!عبد الرحمن... و عبد الرحمن...
بقلم: محمد شريف كامل
23 ابريل 2006
(translated into English and published here: https://forfreeegypt.blogspot.com/2006/03/abdel-rahman-and-abdel-rahman-by.html)
* كان عبد الرحمن شخص عادى بسيط يعيش فى إحدى قرى
افغانستان لسنوات طويلة من عمره ثم تحول فجاة إلى نجم عالمى شاهد على عدم تسامح
الإسلام، وبدأ الإعلام العالمى وحتى رؤساء
الدول المدافعين عن الديمقراطية فى العالم الحر يسارعون بالإتصال بالرئيس الأفغانى
للتدخل لإنقاذ حياة عبد الرحمن ضحية الإرهاب والتعصب الإسلامى الأعمى ووجد
الأصدقاء فى افغانستان ذلك فعومل كمتخلف
عقليا واليوم هو لآجئ سياسى يعيش منعم
مكرم فى أحضان سيلفيو بيرلسكونى رئيس
الوزراء الإبطالي السابق وحامى حمى الحريات.
* ومازال هناك عبد الرحمن أخر وأخر فى
سجون الدول العربية من الدول المتأسلمة عددا مثل السعودية ...مصر... تركيا... تونس،
حيث يعذب فى سجونهم عبد الحمن الذى لا يعرف عنهم أحد شئ بينما هم أيضا
ضحايا الإرهاب والتعصب الدينى الذى يمنعهم من إختيار دينهم بطريقتهم وفهمهم له وهو
هنا الإسلام، فقام رؤساء تلك الدول وزعمائها بالإتصال برؤساء تلك الأنظمة حتى لا
يفرج عنهم ويطبق عليهم أشد العقوبات.
لقد ساهم الإعلام الغربي في مأساتاي عبد
الرحمن ولكن بصوره مختلفه توافق هذا هو النظام العالمى الجديد المتخم بالنفاق
والكيل بمكيالين، مكيال لعبد الرحمن الذى إختار أن يكون مسيحيا وهو حقه، ومكيال
أخر لعبد الرحمن الذى إختار أن يكون مسلما وهو يظن أنه حقه.
دعنا اولا نسجل حقيقة ثابنة، أنه ليس
هناك نص دينى إسلامى يفيد أن الخروج من الإسلام عقابه القتل، قمن شاء فليؤمن و من شاء
فليكفر إلا أنه و رغم أن المؤسسات والهيئات
الدينية الإسلامية المختلفة قالت ذلك وبوضوح فلا يسمع لها لا صوت ولا صدى و يتبارى
السادة الجهلاء من أدعياء التحليل السياسى والفهم الدينى الترديد عبر الإعلام بان
هذه هى إحدى الدلائل على عدم سماحة الإسلام وتشاركهم فى ذلك قيادات سياسية إما عن
جهل أو عن قصد والإثنان لاعذر لهما.
إن الأمر لم يتوقف عند عبد الرحمن بل
إمتد لكل ما هو دينى ويحاول هؤلاء المغرضين فرض صورة جديدة على العالم لا تختلف
كثيرا عن الحروب الصليبية، فهى قيادات غربية تدعى المسيحية وتحرك عواطف السذج
لتؤكد للجميع أن الإسلام والمسلمون هم الخطر الحقيقى وأنهم يقفون فى وجه المنظومه
العالميه الجديده والعولمة الجديدة برفضهم
حقوق المرأة ورفضهم بناء الكنائس وإضطهادهم لكل ما هو مسيحى أو يهودى، وأن
المسيحية واليهودية يجب ان تتصدى لهم ، وهذه هى الحركة الصهيونية من المسيحيه واليهوديه،
والديانة المسيحية واليهودية بريئه منهم.
وهؤلاء يحاربون من وينتقمون ممن ؟ هم
يحاربون كل ماهو غير صهيونى، كل مستنيرا مدافعا عن الحق في العالم وخلطوا كل الأوراق وتمادوا فى الكيل
بمكيالين.
فحين ترفض بلدية الكويت طلب بناءكنيسة يتصدر
الخبر الصفحات الأولى في جميع صحف العالم الحر...! منددا بهذه التفرقة الدينية والتعصب
الأعمى للإسلام والمسلمون، وعندما ترفض بلدية روما، مونتريال، برشلونة أومدريد بناء مسجد فلا ذكر له وإذا ذكرا فهو أمر
إدارى ويجب أن يناقش في أروقه المكاتب الإداربة أوالمحاكم وليس الصحافة والأروقة
السياسية وأمثال ذلك كثيرة.
وعندما يختار عبد الحمن دينه الإسلامى فو
متشدد ويجب أن لا ندافع عنه حتى لا نشجع الشباب والفتيات على الإقتداء به بل حتى
لو سجن قهو خير، فقد يكون ضمن تنظيم إرهابى وإلا لما إختار طريق الدين...! وعندما
يختار عبد الرحمن دينه غير الإسلامى فهو حر يمارس حريته فى العقيدة وتمتد له أيادى
المساعدة و يمنح حق اللجؤ السياسى لأيطاليا.
وعندما نتحدث عن الإذدواجية والنفاق
السياسى لدى هؤلاء أدعياء الحرية، نحن لا نبرء الطرف الأخر، وهى حكومات الدول
المتمسحه بالإسلام ، ولكنه للحق قإن
هذه الحكومات لاتمارس الإذدواجية
ولاالنفاق السياسى لأن في عالمهم لا حقوق لمواطن فالكل في ذلك يستوي.
إن حرية الممارسة الدينية والسياسية هى
حق للإنسان لايمنح أويمنع ولكنه ليس الحق الأوحد، وكما يجب أن نتكانف ورائه فإنه
يجب أن لا نمتمع عن الوقوف وراء كل الحقوق الإنسانية من حرية الإختيار والمأكل والملبس والعمل والتنقل والمشاركه
السياسيه ، وحريه الإستقلال السياسي ومقاومه الإستعمار ،وجميعهم لا وجود لهم إلا
في خيال أدعياء الحرية من تتار العصر الحديث الذين يصرون على منحه ومنعه على من
يشاءوا.
إن العولمه المسيطره لا مخرج منها إلا
بالعولمه الشعبيه، عولمه الجماهير مقابل عولمه الإستغلال وأصحاب رؤوس الأموال،
هكذا علمنا عبد الرحمن.
وحتى ذلك الحين:
*
إلى كل بلاد العالم المستغل وأفغانستان تحديدا، مخرجكم من الإضطهاد في أيدي
السيد سيلفيو بيرلسكونى مستعد لمساعدتكم و إستقبالكم فلا تترددوا و تذكروا عبد الرحمن.
* إلى كل المحاربين من أجل الديمقراطية و إلى محررى أفغانستان... هل
نجحتم في تحقيق الحريه المزعومه أم جعلتم الحال أسوأ مما كان...؟ هل تدركون الفارق
بين نظام طالبان و نظام كارازى...؟ إن عبد الرحمن هو الوحيد الذي يعرف.
.
* محمد شريف كامل: كاتب وناشط عربي من
مونتريال
No comments:
Post a Comment