https://www.facebook.com/share/r/183zAYhj7t/?mibextid=WC7FNe

 

فالرابط واضح بين صورة المجتمع الغربي الإستعماري والكيان الصهيوني الذي بني على ذات الفكرة التي بُنيت عليها كل الكيانات الإستعماريه الإستيطانية، لذا نرى الكيان الصهيوني يمارس الفصل العنصري ضد كل ما هو غير صهيوني، حتى ضد اليهود غير الصهاينه، ثم يتشدق بالديمقراطيه للصهاينه فحسب، فهم الشعب المختار، ليس إختيار إلهي ولكنه إختيار من الإستعمار.

أما الجزء الثاني من حديثنا وهو حول الصمت العربي، فسيكون محور مقالنا التالي.

 

 

* محمد شريف كامل مهندس ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب مستقل، هو أحد المؤسسين وعضو مجلس الادارة لحركة حقوق المواطنين، هو أحد المؤسسين والأمين العام والمتحدث الرسمي السابق للمجلس الثوري المصري، و أحد مؤسسي الائتلاف الكندي المصري من أجل الديمقراطية، وحركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة، هو احد القيادات الطلابية المصرية  في السبعينات، عضو نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب مونتريال لمدة 4 سنوات. هو أحد مؤسسي الجمعية الوطنية للتغيير في مصر (كندا) قبل الثورة، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، كذلك أحد مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك - كندا المناهضة للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد من المقالات حول العديد من القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية، والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس مدونة "من أجل مصر حرة".

محمد شريف كامل يمكن للتواصل معه عبر:

1-514-863-9202, e-mail: public@mohamedkamel.com, twitter: @mskamel, blog: http://forafreeegypt.blogspot.com/  https://www.facebook.com/APresidentForEgypt/, https://www.youtube.com/channel/UCl3y4Hxgf05Xr0iDU68r8GQ

No comments:

Post a Comment