صدى انتصار لبنان
محمد شريف كامل* بقلم:
16 مايو 2003
كل عام في ذلك الوقت يزداد شعورنا بالفخر الشديد فى ذكرى
الإنتصار الأوحد على الصهيونية، وأنا أصر أنه الإنتصار الأوحد، وذلك ليس إقلالا من
شأن إنتصار إ رادة الشعب العربى فى حرب السويس ( 1956 ) حين حاولت الصهيونية تعطيل
مشروعه القومى للتنمية وهذا لا يقلل من رفض الهزيمة فى 1967 حين رفض الشعب
الإستسلام رغم الهزيمة العسكرية، وهذا لا يقلل من شأن البطولة العسكرية للجيش
العربى فىحرب 1973 تلك البطولة التى خانها من نصبوا أنفسهم ولاة على العرب بتسليم
تلك الإنتصار للولايات المتحدة والصهيونية وتحويله إلى هزيمة كبرى نعيش نتائجها فى
يومنا هذا وكل يوم تالى وحتى نحقق نصرا أخر كذلك الذى حققه الشعب اللبنانى البطل.
لقد عاش الشعب اللبنانى سنوات عديدة من السيطرة
الأمريكية ثم الإحتلال الصهيونى، الذى توغل حتى وصل عاصمته، فكان ذلك الإحتلال
بمثابة ميلاد حقيقى للبنان عربى قوى أقسم أن لا يستسلم فأجبر العدو الأقوى عسكريا
أن ينسحب فى الظلام مخلفا ورائه العار الذىلن ينساه أبدا، وصمد لبنان دون قوى
عسكريه تذكر غير إيمانه ودون مساعدة إلا من شعبه ودون سلاح إلا من ذاته.
كل عام يزداد شعورنا بالفخر ليوم ذكرى الإنتصار
اللبنانى، حين إنتصر لبنان لكل العرب والمسلمون، إنتصر لبنان لهزيمتنا الداخلية
التى نعيشها منذ الخيانة الكبرى ( كامب دافيد الأولى ) والتى ولدت كل الخيانات
التى كان من سلسلتها إحتلال العراق الجريح وسقوط بغداد ذلك السقوط الذى جاء نتيجة
طبيعية للإتهيار العربى الذى تلى الخيانة الكبرى،
ولذا كانت ذكرى إنتصار لبنان هذا العام أكثر أهمية لأنها تنير الطريق من
ذلك الظلام المعشش فى عقولنا وهذاظلام اليأس الذى زرعه العدو فى قلوبنا، فعندما
كاد العراق يسقط تدافع العرب والمسلمون للدفاع عنه لولا الخيانة المستمرة من هؤلاء
المنصبون قيادات للعرب، فكان الإنفصال بين الشعب والقيادة، فكان لبنان حقا هو
البلد الوحيد فى المنطقة الذى عبرت قيادته عن إرادة شعبه فإنتصر الشعب ولم تخزله قيادته
وحافظ على إنتصاره رافضا الخضوع للضغط الأمريكى الصهيونى رغم كونه من أضعف دول
المنطقة إقتصاديا، فأنتصر على الخوف وحافظ على المبدأ.
فيوم نقتدى بشعب لبنان سننتصر على الخوف داخلنا ونسترد
كرامتنا ونثأر لشهدائنا وتعود بغداد شعاع الحضارة وتتحرر فلسطين.
وحقا سيظل إنتصار لبنان يضئ لنا الطريق لعلنا نرى
الطريق.
محمد شريف كامل
رئيس مجلس إداره هيئه اللإعلام البديل RAM-APM
ومسؤل العلاقات
الإتحاديه بالمنتدىالإسلامي الكندي CMF
No comments:
Post a Comment