Saturday, July 8, 2000

القدس بقلم: محمد شريف كامل


القدس

بقلم: محمد شريف كامل
8 يوليو 2000


   القدس هى عاصمة الصراع العالمى منذ ألاف السنين ، منذ موسى و داوود عليهما السلام و حتى عصرنا هذا .

القدس إذدهرت دوما خاصة تحت الإحتلال حين تنتفض و تقوم و تقول كلمة حق . القدس عربية
رغم كل محاولات التفريغ من معنى العروبة التى يمر بها الكثيرين من الدعياء و غير الأدعياء .

و صراعات القدس متعددة نتناولها اليوم فى قضية ذات زاوية مختلفة تماما قد يرى البعض انها ليست قضيتنا و لكنها ولا شك قضيتنا .

فقضية القدس متعددة الزوايا: منها الزاوية الدينية و العرقية و اللغوية و لكن فى المؤتمر العالمى للأرذودوكس العرب ( مسيحيي القدس ) و الذى إنعقدت جلسته السادسة فى مونتريال 24-25 يونيو 2000 و الذى تشرفت بحضوره ، تعرفت على زاوية جديدة لقضية القدس .

تقول نشرة المؤتمر الرسمية :
"  لقد ولدت الكنيسة العربية الأرذودكسية مع الإعلان الذى قدمه الخليفة عمر بن الخطاب إلى ( سوفرنيوس ) بطريرك القدس فى عام 638م ، و الذى نص على حرية الشعائر الدينية لإخوة الخليفة فى الدم ( العرب ) الذين وصفهم الإعلان بأنهم يعيشون فى المنطقة منذ اكثر من ألف عام على أرض فلسطين و الذين شهدوا ميلاد المسيح منذ ستمائة عام . و قد أعطى إعلان عمر بن الخطاب اليد العليا فى الكنيسة للعرب الإرثوذوكس و حقهم فى رعاية الممتلكات المقدسة المسيحية و تعبيرا عن رغبة الخليفة فى إعطاء الحق لسكان البلاد الأصليين دون الروم المستعمرين حيث أعلن أنه لا يحق لأى مواطن أن يعيش فى القدس تحت راية الدولة الرومانية.
 إن ذلك الإعلان يذكرنا بلا شك بوحدة المسيحيين الأرثوذكس و إخوانهم المسلمين ضد كل الغزاة ، لقد كانوا قوة مساعدة فى جيش خالد بن الوليد فى حربه ضد البيزنطيين فى القرن السابع و فى جيش صلاح الدين الأيوبى الذى هزم الصليبيين فى القرن الثانى عشر."


لقد عاشت الكنيسة المسيحية فى القدس تحت قيادة لأرثوذكس العرب حتى عام 1534 و للأسف بعد ذلك سلمت إدارتها للكنيسة اليونانية، و منذ ذلك الحين و هى تعيش صراع الإنتماء القومى حتى ان صلاتهم تؤدى بللغة اليونانية فلا يفهمها أبنائهم و يبعدون عن الدين وممنوع على اى من قساوستهم أن يترقوا إلى المراتب العليا فى الكنيسة.

 ثم دارت مؤخرا و منذ الإغتصاب الصهيونى مظاهر التأمر التى إمتدت إلى بيع الأراضى و الممتلكات الخاصة بالكنيسة لليهود و الحكومة الصهيونية فى ظاهرة مستمرة حتى يومنا هذا.

الأمر ليس صراع على قيادة الكنيسة لأن لو كان الأمر كذلك فما خص غير طرفى الصراع ، و لكن الأمر أكبر و أخطر بكثير مما يتصور البعض .

إن الأمر له شقان أو بعدان ، فهو صراع أقلية لحقها فى البقاء و هذا هو حق يجب على كل إنسان أن يؤيده، و من زاوية أخرى- وهى الأخطر- فهو صراع على ماهية القدس التى تتغير كل يوم .

فكل ذلك يتوافق مع الحملة العالمية التى تقودها الحركة الصهيونية و ينضم تحت رايتها للأسف بعض الشخصيات الرسمية و الدينية فى الكنيسة الغربية ( الكاثوليكية ) و التى تهدف إلى تفريغ القدس من كل إنتماء عربى أو قومى حتى تصور الصراع الدائر حولها إلىصراع يهودى إسلامى و بالطبع الرابح الوحيد من ذلك هو الحركة الصهيونية التى تملك العقلية الغربية بالكامل بإعتبار أن الإسلام هو عدوها الرئيسى فتلقي بكل ثقلها وراء الحركة الصهيونية التى تلعب هذا الدور منذ أكثر من مائة عام .

و نظل نحن صرعى عجزنا عن الإلمام بأوراق الصراع و نرتمى فى أحضان الولايات المتحدة بينماطريق القدس هو ما كان منذ ثمانى مائة عام على يد صلاح الدين الأيوبى ، حين قاد جيش عربى موحد تحت راية إسلامية شملت مسلمى و مسيحى القدس، فتحررت القدس .

إن الإرتماء فى أحضان الغرب و تنمية العداوات الداخلية بين المسلمين و المسيحيين فى الإراضى العربية هو هدف شهدنا نتائجه فى لبنان و السودان و نشهد تدهور العلاقة فى مصر.

إن قضية الكنيسة الأرثوذكية فى القدس هى قضية تخصنا جميعا حتى و إن تبدوا كقضية داخلية أو صراع على قيادة الكنيسة .

و لكن لماذا تم تسليم الكنيسة العربية لليونايين و لماذا بالتحديد فى القدس و أرض فلسطين و الأردن مازالت القيادة هناك يونانية رغم أن شعب الكنيسة كلهم من العرب ؟  و هل ستظل الكنيسة كذلك بلا قانون ينظم حركتها ويظل معظمها يخضع لوزير الشئون الدينية الصهيونى ؟

إن الإمر يستحق رؤية أعمق داخل القضية حتى لا يتصور البعض أن الأمر مجرد صراع على قيادة صلاه داخل الكنيسة ، لأن الأمر في ذلك الحين يكون تفريفغ لمضمون القضية.

 إن هؤلاء المسيحيين هم عرب لهم كل حقوق العروبة و الحماية و المصلحة المشتركة داخل أرض القدس و فلسطين ، وهم طرف أساسى فى التفاوض و الصراع فهل نتركهم صرعى السيطرة الغربية يحاربون منفردين أم نتدخل و نعتبرها قضيتنا، و هي و لا شك كذلك .



No comments:

Post a Comment