عنما يصبح عبد الناصر -كذباً- مادة لتبريرالإستسلام والخيانه
بقلم: محمد شريف كامل
30 إبريل 2025
كلما أرادوا تمرير الإستسلام أطلقوا
الأكاذيب حول الزعيم، وكلما أُُطلقت الأكاذيب والإدعاءات المنقوله زوراً، أو التأويلات
لمقولات وأحاديث أدلى بها، كانت تلك مقدمة لكارثة يرتب لها أعداء الأمة المتحكمين
في أمورها عن غير حق، ويحاولون أن ينسبوا خيانتهم لزعامة تحظى بالاحترام لتمريرها.
وللأسف البعض ممن يدعون الثورة
والنقاء، والبعض من فاقدي البوصله التاريخيه والسياسيه يتلقفون مقتطفات موتوره من
أحاديث الزعيم ويتناولونها بسطحيه كعادتهم بهدف تمرير هدفهم الأسمى الذي يتمثل في تشويه
تاريخه، وعن قصد أوعن جهل يلتقي هؤلاء في ذلك العمل مع مروجي مشروعات الإستسلام
للحركه الصهيونيه.
لذا فأنا أرجو ممن يدعي العلم
والمعرفة، ومن يدعي الحرص على الوطن والحقيقة، ومن يدعي القدرة على التحليل
السياسي، ويريد الحديث في هذا الموضوع أن يسمع التسجيل كاملا، والذي لم يكن سراً
في أي يوم من الأيام، وأن يدرسه بدقة، وكذالك عليه أن يستمع لباقي أحاديث عبد
الناصر، وأربطوا ما تستمعون له بالزمان الذي قيل فيه والمناسبه الذي ذكر فيها، ولا
تكونوا كمن يَُؤول الأمور، كمن بتر الأية الكريمة وتوقف عند " لاتقربوا الصلاة".
ما قاله عبد الناصر ويَُؤولونه على
أنه "تسريبات وفضيحة" هو في الحقيقة شهادة لعبد الناصر أنه زعيم عن حق،
يُعد للحرب بينما يتحدث عن سلام مشمول بإسترداد كل الحق العربي وليس حل منفرد لكل
دولة وإهدار القضيه الفلسطينيه كما فعلوا بعد ذلك.
وأحب أن أذكر هنا بعض النقاط للتاريخ،
وإحقاقا للحق فإن بعضها مستوحاه مما سبق أن قاله أخرون:
-
عبد الناصر لم يكن شاب مندفع يروج شعارات جوفاء
كما يحلوا للبعض أن يروج، عبد الناصر كان رجل دولة يعرف متى يناور ومتى يهاجم.
-
الحديث الساذج المتكررعن أبناء عبد الناصر هو قمة
الجهل، لأن عبد اتلناصرغير مسؤول عما يفعله أبناءه بعد 55 عاما من وفاته، ولن أذكر
أين يقف أبناء مؤسس حركة حماس لأنني لا أحمله ذنب أبناءه ولا أقلل من ِشأنه وشأن
حركه مقاومه صلبه شريفه بما يفعل أبنائه أصابوا أو أخطأوا.
-
هناك ترتيب لكارثة جديده، والترويج
لهذه التسجيلات بالصورة المجتزأة في هذا التوقيت وبهذه الطريقة المعتاده من مروجي
الأكاذيب هي أكبر دليل على ذلك.
-
نعم لقد قال عبد الناصر أن اسرائيل معها كل القوى
العظمى ولكنه لم يستخدم ذلك للإستسلام كما فعل السادات وتوابعه، بل قال ذلك لإيضاح
أهمية الإعداد الجيد.
-
هناك ضروره لإستيعاب السياق التاريخي لما قاله
عبد الناصر في هذا الحديث، لقد قال هذا الكلام وهو الزعيم الوحيد الذي يحارب بينما
يعيد بناء جيشه، وقت كان يتجه لحرب الإستنزاف بسرعة قياسية، والتي يعرف الصادقين
مدى قوة تأثيرها على العدو.
-
قال ذلك وهو يبني أكبر شبكة دفاع جوي في المنطقه
على حافة القناة، حائط الصواريخ، في الوقت اللي كان يهاجمه العديد بسبب قبوله
مبادرة روجرز، وكان ينتهك المبادرة لإدخال عدد هائل من بطاريات الصواريخ لمواقعها
الهجومية.
-
وكذلك قال أنه بسبب تفوق اسرائيل علينا جوا وبرا
فلابد من التعادل معها أولا ثم الحرب، وهذا مافعله عبدالناصر ببناء حائط الصواريخ
الذى حقق الحد من الهجوم وفى أسبوع بدأ التصدي للطائرات الاسرائيليه، ومنها جائت
حرب 1973 التي أضاعوا نتائجها على طاولة الإستسلام المسماه المفاوضات.
-
عبدالناصر لم يقل فى هذا التسجيل أو في أي حديث
أخر أنه سيعقد سلام مع اسرائيل، عبدالناصر قال أنه يؤمن بالتدريج فى إسترجاع الأرض
1967 ثم 1948.
-
وكان عندما يتحدث عن إمكانية الحل السلمي، يربطه مياشرةً
بأن يكون حلاً عادلاً ويعيد كل الحق العربي.
-
عبدالناصر قال أن إسرائيل ليس لها أي مشكلة معنا
وممكن نسترجع سيناء بسهولة إذا تخلينا عن القضيه الفلسطينيه ولن نفعل ذلك، وللأسف ذلك
ما فعله السادات وتوابعه.
للأسف أعداء عبدالناصر ليسوا أمناء
ولا يعادونه من منطلق سياسي تحليلي لصالح
الوطن، كانوا علمانيون أوقوميين أو يساريين أو إسلاميين أو ممن يرتزقون باللحظه،
ولكن عدائه وتزييف التاريخ هو هدفهم الأسمى حتى وإن كان ما يروجونه هو خدمه لأعداء
الوطن.
ولن تتوقف تلك الحملات مهما طال
الزمن، لأن عبد الناصر وإن مات بجسده فزعامته وما زرع في الأمة من قيم تؤرقهم ليل
نهار وتغلق عليهم الطريق لإتمام مشروع الخيانه، ذلك المشروع الذي ينفذونه على الأرض
بحكم ما يملكون من قوى مادية، ولكنه لن يدوم للأبد مادمت القيم والمبادئ مازلت على
قيد الحياة، وستجف الأقلام وستُكتم الأصوات لحين حتى يهل علينا إدعاء كاذب جديد.