Wednesday, July 27, 2016

البحث عن "شريفة وسما" بقلم: محمد شريف كامل

البحث عن "شريفة وسما"

بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
24 يوليو 2016


ستظل الأخبار ترد من تركيا عما دار في محاولة الإنقلاب الفاشلة، وستظل الأخبار تحمل معها رسائل بل هي دروس وعبر مع كل خبر يطل علينا، وقد استعرضنا في المقال السابق الدروس المبدئيه التي لقنها لنا المجتمع التركي عن فلسفة حياته وفهمة للديمقراطية، وشملت دروس في الإنتهازية الغربية، ودروس للشعب المصرى وأخرى للثورة المصرية.
وقد قدم لنا الاعلام عدة امثلة عن الاصطفاف التركي، وحدة الصف بكل مكوناته ضد هذا الإنقلاب، وقد أستوقفني مثل من تلك الامثلة عرضته الجزيرة حول سيدتان قد لا يكون في حياتهما أي تشابه.
وبإختصار، "شريفة" و"سما" جارتان من إستانبول، لم تجلسا في منزلهما أمام التلفيزيون تتابعان أحداث الإنقلاب وهما تتشاجران مابين مؤيده للانقلاب ورافضة له، وكذلك  لم تجلسا في منزلهما أمام التلفيزيون تتابعان تصدي المنظومة الديمقراطية للإنقلاب العسكري ومحاولة الجيش العودة للحكم وإعدام الديمقراطية.
"شريفة بوز" اسلامية التوجه وترتدي الحجاب و"سما توتار" علمانية ، مثلهما مثل الالاف المؤلفة من الشعب التركي خرجتا لتدافعا عن حياتهما وحياة كل تركي، عن ديمقراطياتهما وعن حلم تركيا الذي تحطم عدة مرات على أيدي الجيش. فقادتا شاحنة نقل إعتلاها الشباب والشيوخ متوجهين جميعا إلى حيث الاحداث لمنع الانقلابين من تحقيق هدفهم.
وعندما عرفت القصة، سعى الاعلام للقائهما، تواجدت "سما" وغابت "شريفة"، عندها رفضت "سما" أن يتم اللقاء دون "شريفة"، فهي لن تسرق العمل المشترك وتنسبه لنفسها، ولم يتم اللقاء حتى جاءت "شريفة"، وخلال اللقاء استعرض الاعلام معهما ما صار في ذلك اليوم التاريخي، وحين وجه لهما السؤال، "لماذا تصرفتا كذلك وهل خرجتا للدفاع عن الحزب الحاكم أو عن الرئيس؟"، كان ردهما في غاية الوضوح، "لنختلف كما نشاء في السياسة ولكن لا بد ان نتوحد أمام الدبابات، كن علمانيا، كن إسلاميا، كن ماشئت، ولكنك أولا وأخيرا تركيا"
"شريفة وسما" ليستا حالة خاصة، بل هما ظاهرة، طاقة كامنة اخرجتها محاولة الانقلاب، طاقة نتجت عن ممارسة الديمقراطية والاحساس بها، هذه الطاقة هي الدافع لنا كمصريين للدفاع عن ديمقراطيتنا المسلوبة التي أغتصبها جيش ضل الطريق، ولم يجد "شريفة" أو "سما" المصريتان لتقفا في وجهه رافضتان الإستسلام لسموم الانقلاب الذي بثها في عقولهم. 
رجعت لاحداث الانقلاب في مصر بحثا عن "شريفة وسما" المصريتين فلم أجدهما، وجدت فقط إنقلاب عشش على أرض مصر وفي عقول الكثيرين.
ولقد عقدنا العزم ألا نتوقف عن البحث عنهما حتى نجدهما، ونحن نعلم جيدا أن "شريفة وسما" المصريتان لن يخرجا للنور حتى ينكسر الانقلاب وتنتفض عقول المصريين، وحينها سنجدهما بإذن الله.

محمد شريف كامل
الامين العام للمجلس الثوري المصري

* محمد شريف كامل مهندس ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب مستقل، هو أحد المؤسسين والأمين العام للمجلس الثوري المصري، أحد المؤسسين الائتلاف الكندي المصري من أجل الديمقراطية، حركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة. عضو نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب مونتريال لمدة 4 سنوات. أسس في السابق الجمعية الوطنية للتغيير في مصر (كندا)، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، وأحد مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك - كندا المناهضة للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد من المقالات حول العديد من القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية، والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس مدونة "من أجل مصر حرة".
محمد شريف كامل يمكن للتواصل معه عبر:

Tel: 1-514-863-9202, e-mail: public@mohamedkamel.com, twitter: @mskamel, blog:  http://forafreeegypt.blogspot.com/,

No comments:

Post a Comment