ليبرالي أنا!
بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
8 أغسطس 2017
من فتره لأخرى
تضج أجهزة الاعلام وأجهزة التواصل الاجتماعي بالحديث عن ذلك المرض المسمى
اليبرالية، ويبدأ الخلط والمزج بين المفاهيم بهدف التشويش على عقول الناس والتأثير
على المسار، لعلنا نتوه ونضل الطريق، حتى أن البعض يخلط بين الليبرالية والعالمانية
والشيوعية والإلحاد....
ولن أسعى هنا لإستنباط
المعنى وتحليله، ولكني سأضع امام حضراتكم المعنى اللغوي والسياسي لليبرالية والعالمانية،
ولنحاول ان نطابقهما للواقع الذي نعيشه.
يقول المعجم
الحديث "ويكيبديا" في تعريفه الليبرالية أنها مجموعة من المبادئ التى
تنظم العلاقات بين البشر على أسس من العدالة، وحرية التفكير والإعتقاد، وكذلك احترام
الأخر وقبولة وعدم إقصائة.
ويقول ذات المعجم
في العالمانية أنها فصل الحكومة والسلطة السياسية عن السلطة الدينة، وعدم أحقية
الدولة في إجبار أي شخص على إعتناق معتقد ما، وألا تتبنى الدولة أي دين أو معتقد.
والغريب أن من
يتشبث بهذه المسميات يتصورها أو يُصورها على أنها المناقض للدول الدينية، وأنه
بتطبيق قواعد ليبراليته أو عالمانيته سينقذ العالم من جبروت رجال الدين وشرور
الدين ذاته.
ودون الدخول في الجدل العقيم حول مدى
تطابق أو تناقض اليبرالية أو العالمانية والدين، دعنا نتعرف على المعنى المباشر
والتطبيق العملي، ولن يأتي ذلك إلا من خلال الخوض في كل مبدأ من مبادئ المفهومان.
تتحدث الليبرالية عن العدل والمساواة بين
الجميع، بمعنى أدق رفض الظلم ونبذ التفرقة بين البشر على أي أساس كان، أولا يحسنا الدين
على ذلك...؟ كما أن الليبرالية تقر حرية التفكير وحرية الإعتقاد أو اللا إعتقاد، مبادئ جميعها
أقرها الدين قبل أن تولد الليبراليه بقرون عدة، أما قيمة احترام الاخر وقبولة وعدم
إقصائة لم تعرف إلا عندما عرف الانسان الدين.
بإختصار عندما
تقرأ مبادئ الليبرالية تجد نفسك تقرأ مبادئ الاسلام تحت مسمى أخريحتضنه الغرب
ويسعى الشرق لتقليده ويتنازع أهل الشرق مفاهيمه يجرمها البعض ويحرمها البعض الأخر.
ونعرج للحديث عن
العالمانية التي تفصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية، ولأن خلط المفاهيم جعل
بعضنا يتصور أن الاسلام يرفض ذلك، وهذا بلا شك غير صحيح، لقد مثلت العالمانية ثورة
تنوير ضد سيطرة الكنيسة على الحكم في عصور الظلام الاوربية، أمر لا يخص الاسلام في
شيئ، لأن السلام لم ينصب سلطة دينيه فوق مقاليد الأمور، بل أن العالمانية التي تتحدث
عن عدم أحقية الدولة في إجبار أي شخص على إعتناق معتقد ما، ما هي إلا الإسلام.
إن عالمانية وليبرالية العتيبة ومريديه اللتين
اثارتا الجميع، لم نسمع عنهما إلاعندما ثار الشعب العربي للحرية، ولا ننسى انه
عندما ثار الشعب العربي للحرية ضد عمائم الخليج تشبث مشايخهم بالدين كحامي المجتمع
من شر الليبراليه، وعندما ثار الشعب مقدما قيادات سياسية بايدولوجية دينية، إنتفض
ذات المشايخ ليحتموا بكتب الييبرالية المقدسة التي هي عدوة الدين، كما قدموها، في
الحالتين أصابهم الذعر لأن الشعب تحرك بحثأ عن حقه.
ذلك لكون امتلاك الشعب حقه هو في الحقيقة
استرداد حق مغتصب، وبإسترداده ستهتز عروش كما اهتز من قبل عرش كسرى، فما انتفاضتهم
المريضة إلا شهوة السلطة التي لا مبادئ ولا قيم تحكمها.
ويربط البعض الليبرالية بالإباحية، ولا يَسمح
لمريديه بالتفكير في أن الليبرالية حق المجتمع في العيش بحرية وحقه في تنظيم حياته،
تضمنتها الاباحية أو لم تتضمنها، ويتناسى هؤلاء ان مثَلهم الأعلى في الليبرالية، أسيادهم
في الغرب، منهم من يجرم الدعارة التي يروُجون لها ويحتسون كأسها، وأن حرية
الاعتقاد تشكل حرية الاعتقاد في الدين وممارسته، وليست منع الدين وتجريمه أو تشويهه.
إن العالمانية التي ينشدها إبن زايد
ودحلان وتوابعهما هي خلع الدين من الدنيا، بل وإهانة الدين، الهدف من عالمانية إبن
زايد ودحلان أن تزيح الإسلام بما يسمح للإباحية بأن تدمر المجتمع، دون أن يسمحوا
لليبرالية أن ترسي قواعد حرية التفكير والتعبير والإعتقاد، دون أن يسمحوا للعامة
بحق الاختيار، ذلك الحق الذي تصدر منفستو الليبرالية.
إن الحرية قيمة إنسانية فطرية، لم ترتبط بالدين
بل صقلها الدين، فلنصحح المفاهيم ولنحقق الحرية بإرادتنا لنسحق بها العبودية والاباحية
معا.
محمد
شريف كامل
الامين العام للمجلس الثوري المصري
* محمد شريف كامل مهندس
ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب
مستقل، هو أحد المؤسسين والأمين
العام للمجلس الثوري المصري، أحد المؤسسين الائتلاف الكندي المصري من أجل
الديمقراطية، حركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة. عضو
نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع
المدارس بجنوب مونتريال لمدة 4 سنوات. أسس في السابق الجمعية
الوطنية للتغيير في مصر (كندا)، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، وأحد مؤسسي والرئيس
السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك - كندا المناهضة
للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة والسلام في فلسطين.
وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها اتحاد الحقوق والحريات
بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز
مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد من المقالات حول العديد من
القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية، والانجليزية، والفرنسية)، ومدون
ومؤسس مدونة "من أجل مصر حرة".
محمد شريف
كامل يمكن للتواصل معه عبر:
Tel: 1-514-863-9202, e-mail: public@mohamedkamel.com, twitter: @mskamel, blog: http://forafreeegypt.blogspot.com/,
No comments:
Post a Comment